الثامن عشر من أكتوبر، الساعة الأولى بعد منتصف الليل بدقائق، ولا شيء جديد..
ما زال يجهل كيف يتعامل الإنسان مع قلبه، أو كيف يُعامل قلبه..
كل شيء ساكن، الهدوء يملئ المكان ويقتله، وحدها عقارب ساعة الحائط التي تجري وصوتها الصاخب يزّن في رأسه -تيك تاك، تيك تاك-، السماء منطفئة وكل الكون من حوله تكدس بالسواء، إنه الليل يحلُّ سريعاً ويبقى طويلاً مخلفاً وراءه شيئاً منه يظهر على وجهه..
لاشيء سوى مصباح مكتبه الخافت المضيء بتواضع، والكثير من الأوراق المهملة المتروكة بعشوائية ودون اكتراث، والقليل من الكتب على الرّف مرتبة بطريقة عمودية تتيح للناظر معرفة محتواها دون لمسها، وثلاث أكواب فارغة من القهوة.. وهو!!
يُقلّب صفحات كتابه يحاول أن يقرأ، لا يستطيع أن يقرأ، يمسك قلمه يحاول أن يكتب، لا يستطيع أن يكتب!
منطفئ كالليل خلف نافذة غرفته، منكمش كأنه خرقة بالية تملئه الأفكار!
صغيراً جداً على عبء الحياة، صغيراً جداً على عبء قلبه، كلما أشاح بوجهه، رَّق قلبه، خفق ودفق وأورق، كلّما أحنى جذعه يلتوي قلبه ينكمش، يلتصق بجدار صدره يحاول الهرب يأسره قفص صدره.
يجول الأرض هائماً على وجهه باحثاً عن وجهه.
ينشغل ويلهو، يجتهد كي يغفو، دون أمل. دون عمل.
كالغريق باحثاً عن جذع يستند اليه، يتشبث به. لا جذع لا أحد...
#نورة_اسماعيل
18 أكتوبر
1:30 am
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق