الخميس، 31 أكتوبر 2019
السبت، 26 أكتوبر 2019
نفين درويش صوت شعري أنثوي واعد: دكتور عبد الرحيم حمدان
د. عبد الرحيم حمدان
نفين درويش صوت شعري أنثوي واعد، وموهبة شعرية متفتحة.
ومتفردة
هذه هي المجموعة الشعرية الثانية التي تصدرها الشاعرة الفلسطينية نفين درويش من غزة،
أما المجموعة الأولى ،فقد صدرت قبل أكثر من خمس سنوات،
ويلمس المتلقي في المجموعة الثانية، ان الشاعرة نفين قد ولدت حقا شاعرة، فهي متشبثة بأهداب الشعر ونسغه،
يلمس في هذه المجموعة تفوقا إبداعيا متميزا،
عن الديوان الأول، وذلك من خلال سعي الشاعرة الدائب لتطوير مسيرتها الشعرية، وصقل أدواتها الفنية ووسائلها التعبيرية، كل ذلك منبثق عن
حس شعري مرهف. وعن رغبة جامحة في الارتقاء بموهبتها الشعرية إلى فضاءات أوسع، ومدارات أرحب.
تجلت في أشعارها موضوعات شعرية تناسب توجه تجاربها، فكان الحب الإنساني الجارف هو دافعها الأول إلى التحليق في عوالم الحلم والأمل والتفاؤل. بالرغم من أجواء الألم والظلم التي تحيط بها، فمن رحم الألم والمعاناة يولد الأمل.
إنه عالم الشعر المحبب ...عالم الإبداع والفن الذي تذوب فيه كل الآلام وتتلاشى.
تقول الشاعرة في إحدى قصائدها:
أبدي ارتياحا لصوتٍ أنتَ تسمعــــــــــُهُ
أنين حرف فكيف القلب يمنعــــــــــــُهُ
.
البعدُ جرحٌ وهذا القلب موضعُــــــهُ
حتامَ _ياقلب_ يضنيني توجــــــــــُّعُهُ ?!1
.
وأنت في الظلِّ لا تخفي تساؤلَهُ
عن الغياب الذي تطويك أدمعــــــــــُهُ
.
أراكَ_ياقلبُ_في صدر النوى ألَماً
ترميه أنَّاتُ أضلاعٍ وتَجمَعــــــــــــــُهُ
.
فليت قلبي بدرب الصبر يتبعني
لكنني في دروب الشوق أتبعــــــــــُهُ
.
في أَبحُرِ الوجدِ والأحلام يبحر بي
والموج يخفضهُ_طوراً_ ويرفعــــــــُهُ
كالطفلِ يحبو على جمرٍ فتحرقُهُ
لا الجمر تخبو ولا الأصواتُ تنفعُـــــهُ
تتماهى في أشعارها الهموم الوطنية مع الهموم الوجدانية الذاتية، فالوطن وحبه جزء من كيانها الذاتي.
تتكشف كذلك في أشعارها القيم المثلى والخلق الحميد العالى، والمشاعر الصادقة الجياشة .
ثمة ثقافة واسعة أكتسبتها الشاعرة من خلال تجاربها الذاتية الواقعية العميقة، واطلاعها على النماذج الأدبية الراقية، ذوبتها ووظفتها في أشعارها فغدت عناصر أصيلة في نسيج تجربتها الشعرية.
توسلت الشاعرة أدوات تعبيرية جميلة لنقل تجربتها الشعورية من صور شعرية رائعة مبتكرة، ومخيال شعري واسع،
وأسلوب رشيق رائق.
وجنحت لتوظيف الرموز الشعرية بطريقة شفيفة. فأغنت تجربتها وأثرتها.
تخضع جميع قصائد الديوان إلى نمط الشعر المورورث، فقد وجدت في هذا النمط ميدانا رحبا يستوعب تجربتها الشعورية، ويتسع لتجاربها الذاتية، وهو يجنح للون المقطعة التي تأتي على شكل ومضات شعرية مكثفة في صور ولوحات متكاملة الفكرة والشعور. فكان لها وقع جميل ومؤثر في نفس المتلقي ووجدان القارئ المتذوق للشعر.
ولأن الشاعرة نفين تمتلك موهبة شعرية متدفقة واعدة؛ ولأنها لا تزال قادرة على الإبداع والعطاء وتطوير أدواتها الفنية ووسائلها التعبيرية والجمالية ،فإنى أتمنى لها مستقبلا باهرا في عالم الشعر وإصدار مجموعات شعرية جديدة فيها من الجمال والفن والإبداع الكثير .
الجمعة، 25 أكتوبر 2019
أحب الشتاء: نورا إسماعيل
أُحبُّ الشتاء وأنتظر قدومه بشغف وأشتاقُ لترنيمات الرّياح خلف النوافذ المغلقة.. وأهربُ بنفسي في تأمل كل قطرة مطر تبكيها سحابة حزينة على باب منزلنا.. وأشعرُ برعشةٍ لذيذة حين تسقط مَطرة صغيرة على غصن أحد أحواضِ الورود في شرفة منزلنا وكأنّها سقطت في قلبي ... ثم إنّي أحبُ الملابس الشتوية والقبعات والقفازات والأكوابِ الساخنة.. وأعشقُ الشمس في محاولاتها الصباحية للظهور من خلف ضبابٍ كثيف يحجبُ رؤيتها.. وأتشوق لملأ صدري بنسائم الهواءِ الصباحية الوادعة الباردة فأشعر بأنَّه لن يضيق بعدُ أبداً.. وأستمتع أفضل استمتاع أثناء تجوالي في شوارع مدينتي المبللة.. أسير فيها وحيداً كهائم، وأتأملُ العمارة القديمة والحديثة وأشعر بأنًّ كلّ زاوية عتيقة فيها تعرفني أكثر من نفسي، إذ تعاقبت عليها الشتائات وبقيت لأعوامٍ تحت مرمى المطر... وأكثر ما يعيدُ اليَّ صفوَ عقلي كأسُ قهوةٍ ساخن من عجوز الشارع المتنقل أحتسيه بنهم وتمهل في آنِ الوقت حتى أشعر أنّي أُحلقُ في فضاءِ الله وأكادُ أُلامس النجوم البعيدة المضيئة الدافئة..
لكنْ أتدري يا صديقي، رغم أنًّ الشتاء أفضل الفصول لدًّي ومن أكثر أشيائي حباً... إلا أنّه غير عادل، يصيبُ أرضنا بالبلل وقُلوبنا بالجفاف!!
الجمعة، 18 أكتوبر 2019
الثامن عشر من أكتوبر: نورا إسماعيل
الثامن عشر من أكتوبر، الساعة الأولى بعد منتصف الليل بدقائق، ولا شيء جديد..
ما زال يجهل كيف يتعامل الإنسان مع قلبه، أو كيف يُعامل قلبه..
كل شيء ساكن، الهدوء يملئ المكان ويقتله، وحدها عقارب ساعة الحائط التي تجري وصوتها الصاخب يزّن في رأسه -تيك تاك، تيك تاك-، السماء منطفئة وكل الكون من حوله تكدس بالسواء، إنه الليل يحلُّ سريعاً ويبقى طويلاً مخلفاً وراءه شيئاً منه يظهر على وجهه..
لاشيء سوى مصباح مكتبه الخافت المضيء بتواضع، والكثير من الأوراق المهملة المتروكة بعشوائية ودون اكتراث، والقليل من الكتب على الرّف مرتبة بطريقة عمودية تتيح للناظر معرفة محتواها دون لمسها، وثلاث أكواب فارغة من القهوة.. وهو!!
يُقلّب صفحات كتابه يحاول أن يقرأ، لا يستطيع أن يقرأ، يمسك قلمه يحاول أن يكتب، لا يستطيع أن يكتب!
منطفئ كالليل خلف نافذة غرفته، منكمش كأنه خرقة بالية تملئه الأفكار!
صغيراً جداً على عبء الحياة، صغيراً جداً على عبء قلبه، كلما أشاح بوجهه، رَّق قلبه، خفق ودفق وأورق، كلّما أحنى جذعه يلتوي قلبه ينكمش، يلتصق بجدار صدره يحاول الهرب يأسره قفص صدره.
يجول الأرض هائماً على وجهه باحثاً عن وجهه.
ينشغل ويلهو، يجتهد كي يغفو، دون أمل. دون عمل.
كالغريق باحثاً عن جذع يستند اليه، يتشبث به. لا جذع لا أحد...
#نورة_اسماعيل
18 أكتوبر
1:30 am
الخميس، 17 أكتوبر 2019
لطيفة القاضي: حول فيلم العاصفة والجبل
العاصفة والجبل
قصة حياة المناضل الراحل بسام جرار"أبو الندى
كتبت/ لطيفة القاضي
هو فيلم وثائقي فلسطيني ،يروي قصة حياة المناضل البطل الراحل بسام سعيد جرار "أبو الندى" ، و هو يعتبر من مواليد بلدة جبع جنوب جنين ،و هو أحد أبرز قادة و مؤسسي مجموعات الفهد الاسود في جنين ،و هو ابرزمؤسسي حركة الشبيبة الفتحاوية على مستوى فلسطين .
كان اسير محرر حكم بالسجن المؤبد من قبل الاحتلال الصهيوني و أطلق صراحه بعد قيام السلطة الفلسطينية،و تعرض لأنواع متعددة من التعذيب الشديد من قبل الاحتلال
.
الفيلم من إخراج الفنان المبدع المخرج سعيد البيطار،و لقد لقي الفيلم رواجاً كبيراً ،و خاصة أنه كان في ذكرى وفاة الشهيد المناضل بسام سعيد جرار.
لقد تناول المخرج سعيد البيطار الذكريات مع رفاق درب المناضل' أبو الندا' و كل صديق يروي قصة نضال مع الشهيد ،و اختلاف الروايات كان لإيصال رسالة نضالية و قصة نضال من خلال الأحداث بحيث يتمكن المشاهد للفيلم الوثائقي من فهم الرسالة .
لقد شرح المخرج المتميز البيطار الأحداث بسلاسة و إبراز مشاعر الشخصيات،و لا يخفى علينا في أن المخرج سعيد البيطار وظف الجرافيك في الفيلم بطريقة صحيحه بحيث تخدم الفيلم ،و لقد كان الحوار فيه تناغم مع الجو العام و كل هذا اثر إيجابا على نجاح الفيلم الوثائقي .
وكان الانتقال من مشهد الي مشهد ،و التنوع في المشاهد ساعد على ثقل الفيلم. .
لقد كان المخرج البيطار متقن في عرض و ترتيب الأحداث و سردها و اهتمامه ملاحظ في أدق التفاصيل وجمال الصورة و دقة الصوت و كل هذه العوامل ساعدة على زيادة قيمة الفيلم.
نوع المخرج في المشاهد و فكانت هناك مشاهد ضريح أبو الندا، و مشاهد طبيعية ،و مشاهد لمدرسة أبو الندا الذي تخرج منها، تتخلل المشاهد امرأة عجوزفلسطينية الحاجة' أم السعد' التي تشهد قصة نضال ابو الندى.
كان اللقاء مع رفاق دربه أصدقائه وكل صديق يقص لنا بطولات الشهيد البطل و كل صديق يروي عنه بأسلوب مشوق ، و مشاعر جياشة باشتياقهم لرفيق دربهم الإنسان ،و تترابط شهادات الشباب بلباقة و انسجام فأكملت المداخلة الواحدة الأخرى و تتكامل في لوحه روائية بشكل وثيقة تاريخية لحياة الشهيد أبو الندى.
فيعتمد الفيلم بمقدمة تبدأ بأغنية فلسطينية من الفلكلور تعبر عن حالة حزن و يظهر مشهد ضريح الشهيد ،و يتخلله مشهد الطبيعة و رفاق الدرب المناضل أبو الندى من حيث الالتفاف حول صريح بسام ،فكانت المقدمة روائية سرعان ما تتحول إلى فيلم وثائقي فيقدم ذكرى رحيل البطل بسام من خلال الروايات المتعددة و كان السيناريو بمجمله وثائقي.
بدأ الفيلم ليتحدث رفيق الدرب "محمد صدقي جوايرة" حيث يذكر كيف تعرف على أبو الندا و مشاركته معه في الانتفاضة الفلسطينية الأولى،و بعد ذلك يأتي مشهد مدرسة جبع الأساسية التي تخرج منها البطل و يتحدث مدرس الرياضة "مصطفى حمامرة" عنه و يقول و يشهد عن بسام بأنه العبقري و أنهم اهتموا به من الصف الرابع حتى تخرجه من الثانوية العامه،فيختم المشهد بخروج الطلاب من المدرسة بشكل متناسق مع المشهد السابق ،و يأتي صديقه "صقر توفيق علاونه" وكان التصوير في بستان أخضر و يقول بأنه قاد حملة مجموعة الفهد الاسود و كتائب شهداء الاقصى مع بسام ابو الندى،و من ثم ينتقل المشهد إلى لوحة تعبر عن بلدة جبع و يأتي رفيق الدرب "مازن سلامة"ليقص لنا كيف تم انتخاب ابو الندا من قبل فتح ،و أنه كان قائم على رئاسة البلدية لعدة سنوات ،و أنه لا يحب المسميات ،وانه كان يتعامل مع الشعب بتواضع و يقول أبو الندى أنا من الشعب فكان من الشرفاء،و يتخلل ذلك بدخول مشهد لأغنية تراثية شعبية ،و إمرأة عجوز هي الحاجة 'ام السعد' كانت جارة أبو الندي و تحكي عن بطولاته و عن إنسانيتة ،و صفاته و تتذكر مواقف طريفة معه ،و من ثم يأتي رفيق الدرب "حسام فاخوري"و يقص بأنه كان يجتمع معه في مناطق جبلية بعيدة عن السكان ،و يقول عنه أنه أول من نظم اضراب ١٩٩٢ اضراب عامة السجون فحقق مطالب السجناء ولازالت مطالبهم مجابة حتى الان، يأتي الصديق الآخر و المناضل "محمد ابو غضب "و يروي بأنه كان من المطاردين هو و أبو الندى في الجبل من قبل الاحتلال ،يقول أنه و ابو الندا من مؤسسين مجموعه الفهد الاسود ،و يروي قصة النضالية بأسلوب مشوق و يقول عن أبو الندى بأنه حالة حالة وطنية نضالية نادرة و هو أخ له ،و من ثم "راوي غنام"أنه يحكي معهم عن فتح وياسر عرفات و أن ابو الندى مساعده للناس في العمل التطوعي الاجتماعي و أن المناضل محبوب من قبل الناس
و أنه كان يمسك العود و يغني (اليك نحيى يا وطني).
"تغريد حمامرة"خالها أبو الندى و تقول هو الانسان المعطاء الحنون،و جاء"حمزة حمامرة"يقول إن بسام كان يساعد المصابين في العلاج.
"صقر توفيق "يقول نحن سوف نستكمل المسيرة
يختتم الفيلم الرائع بجنازة بسام جرار 'ابوالندا' بالفريق "جهاد ملايشة"و يقص ليلة وفاته كيف كانت.
و يقول المناضل 'محمد ابو غضب 'في نهاية الفيلم الوثائقي التاريخي كلمة أخيرة بأننا شعب إنساني و لا نتقدم ابدأ على قتل الأطفال أو النساء كما يفعل الاحتلال الصهيوني.
و ينتهي الفيلم بمشهد رائع من جنازة الشهيد البطل.
بسام جرار'ابوالندا' كان حالة إنسانية نضالية فريدة من نوعها ،وحتى اخر حياته كان إنسان بمعنى الكلمة .
نصيحة مني بمشاهدة الفيلم الفلسطيني الوثائقي لأنه يعبر ويصور وينقل صور نضال من التراث الفريد.
الفيلم من إنتاج تلفزيون فلسطين،و فكرة وسيناريو ياسر المصري،و إخراج العبقري سعيد حلمي البيطار،و أتمنى لكم مشاهدة رائعة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية
جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص: مل...
-
أول طيار فلسطيني يهبط فوق مطار غزة الدولي وأنا طفل شاهدت قصف الطیران الإسرائیلي للقوات العراقیة الأردنیة وتمنیت أن أكون طیا...
-
جواد العقاد - بوابة اليمامة الثقافية حول الدراما السورية يُعتبرُ الفن النواة الأولى لتقدم المجتمع وبناء الحضارة وتشكيل الوعي الجمعي...