جواد العقاد - رئيس التحرير
لمحةٌ عن مخطوطة رسائل نصر أبو بيض
الموسومة ب ( رسائل المقبرة الخضراء)
أدبُ الرسائل ذات أصولٍ عربية عريقة، ولا شك أنَّه تأثر بالأجناسِ الأدبيةِ الحديثة وفُتحَ على أشكال الكتابة الأُخرى.
عوّدنا هذا اللون الأدبي على التعرض للقضايا الخاصة، في الغالب، ولكن الكاتب هنا انطلق من خلال همِّه الذاتي، الذي هو جزءٌ من الهم العام، إلي الخطاب الجمعي.
جاءَ كتابُه تحت عنوان " رسائل المقبرة الخضراء " من الطبيعي أنْ يعيشَ ابن مدينة غزة حالةَ تناقض ؛فهنا يصفُ المقبرةَ التي هي إشارة إلى المدينةِ البائسة " بالخضراء "، الطبيعي أنْ الخراب قفر، فلماذا وهبَ المقبرةَ، التي هي إشارة للموت ، اللون الأخضر؟! ربما إشارة إلى أنه ثمة أمل رغم البؤس ، أو لأنَّ هذه المدينة تعلقنا في منطقةِ الرعبِ والخوفِ الدائم، الموجودة بين الحياة والموت.
تمتازُ رسائل الكتاب بالوحدة الموضوعية ؛ فهي تتشابك دلاليًّا ؛حيثُ موضوعها الرئيس المدينة بكلِّ ما فيها من خرابٍ ودمار، ماديًّا ومعنويًّا، (والكاتبُ أطلقَ على المدينة أوصافًا تحيلُ إلى هذه الدلالة مثل: عرجاء، بائسة، شمطاء..) ، إضافةً إلى تجارب شخصية وكذلك طرحَ عدة قضايا اجتماعية، مثلا: معالجة الفهم القاصر لفكرة الحب ؛ حيث إنَّ رؤية المجتمع الظالمة للحب سببٌ مباشرٌ للأمراض الاجتماعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق