الأحد، 26 مايو 2019

بكائية الأجراس: هاشم شلولة






 


فلسطين - بوابة اليمامة الثقافية. 


أشربنا المكان دم الزمان حتى نفذ ، ولم يتبقى منه سوى سؤال مبتور الأجنحة يقضي بلماذائية تركه بلا دماء . على النهر الأخير الذي ظل يقرع شقفة الأرض بأجراس الماء ؛ الأرض التي كانت تحتوي رأس أبجديتنا الثقيل ، والذي عليه انتحبت قوارب الحدس الجافة التي ظلّت تُقاتل إعاقة القصيدة ، وتعيدها لسَوائها .. لما بعد النار التي تتقيأ ذنوبًا قد ارتكبناها قبل المجيء من ذلك المكان الذي نجهله .

قد ضلت بيارقنا وهتف الحوار هتافات الخلاص ، وظلَّ فينا ميلاد الأولياء . كانت كنائسنا زاويةً للهلاوس وانصهارنا في صمتٍ قد يطول وقد يرتدي معطفًا ثقيلًا أمام البداية ومفترقات الغيب المتآكل .

ضاعت صوامعنا بداخلنا الصغير واتساع مساحتها لتحليق نوارس المعنى في جوفها . تعود الرياح إلى رئة الخطوة الأولى .. إلى جوف الدهشة التي راحت فداءً وبهتًا لوقت الرفاق الذي ضاع في المقهى القديم ، فوق الغيم وخلف وداعات السفر .

نسيتنا القطارات كأننا غفر للمحطات ، لا نغادر ولا نُغادَر ولا تغادرنا رؤى الله البدائية . ستبكي الصديقات على قصائدٍ لم يقلها الشعراء لحبيباتهم اللواتي صرخن أمام الشمس التي قص غرتها غيابي في حضوري .

ألا يكفيك يا وهم الطريق ؟. ألا تكفيك المسافة وما ظل من حب في قلوب الجوعى ؟. يكبر الوهم ، ينمو وينسى نصيبه من نفسه حين يرنو من صرح أغنيتي اليتيمة .

قد كُسر مفتاح النبوءة ، وأسقطوا من قلبي قلبي ونرجسة مراهقة ، لم تضل الطريق لكنهم أعموا فيها شغف الجنون الشفيف الذي امتطى ظهرها الغض أمام ساحل الصبا الذي انتهت زمنيته الأخيرة .

تعانق سروة صغرى قصر قامة الدرب التائه في عمقي وما بين صحاري الألم الواسعة اتساع روحي التي لم يترأف بها فردوس .

عابرون على ظهر الحب منذ الأزل الضاربة جذوره في باطنٍ لم تنساه إلّا إلاهات الحزن الكبير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...