‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعر. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 12 أغسطس 2019

بماءِ اللَّازورد : معين شلبية




بماءِ اللَّازورد -  معين شلبية:

وقفتُ أَمامَ البحرِ خارجَ طاعَتِي
أَستذكرُ الكلماتِ والإِيحاءَ والرُّؤْيَا
فيما تعدَّى مِنَ الوقتِ المُتاحِ
فالوقتُ تاريخُ الحنينِ المُسْتَعِدِّ
يَلُمُّكَ ويَضُمُّكَ فِي انتظارِ دلالةٍ منكَ لَعَلَّكَ
تُفضي كما كنتَ
كأَنَّكَ أَوَّلُ مَن يُدلي برايَتِهِ
أَو آخرُ الفقراء.
لن أَكتبَ الأَسرارَ إِلَّا
بعودةِ موجةٍ فِي الرِّيحِ قد هرَفَتْ أَمامَ الصَّمتِ
لَعَلَّها سئِمتْ مِنَ الإِحباطِ أَو يئِستْ
مِنْ فَرْطِ الكِنايةِ والجِناس.
سأُصَدِّقُ الرُّؤْيَا
إِذْ ليسَ للتَّاريخِ وقعٌ أَو مجازٌ
يُملي عليها مِنَ الحضورِ أَوِ الغياب.
هنا أَو هناكَ مَشَيْتُ على الطَّريقةِ ذاتِهَا
لا شيءَ إِلَّا الأَزرقُ الكُلِّيُّ فيَّ
هيَ رغبتي العطشَى إِلى ما لستُ أَعرفُ
كأَنَّ حِسَّاً فوضويَّ النَّبْرِ
أَو مَسَّاً جماليَّاً
أَضرمَ شهوةَ الإِيقاعِ في المبنَى الَّذي
ما ساوَرَتْهُ ريحُ الشَّكِّ فِي الرُّؤْيَا
كي أُشْعِلَ النِّيرانَ في جَسَدِ القصيدَة.

بماءِ اللاَّزوردِ
أُطِلُّ على زيتونَةِ المعنَى
لا لأُرثيها أُطِلُّ
بلْ لأَحرسَ دمعَهَا المَنْسِيَّ فيَّ
حينَ تؤَثِّثُّ مِنْ سرابِ الوَجْسِ
ما أَلِفَتْ يداها مِنَ الحكايةِ والرِّوايَةِ
بَيْدَ أَنَّ الحُلْمَ فِي الرَّهْنِ المباغِتِ
يرفعُ الوعدَ المقدَّسَ
وشجرةَ الزَّيتونِ الَّتي امْتَلَأَتْ بها رُوحي
حينَ تُزَيِّنُ شالَهَا الكحلِيَّ، حبَّةً حبَّةً
تهليلةً لأَوراقِهَا العائِدَة.

الجمعة، 12 يوليو 2019

كعادتي: يسرا الخطيب



يسرا الخطيب - بوابة اليمامة الثقافية 

كعادتي
وكقامة سامقة
أتعمد بشمس الظهيرة
لأصلب ظلي
 كي لا يتبع  ظلك
المنحسر بين شروقي وغروبك.

لا أملك إلا ناصيتي
فأحتضن جهاتي الأربع
أختزل كل الفصول ..

أتمحور ريحاً واثقة
تعلو سمائي الملبدة بغيومك
أهطل بها غيثاً نقياً
لأرطب قيظ نهارات ٍعقيمة 

تدور رحايّ
لألتف وحلمي
على عقربَيْ زمننا الآفل
وأوقف رحلة الدوران .

الأحد، 7 يوليو 2019

ألحان الجوى: عبد السلام زريد




عبد السلام زريد - فلسطين 

ألحانُ الجَوى

من مُزْنِ رُوحِكِ قد سَقيْتُ  زماني
إذ     أنَّني   أهوى   الَّتي   تَرضاني

أيْقَنْتُ   أنَّكِ   لَمْ   تُحِبي   مَدْمَعي
وأنينُ  وَجْدِكِ في النَّوى    أَدماني

أوَ كيفَ أَُنْزَع  من فؤاديَ    فَيضَها
وهيَ    الَّتي  من   دَمعِها   ترعاني

تَفنى    النَّوائِبُ   إذ  أطلَّتْ  لحظةً
ويَغيبُ   غَيمُ    البُعْدِ  من  أذهاني

هذا   الجَوى  مثلَ البراكينِ    الَّتي
فاضتْ  وما   هَدَأَتْ   لبِضْعِ   ثوانِ

تَأتي القوافي    إذ ذَكَرْتُكِ   تَحتفي
وتُقِيمُ      حَفلًا     يرتوي     بِبَيَانِي

وصَبابتي في طَرْفِ حَرفِكِ تَحتمي
لِتداويَ      الأسقامَ     مع   تَحْناني

طالَ   الفِراقُ وفي القَصيدةِ لم أَزَلْ
أروي     حكايا   البُعدِ     والحِرمانِ

مهما     كتبتُ  فَلنْ  أُجَاري    لوعةً
سَهِرَتْ  معي حينَ   السُّهادُ   رَماني

حَتَّامَ يبكي الحَرْفُ من وَجْدِ الهوى
 ويُقيمُ   ما   يَهوى   على    ألحاني

السبت، 6 يوليو 2019

أنا شاعر بسيط: نعمة حسن علوان


نعمة حسن علوان - العراق 

أنا شاعرٌ بسيط
لم أظهرْ كثيرا وراء المنصات
لم اشتركْ في المسابقات
ولم أدعَ لمهرجانات
ولا أسعى وراء النقاد
فليس ثمة ما أدلي به
كل الذي أرغب في الإفصاح عنه
أدونه هنا على هيأة نصوص
لن أضع قبعة فوق رأسي
أو حقيبة جلدية على كتفي
أو أتأبط كتابا لم أقرأْهُ
لا أقعرُ اللغة أو أحدبُها
أتجول في مدينة
لا تعرفني
وأنمو على أرصفتها كشبح أبيض
أنا شاعر بسيط
التقط صورا شتى
أصادف أشخاصا شتى
أعشق نساءً شتى
وأدلي بأسراري لإمرأة واحدة
قد لا أبوح باسمها لأحد
ولكنني أضع صورتها مع بطاقتي
كهوية تعريفية لشاعر
بسيط 

الجمعة، 28 يونيو 2019

أعرف هذه الكلمات: الشاعر سلطان مي


سلطان مي - فلسطين 

أعرفُ هذه الكلمات
وأعرفُ أنني أفتشُ عن فرحٍ ليسَ فيها.
وعن قلب ضاقت بهِ الحرب.
أعرفُ أن الله ينبُذُني، وهذا أمر طَبيعي
أنا جنرالُ المَصائِب وسيد كلِّ المسالِكْ.
أنا الوردة الحمراء التي نجت من شتاءٍ قارسٍ نجاة الشبابيك الفسيحة من الريح.
كأنني وحدي الذي صَعدَ كشهقةٍ مُبجلَّةٍ بأمرِ الرّبْ.
أعرفُ هذه الكلمات .. وتجاعيدها ..
وكلُّ نبضٍ فيها، كيفما مالَتْ.
حروفٌ على أهبة البكاء، حُرَّة من مفاهيمها. حُرَّة من والدها وكاتبها..
عاديّةٌ كمرأةٍ خائفةٍ من الحُب..

أعرفُ هذه الكلمات التي تحملُ غدَها في حقائبها.
أعرفُ النّسيان جيدًا إذا هَبَّ.

لو أنكَ تزوجتَ وأنجبتَ يا يوسف
لرقصتَ طويلًا فوق هاويَتَين،
لو أنكَ فعلت
وصارَ لكَ أخوة في الحُلمِ والآخِرَة
لخرجتَ كالخيطِ من إبرة الضوء
وتغيّرتْ خطّة الصَّياد .
لكن ما كنت لتنجو
من بئر القصيدة ورائحة المكيدة
لتعلو بعدها أليفًا مع الرّيح والحَربْ..

الثلاثاء، 25 يونيو 2019

قصيدة الدَّمُ فَلسَفَةُ النَّدَمِ: الشاعر السوري عمر هزاع.



عمر هزاع - سوريا 

الدَّمُ فَلسَفَةُ النَّدَمِ

لِلحَربِ فَلسَفَةٌ حَمراءُ..
نَختَرِطُ
بِها؛ البَياضَ سَواداتٍ..
وَنَنخَرِطُ..
*
وَلا صَحِيحَ..
سِوى:
أَنَّ الجُنُونَ يَدٌ..
يَمُدُّها؛ لِصِراعِ الإِخوَةِ؛ الغَلَطُ..
*
دَمٌ دَمٌ هَهُنا..
أَيضًا..
هُناكَ دَمٌ دَمٌ..
دَمٌ طَرفانا..
وَالدَّمُ الوَسَطُ..
*
مِن نُقطَةِ الـ(ـنَّـ)ـدَمِ الحَمقاءِ
قَد نَبَتَتْ لِلأَبجَدِيَّةِ؛ حَولَ الأَحرُفِ؛ النُّقَطُ..
*
كُنَّا نُحَلِّقُ..
كانُوا يَلحَقُونَ بِنا..
وَحِينَ قِيلَ: (اهبِطُوها)..
كُلُّهُم هَبَطوا..
*
- أَما اكتَفَيتُم؟!
"وَسادَ الصَّمتُ, وَالتَفَتُوا نَحوَ الضَّحايا, فَثارَ الهَرْجُ وَاللَّغَطُ.."
*
- القاتِلُونَ بِأَيدينا سَنَقتُلُهُم
- أَتَفرُطُونُ عَلَيهِم؟!
- قَبلَنا فَرَطُوا..
*
- وَالضَّاغِطُونَ عَلى أَعصابِكُم؟
- سَقَطُوا..
- وَالسَّاقِطُونَ عَلى أَعقابِكُم؟
- ضَغَطُوا..
*
- وَما السَّبِيلُ لِلَأْمِ الجُرحِ؟
- قاصِرَةٌ عُرى الضّمادِ؛ إِذا ما قَصَّها الشَّطَطُ..
*
- فَكَّكتُمُ الوَطَنَ..
- التَّارِيخُ يَشهَدُ: لَم نَكُنْ لِنَفعَلَها؛ لَو أَنَّهُم رَبَطُوا..
*
- سَتَأكُلُ الحَربُ مِن أَبطالِكُم..
- أَكَلَتْ.. وَالآنَ؛ تَأكُلُ مِن أَطفالِنا القِطَطُ..
*
- قَدِ انكَمَشتُم بِقَعرِ الثَّأرِ..
- لَيسَ لَنا سِوى: التَّقَعُّرِ فِيهِ؛ بَعدَ ما انبَسَطُوا..
*
- بَدَأتُمُوهُم بِها..
- كَلَّا.. هُمُ ابتَدَؤُوا؛ وَلا تَراجُعَ حَتَّى يُخمَدَ السَّخَطُ..
*
- هَذا التَّمَنهُجُ؛ فِي التَّقتِيلِ؛ يَحصُدُكُم حَصدَ السَّنابِلِ..
- نِعمَ النَّهجُ! وَالنَّمَطُ!
*
- سَتَنتَهُونَ.. إِلى لا شَيءَ..
- فَلْتَكُنِ العُقبى.. إِذا ما انفَرَطنا.. أَو هُمُ انفَرَطُوا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الهَرْجُ: شدَّةُ القَتل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ



الخميس، 13 يونيو 2019

على كل حال: الشاعر المصري حسن عامر



حسن عامر - مصر 

صورتي في الماء
أنا باختصارٍ شديدٍ أنا
لا دمي كان نهرًا
ولا ريشةً في جناحِ الطيورِ يدي
ولَم أمْتَحِنْهُ
              ولَم يَمْتَحِنْي غَدي
ولستُ بِمُنْتَظِرٍ أيَّ شَيْءٍ
أنا موعدي

تَمَشَّى بيَ الزمنُ الكَهْلُ
حتى تداعى
فما أشبهَ الْيَوْمَ بالبارحة

نوافذُ من تعبٍ أغلقتْ ضفتيها
وعاطفةٌ مالحة

على كلِّ حالٍ
   خرجتُ من الذكرياتِ بقلبٍ سليمٍ
فلا رعشةٌ من زمانِ الأصابعِ  فوق يديّْ
ولا شعرةٌ فَوْقَ أيِّ قميصٍ تدلُّ عليّْ
ولا رائحة

بريءَ المناديلِ من دمعةٍ جارحة

تَعَلَّمتُ كيفَ أحبُّ وكيفَ أغنِّي
وكيف أودِّعُ سيِّدَةً في الطريقِ إلى غَدِها ثم أنسى
وكيفَ إذا صالحتني خطايَ على شارعٍ أقتفيهِ وأمضي
وأعرفُ عن لافتاتِ البلادِ وعن عجلاتِ القطاراتِ
ما أكتفي في البكاءِ به يا صديقي
وأعرفُ وجهَ عَدُوِّي وأعرفُ موضعَ طعنتِهِ الآتية

أنا بائسٌ مثل صفصافةٍ حَوَّلَ النهرُ مجراهُ عنها
بسيطٌ كقطرةِ ماءٍ يناولها النهرُ للساقية

وحيدٌ كأنَّ الزمانَ انتهى
والنجومُ البعيدةُ يُوشكُ أن تَتَشظَّى
ويُوشكُ أن تلدَ الأرضُ نيرانَها الحامية

وحيدٌ
وَلَيْسَ على أحدٍ من قَبيلِ المحبَّةِ
أن يتذكَّرَ وجهي
وليس على أصدقائي سوى أن يغيبوا
لكيلا أفكرَ فيهم
تركتُ حنيني لذئبٍ جريحٍ
                                 على الضفةِ الثانية

ونِمْتُ خَلِىَّ المواعيدِ في اللحظةِ الخالية

وكم كنتُ أحلمُ  _ لو لم أَصِرْ نطفةً _
أن أصيرَ بيوتًا من الطينِ في قريةٍ نائية

يدًا في يدٍ لا عصًا تنهرُ الماشية

وكنتُ اجتهدتُ كثيرًا
لكيلا يشقَّ النشيدُ فمي للغناءِ
بسكِّينهِ القاسية

لقد أَخْطَأَتْ دَوْرَها في السلالةِ روحي
إذن سوف أمضي
كما اتفقَ السيرُ والهاوية. 

الأحد، 2 يونيو 2019

قدري هواكِ: الشاعر شاكر الغزي



شاكر الغزي - العراق 

قدَري هواكِ!
وقيلَ أَنْ كلُّ امرئٍ
أَقدارُهُ فوق الجبينِ مُسطَّرَةْ 
.
ومياهُ عينيكِ استفزَّتْني إلى
غرَقي،
وطوقُ يديكِ يا ما أَقصرَهْ!
.
يا جنَّتي المطرودُ عنها آدمي
وجهنَّمي الروحي بها مُتبخترَةْ
.
يا أنتِ يا امرأةَ الخيالِ،
كما اشتهتكِ الرَّوحُ جئتِ لها،
ولو مُتأخِّرَةْ
.
يا أنتِ ...
يا أفدي مَن اختُزلتْ بها كلُّ النساءِ،
وليسَ غيرُكِ من (مَرَةْ)!

السبت، 20 أبريل 2019

حارسُ الانتظار: الشاعر سليم النفار


                     
           
                         
سليم النفار - فلسطين. 

لم أكنْ ذاتَ يوم ٍ
نَسْلَ أرضٍ ؛ أرى حَمْلها
في عَرَاءِ الزمانْ
حيثُ لا سِرَّ في جوفها
غيرَ ذاكَ الفتى
حاملا ً لونها في ارتعاشِ الصَّباحْ
وقتما شاءَ جُزءٌ بها
أو تداعى لها
غائصاً
في اشتهاءِ المواسمْ ،
بُعَيْدَ ولادات ٍ ؛ ربَّما
لا تجيء ُ على وقتِها
في سُهاد الفتى
حينما قدْ نوى رغبة ً
في احتدام الفَلاحْ
كانَ يصبو :
إلى ثغرةٍ في فراغِ الحقولْ
كيْ يرى شالَها
يغمزُ الفجرَ في حبوهِ ؛
لو دنى خطوها من فضاءٍ خجولْ
لم أكنْ ذات َ يوم ٍ
أعتنيْ باتجاهِ الريحْ
بانحناءِ الغمام ِ لعصفورة ٍ
تشتهيْ عسلاً
     من رضابِ السّماءْ
لم أكنْ ذاتَ يومٍ
أحْلِبُ النّوق َ أو
أرعى في مضاربها ماعز الحُرَّاسْ
غيرَ أنيْ خَبِرْتُ المُناخَ الصحيحْ
من تعاليمِ جَدَّاتنا
من دروسِ الحكايا هناكْ
                  في كلامٍ فصيحْ
من بعيدٍ رأيتُ الفتى
ساهماً في المدى
يشتهيْ غيماً أو ندىً للسّهولْ
غيرَ أنَّ الأراضيْ ؛
             تضيعْ
وأنا قدْ رأيتُ السُّدى
لاهثاً في خُطاهم ْ ؛
هنا أو هناكْ .
ليسَ مرأى اليقينْ
غيرَ أنيْ وثِقْتُ الرّواية ْ ،
على وجهها شاهدٌ
صِدْقَ ما باحت ْ من رؤىً
في نسيجِ الحكاية ْ .
حُزْنُها
شكلُ ثكلى ، بوجدٍ تَصيْحْ
عينُها أخبرتنيْ ؛
      تفاصيلَها
رحلة ً ملؤها من أنينْ
جدَّتيْ
لم تَقُلْ غيرَها
غيرُها
 كلُّ أشتاتنا في فضاءِ الحنينْ
جدَّتيْ
لم تُساومْ ، ولكنَّ حارسَهم ْ
قالَ نأتيْ بُعيدَ الظّلام ْ
لو أطالَ الليلْ .
أيُّ ليلٍ تُرانا نَعُدُّ
في تداعي الفصولْ ؟
قُلْ لهمْ يا فتى :
كيفَ تأتيْ بموجٍ بحارْ
كيفَ تسعى لشالٍ ،
     بهِ عطْرُ ذاكَ النّهارْ ؟

قُلْ لهمْ :
أيَّ حزبٍ هنا ننتميْ
حينما
يَهربُ الطينُ من ساقِ أحلامنا
والأساطيرُ تهويْ بنا
             في فراغِ النُّحاسْ ؟
بُرهة ٌ واحدة ْ
تختفيْ راية ُ السّلطان ْ .
لو تتداعى الموات ْ
من جِرابِ المكانْ
ينحني قوسُهمْ في رحابِ التمنيْ للإلهْ :
أنْ يُديمَ الحياةْ
ليسَ ليْ أو لكمْ
بلْ لأفلاذهمْ 
كي بنا لا تضيعُ الوراثةْ ؛
فهذي صناديقُ أحلامهمْ
كدُّ جهدٍ لهمْ بالحراثةْ ،
بنا كانتْ
بنا صارتْ
هكذا يعلو شكلّهمْ بالخُرَافةْ
أعطني يا قصيدةْ ،
فضاءاتِ حُبٍّ سعى
أنْ يكونّ الولادةْ
ليسَ لي ْ
في فضاءِ الهزيمةْ
غيرَ ما شاءتْ جدَّتيْ
                حُلُماً
لا يُجافيْ الارادةْ
كلَّما ضاقَ صدريْ
      على موجهِ
أفتقُ الريحَ ضوءً
       لا يؤاخي الرّحيلْ .

الجمعة، 19 أبريل 2019

لست وحدك: الشاعر ياسر حرب



ياسر حرب - فلسطين. 

لست وحدك
 يسيل الماء من تحت قدميه
وأنت تتأمل معراج الشهداء فوق غيمتين
يسيرون كقافلة من إبل
تحمل البخور للمتصوفين
وتحمل الخمر الأندلسي للعاصين
في حانتين
لست وحدك
من يخبئ أسرار قميصه في وسادة
ثم ينام عليها كعازب شطر نفسه لنصفين
واحد لدمع أمه والآخر لرصاصتين
لست وحدك
من يحمل الحنطة على ظهره
والطير الغريب ينقر رأسك
بينما سوط الأكرمين يأكل من بدنك وجبتين
لست وحدك
من يموت غريبا
في وطن أشد غرابة كتبه العشاق في قصتين. 

لهوًا: الشاعر زين العابدين المرشدي.




زين العابدين المرشدي - العراق. 

لهوًا
أمدُّ يدي
في حوضِ أغنيةٍ ؛
إذْ فيهِ تهربُ
أيّامي كأسماكِ
وحينما
منْ حروبٍ مسّني
 تعَبٌ ولا مكانَ تبقى .
كلُّ أملاكي :
بيتٌ من الشعِرِ ،
مأوىً كنتُ أكتبُهُ
فيهِ أعيشُ ،
و فيهِ كنتُ ألقاكِ 
طاردتُ
سربَ ظباءٍ
خلفَ قافيةٍ كانتْ تمرُّ
ولمْ تأبهْ بأشراكي 
الآنَ
تمرحُ قربَ النبعِ في لغتي  ،
لكنْ
تعبتُ ،
فظلّتْ
دونَ إمساكِ .

الأربعاء، 17 أبريل 2019

القلب يزيدُ تحرّقهُ: الشاعر سامي مهنا



سامي مهنا - القلب يزيدُ تحرّقهُ. 

القلبُ يزيدُ تحرّقهُ   
ما بالُ جفونِكَ ترهقُهُ

ويزيدُ الشّوقُ فيؤرقني 
ويهزُّ الليلَ ويؤرقُهُ

يا من إن مرَّ على صخرٍ 
فيكادُ بحسنهِ يُنطقُهُ

كالقمرِ يزيّنُ عن بعدٍ 
ليلَ الأحلامِ تأنُّقُهُ

 يبتعدٌ يُطِّلُ بلا قربٍ   
تاللهِ ما أصعبَ منطقُهُ

ويظّنُ صدوده يغريني   
وبأنَّ شرودهُ رونقُهُ

فأقولُ ترحّمْ بعذابي   
أو أهجرْ قلبيَ واعتقهُ

أتشدُّ الرّوحَ وتتركها   
والقلبُ يزيدُ تمزّقُهُ

فيرقُّ ويقربُ في حذرٍ 
ومشوقُ اللهفةِ يسبقُهُ

وأنوسُ لخدّهِ ألثمُهُ   
فيحيدُ فيُلثمُ مفرقُهُ

والعطرُ كموجٍ يضربني 
يستلبُ القلبَ ويغرقُهُ

والدفءُ بكفّهِ يحرقني 
أكذلك كفّيَّ يحرقُهُ

يبتعدُ ولكن عن وعيٍ
 أنّي باللهفةِ ألحقُهُ

ويغيبُ ويدركُ ما يرمي 
فالعشقُ يزيدُ توثقُّهُ

يا من تتعبني لعبتهُ   
والتعبُ بروحي يعشقُهُ. 

الثلاثاء، 16 أبريل 2019

لغةٌ بيضاء: منتصر أبو عمرة




لغةٌ بيضاء - منتصر أبو عمرة .

من شُرْقةِ الدَّمعِ
حتى شَهْقةِ الغَرَقِ
تروي الكَمَنْجَةُ يُتْمَ الحرفِ للوَرَقِ

جفَّ الغَمامُ بحلقِ البوحِ أسئلةً
واصَّبَّبَتْ جبهةُ الأفكارِ بالعرقِ

من أينَ؟ كيفَ؟ مَتَى؟ هل مُمْكِنٌ؟
_أَبَداً
تَبَخَّرَ الدَّرْبُ؟!
_هذيْ سُنَّةُ الطُّرُقِ

حطَّ الضَّبابُ على المرآةِ
وانطفأتْ
نبوءةُ الشَّمْعَةِ العزلاءِ في الحَدَقِ

هذي الزنازينُ
في رَيعانِ ظُلمتِها
ونحن من نفَقٍ
نعدو إلى نفَقِ

نؤوِّلُ الشَّمْسَ في الجدرانِ أخيلةً
مَنْ يُقْنِعُ الشَّمسَ
أنْ تحنو على الغَسَقِ؟!

ونعصرُ الملحَ من زيتونةٍ هرِمتْ
فوقَ الدموعِ؛
لنحسو ضحْكةَ الشفَقِ

يا زقزقاتٍ على الأوراقِ ناعسةً
هاكِ ارتعاشَ جَناحِ الحُلْمِ
فانطلقي

مرّي على وردةٍ شمطاءَ
يحرقُها ألفُ اشتياقٍ
وحُلّي عُقْدةَ العَبَقِ

وقبِّلي جبهةً سمراءَ باردةً
وهدهدي الكفَّ في عكّازِهِ القَلِقِ

ولتقبسي لغةً بيضاءَ
عاريةً
لكيْ تفسّرَ لغزَ السجنِ
والأرَقِ

يا حفنةَ الوقتِ
جودي لو بثانيةٍ
عسى نلملمُ وجهاً تاهَ في الأُفُقِ. 

لا أقولك: باسمة غنيم




باسمة غنيم 
لا أقولك كما التاء حين ترتبك من الغياب
ولا لتتهجى أصابعك أنفاس عطري
ولا حتى لتهرب الريح من عبث الوجود ..
أقولكَ
ليكون ملمس الغضب يقين الحضور
وخطانا ولادة لا يمحوها الفراغ
 والإبتسامة تهطل بغزارة
على عشبِ روحَين لا تطالهما الخرافات .


الثلاثاء، 2 أبريل 2019

قصيدة للشاعر: يوسف السكسك


يوسف السكسك -فلسطين.

يا آيةً رتَّلْتُ فيكِ مدامعي
ومزجْتُ فيكِ الشوقَ والأفراحا

هل من لقاءٍ للحبيب ومبسمٍ
وعناقِ نبضٍ ينعشُ الأرواحا؟

يا جنةً آلت إليكِ لواحظي
هل بانَ لي ألقُ العيونِ وصاحا؟

عينانِ تمتزجانِ بي لو ضمةٌ
لسكرتُ من خمرِ الخدودِ جراحا

وسكرتُ حتى فيك قطعني الهوى
قد بتُّ من شرعِ الهوى سفاحا

هذي القصيدةُ كم غرقتُ ببحرِها
ومكثتُ خلف عيونِها صدَّاحا

في كلِّ بيتٍ أرتدي منه الجوى
بيتاً من الذكرى يلوحُ صباحا

تشكو إليَّ بعبرةٍ من قطرِها
ومِدادُ حبريَ مائجٌ قد لاحا

فسكبتُه شعراً على أوراقِنا
شوقاً بعطرِ أناملي فوَّاحا

فالشعرُ إشراقٌ وقلبٌ نابضٌ
بوميضِ جرحي يشعلُ المصباحا. 

الأحد، 31 مارس 2019

فوضى: أحمد خالد أبو تميم.




أحمد خالد - لبنان

فوضى
ضجيجْ
أمّ توبّخُ إبنَها كالأوبّرا
سيّارةُ التاكسي توبّخُ جوَّ شارعِنا دخاناً
و المؤذّنُ صاحبُ الصّوتِ الغليظِ
يوبّخُ الآذانَ بامرأةٍ تمرُّ و لا يغضُّ حواسَهُ
أنثى توبّخُ أمّها إذْ ترقصُ السامبا بمشيتِها
شبابٌ عندَ مفترقِ الشّوارعِ
يلعنونَ الحظَّ
يبتسمونَ أيضاً للجميلاتِ اللواتي ينْتظرنَ وقوعهم في الحبّ
علمٌ يرفرفُ عالياً لم يستطعْ أحدٌ إزالتَهُ و لن....
شكوى الدكاكينِ الصغيرةِ و الكبيرةِ
من ديونِ الشعبِ
شكوى المساجدِ دائماً من نقصِهم للمالِ
شكوى النّاسِ من فرطِ ارتفاعِ الصوتِ فجراً
بائعٌ للفولِ
و امرأةٌ كيومِ الأرضِ
يمشي خلفها اللا أرضُ فيهم أو لهم
و حواجزٌ حولَ المخيّمِ،عسكريٌ،ضابطٌ
و مخابراتٌ هكذا بتطوعٍ
منفى و سجنٌ مختلفْ
حريةٌ عرجاءُ
فوضى
وحدُهُ المقهى يقلّبّ هذهِ الفوضى
يحوّلها لموسيقى وشِعْرْ.

الأربعاء، 20 مارس 2019

الأسئلة العارية - هاشم شلولة

  




تُتُنهِكُني الأسئلةُ العارية
وأنا دون غطاءٍ فوق الماء
دون رغيفٍ يبهجُ بطني الخاوي ..
آكلُ أسئلةً
عقلي يشبعُ
والمَعِدَةُ جوفاء بلا صمتٍ لثوانٍ

كلُّ العالم لن يسعفَ أمعائي
كالمصروعِ أدورُ بلا مقصلةٍ
تَقطَعُ عنقَ شرودي

أركضُ خلف ماءِ الأسفلتِ البعيدِ
ثمّ أسقطُ دائخًا كموتٍ في عُشِّ صورةٍ
والزقاقِ جاحظةً في آخرِ أقدامي
أنوءُ بأثري إلى آخرِ شيءٍ لا يبقى
والصراخ على جدارِ الكونِ مُعَلّق . 

هاشم شلولة - فلسطين. 

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...