‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 14 نوفمبر 2019

قصة حياة المناضل الراحل بسام جرار، أبو الندى. بقلم: لطيفة القاضي






العاصفة والجبل

قصة حياة المناضل الراحل بسام جرار، أبو الندى.
كتبت/ لطيفة القاضي 

 فيلم وثائقي فلسطيني ،يروي قصة حياة المناضل البطل الراحل بسام سعيد جرار "أبو الندى"  ، و هو يعتبر من مواليد بلدة جبع جنوب جنين ،و هو  أحد أبرز قادة و مؤسسي مجموعات الفهد الاسود في جنين ،وهو أبرز مؤسسي حركة الشبيبة الفتحاوية على مستوى فلسطين .
كان اسير محرر حكم بالسجن المؤبد من قبل الاحتلال الصهيوني و أطلق سراحه بعد قيام السلطة الفلسطينية،و تعرض لأنواع متعددة من التعذيب الشديد من قبل الاحتلال
 .
الفيلم من إخراج الفنان المبدع المخرج سعيد البيطار،و لقد لقي الفيلم رواجاً كبيراً ،و خاصة أنه كان في ذكرى وفاة الشهيد المناضل بسام  سعيد جرار.

لقد تناول المخرج سعيد البيطار الذكريات مع رفاق درب المناضل' أبو الندا' و كل صديق يروي قصة نضال مع الشهيد ،و اختلاف الروايات كان لإيصال رسالة نضالية و قصة نضال من خلال الأحداث بحيث يتمكن المشاهد للفيلم الوثائقي من فهم الرسالة .

لقد شرح المخرج المتميز البيطار الأحداث بسلاسة و إبراز مشاعر الشخصيات،و لا يخفى علينا في أن المخرج سعيد البيطار وظف الجرافيك في الفيلم بطريقة صحيحة بحيث تخدم الفيلم ،و لقد كان  الحوار فيه تناغم مع الجو العام و كل هذا اثر إيجابا على نجاح الفيلم الوثائقي .
وكان الانتقال من مشهد الى مشهد ،و التنوع في المشاهد ساعد على ثقل الفيلم. .
لقد كان المخرج البيطار متقن في عرض و ترتيب  الأحداث و سردها و اهتمامه ملاحظ في أدق التفاصيل وجمال الصورة و دقة الصوت و كل هذه العوامل ساعدة على زيادة قيمة الفيلم.
   نوع المخرج في المشاهد و  فكانت هناك مشاهد  ضريح أبو الندا، و مشاهد طبيعية ،و مشاهد لمدرسة أبو الندا الذي تخرج منها، تتخلل المشاهد امرأة عجوز فلسطينية الحاجة' أم السعد'  التي تشهد قصة نضال ابو الندى.

كان اللقاء مع رفاق دربه أصدقائه وكل صديق يقص لنا بطولات الشهيد البطل و كل صديق يروي عنه بأسلوب مشوق ، و مشاعر جياشة باشتياقها لرفيق دربهم الإنسان ،و تترابط شهادات الشباب بلباقة و انسجام فأكملت المداخلة الواحدة الأخرى و تتكامل في لوحة روائية بشكل وثيقة تاريخية لحياة الشهيد أبو الندى.

فيعتمد الفيلم بمقدمة تبدأ بأغنية فلسطينية من الفلكلور تعبر عن حالة حزن و يظهر مشهد ضريح الشهيد ،و يتخلله مشهد الطبيعة و رفاق الدرب المناضل أبو الندى من حيث الالتفاف حول صريح بسام ،فكانت المقدمة روائية سرعان ما تتحول إلى  فيلم وثائقي فيقدم ذكرى رحيل البطل بسام من خلال الروايات المتعددة و كان السيناريو بمجمله وثائقي.

بدأ الفيلم ليتحدث  رفيق الدرب "محمد صدقي   جوايرة" حيث يذكر كيف تعرف على أبو الندا و مشاركته معه في الانتفاضة الفلسطينية الأولى،و بعد ذلك يأتي مشهد مدرسة جبع الأساسية التي تخرج منها البطل و يتحدث مدرس الرياضة "مصطفى حمامرة" عنه و يقول  و يشهد عن بسام بأنه العبقري و أنهم اهتموا به من الصف الرابع حتى تخرجه من الثانوية العامة،فيختم المشهد بخروج الطلاب من المدرسة بشكل متناسق مع المشهد السابق ،و يأتي صديقه "صقر توفيق علاونه"  وكان التصوير في بستان أخضر و يقول بأنه قاد حملة مجموعة الفهد الاسود  و كتائب شهداء الاقصى مع بسام ابو الندى،و من ثم ينتقل المشهد إلى لوحة تعبر عن بلدة جبع و يأتي رفيق الدرب "مازن سلامة"ليقص لنا كيف تم انتخاب أبو الندا من قبل فتح ،و أنه كان قائم على رئاسة البلدية  لعدة سنوات ،و أنه لا يحب المسميات ،وانه  كان يتعامل مع الشعب بتواضع و يقول  أبو الندى أنا من الشعب  فكان من الشرفاء،و يتخلل ذلك بدخول مشهد لأغنية تراثية شعبية ،و إمرأة عجوز هي  الحاجة 'ام السعد' كانت جارة  أبو الندي و تحكي عن بطولاته و عن إنسانيته ،و صفاته و تتذكر مواقف طريفة معه ،و من ثم يأتي رفيق الدرب "حسام فاخوري"و يقص بأنه كان يجتمع معه في مناطق جبلية بعيدة عن السكان ،و يقول عنه أنه أول من نظم اضراب ١٩٩٢ اضراب عامة السجون فحقق مطالب السجناء ولازالت مطالبهم مجابة حتى الان، يأتي الصديق الآخر و المناضل "محمد ابو غضب "و يروي بأنه كان من المطاردين هو و أبو الندى في الجبل من قبل الاحتلال ،يقول أنه و  ابو الندا من مؤسسين مجموعه الفهد الاسود ،و يروي قصة النضالية بأسلوب مشوق و يقول عن أبو الندى بأنه حالة حالة وطنية نضالية نادرة و هو أخ له ،و من ثم "راوي غنام"أنه يحكي معهم عن فتح وياسر عرفات و أن ابو الندى مساعده للناس في العمل التطوعي الاجتماعي و أن المناضل محبوب من قبل الناس

و أنه كان يمسك العود و يغني (اليك نحيى يا وطني).

"تغريد حمامرة"خالها أبو الندى و تقول هو الانسان المعطاء الحنون،و جاء"حمزة حمامرة"يقول إن بسام كان يساعد المصابين في العلاج.

"صقر توفيق "يقول نحن سوف نستكمل المسيرة
يختتم الفيلم الرائع بجنازة بسام جرار 'ابوالندا' بالفريق "جهاد ملايشة"و يقص ليلة وفاته كيف كانت.
و يقول المناضل 'محمد ابو غضب 'في نهاية الفيلم الوثائقي التاريخي كلمة أخيرة بأننا شعب إنساني و لا نتقدم ابدأ على قتل الأطفال أو النساء كما يفعل الاحتلال الصهيوني.

و ينتهي الفيلم بمشهد رائع من جنازة الشهيد البطل.

بسام جرار ابوالندا' كان حالة إنسانية نضالية فريدة من نوعها ،وحتى اخر حياته كان إنسان بمعنى الكلمة .

نصيحة مني بمشاهدة الفيلم الفلسطيني الوثائقي لأنه يعبر ويصور وينقل صور نضال من التراث الفريد.

الفيلم من إنتاج تلفزيون فلسطين،وفكرة وسيناريو ياسر المصري،و إخراج العبقري سعيد حلمي البيطار،و أتمنى لكم مشاهدة رائعة.

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2019

أحمد زكارنة: هل أتاك حديث المجادلة؟!



هل أتاك حديث المجادلة؟...
محاولات التنميط في المجادلات الفكرية أو السياسية، عادة ما تأخذ المشهد برمته إلى الكثير من التصنع التراجيدي، وأقل القليل من صياغة الخطاب المتصالح مع الذات والآخر في آن.
فأن يُعبر المرء عن رأيه الحر والمختلف، فهو ليس بحاجة ماسة لمهارات خارقة سوى أن يعي وهو يدون رأيه، أن ما يطرحه في حقيقة الأمر، صواب يحتمل الخطأ. ما يفرض عليه صياغة تحترم الآخر كي يُسمع الرأي باحترام يفرض عليه في الجهة المقابلة احتراماً موازيا لمن يختلف معه في الطرح أو الرأي. وهذه أبسط البديهيات التي لا يتحلى بها سوى المرء السوي.
نعم من حق المرء أن يلاحق الماء المتدفق من أعلى كما يحلو له، أو يسند ظهره على ماض من بطولات
قد يكون صانعها الوحيد وهو يبحث عن مكان تحت الشمس، وقد يختلف مع الآخر في رأي هنا أو آخر هناك، وربما في مجمل السلوك أو آليات التفكير أو الطرح، ولكنه لا يملك أدنى حق في استصدار صكوك الغفران لهذا الطرف أو ذاك، ببساطة كون الآخر يملك نفس الأداة على نفس القاعدة، قاعدة أن أعطي نفسي حقاً ليس من حقوقي الوطنية أو الأخلاقية.
فإذا كانت الوطنية هي المبرر لاستخدام خطاب الكراهية والعداء، فلا توجد وطنية تسمح بتهديد السلم الأهلي تحت حجج واهية، تسقط بالضرورة في مربع هذا الخطاب المأزوم الذي ما فتئ يوظف كل لغات التخوين والتجهيل والتكفير، وكأن مستخدمها هو الملاك الأوحد على وجه البسيطة.
فالمرء كما يقول الفيلسوف -إميل سيوران-  "لا يتبنّى معتقداً ما لأنه صحيح، فالمعتقدات كلها صحيحة"، ما يعني أن لكل معتقد زاوية رؤية تختلف باختلاف زاوية القراءة أو الفهم، وهذا لا يعني بالضرورة صحة هذا المعتقد على حساب نقيضه، ولكنه يثبت أهمية عدم إلغاء أحدهما للآخر، ذلك لأن هناك خط بياني بين هذا المعتقد وذاك، وإن أصاب الأول، وأخطأ الثاني أو العكس.
ولأن ما يحدد درجات التعبيرات الوطنية والأخلاقية، لا علاقة له بأية شعارات رنانة لا تغني ولا تسمن من جوع، بقدر ما يعود إلى كل فعل ممارس وإن كان صغيراً، تقتضي الحاجة منا بذل المزيد من الجهد في لجم النفس البشرية، لصالح المزيد من الأفكار الخلاّقة لا الهدامة، والنفس كما يقولون أمارة بالسوء.
فأن تكسر قيد الصمت، أو تعترف به، أو أن تجاهر بـ "لا" كبيرة في وجه هذا التوجه السياسي أو ذاك، فأنت لم تأت بجديد، ببساطة لأن نصف الشعب قالها لربما قبل أن تتجرأ أنت على الجهر بها، فحاول أن تستظل بشمس ساطعة أو بمفردات رواية جديدة تحمل أفكارا لربما تصلح أن يراك الآخر ولو عن بعد.
ختاماً: إن كل شكل من أشكال مجانية استنطاق الرواية، وكأننا الناطقين الحصريين باسم الناس هنا وهناك، أو المفاضلة بين الصح والأصح، وإن آتت هذه المجانية في سبيل الخير والحرية، فهي من فرط جهلها بتراكيب النفس البشرية والعقود الاجتماعية، إنما تنم بواضح عن الكثير من الضعف وشيء من الاضطراب العقلي، وسيحكم عليها بوصفها تعبيراً من تعبيرات السقوط الوطني والأخلاقي، وإن وصف صاحبها بالعبقري، أو تسأل الجمع: هل أتاك حديث المجادلة.

السبت، 26 أكتوبر 2019

نفين درويش صوت شعري أنثوي واعد: دكتور عبد الرحيم حمدان






 د. عبد الرحيم حمدان 
نفين درويش صوت شعري أنثوي واعد، وموهبة شعرية متفتحة.
ومتفردة
هذه هي المجموعة الشعرية الثانية التي تصدرها الشاعرة الفلسطينية نفين درويش من غزة،

أما المجموعة الأولى ،فقد صدرت قبل أكثر من خمس سنوات،
ويلمس المتلقي في المجموعة الثانية، ان الشاعرة نفين  قد ولدت حقا  شاعرة، فهي متشبثة بأهداب الشعر  ونسغه،
يلمس في هذه المجموعة تفوقا إبداعيا متميزا،
عن الديوان الأول، وذلك  من خلال سعي الشاعرة الدائب لتطوير مسيرتها الشعرية، وصقل أدواتها الفنية ووسائلها التعبيرية، كل ذلك منبثق عن
حس شعري مرهف. وعن رغبة جامحة في الارتقاء بموهبتها الشعرية  إلى فضاءات أوسع، ومدارات أرحب.


تجلت في أشعارها موضوعات شعرية تناسب توجه تجاربها، فكان الحب الإنساني الجارف هو دافعها الأول  إلى التحليق في عوالم الحلم والأمل والتفاؤل. بالرغم من أجواء الألم  والظلم التي تحيط بها، فمن رحم الألم والمعاناة يولد الأمل.
إنه عالم الشعر المحبب ...عالم الإبداع والفن الذي تذوب فيه كل الآلام وتتلاشى.
تقول الشاعرة في إحدى قصائدها:

أبدي ارتياحا لصوتٍ أنتَ تسمعــــــــــُهُ
أنين  حرف فكيف القلب يمنعــــــــــــُهُ
.
البعدُ  جرحٌ وهذا القلب موضعُــــــهُ
حتامَ _ياقلب_ يضنيني توجــــــــــُّعُهُ ?!1
.
وأنت  في الظلِّ لا تخفي تساؤلَهُ
عن الغياب الذي تطويك أدمعــــــــــُهُ
.
 أراكَ_ياقلبُ_في صدر النوى ألَماً
ترميه أنَّاتُ أضلاعٍ  وتَجمَعــــــــــــــُهُ
.
فليت قلبي بدرب الصبر يتبعني
لكنني في دروب الشوق أتبعــــــــــُهُ
.
في أَبحُرِ الوجدِ والأحلام يبحر بي
والموج يخفضهُ_طوراً_ ويرفعــــــــُهُ

كالطفلِ يحبو على جمرٍ فتحرقُهُ
لا الجمر تخبو ولا الأصواتُ تنفعُـــــهُ


تتماهى في أشعارها الهموم الوطنية مع الهموم الوجدانية الذاتية، فالوطن وحبه جزء من كيانها الذاتي.

تتكشف كذلك في أشعارها القيم المثلى والخلق الحميد العالى، والمشاعر الصادقة الجياشة .
ثمة ثقافة واسعة أكتسبتها الشاعرة من خلال تجاربها الذاتية الواقعية العميقة، واطلاعها على النماذج الأدبية الراقية، ذوبتها ووظفتها في أشعارها فغدت عناصر أصيلة في نسيج تجربتها الشعرية.

توسلت الشاعرة أدوات تعبيرية جميلة لنقل تجربتها الشعورية من صور شعرية رائعة مبتكرة، ومخيال شعري واسع،
وأسلوب رشيق رائق.
وجنحت  لتوظيف الرموز الشعرية بطريقة شفيفة. فأغنت تجربتها وأثرتها.
تخضع جميع قصائد الديوان إلى نمط الشعر المورورث، فقد وجدت في هذا النمط ميدانا رحبا يستوعب تجربتها الشعورية، ويتسع لتجاربها الذاتية، وهو يجنح للون المقطعة التي تأتي على شكل ومضات شعرية مكثفة في صور ولوحات متكاملة الفكرة والشعور. فكان لها وقع جميل ومؤثر في نفس المتلقي ووجدان القارئ المتذوق للشعر.
ولأن الشاعرة نفين تمتلك موهبة  شعرية متدفقة واعدة؛  ولأنها لا تزال قادرة على الإبداع والعطاء وتطوير أدواتها الفنية ووسائلها التعبيرية والجمالية ،فإنى أتمنى لها مستقبلا باهرا في عالم الشعر وإصدار مجموعات شعرية جديدة فيها من الجمال والفن والإبداع الكثير .

الخميس، 17 أكتوبر 2019

لطيفة القاضي: حول فيلم العاصفة والجبل


 



العاصفة والجبل

قصة حياة المناضل الراحل بسام جرار"أبو الندى
كتبت/ لطيفة القاضي


هو فيلم وثائقي فلسطيني ،يروي قصة حياة المناضل البطل الراحل بسام سعيد جرار "أبو الندى"  ، و هو يعتبر من مواليد بلدة جبع جنوب جنين ،و هو  أحد أبرز قادة و مؤسسي مجموعات الفهد الاسود في جنين ،و هو ابرزمؤسسي حركة الشبيبة الفتحاوية على مستوى فلسطين .
كان اسير محرر حكم بالسجن المؤبد من قبل الاحتلال الصهيوني و أطلق صراحه بعد قيام السلطة الفلسطينية،و تعرض لأنواع متعددة من التعذيب الشديد من قبل الاحتلال
 .
الفيلم من إخراج الفنان المبدع المخرج سعيد البيطار،و لقد لقي الفيلم رواجاً كبيراً ،و خاصة أنه كان في ذكرى وفاة الشهيد المناضل بسام  سعيد جرار.

لقد تناول المخرج سعيد البيطار الذكريات مع رفاق درب المناضل' أبو الندا' و كل صديق يروي قصة نضال مع الشهيد ،و اختلاف الروايات كان لإيصال رسالة نضالية و قصة نضال من خلال الأحداث بحيث يتمكن المشاهد للفيلم الوثائقي من فهم الرسالة .

لقد شرح المخرج المتميز البيطار الأحداث بسلاسة و إبراز مشاعر الشخصيات،و لا يخفى علينا في أن المخرج سعيد البيطار وظف الجرافيك في الفيلم بطريقة صحيحه بحيث تخدم الفيلم ،و لقد كان  الحوار فيه تناغم مع الجو العام و كل هذا اثر إيجابا على نجاح الفيلم الوثائقي .
وكان الانتقال من مشهد الي مشهد ،و التنوع في المشاهد ساعد على ثقل الفيلم. .
لقد كان المخرج البيطار متقن في عرض و ترتيب  الأحداث و سردها و اهتمامه ملاحظ في أدق التفاصيل وجمال الصورة و دقة الصوت و كل هذه العوامل ساعدة على زيادة قيمة الفيلم.
   نوع المخرج في المشاهد و  فكانت هناك مشاهد  ضريح أبو الندا، و مشاهد طبيعية ،و مشاهد لمدرسة أبو الندا الذي تخرج منها، تتخلل المشاهد امرأة عجوزفلسطينية الحاجة' أم السعد'  التي تشهد قصة نضال ابو الندى.

كان اللقاء مع رفاق دربه أصدقائه وكل صديق يقص لنا بطولات الشهيد البطل و كل صديق يروي عنه بأسلوب مشوق ، و مشاعر جياشة باشتياقهم لرفيق دربهم الإنسان ،و تترابط شهادات الشباب بلباقة و انسجام فأكملت المداخلة الواحدة الأخرى و تتكامل في لوحه روائية بشكل وثيقة تاريخية لحياة الشهيد أبو الندى.

فيعتمد الفيلم بمقدمة تبدأ بأغنية فلسطينية من الفلكلور تعبر عن حالة حزن و يظهر مشهد ضريح الشهيد ،و يتخلله مشهد الطبيعة و رفاق الدرب المناضل أبو الندى من حيث الالتفاف حول صريح بسام ،فكانت المقدمة روائية سرعان ما تتحول إلى  فيلم وثائقي فيقدم ذكرى رحيل البطل بسام من خلال الروايات المتعددة و كان السيناريو بمجمله وثائقي.

بدأ الفيلم ليتحدث  رفيق الدرب "محمد صدقي   جوايرة" حيث يذكر كيف تعرف على أبو الندا و مشاركته معه في الانتفاضة الفلسطينية الأولى،و بعد ذلك يأتي مشهد مدرسة جبع الأساسية التي تخرج منها البطل و يتحدث مدرس الرياضة "مصطفى حمامرة" عنه و يقول  و يشهد عن بسام بأنه العبقري و أنهم اهتموا به من الصف الرابع حتى تخرجه من الثانوية العامه،فيختم المشهد بخروج الطلاب من المدرسة بشكل متناسق مع المشهد السابق ،و يأتي صديقه "صقر توفيق علاونه"  وكان التصوير في بستان أخضر و يقول بأنه قاد حملة مجموعة الفهد الاسود  و كتائب شهداء الاقصى مع بسام ابو الندى،و من ثم ينتقل المشهد إلى لوحة تعبر عن بلدة جبع و يأتي رفيق الدرب "مازن سلامة"ليقص لنا كيف تم انتخاب ابو الندا من قبل فتح ،و أنه كان قائم على رئاسة البلدية  لعدة سنوات ،و أنه لا يحب المسميات ،وانه  كان يتعامل مع الشعب بتواضع و يقول  أبو الندى أنا من الشعب  فكان من الشرفاء،و يتخلل ذلك بدخول مشهد لأغنية تراثية شعبية ،و إمرأة عجوز هي  الحاجة 'ام السعد' كانت جارة  أبو الندي و تحكي عن بطولاته و عن إنسانيتة ،و صفاته و تتذكر مواقف طريفة معه ،و من ثم يأتي رفيق الدرب "حسام فاخوري"و يقص بأنه كان يجتمع معه في مناطق جبلية بعيدة عن السكان ،و يقول عنه أنه أول من نظم اضراب ١٩٩٢ اضراب عامة السجون فحقق مطالب السجناء ولازالت مطالبهم مجابة حتى الان، يأتي الصديق الآخر و المناضل "محمد ابو غضب "و يروي بأنه كان من المطاردين هو و أبو الندى في الجبل من قبل الاحتلال ،يقول أنه و  ابو الندا من مؤسسين مجموعه الفهد الاسود ،و يروي قصة النضالية بأسلوب مشوق و يقول عن أبو الندى بأنه حالة حالة وطنية نضالية نادرة و هو أخ له ،و من ثم "راوي غنام"أنه يحكي معهم عن فتح وياسر عرفات و أن ابو الندى مساعده للناس في العمل التطوعي الاجتماعي و أن المناضل محبوب من قبل الناس

و أنه كان يمسك العود و يغني (اليك نحيى يا وطني).

"تغريد حمامرة"خالها أبو الندى و تقول هو الانسان المعطاء الحنون،و جاء"حمزة حمامرة"يقول إن بسام كان يساعد المصابين في العلاج.

"صقر توفيق "يقول نحن سوف نستكمل المسيرة
يختتم الفيلم الرائع بجنازة بسام جرار 'ابوالندا' بالفريق "جهاد ملايشة"و يقص ليلة وفاته كيف كانت.
و يقول المناضل 'محمد ابو غضب 'في نهاية الفيلم الوثائقي التاريخي كلمة أخيرة بأننا شعب إنساني و لا نتقدم ابدأ على قتل الأطفال أو النساء كما يفعل الاحتلال الصهيوني.

و ينتهي الفيلم بمشهد رائع من جنازة الشهيد البطل.

بسام جرار'ابوالندا' كان حالة إنسانية نضالية فريدة من نوعها ،وحتى اخر حياته كان إنسان بمعنى الكلمة .

نصيحة مني بمشاهدة الفيلم الفلسطيني الوثائقي لأنه يعبر ويصور وينقل صور نضال من التراث الفريد.

الفيلم من إنتاج تلفزيون فلسطين،و فكرة وسيناريو ياسر المصري،و إخراج العبقري سعيد حلمي البيطار،و أتمنى لكم مشاهدة رائعة.

الأربعاء، 4 سبتمبر 2019

بروتكولات صهيون فيكتور مارسدن: فاتن فاروق عبد المنعم




فاتن فاروق عبد المنعم - مصر 

بروتكولات صهيون فيكتور مارسدن      1924
حكومة العالم الخفية شريب سبيريدوفيتش    1928
أحجار على رقعة الشطرنج  الأميرال وليام جاي كار  1970
وغيرها من الكتب التي كتبها كتاب غربيين كلها تتحدث عن المؤامرة المعلنة الخفية والتي تنفذ بأيد المتآمر عليهم أكثر من المتآمرين أنفسهم فهم بمنأى عن الظهور بصفتهم الحقيقية حتى يتم تنفيذ بنود المؤامرة التي أفردوا لها سنوات عمرهم ويورثونها جيلا بعد جيل ليدرسوها ويطبقوها بإحكام غير مسبوق في غفلة منا، فإذا دققنا النظر في كل حادثة وكل تفصيلة في مفردات حياتنا مهما صغرت ستجد أنها تصب في مصلحتهم وطبقا لما أرادوا، والآن هم يجلسون في مقاعد المتفرجين آمنين مطمئنين فهم ليسوا بحاجة لأن يحركوا الأشخاص المعنيين من خلف ستار فقد تعدوا هذه المرحلة بعد أن حفظ كل منهم دوره عن ظهر قلب ولم يعد حتى بحاجة إلى ملقن وأصبح ينفذ بأريحية وبصورة تلقائية ودون افتعال.
والاكتفاء بالمعراج على كتب لكتاب غربيين فقط لهو الشيء المقصود حتى لا يخرج علينا موتور ليقول بأننا مرضى بنظرية المؤامرة نتيجة لطول عهود الاحتلال.
الإلحاد هدف مرحلي يقود لما بعده:
ونظرا لما يشغلنا من أحداث وسلوكيات دخيلة علينا أصبحت من المسلمات التي لا يجب نقضها على مستوى الأفراد والمجتمع فإننا بصدد محاولة فهم ما يعن علينا مستعنين بما اهتدى إليه آخرين قبلنا، فقد بدأ وليام جاي كتابه أحجار على رقعة الشطرنج الذي بدأ كتابته 1911بقوله أنه كثيرا ما كان يسأل نفسه ما الذي يحول دون أن يعيش سكان هذا الكوكب بسلام والتمتع بالخيرات التي منحها الله لنا (نتلمس من السؤال النقاء الذي يطغى على الكاتب النبيل)، فلم يهتد قبل سنة 1950 وأن الحروب والصراعات والفوضى التي تعم هذا الكوكب التعيس ليست إلا مؤامرة شيطانية مستمرة من فئة بعينها تعمل في الظلام ويشغلون المراكز العليا في العالم بأسره وهؤلاء هم أتباع الشيطان الذين يأتمرون بأمره مستشهدا بالإنجيل.
يخبرنا أنهم يسمون باليهود وهؤلاء يصفهم بأنهم في الحقيقة لا يؤمنون بأي دين وأنهم يعملون على أن يقودوا العالم إلى الإلحاد.
وهؤلاء في بدء العمل بالنظام المصرفي (البنوك) كانوا يطلقون على فئة من بينهم باليهود “النورايين”
وشاء الله أن يكشف عما يتم في الخفاء لهذا العالم ففي عام 1784فقد حازت الحكومة البافارية (أحد كبرى الدول الجرمانية) على براهين قاطعة بالمؤامرة الشيطانية.
من خلال آدم وايزهاوبت وهو اكليروسيا جزوتيا واستاذ اللاهوت والقانون الديني في جامعة انجولد اشتات ولكنه ارتد عن المسيحية واعتنق اليهودية، ففي عام 1770 استأجره مجموعة من المرابين الذين أسسوا مؤسسة روتشيلد (بالطبع هؤلاء يهود نسبة لعائلة روتشيلد الألمانية) لمراجعة البروتكولات القديمة لتحديثها وإنشاء كنيس الشيطان الذي به يسيطرون على هذا العالم بطرق شيطانية طاغية وقد أنهى وايزهاوبت مهمته عام 1776 حيث انتهى إلى وجوب تدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة وذلك عن طريق تقسيم الجوييم (غير اليهود) إلى معسكرات متنابذة تتصارع فيما بينها دون توقف وإلى الأبد من خلال خلق مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية وعنصرية وبالطبع هذه المعسكرات المتناحرة دون توقف يتطلب تسليحها وتأجيج هذه الصراعات بصفة دائمة حتى يضعفون أنفسهم بأيديهم.
في عام 1776 نظم وايزهاوبت جماعة النورانيين(حكماء صهيون) للبدء في تنفيذ المؤامرة ومفردة النورايين هي تعبير شيطاني معناها “حملة النور”، ترى هؤلاء يحملون النور لمن؟!!!!
فادعى زورا وبهتانا أنه يهدف إلى إنشاء حكومة واحدة لهذا العالم تتكون من ذوي المقدرات الفكرية الكبرى ممن يتم البرهان على تفوقهم الفكري، فاستطاع أن يضم إليه مايقرب من ألفين من المتفوقين في ميادين الفنون والأدب والتعليم والاقتصاد والصناعة فأسس بذلك محفل الشرق الأكبر(المحفل الماسوني) ليكون المركز الذي يضم رجال المرحلة (حكماء صهيون) ليقوموا بتنفيذ المخطط الذي انتهى إليه وايزهاوبت والذي يجب أن ينفذوه حتى يصلوا إلى هدفهم وذلك عن طريق:
استخدام الرشوة بالمال والجنس للسيطرة على أولئك الأشخاص المتنفذين والذين يجب أن يقعوا في شراك النورايين وابتزازهم وتهديدهم بفضحهم إن لم يستجيبوا للعمل معهم بل وقد يصل الأمر حد التصفية الجسدية له أو أحد أسرته أو أحبائه.
( وهذا تقريبا ينفذ يوميا بصورة أو أخرى)
يجب على الأساتذة النورايين الذين يعملون بالجامعات والمعاهد العلمية التركيز على استقطاب الطلاب المتفوقين الذين ينتمون إلى الأسر المحترمة وذلك عن طريق تقديم المنح الدراسية لهم وغرس فيهم أن لا خلاص لهذا العالم من الحروب والكوارث والأزمات إلا من خلال حكمه بحكومة واحدة وترسيخ عقيدة أن ذوي المواهب والقدرات الخاصة لهم الحق في حكم الجوييم (غير اليهود) لأنهم يجهلون ما ينفعهم في مختلف المجالات.
( بمعنى تنمية الانتماء والولاء لهم داخل هؤلاء الطلاب مما يعمل على ديمومة مخططهم)
أولئك الذين تم تعليمهم وتدريبهم يعملون من خلف ستار فيوجهون المتصدرين للمشهد إلى ما يقود إلى القضاء على الأديان والحكومات على المدى البعيد، والمسمى الشائع لهؤلاء هو”خبراء أو اختصاصيون”
التأكيد على وجوب سيطرة النورايين على مختلف وسائل الإعلام ومن ثم الأخبار التي تصدر للجوييم وإقناعهم بأن لا سبيل لهم إلا من خلال حكومة واحدة لهذا العالم.
أما وايزهاوبت لم يتورع عن الإفصاح بكونه من أمر النورايين من جعل انجلترا تندفع نحو الحروب الاستعمارية للقضاء على إمبراطوريتها التي لا تغيب عنها الشمس.
وهم أيضا من قاموا بإنهاك فرنسا من خلال الثورة الفرنسية عام 1789 (والتي هي ماسونية بامتياز)
الشيوعية والليبرالية خرجت من تحت عباءتهم:
من بروتوكولات صهيون:
العلمانية والدولية هما وجها اليهودية أي أنهما الوسيلتان لانتزاع هوية الأمم بغية تهويدها.
الليبرالية والماركسية من ابتكار اليهود لذا فإن علم الاقتصاد السياسي من ابتكار حكمائنا.
في عام 1929 عقد النورانيون مؤتمرا لهم في نيويورك دعى إليه نوراني انجليزي يدعى “رايت” أعلم فيه المجتمعين قرارهم بضم الحركات الهلنسية (الفوضويين في روسيا وأوروبا الوسطى) والمجتمعات الإلحادية في أوروبا إلى بعضها في منظمة عالمية اسمها “الشيوعية” وهذه يتمثل دورها في إثارة الحروب والهيجانات المستقبلة.
قام ثلاثة من النورايين بإرساء قواعد هذا الجديد الذين دعوا إليه وهم :
كلينتون روزفلت جد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت وهوراس جريلي وشاس بجمع مبالغ من المال لتمويل هذا المشروع وقد مولت هذه اللجنة كلا من كارل ماركس وانجلز عندما كتبا “البيان الشيوعي” و”رأس المال” في حي سوهو بلندن.
ومن الأعاجيب أن في الوقت الذي كان يكتب فيه كارل ماركس البيان الشيوعي تحت إشراف جماعة من النورايين كان البروفيسور “كارل ريتر” الأستاذ في جامعة فرانكفورت يكتب النظرية المعاكسة للشيوعية تحت إشراف مجموعة أخرى من النورانيين لتقسيم البشر إلى معسكرين يتم تسليحهما في وقت واحد وتأجيج الصراع بينهما حتى يدمرا بعضهما البعض، أما العمل الذي شرع فيه “كارل ريتر” فقد أكمله فرديرك مؤسس المذهب الفلسفي المعروف “بفلسفة نيتشة”وهو الذي تفرع عنه الفاشيستي ثم النازية، ومن خلال هذه المذاهب الثلاثة تمكن النورايون من إشعال فتيل الحربين العالميتين الأولى والثانية.
أما الكاتب النبيل الذي يبحث بصدق فإنه يشير إلى ملمح بارز وخطير وذي دلالة، فرؤوس الشيوعية تعمل بأريحية داخل الدول الليبرالية ولو أرادت أجهزة المخابرات داخل هذه الدول توقيفهم لفعلوا ولكن لم يأتهم الأمر من “النورانيين” ولو حدث ما استغرق الأمر أكثر من 24 ساعة على حد تعبير الكاتب، ومثل هذه الشيوعية سماها “الشيوعية المكيفة” وهي تعمل تحت سمع وبصر الدول الليبرالية لاستخدامها في الكارثة النهائية (الحرب العالمية الثالثة ضد المسلمين)
حتى ولو كانت الشيوعية ظاهريا انتهت في الوقت الحالي فهي فقط تغير جلدها فالملحدون يعلنون عن أنفسهم بشكل مباشر لحين إعادة استخدامها وقت الحاجة ويعيدون إنتاج أنفسهم مرة أخرى.
وهذا الكاتب مسيحي متدين غير مؤدلج على العكس من غالب مسيحي اليوم “بفعل النورانيين” الذي حذر بني دينه منهم واستشهد بالكثير من نصوص الإنجيل ليدعم موقفه حيال اليهود الذي نسب إليهم كل سوءة ونقيصة على هذا الكوكب وليثبت لنفسه وللقاري أيا كان أن الرأسماليين العالميين (النورانيون) هم الذين يمولون كل الحروب التي نشبت بين المعسكرين (الشيوعي والليبرالي) منذ عام 1776 وإلى الآن وهم الذين يطوقون الدول والحكومات بالديون والربا كي يبلغوا المرحلة التي بها يترأسون هذا العالم.
الحرب الكونية الأولى:
قام النورانيون بإشعال فتيل الحرب بين ألمانيا وانجلترا لتقوم الحرب العالمية الأولى لإنهاء حكم القيصر بروسيا وجعل تلك المنطقة على حد تعبير الكاتب “معقل الشيوعية الإلحادية” والتي استخدمت فيما بعد لنسف ما أمكنها نسفه من الحكومات والدول.
الحرب الكونية الثانية:
كانت الخلافات بين الفاشيين والصهيونية السياسية لإنهاء النازية وسرقة فلسطين لإقامة إسرائيل على أرضها وهو ماكان وإن لم يتم القضاء بصفة نهائية على النازية ولكن خفت صوتهم.
الحرب الكونية الثالثة والنهائية:
بدأ التمهيد لها عقب الحرب العالمية الثانية مباشرة حيث يقوم النورانيون (رؤوس المؤامرة الصهيونية العالمية) بأن تقاد هذه الحرب وتوجه بصورة يحطم فيها العالم العربي ومن ورائه الإسلام ذاته ولا يجد العالم نفسه سوى معسكرين لا ثالث لهما (بالطبع من خلال شيطنة الإسلام والمسلمين إعلاميا) فيجبر غير المسلمين على الانحياز للمعسكر المناهض للعالم الإسلامي.
إنه الاعتراف من عباد الشيطان بانقسام العالم إلى معسكرين، المسلمين في جانب وغيرهم في الجانب المقابل، إنه الصراع القديم منذ خلق آدم وخاضه كل الأنبياء والتابعين، إنه صراع الحق والباطل، بدأه الشيطان منفردا مقابل آدم وذريته ولكنه الآن له حزب ومريدين وأتباع يعلنون عن أنفسهم ويخوضون غمار المعركة طول الوقت ودون توقف، هل ترون الصورة على هذا الكوكب غير ذلك؟
(وهذا يفسر لنا العداء الممنهج والمتصاعد تجاه الإسلام والمسلمين الآن والمجازر المقامة للمسلمين في كل بوصة على هذا الكوكب برعاية الأمم المتحدة الماسونية والتعتيم الإعلامي وتزييف الحقائق)
ومن الملاحظ حالة النقاء التي كان عليها الكثير من الكتاب المسيحيين الأول الذين حذروا مبكرا من اليهود وما تنتوي عليه خبيئتهم حيال هذا العالم ثم التحول التدريجي والسريع من النقيض إلى النقيض، فما بين توقيف الأمن في بافاريا لمجموعة النورانيين بمخططهم وإطلاق وإرسال التحذير منهم للكنائس وكبار رجال الدول والتأييد الكنسي والشعبي للصهيونية والماسونية الآن الكثير من التفاصيل وانتشار النورانيون كالسرطان كان أسرع وأصبح من العسير احتوائهم ليتحول الموقف بالكلية وتنطلق تلك الحملة المسعورة الصهيوصليبية تجاه الإسلام والمسلمين)
ثم يتساءل الكاتب في ذلك الوقت المبكر فيقول:
هل يستطيع أي شخص حيادي سليم المنطق أن ينكر أن المؤمرات الخفية التي تجري الآن في الشرق الأوسط والشرق الأدنى والشرق الأقصى تلتقي جميعا في مخطط واحد منسق، هدفه الوصول لهذه النتيجة الشيطانية.
هذه الرسالة محفوظة في المتحف البريطاني في لندن:
من أوراق النورانيين:
“سوف نربط الحركات الفوضوية بالحركات الإلحادية وسوف نعمل لإحداث كارثة إنسانية عامة سوف تبين بشاعتها اللامتناهية لكل الأمم نتائج الإلحاد المطلق وسيرون فيه منبع الوحشية ومصدر الهزة الدموية الكبرى وعنئذ سيجد مواطنو جميع الأمم أنفسهم مجبرين للدفاع عن أنفسهم حيال تلك الأقلية من دعاة الثورة العالمية فيهبون للقضاء على أفرادها محطمي الحضارات وستجد آنذاك الجماهير المسيحية فكرتها اللاهوتية قد أصبحت تائهة غير ذات معنى، وستكون هذه الجماهير متعطشة بحاجة إلى أي عقيدة وإلى من تتوجه إليه بالعبادة، فتلاقي عندئذ النور الحقيقي من عقيدتنا نحن عقيدة النورانيين الشيطانية التي ستصبح ظاهرة عالمية وستقدم آنذاك للجماهير بصورة علنية وسيكون تولد هذه الظاهرة نتيجة لرد الفعل العام لدى الجماهير تتبع تدمير المسيحية والإلحاد معا”
هل هذا هو من فجر ينبوع الإلحاد الآن؟ ولكني أتصور أن الأمر قديم وهذه الجرأة في الإعلان والتصريح لتوحي بظهير قوي يدفع هؤلاء بالتصريح والدعوة إلى فكرهم، هذا يتم برعاية أياد تخفي وجوهها ولا يهمها أن تعلن عن نفسها الآن المهم بلوغ ما يرنون إليه فماذا أعدننا من أمصال وقائية ضد الفيروس القاتل؟!!
فالعالم الذي أزيلت منه الأبواب والفواصل لم يكن إزالتها إلا لكي يدخل الآخر بعدته وعتاده.
ومن أوراق النورانيين هذه الرسالة الدالة:
“يجب أن نقول للجماهير أننا نؤمن بالله ونعبده ولكن الإله الذي نؤمن به لا تفصلنا عنه الأوهام والمخاوف النفسية ويجب علينا نحن الذين وصلنا إلى مراتب الاطلاع العليا أن نحتفظ ببقاء عقيدتنا الدينية التي يعتبر فيها الشيطان إلها، أجل إنه إله ولكن الله أيضا إله آخر لأنه لا يمكن بصورة مطلقة إلا وجود إلهين متقابلين وإلهين فقط، ولذلك فإننا نعتبر الشيطان وحده كفرا محضا، أما الحقيقة الفلسفية النقية، فهي أن الله والشيطان إلهان متساويان ولكن الشيطان هو إله النور والخير وهو الذي مازال يكافح من أجل الإنسانية ضد الله إله الظلام والشر”
تعالى الله وتنزه اسمه عما يصفون.
في الحقيقة التي لا يجب الفرار منها هو أننا لا يوجد لدينا أية إجراءات من نوع ما وإنما هي مجرد ردود أفعال وعشوائية في الغالب ولا ترتقي لأفعال تتم في الخفاء عبر قرون بحنكة ودراية ودراسة وخبرات تراكمية وجيلا يسلم جيلا آخر وهو يعلم أنه الأمين على ميراثهم عبر صفوف منتظمة تسير على الطريق المرسوم لا تحيد عنه قيد أنملة بينما نحن من يجوس في التيه والضلال المبين وطريق الحق واضح أبلج على بعد مرمى حجر.

الأحد، 1 سبتمبر 2019

لمحةٌ عن مخطوطة رسائل نصر أبو بيض الموسومة ب ( رسائل المقبرة الخضراء)




جواد العقاد - رئيس التحرير 

لمحةٌ عن مخطوطة رسائل نصر أبو بيض
 الموسومة ب ( رسائل المقبرة الخضراء)
أدبُ الرسائل ذات أصولٍ عربية عريقة، ولا شك أنَّه تأثر بالأجناسِ الأدبيةِ الحديثة وفُتحَ على أشكال الكتابة الأُخرى.
عوّدنا هذا اللون الأدبي على التعرض للقضايا الخاصة، في الغالب، ولكن الكاتب هنا انطلق من خلال همِّه الذاتي، الذي هو جزءٌ من الهم العام، إلي الخطاب الجمعي.
جاءَ كتابُه تحت عنوان " رسائل المقبرة الخضراء " من الطبيعي أنْ يعيشَ ابن مدينة غزة حالةَ تناقض ؛فهنا يصفُ المقبرةَ التي هي إشارة إلى المدينةِ البائسة " بالخضراء "، الطبيعي أنْ الخراب قفر، فلماذا وهبَ المقبرةَ، التي هي إشارة للموت ، اللون الأخضر؟! ربما إشارة إلى أنه ثمة أمل رغم البؤس ، أو لأنَّ هذه المدينة تعلقنا في منطقةِ الرعبِ والخوفِ الدائم،  الموجودة بين الحياة والموت.
تمتازُ رسائل الكتاب بالوحدة الموضوعية ؛ فهي تتشابك دلاليًّا ؛حيثُ موضوعها الرئيس المدينة بكلِّ ما فيها من خرابٍ ودمار، ماديًّا ومعنويًّا، (والكاتبُ أطلقَ على المدينة أوصافًا تحيلُ إلى هذه الدلالة مثل: عرجاء، بائسة، شمطاء..) ، إضافةً إلى تجارب شخصية وكذلك طرحَ عدة قضايا اجتماعية، مثلا: معالجة الفهم القاصر لفكرة الحب ؛ حيث إنَّ رؤية المجتمع الظالمة للحب سببٌ مباشرٌ للأمراض الاجتماعية.

الاثنين، 12 أغسطس 2019

المعاناة هي سر النجاح: لطيفة القاضي




المعاناة هي سر  النجاح
كتبت /لطيفة محمد حسيب القاضي
من منا لم يمر عليه في حياته معاناة،و من منا لم يمر بانتكاسات وعقبات و مشكلات
 في حياته .
فمن الطبيعي والصحي أن يمر على أي إنسان ظروف صعبة   في حياته فأنه لابد أن تعرف بأن معاناتك مختلفة عن معاناة الآخرين و لكن الكل يشترك بأنه حتما مر عليه أوقات عصيبة،فإن النجاح والتقدم والازدهار  يولدون  من رحم المعاناة .

عند الصعوبات والمشكلات والمحن  يفقد الإنسان السيطرة على نفسة ،و بل يفقد الثقة بنفسه ، وحيث يشعر بتعاسة كبيرة ،و أن العالم كله ضده حيث يفكر بمعاناته ويظن أنه الوحيد الذي عنده معاناة،و يفكر بطريقة  سلبية .
قد تكون سبب المشكلات والانتكاسات هو فقد عزيز ،أو فقد وظيفة ،أو إنفصال بين زوجين ،أو خسارة مادية في العمل ،و مع كل ما حصل لك فلابد من أن تفكر وتركز كيف تتعامل مع الانتكاسات .

إن المحنة قد تستغرق بضعة أيام أو شهور أو سنوات للخروج منها .
وان المحن قد يخرج منها بعض الناس الأقوياء و قد لا يخرج منها أصحاب النفوس الهشة.
ربما في هذه المحن ينقسم الناس إلى قسمين قسم يفقد السيطرة على نفسه ويعيش الماضي بكل تفاصيله و يظل في الماضي ويرفض الخروج من المأزق ، ودائما يفكر بأسلوب سلبي مظلم مؤذي له و لمن حوله ،فهذا الشخص لا ولم يتطور و لا يتقدم و سيمضي الزمن عليه و هو يعيش في ظلمة وألم الماضي .
الشخص الآخر يفكر بأسلوب وبطريقة إيجابية و يعرف أنه من المحن يخلق التقدم والتعلم والازدهار ،و يعرف كيف يحول التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي صحي  فيكون نصيبة أن تعلم من الصعوبات وبنى لنفسه أسلوبا آخر في الحياة هذا الأسلوب ساعدة على تجاوز المحنة حتي وصل إلى نسيانها ،و  حيث أن الخروج من المحنة ليس بالأمر السهل  ولكنه خرج منها بفن و ذكاء لاستئناف حياته المستقبلية المشرقة.

أن سلوك الإنسان تجاه المحنة هو الذي يحدد الأهداف و تجاوز الانتكاسات و المشكلات والعقبات  و حبنها فقط نستطيع أن نتحلى بالتفكير  الإيجابي لكي   نكون قادرين على التحرر من القيود التي تكبلنا ، وهذا هو مفتاح التغير والنجاح والتقدم الذي يؤدي الى صحة إيجابية .
أن نحول الآنتكاسات إلى إيجابيات هذا يخرجنا من الضعف إلى القوة .
و هنا اود ان أقول بأن التفكير الإيجابي لا يعني  أن تنسي او تتجاهل المعاناة والمشكلات و الصعوبات  والمشاعر السيئة، بل علينا من التعامل مع كل هذه الصعوبات بطريقة  إيجابية .
و لابد من التعامل مع هذه الظروف بوصفها فرصة للتغير والتعلم و النهوض والرقي .فلابد من أخذ الحيطة عندما تتحدث مع نفسك ،مهم جدا أن  تتحدث مع نفسك بطريقة إيجابية لأنك لو تحدثت معها بطريقة سلبية سوف ينعكس ذلك عليك سلبا في سلوكك وأسلوب حياتك .
إن التفكير الإيجابي على المدى الطويل سوف يضمن لك الخروج من كل المحن  ويخفف عنك الحزن والآلم و يمنحك مهارة أفضل للتعامل مع المحن .

السبت، 10 أغسطس 2019

كيف تتصرف عندما يكون اسلوب الناس وقحا معك : لطيفة القاضي






كيف تتصرف عندما يكون  اسلوب الناس وقحا معك ؟كيف تتعامل مع الناس القاسية قلوبهم
كتبت / لطيفة محمد حسيب القاضي
يختلف أسلوب الناس من شخص إلى آخر  و كل هذا يعتمد على تربية و نشأة هذا الشخص ،فنجد الانسان الطيب الذي صلحت سريرته  فتصالح مع نفسه ومع الآخرين فنفسه مطمئنة مرتبطة بالله ،والانسان الخبيث الذي يعتبر من الذي ينطبق عليه الوقاحة في اسلوبه عنوانه .
هناك الاشخاص القاسية قلوبهم لا يعرفون للرحمة طريق ،فتكون قلوبهم قاسية على اقرب الناس اليه فيتعامل معهم بالقساوة وعدم العطف.  الحب لا يعرف لقلبه مكان.
اكيد كل شخص فينا تعرض لهذه الشرائح من الناس التي لا يخلو منها اي اسرة واي مجتمع 
.فحاول أن ترى ما وراء أقوالهم الغاضبه. وهنا العدوان طريقهم و يعبير عن اناتهم.
كلامهم انعكاس لدولتهم الداخليه و ليس لها علاقه بك.
و من هنا  فلا تخفض نفسك ابدا إلى السلوك الوقح للأخرين.
ابق هادئا و قويا واكثر لطفا و غني بنفسك و أخلاقكاذا استفزك أحدهم فلا تلقي له اي أهتمام، فحاول ان تشغل نفسك باي شيء ،لكي تبعد عن ازاهم  ونفسيتهم المريضة.هناك من يجيد الوقاحة في تعامله مع للناس ،فلابد من ان تعرف أن الشخص الوقح هو خالى من الداخل و يفتقر من الاخلاق واللباقة في الأسلوب و التعامل مع الناس فابتعد عنه وان لزم الامر فقاطعه .
هذه الفئة من الممكن ان  تكون بقربك او اقرب الناس لك فيكون التعامل معه عند اللزوم ،واذا لزم الامر فقط .
أهم شيء ان تثق بنفسك لا تجعل هذه الشريحة  ان يفقدوك الثقة بالنفس ،فلا تتغير ابق هادئا حكيما .
فان القساوة في القلوب والوقاحة من عمل الشيطان ووصل الشخص لهذه المرحلة من قلة دينه و حياءه و البعد عن الله ،فعلينا قبل كل شيء ان  نتمسك بالله و ان نكون رحماء بانفسنا و رحماء بالاخرين .و نرجع للفكرة التي خلقنا بها من التسامح والصدق والكرم و مساعدة المحتاجين و نجعل قلوبنا خاليه من البغض والحسد والكبر حتي لا نتحول مع مرور الوقت الى هذه الشريحة البغيضة.

الاثنين، 22 يوليو 2019

كتب رئيس التحرير: حول الدراما السوريا



جواد العقاد - بوابة اليمامة الثقافية 

حول الدراما السورية
يُعتبرُ الفن النواة الأولى لتقدم المجتمع وبناء الحضارة وتشكيل الوعي الجمعي ؛ فيُحكمُ على رُقي المجتمع وتقدمه بقدر ما فيه من مثقفين وكُتّاب وفنانين، فهذه الطبقة وجه المجتمع الجميل والمصدرة لثقافته، فلا تقتصرُ وظيفة الفنون على التسلية ولا الإشباع الجمالي وإنما أيضًا تبرزُ ثقافة الشعوب وتحتفظُ بمورثها الحضاريّ ولنا في الآداب العالمية مثالٌ عظيمٌ لاسيما الأدب اليوناني.

السينما والمسرح والدراما من أهم الفنون وأكثرها إنتشارًا، وأقدرها على التأثير بالمتلقي؛فنحن نفرح أو نبكي.. إنْ قُدمت الفكرة بشكل فنيّ مقنع وممتع قادر على التأثير ، وقد تحدث الفيلسوف اليوناني أرسطو في كتبه خاصة "فن الشعر "عن نظريّة التطهير والتي تعني ببساطة إنفعال المتلقي وتأثره من العرض التراجيدي، ولستُ في صدد الاستطراد في هذا الموضوع ؛ فالمقام لا يتسع.
لأنني أحبُّ سوريّا بكل ما فيها من جمال وتاريخ موغل في الحضارة ؛ أتابعُ بشغف ما يُصدره مبدعوها في جميع مجالات الفن لاسيما الدراما، فالسّوريون أصحابُ الصدارة في هذا المجال منذ عهد أحمد خليل القباني ( رائد المسرح العربي) مرورًا بياسر العظمة ودريد لحام وغيرهم من عملاقة السينما والمسرح والدراما، تابعتُ المسلسلات السورية منذ وقت مبكر من عمري سواء التاريخية أو الاجتماعية أو الكوميدية..، وما يثير شغفي و يحرضني على الاهتمام بالمتابعة أمور عدة، أهمها: السيناريو ( النص): تتميزُ المسلسلات السّوريّة بثقافة النص، لم أشاهد عملًا دراميًا سوريّا إلا وأفادني معرفيًّا، وهذا يرجع لثقافة المجتمع السوري ؛ فالدراما محاكاة للمجتمع، وكذلك ثقافة كاتب النص لاسميا أن عددًا كبيرًا من أعمال الدراما هي في الأصل نصوص روائية مثل: فيلم بقايا صور المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للروائي السوري الكبير حنا مينه ، ومسلسل الندم المأخوذ عن رواية عتبة الألم للروائي السوري (فلسطيني الأصل) حسن سامي يوسف، وكذلك مسلسل حين تشيخ الذئاب مأخوذ من رواية بنفس الاسم للروائي الأردني ( فلسطيني الأصل) جمال ناجي.. إلخ.


مسلسل "ترجمان الأشواق" نموذجٌ واضحٌ لثقافة الدراما السوريّة.

من العنوان تظهرُ ثقافةُ المسلسل ؛ فإنَّ "ترجمان الأشواق" ديوان شعر للشّاعر الصوفي محي الدين ابن عربي.

تدورُ أحداثُ المسلسل في دمشق إبان الأزمة السورية، أما العُقدة تتمحور حول جماعات مسلحة تخطفُ صبيّة وتطلبُ فدية. المسلسلُ يشبه إلى حدٍ ما أغلبَ المسلسلات التي تتحدثُ عن الأزمة السوريّة، حيثُ يسلطُ الضوءَ على معاناة المهاجرين، والبطالة، الاستغلال، تجارة الحروب، صراع الأجيال، ويتناولُ الكثير من الأمور الإنسانية التي يعاني منها المواطن السوري يوميًّا بمفهومٍ فنيّ ذكي، فأغلبُ الأعمال الدراميّة تتناولُ الحربَ من زاويةٍ إنسانيّةٍ بعيدًا عن تحويل المُسلسل لنشرةِ أخبار، وهذه ميزة.

يمتازُ المسلسلُ بثقافةِ السيناريو المُكثفة، فإنه يعرض حياة ثلاثة أصدقاء كانوا ينتمون إلى اليسار العربي
(المترجم نجيب، الدكتور زهير، كمال صاحب المكتبة) وبعد أن عصفت بهم ظروفُ الحياة التقوا في دمشق ، وقد اعتنقَ زهيرُ الفكر الصوفي، ونجيب الكاتبُ والمترجم تبعدُه الظروفُ السياسيّة عن البلاد أما كمال يبقى محافظًا على فكره.
أهم ما أثرى المسلسل:
1- الحوار
جاء لصاحب المكتبة كمال ( ممثل الدور الفنان فايز قزق) رجل كبير السن يحملُ عدةَ كُتب يريدُ بيعها ليدبرَ شؤون حياته،دار نقاش بينهم انتهى بقول كمال: " اقرأ ليهبط البيت ".
وأغلبُ الحوارات بين الأصداقاء الثلاثة يغلبُ عليها التبادل المعرفي والثقافي.
٢- لمّح المسلسل إلى تراجع اليسار العربي،قد برز ذلك من حوارات الأصدقاء الثلاثة.
3-أشار إلى قضية صراع الأجيال التي ظهرت بين كمال وأبنائه.
4-عرض بعض مظاهر الفكر الصوفي ؛ فقد كان د. زهير متصوفًا ويحضرُ مجالس الصوفين.

يقولُ الفنان السوري بسام كوسا -في لقاء مُتلفز مع الإعلامي أدونيس الخالد -: "لا يمكن الآن أن نصفَ حال الدراما ونطلب أن تكون في حال صحي ونحن في ظرف غير صحي،كل العالم يعرف ماذا يجري في سوريا، وبالتالي الدراما جزء من هذا المجتمع ؛ فلا يمكن أن تنتعش إلا في حالات الاستقرار كماحصل سابقًا، الآن نحن لا نصنع دراما، نحن ندافع عن الحياة من خلال هذه المهنة."

ويتابع كوسا:" يجب الآن أن لا يُكتب عن الأزمة، والسبب هو أن كل الكتابة ستكون رد فعل.. والفن هو فعل وليس رد فعل، يحتاج إلى حالة من الصفاء الذهني والتأني والخروج من هذه الأزمة ومراقبتها بعين حكيمة، عندما قرأت" ضبوا الشناتي"، كان هناك ذكاء في تناول المشكلة، استطاع الأستاذ ممدوح حمادة التعامل مع هذه المشكلة الغاية في القسوة بطريقة فيها طرافة.. "
الدراما السوريّة السباقة دائمًا إلى الجمال، استطاعت هزيمة الحرب والخراب بالإبداع المُتعالي. الفنُ كفعل إنساني يحتاجُ هدوء ونقاء ومزاج ولكن القسوة ولدت إبداع، واجه السوريون به الهجمة الشرسة الهمجية. أنا مع الأستاذ بسام في مسألة الكتابة وصناعة الدراما بعد إنتهاء الأزمة ؛ لتكتمل الصورة وتكون الأعمال أكثر تجردًا وإبداعًا، ولكن لابد من مواجهة الشراسة بالحب، الموت بالحياة، إن كان هذا لا يؤثر على القيمة الفنية للعمل، وفي أغلب الأعمال الدرامية كانت الفنيات عالية وممتعة.
 
الدراما السّورية تخاطبُ أعماقَ النفسِ الإنسانية من خلال الحوارِ الممتع والمفيد في آنٍ، الذي يعطينا خلاصةَ الرسالة تمامًا بتأثيرٍ عظيم، وربما ما يجعلُ لها أثرًا كبيرًا تسليطُها الضوء بدقةٍ على تفاصيل الحياةِ اليوميّة للإنسان العادي فهي تدركُ ماذا يريدُ المشاهد.
 رُغم الظروف القاسية التي يعيشُها السوريون إلا أنهم يزرعون الأملَ وسطَ الخرابِ الكبير ؛ليقولوا أننا شعبٌ يحبُ الحياة، جعلوا من  الخرابِ والدمارِ مادةً دسمةً للفن والسينما تنقلُ للعالمِ الوجعَ السوري ومدى حبِّ هذا الشعب العظيم لوطنه.


الجمعة، 19 يوليو 2019

قراءة في قصيدة " الأرض مجاز الموتى " للشاعر جواد العقاد: شعبان الدحدوح



"قراءة نقدية لقصيدة "الأرض مجاز الموتى"  من ديوان
(على ذمّة عشتار) للشاعر السّامق  : جواد العقاد

(الأرض ُمجازُ الموتى)

من أعطى الياسمينَ سرَ الخلود؟
كلما هاجرَ الموتُ في عروقِ ياسمينةٍ
يزهرُ في عرفِ الشعراءِ ألفُ قصيدة
هذا المدى للنحلِ
ولكل من قالَ :"لا شيءَ يعجبُني "
يفنى الماءُ
ويستعيرُ الوجودُ وجهَ الياسمينة
ويُظهِرُ روحَها آيةً آية.

الدمعُ شرعٌ ناقصٌ
وكمالُ الوحيِ عندَ الشعراء
لا تظنَّ إلا أنَّ قلبَك كتلةُ حبرٍ
وأنتَ طيرٌ تلوِّنُه الكناية
والقصيدةُ بنتُ الخيال
أنتَ ابنُ الفراغِ
والوحيُ ابنُ الهاوية
تكبَّرْ على الوقتِ الذي يحاصرُكَ
يا ابن َالفراغ
كنْ كتلةَ حبرٍ
وكندى على جبينِ الياسمين
تقمص الحياة
إياكَ والغناءُ معَهم
كنْ نشوزَ الأغنياتِ
 كنْ اليقين يا ابنَ الفراغِ
إنْ كان الأخرونَ فراغ.

وقعتْ بين يديَ قصيدةٌ ؛ للشاعر ( الفلسطيني) _ جواد العقاد

فآثرتُ أن أتحايلَ على رساستها ؛ لأنزفَها شيئاً من كفني
وأنا الهامشيُّ (المشاكس) ؟
لقد همدتُ ولم أعرف البيّنة ... ، لكن هنا ثمَّة وردة طاغية !

يقول درويش :" من هو مجاز الأرضِ فينا" ؟
فوجدتُ (جوادَ) يجيبه : هم الموتى يا درويش ...؟
هذه القصيدةُ تمثّلُ :
دائرةً محكمةَ الانفراجِ على وصادةِ المغالق ، تَفتحُ ومن ثمَّ تُغلق وهكذا   دُويليك ... ؟
يستهل الشاعر قصيدته : بقوله " من أعطى الياسمين سرَّ الخلود ؟"
وهنا يبْرعُ الشاعر في امتثاله ؛ لحالةِ الإنسان الذي يعبدُ مشاعره ، فيضفي على تساؤله شيئاً من الخِلسة والاستكانة
الناعسة ، وشيئاً من الهوَجِ المستنكِر ، صاحب السلطة ، وكأنه
مشَرّع ، هذه الحالة هي ما تعرف (بالقلق) ؟
 تساؤلٌ بديهي ، غيرَ أنّهُ نبيهٌ جداً !
يجعلُ القارئ يتوقّع إجابةً للسؤال ، على ما درجت عليه عناقيدِ اللغة ، لكن هنا مفاجأة ؟

يبدأ الشّاعر في العرض ، وكأنه السارح المارح ، على غصونِ القصيد ، ويخالف العادة بأن لا يجيب ؟

" كلما هاجرَ الموتُ في عروقِ ياسمينةٍ "

للوهلةِ الأولى من الاستعراض الشّعوري هنا : وبعد إمرار كلمات  (هاجر - الموت - عروق )  ، نعرفُ تماماً أن هناك
لعبةٌ كائنةٌ هنا ، قد نسمّيها : (قلق الوجود)

ينزلُ الشاعرُ رغبته ، وكأنها التماسُ عرْضٍ ، التي ستصبحُ فيما بعد دستوراً ، ما هذا الهَوج!؟

كيف استطاع الجمع بين (هجرة الموت) ، و (عروق الياسمين ) ، أرى أن بينَ هذين الجِرمين سينبتُ هاجسٌ ينزلُ
؛ لمرتبةِ الكمال ؟
" يزهرُ في عرفِ الشعراءِ ألفُ قصيدة"

ما هذه النرجسية ، التي تكادُ تخنقني في تعويذاتِ المجاز ، هل هجرةُ  الموت في عروق الياسمين ، تنبئُ لولادة ألف قصيدة ؟
إذاً ربما نتريّثُ معاشرَ أبكاره هنا ، ونقول :
أن الشاعر يأخذنا إلى عالمين عالم الحس ، الذي يجسده ب(عروق الياسمين ) وعالم اللامحسوس في كيانه (الموت)
فإذا ما طافَ الموت في عروقِ الياسمين أذّنَ ؛ لميلادِ كائنٍ جديد (ألف قصيدة ) والعدد هنا كنايةٌ لا أكثر

يُظهرُ الشاعرُ هنا نفسه على العالمين ، فتنخسفُ العوالمَ ؛ ليظهرَ الشّعر !

لنا أن نتساءل : ما دِلالة قولهُ "يزهر" ؟
ربما الانتعاش والنشوة ، التي تقربُ نوعاً آخر من العالمية في النّماء ، وربما وقع جواد على ما وقع درويش " كوصفِ زهر اللوز"
فهو العالم الخفيف الثّقيل : هو الزّهر ؟

نتوقّعُ أن يأتي هناك ، بقولٍ يشعُّ فالمدى ، فنقعُ على ما توهّمنا  ، وفيه بديعاً يا سادة ، أن يسوقنا ؛ لخياله ونلتقي !

"
هذا المدى للنحلِ
ولكل من قالَ :"لا شيءَ يعجبُني "
تصدقُ نبوأتنا بما أوّلنا هنا :
فنجده يستعير الألفاظ والمعاني الرتيبة ، التي تؤيّد مدارَ (الكونية) ، فيأخذ من (النّحل ) خفّة الويع ، التي تُثري مدار الحياة ، ومن ثمَّ يرفعُ القناعَ ، ويذكرُ درويش (لا شيء يعجبني) هنا ظهرتْ لدينا جذوةَ التمرّد !

استطرادٌ خطيرٌ ومفاجئ ، الذي يَعْبُرُ حُلمَ الدهشة ، في الصّعود ...

"يفنى الماء"

استعارة بديعة ، فالماء : رمزاً ؛ لسريرةِ الحياة يا سادة

كأنه يقول: تفنى الحياة

"ويستعيرُ الوجودُ وجه الياسمين "

هنا تبدو غيمةَ الشّعرِ أن تكشفَ عن ساقها ، في ذكرِ (الوجود)
والحيرةُ هنا : أيُّ وجهٍ للياسمين ، بعد هذه الرحلة !؟

"ويُظهِرُ روحَها آيةً آية"

وهنا تتموسقُ في دائرتنا الموضوعية والعضوية ، معنى المطلع ، هنا يكشفُ الشاعر ، عن تساؤله في مطلعِ قصيدته :
"من أعطى الياسمين سر الخلود" ؟

سؤالنا : ما علاقة (الروح بالآية ) وأيُّ آية :

هل هي العلامة التي تكشفُ شيئاً فشيئاً في محطِّ الهبوط
، والصعود ؟

أم أن الآية هي  : (غذاء الروح ) ؟!

عل كلٍّ في ذاتِ المعنيين ، أبدع الشاعرُ في هذه (المشاكلة التعريضية) !

" الدمعُ شرعٌ ناقصٌ

وكمالُ الوحيِ عندَ الشعراء"

هل نعدُّ هذا خروجاً إلى (اللاهوتية) ؟!
فمنذ البداية وجدنا هذا الخروج ؟

أم أن هناك معنى ، يشهقُ نزوةَ اللعنة ؛ ليضيءَ أسراج   الكَبت
، فالدمع يا سادة يعتبرُ نفَسُ المكتئب ، هل هذا القلق سيكتمل عند
الشّعراء ، أم ماذا ؟!
يتألى الشاعر في هذا السطر (الشّعري ) على سيرةِ الشّعر ، بما صدق ؟!

" لا تظنَّ إلا أنَّ قلبَك كتلةُ حبرٍ

وأنتَ طيرٌ تلوِّنُه الكناية
"
ها قد بدأ بتشريع الأحكام ، ورزنمةَ الأقدار ، فيأخذُ من أدواته حكايةً ، تُملى عليك بلغةٍ من الإيمان !؟
يسرحُ الشاعرُ في خياله ، ويبدأ في (اللاوعي) ، هنا ويسيرُ
في شرعٍ ؛ ليغفو على صدر ورقة ؛ لينتشي مشرّعاً :
" أن قلبك كتلة حبرٍ " وأن هذه الكتلةُ تمثّلُ حجّاً للكنايةِ ، على رفرفةِ الطير ، ينعي الشاعرُ الوجودَ بلغةٍ من جمال !؟

" والقصيدةُ بنتُ الخيال"

نعم لقد ترصدتُها ، وعلمت أنه شذَّ عن مصير القاعدة ، وبذى على غصونِ الواقع ؛ ليقول " أن القصيدة بنت الخيال"
لكن هل هو خيال الشّعراء أم غيرهم ؟!

أنت ابن الفراغ "
دراما بمنطق الوجود ، هل الفراغ ، يعني (اللاشيء) فهو يريدُ الصعودَ إليه مثلاً ، أم أنّه يريدُ تقمّص شيئاً آخر ، ولا أستطيع
أن اجزمَ أن الشاعرَ يُحادثُ نفسه بحالِ الغير ؟
ما من فراغٍ إلا وينذرُ بالامتلاءِ أو الصّعودِ إلى دائرة الخفاء (لغةٌ وجودية ) ؟
هي أكثرُ من دعوة ؟

"والوحي ابن الهاوية"

حالةٌ من التناسق والتكامل البنائي : تظهرُ هنا ، فإذا كان كمال الوحي عندك ، وكنتَ ابن الفراغ ، فإنك ستنزل ؛ للهاوية
لذلك :

"تكبر على الوقت الذي يحاصرك
كن كتلة حبر "
تمرَّدٌ جديد
يرتدي عباءةَ الواعظ إلى آخرِ الخلود ، ماذا يدعي هذا !؟

أيُّ حبرٍ أكون ؟

"وكندى على جبين الياسمين "
حالة من التزاوج تظهرُ هنا ، كيف يتزاوجُ ثقلُ الحبرِ مع خفّة الندى ؟!

إذا اهتديت ؛ لمثلِ هذا النوع من الزواج :
"تتقمّص الحياة "

هل هذا عنوان آخر ؛ للقصيدة ؟!

يجسّدُ المعاني التي اقترفها في حقّنا !

 "إياك والغناء معهم "

هل يقعُ التحذيرَ من الغناء ، أم لهذا الغناء ، تآويلٌ أخرة معهم
(العوالم المذكورة آنفا ) ؟

" كن نشوز الأغنيات "
والنّشاز حالةٌ متعمّدةٌ في العصيان ، وإضافةُ الأمرِ لها ، فيها تألي
على مقاماتٍ أخرى ، لكن على أيِّ شيء
أنتَ لا تستطيع أن تغنّي مع الوجود ؛ لذلك كن أشذَّ الشذوذَ وآخرَ المنال في أغانيهم !؟

"كن اليقين يا ابن الفراغ
إن كان الآخرون فراغ"
يختم .
-: هل هناك أذانٌ جديدٌ بأن (اليقين) هنا هو (الشّعر ) في دعاءِ
الشاعر ، كأنّه السبيل للخلود ، والانتصار (في الذات ) على منصّات الوجود ؟
أم أن تمامَ اليقينِ هو : (الموت) الذي يصدّع الوجود وينتصرُ عليه في البدايةِ ثم يهزمه ؟
فمثّل الموت ؛ لتصدّعَ الفراغ ،وتفوز بالخلود ، إن هم ذهبوا إلى آخرِ الفراغ املأه باليقين. "

الثلاثاء، 16 يوليو 2019

التبرج الفكري: مصلح أبو غالي




مصلح أبو غالي - بوابة اليمامة الثقافية 

يبدو أنه  قدر المرأة في مجتمعاتنا تلك أن تظلَّ مطاردةً وغريبةً وأن تسير فوق النار إلى المدى المفتوح دون أن تلتقطَ أنفاسها ودون أن تدربَ رئتها على الأنفاس السريعة
لاسيما وأنَّ الجهل يتغلغل داخلنا أكثر وأن شرقيتنا ما زالت  تسبح تحت جلودنا وتصحبنا في مواعيدنا وتجلس معنا على نفس المقعد  وتشاركنا فنجان قهوتنا
قدر المرأة في مجتمعاتنا العربية أن تظل تركض دون تعب لأن الرجلَ يحيط بها من كلِّ جانبٍ ويلبسُ أوجهًا عديدةً،  يريد أن يذبحها لأن ابتسامتها تخيفهُ ولأن أنوثتها تصيب رجولته في مقتل،
والمرأة تشبهُ (طائر السمّامة) فقد خلقت لتظل طائرةً في السماء دون أن ترتاح على الأرض ودون أن تنتمي لمكانٍ أو زمانٍ فهي أجمل من أن تنتسب، وأدهش من أن تقيم
هي أول من يطير وآخر من يهبط!
إن اعتياد المرأة على هذا اللجوء الأبدي يشبهُ اعتياد الأمة العربية على الهزائم المتكررة وتقبلها للأمر لا يختلف كثيرًا عن تقبل العرب للحكومات المستبدة وللإستعباد.
وهذا ما يفسر سبب الهجمات التي يقوم بها الشرقيون في حروبهم غير المنتهية ضد العنصر الجمالي الذي تمثله المرأة.

من فرط ما اعتاد العرب على خسائرهم اندمجوا اندماجَ المذهول  وتفاعلوا تفاعل الطفل الذي يجدُ دميته بعد عَناءٍ طويلٍ من القلق والبكاء  لذلك اعتمدوا مبدأ "لا تعايرني و لا أعايرك" وقد نجحوا في ذلك بعدما وأدوا الذكريات التي تقوي روابط حاضرِهم بماضيهم وأغلقوا كلَّ النوافذِ المفتوحةِ على جراحِ الأمس؛ ولكن ولأنَّ من طبيعة الشيء المذبوح أن يشتكي -ولو صدفةً- من ألمهِ وأن تخونه يداه مع موضع الألم
كان لزامًا عليهم أن يجدوا شمَّاعةً ينسبون لها ما يفرون منهُ
وهنا كانت المرأة في أوجِ فتنتها وكلِّ أساورها وأنواعِ مكياجها تستعد لأن تكون الوجبةَ المُعَدةَ للأكل، كانت شهيةً بما يكفي ليأكلوا جَسَدها ويمتصوا دماءها.
كان الطابخُ  رجلًا جائعًا والآكلُ رجلًا حافِظًا أما الذي قدَّمَ الطعامَ فقد كان نادلًا جاهلًا يملك عقلًا فارغًا يسمى شيخًا!
شيخٌ يملكُ نظرةً أحاديةً يتعامل مع أنصاف الأشياء، استلذَّ على القشور لذلك استغنى عن اللُّبِّ، تركَ أمتهُ مهزومةً وغادر دون أن يضمد جراحها أو يحمل عنها أمتعتها وراح يُلقي اللوم على "المتبرجات"...
إنني أرفض التبرجَ شكلًا ومضمونًا وأرى أنهُ ينقصُ من جمال المرأةِ ويقلل أنوثتها  وأرى أن المتبرجةَ ترى نفسها سلعةً رخيصةَ الثمن وما كشَّفتْ عن أشياءها الثمينةِ إلا لتزيدَ سعر الطلب على بضاعتها، ولكن هل التبرج هو سبب العنصرية العربية والهزائم، وهل هو سبب الفقر، والجوع، والقمع، وانعدام الحريات، وازدياد نسب المنتحرين، وارتفاع حالات القتل المتعمد، و...؟ وما هو مفهوم التبرج؟
هل المرأة التي تحافظُ على جمالِها البسيط وأناقتها المتزنة -دون أن تكشف شعرَها- يدخل في مفهوم التبرج؟! وهل عطرُ المرأة كان السبب وراء المجازر العربية التي نُفِّذتْ بأيادٍ عربية!

لا يمكنني أن أتقبلَ فكرةَ أن تكون المرأةُ إنسانًا آليًّا نحن من يحركهُ يمينًا أو يسارًا ونحن نختار له ما يأكل وما يشرب ومتى يخرج ونحن من يختار له نوعَ وكميةَ الهواء الذي يتنفسهُ، فالمرأة ليست (رموت كنترول) -كما يراه بعضُ المتشددين-
أنا لا أقبل أن تكونَ "غوريلا" أو "علبة تونة" مُغلَّفة كذلك لا أقبل أن تُرخِّصَ نفسَها لتصبحَ  "حلوى مكشوفة"

إن التفنُّنَ والإمعانَ والإفراطَ في وضعِ التعقيدات والحواجز التي تصرون على تحصينها وتعقيدها تقتل أحلام النساء
وتسفك عواطفهنَّ وترمي الأملَ الموجودَ داخلهنَّ في حاويات القمامة!
المرأة كائنٌ من حقهِ أن يتزيَّنَ وأن يحافظ على جمال مظهرهِ وأناقته الدائمة وأن يُحِبَّ وأن يُحَبَّ كما تشاء دون أن يمنعها أو يقتلَ  رغبتها  بالحياة أحدٌ أو يقمع إنسانيتها

هذا لا يعني أنني أدعو للتبرج....
إنني  أدعوكم أيها الأحباب  أن توسعوا إدراككم وأن تتعمقوا أكثر بمفهوم التبرج الحقيقي الذي دعا إليه الإسلام

خلافنا ليس مع الدين وإعتراضنا ليس على القرآن
 إنما على سوءِ فهمِكم وسذاجةِ تفكيرِكم وسطحيةِ عقولكم
أعيدوا النظرَ فيما تحكمون فيهِ

الخميس، 11 يوليو 2019

جواد العقاد: مسلسل "ترجمان الأشواق" نموذجٌ واضحٌ لثقافة الدراما السوريّة.


جواد العقاد - رئيس تحرير بوابة اليمامة الثقافية 

مسلسل "ترجمان الأشواق" نموذجٌ واضحٌ لثقافة الدراما السوريّة.
من العنوان تظهرُ ثقافةُ المسلسل ؛ فإنَّ "ترجمان الأشواق" ديوان شعر للشّاعر الصوفي محي الدين ابن عربي.
تدورُ أحداثُ المسلسل في دمشق إبان الأزمة السورية، أما العُقدة تتمحور حول جماعات مسلحة تخطفُ صبيّة وتطلبُ فدية. المسلسلُ يشبه إلى حدٍ ما أغلبَ المسلسلات التي تتحدثُ عن الأزمة السوريّة، حيثُ يسلطُ الضوءَ على معاناة المهاجرين، والبطالة، الاستغلال، تجارة الحروب، صراع الأجيال، ويتناولُ الكثير الأمور الإنسانية التي يعاني منها المواطن السوري يوميًّا بمفهومٍ فنيّ ذكي، فأغلبُ الأعمال الدراميّة تتناولُ الحربَ من زاويةٍ إنسانيّةٍ بعيدًا عن تحويل المُسلسل لنشرةِ أخبار، وهذه ميزة.
يمتازُ المسلسلُ بثقافةِ السيناريو المُكثفة، فإنه يعرض حياة ثلاثة أصدقاء كانوا ينتمون لليسار العربي
(المترجم نجيب، الدكتور زهير، كمال صاحب المكتبة) وبعد أن عصفت بهم ظروفُ الحياة التقوا في دمشق ، وقد اعتنقَ زهيرُ الفكر الصوفي، ونجيب الكاتبُ والمترجم تبعدُه الظروفُ السياسيّة عن البلاد أما كمال يبقى محافظًا على فكره.
أهم ما أثرى المسلسل:
1- الحوار
جاء لصاحب المكتبة كمال ( ممثل الدور الفنان فايز قزق) رجل كبير السن يحملُ عدةَ كُتب يريدُ بيعها ليدبرَ شؤون حياته،دار نقاش بينهم انتهى بقول كمال: " اقرأ ليهبط البيت ".
وأغلبُ الحوارات بين الأصداقاء الثلاثة يغلبُ عليها التبادل المعرفي والثقافي.
٢- لمّح المسلسل إلى تراجع اليسار العربي،قد برز ذلك من حوارات الأصدقاء الثلاثة.
3-أشار إلى قضية صراع الأجيال التي ظهرت بين كمال وأبنائه.
4-عرض بعض مظاهر الفكر الصوفي ؛ فقد كان د. زهير متصوفًا ويحضرُ مجالس الصوفين.


كيف تتعامل مع الناس القاسية قلوبهم: لطيفة القاضي


كيف تتصرف عندما يكون  اسلوب الناس وقحا معك ؟
كيف تتعامل مع الناس القاسية قلوبهم ؟

لطيفة القاضي - بوابة اليمامة الثقافية 

يختلف أسلوب الناس من شخص إلى آخر  و كل هذا يعتمد على تربية و نشأة هذا الشخص ،فنجد الانسان الطيب الذي صلحت سريرته  فتصالح مع نفسه ومع الآخرين فنفسه مطمئنة مرتبطة بالله ،والانسان الخبيث الذي يعتبر من الذي ينطبق عليه الوقاحة في اسلوبه عنوانه .هناك الاشخاص القاسية قلوبهم لا يعرفون للرحمة طريق ،فتكون قلوبهم قاسية على اقرب الناس اليه فيتعامل معهم بالقساوة وعدم العطف.  الحب لا يعرف لقلبه مكان.اكيد كل شخص فينا تعرض لهذه الشرائح من الناس التي لا يخلو منها اي اسرة واي مجتمع   .فحاول أن ترى ما وراء أقوالهم الغاضبه.
 وهنا العدوان طريقهم و يعبير عن اناتهم. كلامهم انعكاس لدولتهم الداخليه و ليس لها علاقه بك.


و من هنا  فلا تخفض نفسك ابدا إلى السلوك الوقح للأخرين.ابق هادئا و قويا واكثر لطفا و غني بنفسك و أخلاقك
اذا استفزك أحدهم فلا تلقي له اي أهتمام، فحاول ان تشغل نفسك باي شيء ،لكي تبعد عن ازاهم  ونفسيتهم المريضة.
هناك من يجيد الوقاحة في تعامله مع للناس ،فلابد من ان تعرف أن الشخص الوقح هو خالى من الداخل و يفتقر من الاخلاق واللباقة في الأسلوب و التعامل مع الناس فابتعد عنه وان لزم الامر فقاطعه .هذه الفئة من الممكن ان  تكون بقربك او اقرب الناس لك فيكون التعامل معه عند اللزوم ،واذا لزم الامر فقط .أهم شيء ان تثق بنفسك لا تجعل هذه الشريحة  ان يفقدوك الثقة بالنفس ،فلا تتغير ابق هادئا حكيما .

فان القساوة في القلوب والوقاحة من عمل الشيطان ووصل الشخص لهذه المرحلة من قلة دينه و حياءه و البعد عن الله ،فعلينا قبل كل شيء ان  نتمسك بالله و ان نكون رحماء بانفسنا و رحماء بالاخرين .و نرجع للفكرة التي خلقنا بها من التسامح والصدق والكرم و مساعدة المحتاجين و نجعل قلوبنا خاليه من البغض والحسد والكبر حتي لا نتحول مع مرور الوقت الى هذه الشريحة البغيضة. 

الثلاثاء، 9 يوليو 2019

حول صفقة القرن: فاتن عبد المنعم




فاتن عبد المنعم - مصر 
صفقة القرن يتم ترديدها كثيرا هذه الأيام ومعروض بنودها وطرق تنفيذها في كل وسائل الإعلام بمنتهي التحدي، والثابت والأكيد أنه ما من حدث أو فعل في حياة الأمم وليد الصدفة أو اللحظة وإنما يكون تم الإعداد التام والتهيئة الكاملة له من قبل ذلك بعقود طويلة وربما بقرون، فقط نحن الذين نعيش اللحظة الآنية دون التفكير لما سيحدث مستقبلا على المدى القريب أو البعيد إما للتجهيل المتعمد أو لعدم القدرة على استشراف المستقبل من قبل النخبة أو أنهم يعرفون ما يتم خلف الأبواب وأسفل الموائد ولكن تتملكهم الأنانية وضيق الأفق، يرغبون في الحصول امتيازات فردية لا تسمن ولا تغني من جوع أو إيثارا للسلامة التي لن يبلغوها مادام الورم يتمدد في الجسم المعتل.
لذا كان التعتيم أو المحاولة المتعمدة لذلك كانت ملحوظة تجاه بعض مفكرينا الذين كانوا يحملون مشعل الهداية لنا في دياجير الظلام المطبق واضحة لكل ذي بصيرة، بيد أن ضوء الشمس الساطع يغشي العيون وإن أنكرت، على رأس مشاعل الهداية المفكر الكبير جمال حمدان والذي قال:
“الدولة اليهودية ملجأ من الشتات وأخطاره المحتملة أو الموهومة، بوليصة تأمين ووثيقته لاستثماراتها المالية الاحتكارية ولكن تحقيقها في البداية وبنائها بعد ذلك لم يكن ممكنا بغير المشاركة الكاملة للاستعمار العالمي الذي تطابقت إلى حد التماثل خططه ومصالحه.
فهي بالنسبة إليه قاعدة متكاملة آمنة عسكريا ورأس جسر ثابت استراتيجيا ووكيل عام اقتصاديا أو عميل خاص احتكاريا وهي في كل أولئك تمثل فاصلا أرضيا يمزق اتصال المنطقة العربية ويخرب تجانسها ويمنع وحدتها وأسفنجة غير قابلة للتشبع، تمتص كل طاقاتها ونزيفا مزمنا في مواردها وأداة جاهزة لضرب حركة التحرير وإسرائيل بهذا المعنى دولة مرتزقة لا شك تعمل مأجورة في خدمة الاستعمار العالمي بمثل ما هي صنعه وصنيعته وربيبته” (إستراتيجية الاستعمار والتحرير).
وهذا يعني أن هذا الكيان هو يد “الاستعمار الطولي” في بلادنا وله من الظهير العالمي ما يعطيها القوة لفعل ما يريد دونما أي اعتبارات أخرى، فالثقل يكون لذي القوة، هذا الكيان اللقيط قام بتطويقنا لتضييق الخناق علينا لنرضخ لابتزازه الذي تلي مرحلة الحروب العسكرية فقام بعمل شبكة علاقات قوية مع السمراء الحارة “أفريقيا” بعد أن أدرك من أين تؤكل الكتف في المقابل تركنا تماما القارة التي ننتمي إليها إما عن جهل أو إهمالا غير مدركين لعواقب أن نولي القارة السمراء ظهرنا فالفراغ الذي تركناه بالقطع ملأه غيرنا بما تريد أفريقيا الثرية الثريدة العطشى المتطلعة، البكر التي ترنو لمن يفض بكارتها، فجعلوا لأنفسهم موطئ قدم في التربة الحمراء التي تجود على من يجوس فيها.
وعود إلى الأستاذ (جمال حمدان) الذي أحب قراءة كلماته على مهل وهو الذي يقول: “المستقبل القريب جدير بأن يثبت أن إسرائيل لن تكون إلا مجرد مرحلة في رحلة الشتات التاريخية، مجرد جملة اعتراضية في تاريخ فلسطين وقريب هو لا شك الخروج الجديد”.
فهل معنى هذا أن نظل في التيه الذي فرضناه على أنفسنا، هذا التيه الذي نعيشه ولم نقل حطة، كبر وجهل وزعم آثم بأننا نملك كل الحقيقة وأننا خير أمة ونسينا الشطر الأخير من الآية “تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر” فماذا إذا كنا نأتي كل أنواع المنكرات؟!!
وقد مر تكوين هذا الكيان اللقيط بعدة مراحل أولا الاصطفاف وتحديد الهدف في جملة من البنود عرفت فيما يسمى برتوكولات صهيون (عبارة عن أربعة وعشرين بندا في أوراق عثرت عليها السلطات الروسية في القرن التاسع عشر والتي نشرت لأول مرة في كتاب عام 1901 للصحفي الانجليزي فيكتور مارسدن، وقد تم توقيفهم خلال مهاجمة إحدى قابلاتهم التي كانوا يجتمعون فيه سرا ليملي عليهم الشيطان هذه البنود حتى يقيموا مملكة داوود والتي بها يتهود العالم بأسره، والتهود هنا لا يعني أن يصبح البشر يهودا كلا فهم لا يبشرون بدينهم لأنهم لا يعترفون بيهودية أي إنسان إلا إذا كانت أمه يهودية وبذلك هم يرمون إلى حكم العالم بأسره وليس إلى إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات كما هو شائع بيننا).
ثم التسلل قبل الحرب العالمية الأولى تحت عين الانتداب البريطاني والذي كان لهم ظهيرا فسمح لهم بالتكتل كأقلية كبيرة كونت ما يسمى نواة “البيشوف” أي المجتمع اليهودي داخل فلسطين وقامت عصاباتهم بتكوين المليشيات التي هاجمت الفلسطينيين وقد اتسمت هذه المرحلة بالدموية التي يزكيها الاحتلال الانجليزي بإمدادهم بما يحتاجون إليه من سلاح وسميت هذه المرحلة “بحرب التحرير من الاستعمار العربي” وهي حرب 1948.
نجحت الدول الاستعمارية من خلال سياسة التسليح والمناورات السياسية في طرد مليون فلسطيني بينما تدفقت الهجرات اليهودية مابين اثنين إلى ثلاثة ملايين من الصهيونيين ليمثلوا في ذلك الوقت 13% من يهود العالم وقد اعتبرت إسرائيل نفسها في ذلك الوقت “إسرائيل الصغرى”.
وما غفل عنه أحفاد القردة والخنازير المدفوعين بغرور وقوف الاستعمار قديما وحديثا معهم أن التجمع في مكان واحد مركز لهو البداية الفعلية لتحقيق وعد ربنا عز وجل بالقضاء عليهم كما وعدنا في سورة الإسراء بقوله في سورة الإسراء:
{وَقَضَيْنَآ إِلَى بَني إِسْرَائيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً* فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً* ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً* إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخرةِ لِيَسُوؤواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً* عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً}.
عباد الله أولي البأس الشديد ليس فيهم الموقوذة والمنخنقة والنطيحة والمتردية وما أكل السبع.
يقول الدكتور ناحوم جولدمان وهو زعيم صهيوني ولد 1895 وتوفي عام 1994:
“لم يختر اليهود فلسطين لمعناها التوراتي بالنسبة إليهم ولا لأن مياه البحر الميت تعطي سنويا بفضل التبخر ماقيمته ثلاثة آلاف مليار دولار من المعادن وأشباه المعادن وليس لأن مخزون أرض فلسطين من البترول يعادل عشرين مرة مخزون الأمريكتين مجتمعتين بل لأن فلسطين هي ملتقى طرق أوروبا وآسيا وأفريقيا ولأن فلسطين تشكل بالواقع نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم ولأنها المركز الاستراتيجي العسكري للسيطرة على العالم”.
وفي ظل التضليل الممنهج خاصة للأجيال الجديدة فكان لزاما علينا تتبع تاريخ فلسطين، كان بداية ظهور الإنسان على تلك البقعة سنة 8000 مع هجرة قبائل الكنعانيين واليبوسيين من جزيرة العرب ومن هنا كان تسميتها أرض كنعان فقد سكنوا سهول فلسطين أما الفينيقيين فقد سكنوا الجبال.
أول مدينة ظهرت في فلسطين عام 4500 قبل الميلاد وهي أريحا كان بها أولى الدلائل المدنية البدائية بالمعنى الذي يمكن فهمه لهذا التوصيف، ولم يظهر اليهود سوى جيل واحد فقط وهو يعقوب وأبنائه الذين ما لبثوا أن هاجروا إلى مصر في زمن يوسف عليه السلام، وبعد موت يوسف عاشوا خدما وعبيدا للمصريين حتى زمن سيدنا موسى الذي ذهب لتخليصهم من الفرعون الذي كان يسومهم سوء العذاب يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم، وكرامة لسيدنا موسى شق الله البحر الأحمر وأغرق الفرعون وجيشه، ويقول المفكر جمال حمدان أنهم لم يعيشوا بمصر أكثر من مائة وخمسين عاما في جيتو منفصل ولم يتركوا أثرا يذكر لهم في مصر (وببجاحتهم المعهودة عندما جاء بيجن بعد معاهدة السلام إلى مصر قال عن الأهرامات هذه بناها أجدادنا) كما أن العجل الذي صنعه السامري وعبدوه كان من ذهب المصريين الذين أخذوه بحيل وطرق ناعمة.
هذا على الرغم من أن اليهود لم يكن لهم يوما ما دولة تخصهم إلا في زمن نبي الله سليمان عليه السلام وكانت في جزء من أريحا بفلسطين والهيكل الذين يبحثون عنه قد دمر بالكلية في زمن سيدنا سليمان.
يقول ماركوس إيلي رافاج:
“أنتم أيها المسيحيون لم تدركوا بعد عمق إجرامنا نحن اليهود، فنحن دخلاء ونحن هدامون ونحن متمردون، لقد استولينا على عالمكم ومثاليتكم ومصيركم، لقد دسناها جميعا تحت أقدامنا، لقد كنا السبب الأول ليس للحرب العالمية الثانية فحسب بل لجميع حروبكم تقريبا وليس الثورة الروسية فحسب بل لجميع الثورات العظمى في تاريخكم، لقد أدخلنا الفوضى والفتنة إلى حياتكم الخاصة والعامة ولا نزال نقوم بهذا الدور إلى اليوم ولا يمكن لأحد أن يقول لنا كم من الزمن سنستمر في التصرف على هذه الشاكلة”
من تصريحاتهم نتبين المؤامرة المنظمة والمجدولة والتي بها يصلون إلى أهداف محددة اتفقوا عليها وينفذونها بحرفية عالية حيث ينفذون في كل مرحلة جزئية معينة لأنها لا تحتمل ما هو أكثر من ذلك والنتيجة هو زيادة رصيدهم كل يوم، هذه المثابرة والصمود قادهم إلى حكم العالم بالفعل وأنهم يرسمون بأيديهم المجرة التي يتحرك فيها كل فرد وكل جماعة صغيرة كانت أو كبيرة، دويلة أو دولة فلا غرو أن أي رئيس أمريكي منذ نشأتها يخطب ودهم ويتزلف إليهم حتى يضمن انتخابه أو بقائه وهو الرضوخ الذي كان نتيجة جهود حثيثة بذلوها أفرادا وجماعات منذ عائلة روتشيلد الألمانية الفقيرة(1743-1812م) الذين كانوا يسكنون بيتا فقيرا من الخشب بألمانيا على الطراز القوطي في “جود نغاسة” وهو الشارع اليهودي ويجمعون أشياء الآخرين المستعملة ويعرضونها أمام بيتهم الفقير(وقد علقوا الدرع الأحمر رمزهم وشارتهم والذي يسمى بالألمانية روتشيلد ومن هنا كانت تسميتهم وهو يرمز إلى كونهم لن يبلغوا ما يريدون إلا بسفك الدماء) لبيعها لفقراء آخرين، هذه الأسرة الفقيرة المحتقرة من الأوروبيين كونهم فقراء وكونهم يهود، وهذه الهوية الدينية كانوا يلصقون بها كل سوءة ورزيلة من الممكن أن تطلق على إنسان فكيف انقلب الحال إلى النقيض وأطلقوا هذه الصفات علينا وروجوا لها أيما ترويج في التحام صهيوصليبي ناعم وخشن في آن ضدنا كمسلمين بصفة خاصة ليصبح الأعداء أصدقاء حميميين طالما كان الإسلام هو المعني وهذا ليس بجديد.
وعندما حضر أمشيل الأب الوفاة دعا جميع أبنائه(آل روتشيلد) إلى فرانكفورت وبعدما قرأ تلمود الشيطان قال لهم:
“تذكروا ياأبنائي أن الأرض جميعها ينبغي أن تكون لنا نحن اليهود وأن غير اليهود حشرات ينبغي أن لايملكوا شيئا”.
وحتى نعلم مدى جهودهم ومثابراتهم وإصرارهم على امتلاك نواصي الأمور في العالم كله نعود إلى الخلف لنقرأ ما قاله الأمريكي بنيامين فرانكلين أحد زعماء الاستقلال محذرا الأمريكان من تغلغل اليهود في الدولة الأمريكية عند وضع الدستور الأمريكي عام 1789:
“أيها السادة في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية بها، ومازالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم، وقد أدى بهم الاضطهاد إلى العمل على خنق الشعوب ماليا كما هي الحال في البرتغال وأسبانيا.
منذ أكثر من 1700 عام واليهود يندبون حظهم العاثر ويعنون بذلك أنهم طردوا من بيوت آبائهم، ولكنهم أيها السادة لن يلبثوا أن أعطتهم الدول المتقدمة فلسطين أن يجدوا أسبابا تحملهم على ألا يعودوا إليها. لماذا؟ لأنهم طفيليات، لا يعيش بعضهم على بعض، ولابد لهم من العيش بين المسيحيين وغيرهم مما لا ينتمون إلى عرقهم، إذا لم يبعد هؤلاء من الولايات المتحدة بنص دستورها فإن سيلهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مائة عاما إلى حد يقدرون معه أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دمائنا وضحينا بأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا الفردية، ولن تمضي مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول ليطعموا اليهود، في حين يظل اليهود في البيوتات المالية يفركون أيديهم مغتبطين.
إنني أحذركم أيها السادة أنكم إن لم تبعدوا اليهود نهائيا، فلسوف يلعنكم أبنائكم وأحفادكم في قبوركم، إن اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال، فإن الفهد لا يستطيع أن تغير جلد الأرقط، إن اليهود خطر على هذه البلاد إذا ما سمح لهم بحرية الدخول، إنهم سيقضون على مؤسساتنا، وعلى ذلك لابد أن يستبعدوا بنص الدستور”(من كتاب حكومة العالم الخفية مع ملاحظة عند صدور هذا الكتاب قتل الكاتب والناشر معا).
يعلق الكاتب على ذلك بأن أمريكا ما هي إلا ربيبة إسرائيل وليس العكس وأن الرئيس الأمريكي ليس إلا متحدث جيد لما يكتبه مستشاره اليهودي مع أن الأمريكيين يكرهون اليهود أكثر من كراهتهم للزنوج ولكن اليهود هم الذين يصنعون الرأي العام عن طريق الإذاعة والتليفزيون والصحف ودور النشر والسينما ومازالوا يجتهدون للإجهاز على المجتمع الأمريكي بترويج الشذوذ الجنسي والحشيش والأفيون وجميع الصراعات التي تظهر في المجتمع الغربي.
إن الأمجاد لا يبنيها كسالى يتغنون بالماضي والماضي فقط، الحنجوريين الذين يتفوهون بشعارات براقة تدغدغ المشاعر أيا كانت بينما العمل على الأرض هو صفر،فهم الآن ليسوا إلا سوقا مستهلكة لكل ما ينتجه الآخر، الرأسمالية الطاحنة التي دفعنا إليها رغما عنا ستفتك بنا ولا داعي للظهور بمظهر الضحية فنحن مذنبون أكثر من كوننا ضحايا، نعم المؤامرة قائمة ومستمرة ولكن بنودها تنفذ بأيدينا أكثر من أيد الآخرين، إن التغني بالمجد الزائل في زماننا ليس إلا اعتراف صارخ بالعجز والهزيمة.
بين عائلة روتشيلد الفقيرة وصفقة القرن بون شاسع لم يتركوا فراغه للعابثين بل عملوا كل ثانية ودقيقة حتى يبلغوا ما هم فيه الآن ونحن دائما وأبدا نبكي على اللبن المسكوب ولا نتعلم من أخطائنا ونجاحات الآخرين.
سنن الله لا تتبدل تعطى لمن يعمل بها سواء الكافر أو المؤمن، دراسة خبرات السابقين علينا وكيف مروا من عنق الزجاجة لهي بقعة الضوء الواجب السعي إليها.

الأربعاء، 3 يوليو 2019

مصلح أبو غالي: من عدو المرأة؟!



مصلح أبو غالي - بوابة اليمامة الثقافية 

مما لا شك فيه أن العقلَ الشرقيَّ عقلٌ ذكوريٌّ مُتحجِّرٌ، مريضٌ بحبِّ السيطرةِ ممتلئٌ بالغرور، ومما لا يختلف عليه عاقلان أنَّ "المستذكرَ" عدوٌّ خطيرٌ للمرأةِ حيث يخوضُ حربًا غيرَ متعادلةِ الأطراف بين الشوك والورد، حربًا مسعورةً تكون بين دبابةٍ وزجاجةِ عطر
أما الشيءُ الطبيعيُّ الغريبُ أن الرجلَ وحدهُ الذي يخسر في هذه الحرب فهو إن كسبَ حربَهُ خسرَ رجولتَهُ، وإن خسارتَه لرجولته تعني خسارته لنفسه، حينها فقط سيصبحُ صخرةً ممدَّدةً على رصيفٍ بعيدٍ في شارعٍ قديمٍ لا يعرفهُ أحدٌ ولا يزورهُ إلا الأشباحُ والقطط!
ولكن هل الرجل هو عدوُّ المرأةِ الوحيد؟ وإنَّ كان هناك أعداء آخرون فأيهما أخطر؟.

في الحقيقة أنا لا أرى الرجلَ إلا عدوًّا مُغفَّلًا ووحشًا طيِّبًا -في بعض تقلُّباتهِ- فإن عداءه واضحٌ كوضوحِ الشمس و"الشمس لا تُغطى بغُربال)! وإنَّ أغلب تصرفاته وعدوانيتهِ تكونُ رَدَّةَ فعلٍ على تصرُّفٍ ما
فإنَّ (شهريار) لم يكنْ مُجرمًا كما صوَّرته الحكايات فقد كان يذبح النساء لأنه يرفضُ انسياقهنَّ إليه وتعطُّشهنَّ لسريره
كان يذبح التفاهة  الموجودة في أعماق النساء ويبحثُ في دمائهنَّ عن"شهرزاد" التي ذبحتْ قلبَهُ فيما بعد


أما العدوُّ الحقيقيُّ ما يزال مختبئًا منذ بَدء الخليقةِ، ما يزال-حتى اليوم- يلبسُ قناعًا ناعمًا لكنه يتغلغل كالدود داخل المرأة ليهزمَها من الداخل

العدوُّ الحقيقيُّ للمرأة هي المرأة نفسُها!!

إنَّ حربَ المرأةِ مع كينونتِها حربٌ دمويةٌ ليست عادلة لأنها تعطينا احتمالًا واحدًا، ولا تتعامل إلا مع معطياتٍ خطيرةٍ، ولا ينتج عنها إلا القتل!
هذه الحربُ عربيةُ الأطباع جاهليةُ العقل، هذه معركة داحس والغبراء بتكرُّرِ السيناريو واختلافِ الشخصيات

المرأة المغفلة التي تستسلم للجهل والخوف، وتفتح ذراعيها للاستعباد هي عدوَّةُ نفسِها
هي الغولُ الحقيقيُّ الذي يلتهمُ ذاتَها ويُنقصُ قَدْرَها
فإن الصورةَ القبيحةَ تدلُّ على الكاميرا المتعطلة كما تدلُّ كأسُ الخمرِ على وجودِ سِكّير
هذه المرأة هي التي تجعل المرأة سلعةً رخيصةً يمكن المتاجرةَ بجسدها أو بأحلامها أو قطعةَ لحمٍ شهيٍّ تُقدم لأيِّ جائعٍ على مائدةِ غرفة نوم!


فإلى متى أيتها النساء تحاربْنَ أنفُسكنَّ؟
إلى متى تقتلنَ براءتكُنَّ وتسفهنَ أحلامكنَّ؟

أنتنَّ التي تعقنَ تقدمكنَّ وانخراطكنَّ بالمجتمع

الأنوثة تصنع المعجزات المحدودة التي تكون داخل محيط نسبي يسمى الحب لكنها لا تقدم جهازَ تنفُّسٍ صناعي، ولا تصنع للمرأة قصةَ نجاح
لا يمكن للأنوثة أن تزرعَ وردةً في حقلِ ألغام

 والحل؟!

إنَّ أفضلَ الحلول تلك التي تخرج من بين النار لتطفئها فهي أعلمُ الناس بدرجةِ احتراقِها وخطورةِ استمرارِها
آن الأوان لتثبتنَ أنفُسُكنَّ وتتغلبنَ عليها
لا تثبتوا للرجال أنكنَّ أهلٌ للثقة فإنَّكنَّ أولى بأنفسكنَّ
لا يجب أن تنتظرنَ أحدًا غيركنَّ ليستعيرَ أساوركنَّ، ويرتدي فساتينَكنَّ، ويسرقَ حناجركنَّ ليصرخ باسمكنَّ...
إنَّكنَّ أولى بأنفسكنَّ

آن الأوان أيتها النساء أن تخضنَّ حربًا واحدةً صادقةً جريئةً ضدَّكُنَّ

الاثنين، 1 يوليو 2019

جواد العقاد: الخطيب الشاعر الطاعن في الحنين


فلسطين - بوابة اليمامة الثقافية 

نظرةٌ في ديوان( المغيّبُ الناجي من التأويل) للشّاعر الطاعن في الحنين أنور الخطيب.

جواد العقاد - رئيس تحرير بوابة اليمامة الثقافية 

تمتازُ قصائدُ الديوان بعلو الجرسِ الموسيقي مع الحفاظِ على اللُغةِ المُبتكرة، فالمعاني تبحرُ في الدهشةِ دون تورطٍ في مستنقع التقليديّة. أبدعَ الشّاعرُ في لغته وأجادَ حبكةَ الصورةِ الشّعريّةِ الجديدة.
حيثُ يقول:
" خائفٌ لكنني
سأحتسي كأسَ العلوّ " ص37
ويقول:
" أشتاقُ..
لدمعةِ صوتِك الفضيِّ مرتجفًا " ص154
وأغلبُ جُملِه هكذا..

تبدو ثقافةُ الشّاعر الدينية واسعةً، وقد أحسنَ توظيفَها وعرضَها بصورةٍ شعريّةٍ بحتة ؛ بحيثُ تفتحُ آفاقَ النّص على تأويلاتٍ ودلالاتٍ رحِبة، ومن أمثلةِ توظيف التُراث الدينيّ:
" فأين أنت يا أيها المدثر
قم فأنذر
قم فأنذر " ص51
ويقول مستحضرًا قصّة مريم عليها السلام :
" كأنني ولدتُ فتيا
ولا تهزي جذعَ السماء
تسلّقتُ نخلَ البلاد " ص 15

الشاعرُ مسكونٌ بهاجسِ الوطن والمنفى ؛ فالحنينُ يطفو في قصائدِه مقرونًا بالقلق الوجوديِّ الذي يُثري النّص بطرح تصوراتٍ مغايرة حولَ الوجود والأشياء.
حيثُ يقول :
" لم نرَ البلادَ في أحلامِنا
فهذه البلادُ التي تشبه كعكة الله
لم تعدْ حلمنا
صرنا نحن أحلامنا" ص 43

استدراك: لا أريدُ التورطَ في دهاليزِ اللُغةِ بقدرِ رغبتي في التحريضِ على الجمال.

الخميس، 27 يونيو 2019

قراءة نقدية في رواية "عبدو هيبا" للكاتب محمد نصار د. عبد الرحيم حمدان


قراءة نقدية في رواية "عبدو هيبا" للكاتب محمد نصار
د. عبد الرحيم حمدان

صدر عن مكتبة منصور للطباعة والنشر والتوزيع بغزة،  آخر الأعمال الروائية للكاتب الروائي محمد نصار بعنوان:" عبدو هيبا"  وذلك في طبعة أنيقة بلغت (128) صفحة من الحجم المتوسط، الطبعة الأولى لسنة 2019 ميلادية، وهي رواية تاريخية واقعية في آن معاً، تجمع أحداثها التاريخ الفلسطيني القديم والتاريخ المعاصر، وتدور أحداثها في إحدى البلدات الفلسطينية الأثرية وهي بلدة "بيت حانون". 

والشخصية المركزية التي تحمل الرواية اسمها هي شخصية تاريخية لملك من ملوك القدس في فلسطين، كما ورد في إحدى الرسائل التي بعث بها هذا الملك الى ملك مصر آنذاك وهو "أخناتون" أن اسمه يعني عبد (خادم) الإلهة (هيبا )، وقد عاش في بداية القرن الرابع عشر قبل الميلاد وفيه توفي. 

 ترك هذا الملك عدداً من الرسائل تقدر بأربع رسائل بعث بها إلى فرعون ملك مصر آنذاك، الذي امتدت مملكته حتى حدود فلسطين، يحذره فيها من فقدانه السيطرة على أرض مملكته حول أور سالم، وبالتالي سيطرة العبيرو، وهم جماعات خارجة عن النظام السياسي والاجتماعي وترتبط بأعمال السرقة، وقطع الطرق، والنهب، والفوضى. 

قضى الملك "عبدو هيبا" فترة حكمه يحارب العبيرو، ويساند إخوانه الملوك المجاورين لمملكته في محاربه هؤلاء المفسدين في الأرض، وكان دائما ما يطلب العون والحماية والمساندة والدعم والمساعدة من ملك مصر مقابل أن يبقى في مكان مملكته، ولا يغادرها . وتقول المصادر التاريخية إنه لا يُعرف ماذا حصل بالنهاية لهذا الملك الذي يُدعى عبدو هيبا . 

إن عنوان الرواية؛ بوصفه عتبة نصية مهمة تثير لدى القارئ الدهشة والإثارة؛ ذلك أنه لا يملك معلومات تاريخية كافية تحدد له ملامح هذه الشخصية ومعالمها؛ لذا تجده يسعى جاهداً إلى قراءة الرواية من بدايتها إلى نهايتها؛ ليكوِّن ملامح تلك الشخصية وأبعادها. فهي متشظية في الرواية بأسرها. 

إن الفترة الزمنية التي جرى نصيب كبير من أحداثها تشكل جزءاً من تاريخنا الفلسطيني الذي ظل ردحاً من الزمن يكاد يكون مجهولاً منسياً لم يتم تناوله من الأدباء ولا الكتاب في أعمالهم الأدبية؛ لذا فإن الكاتب بمعالجته لهذه الفترة يكون قد أزاح الستار عنها، وسلط عليها الضوء؛ فغدت فترة تاريخية خصبة ومضيئة في تاريخنا الفلسطيني السحيق.

قسّم الروائي روايته أربعاً وعشرين قسماً، يحمل كل قسم رقماً معيناً يعبر عن فكرة ورؤية جزئية خاصة، ولكنها ترتبط بما قبلها وما بعدها برباط فكري وشعوري متين، وبذلك تتوافر الوحدة الموضوعية والفكرية والفنية لكل أقسام الرواية، والتي تساهم في تحقيق التماسك النصي للرواية وتلاحمها.

لقد حاول الروائي ان يوظف آلية فنية في روايته، حيث قسم أحداثها قسمين:  أحدهما يدور حول أحداث جرت في التاريخ القديم زمن الملك عبدو هيبا، والملك حانون الأول، والآخر جرت أحداثه في التاريخ الفلسطيني المعاصر، زمن الاجتياحات الصهيونية لبلدة بيت حانون وسائر مدن غزة، وقد رصد فيه ممارسات هذا العدو العدوانية تُجاه الإنسان والشجر والحجر من تدمير وقتل وأسر وترويع للآمنين من الشيوخ والأطفال والنساء. 

ويجد القارئ المُستقبِل أن هناك خيطاً رفيعاً يربط بين هذه الأحداث، وهو ما يتغيا الأديب أن يتوصل إليه القارئ بنفسه. انطلاقا من نظرية الاستقبال والتلقي، وهذا الخيط الرفيع هو المغزى الكامن وراء فكرة الرواية وثيمتها ومضمونها. إنه يريد أن يقول: ما أشبه الليلة بالبارحة .!!! يريد الكاتب أن يسقط أحداث هذا الزمان على أحداث الماضي، فإذا المقاربات والتشابهات لا تكاد تكون بعيدة، وإنما هي هي: 

فالمكان؛ بوصفه فضاء سردياً ذا قيمة بنائية عالية، هو بلدة بيت حانون التي عثر في مسجدها الأثري على لفائف ورقية وألواح أثرية تحوي سيرة المك عبدو هيبا ورسائله، وعلاقته بهذه البلدة. وأن هذه البلدة تعرضت لهجمات العبيرو واعتداءاتهم، وأن أهلها كانوا يقاومونهم ويدافعون عن حياضهم،  وأن الفلسطينيين هم سكان هذه البلاد الأصليين من قديم الزمان، وقد تبوأ موقع البلدة مكاناً استراتيجياً مرموقاً، إذ مثل حلقة وصل مهمة؛ ومحطة مركزية للربط بين الطرق التي تسلكها القوافل التجارية القادمة من أور سالم إلى مصر الفرعونية وبالعكس.

لقد عانى هؤلاء الأجداد من خطر العبيرو الذين يُقصد بهم الصهاينة الذين كانوا يهاجمون السكان، ويخربون ممتلكاتهم، ويسرقون الأرض، ويعتدون على أصحابها الأصليين . لقد قاوم ملوك هذه الأرض، ومعهم أهلها وقاطنوها هؤلاء الغزاة، وبقوا فيها مغروسين، لم يرحلوا عنها. .يقول عبدو هيبا في إحدى رسائله إلى ملك مصر:

 ... "وطلب منى أن أبقى، ولا أترك المكان. لهذا أنا محتاج؛ لتزودوني بالجنود في هذه السنة، ولأستقبل مندوب الملك أيضاً " 

ويبرز هذا الخيط الرفيع بين الفترة الزمنية الماضية والمعاصرة واضحاً جلياً عندما يصور الكاتب ظاهرة استغلال العدو لبعض النفوس الضعيفة، فيأخذ في استخلاص العملاء والعيون والجواسيس؛ لينفذ مخططاته ويتعرف إلى اسرارهم، مستغلاً عنصر المرأة ، وما تمتلكه من عوامل الجنس والإثارة الجسدية في إسقاط الآخرين.

وقد وظف الروائي عدداً من تقنيات السرد الروائي الحديثة في البناء الفني لروايته مثل: الحوار الدرامي بنوعيه: الخارجي والداخلي، وتصوير الجزئيات الدقيقة للشخصية، وتقنية الارتداد الفني، والاستباق الزمني، وتقنية الوصف والسرد، وتقنية التناص التراثي؛ الأمر الذي جعل الرواية تفيد من التحولات الروائية التي طرأت على الرواية الفلسطينية الحديثة في الآونة الأخيرة، فضلاً عن لغتها الموحية التي تتكئ على انتقاء الألفاظ واختيارها الدقيق للمغزى الذي يريد الكاتب إيصاله للمتلقي.

اشتملت لغة الرواية على نمطين مختلفين من اللغة أحدهما: اللغة التراثية في مفرداتها ودوالها وتراكيبها وصورها البلاغية، ومن الحقول الدلالية التي ترددت في الرواية ": الموكب، باحة القصر، رئيس الحرس، الحامية، الألواح، لفائف، طلائع الفرسان، العبيرو، الرايات المرفوعة صوت الطبول. صهيل الخيل، ضجيج العربات. 

أجري الكاتب حواراً درامياً بين شخصيتين في الرواية هما: رئيس القافلة عليان مسعود ، ورئيس حامية القصر، يقول رئيس القافلة: 

-                 أشكركم ياعزيزي، على نجدتنا، لقد كانت أعدادهم (العيبرو) كثيرة هذه المرة، تجاوزوا الخمسين رجلاً، لكن تدخل حاميتكم في اللحظة المناسبة أنقذنا، من مصير قاتم.. لقد أوشكوا أن يوقعوا بنا، ولولا سعيكم الجاد، لما وجدتني هنا الآن.

-                 هؤلاء الرعاع صاروا خطرا على سير الحياة في بلادنا.(الرواية، ص31، 32 ).

و          ومن الحقول الدلالية التي توفرت في لغة الرواية المعاصرة والمستوحاة من واقع الشعب الفلسطيني المعيش: طلقات، دوي انفجارات، اجتياحات، هدير الدبابات، المسلحون، المقاومون، هول الدمار، المجرمون، صولات وجولات، مداهمة البيوت".

يقول الراوي في موضع آخر مصوراً ممارسات القوات الصهيونية بحق أهالي البلدة في إحدى الاجتياحات المدمرة:

..."فمع بزوغ النهار، انتهى كل شيء.. شهيد وثلاث إصابات، إضافة لتجريف عدد من الدونمات المزروعة بأشجار البرتقال، وعدد آخر من آبار المياه القريبة من المكان"(الرواية ص 34).

 وجملة القول: إن هذه الرواية بتوظيفها أحداث التاريخ ووقائعه ترمي إلى تأكيد حقيقة أن فلسطين التراثية هي أرض الفلسطينيين، لا ينازعهم أحد في تملكها، وأن الرواية تدق جدران الخزان بقوة عسى أن  يأخذ الشعب العربي الفلسطيني حذره، ولا يلدغ من الجحر الواحد مرتين من خلال العبيرو!! وكشفت الرواية أن هؤلاء العبيرو وأحفادهم الصهاينة بشر يتوارثون المكر والخديعة جيلا بعد جيل؟ وتسري الجريمة في عروقهم كما تسري الحياة؟!

إن الرواية لم تقل كل ذلك بطريقة مباشرة؛ وإنما عبرت عن ذلك بأسلوب فني موحٍ، مستخدمة التقنيات السردية الحديثة التي جاءت ثمرة تطور الرواية على أيدي جيل من كتاب الرواية الفلسطينية المبدعين من أمثال: الروائي غريب عسقلاني، وعبد الله تايه، محمد نصار كاتب هذه الرواية وغيرهم.

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...