فاتن فاروق عبد المنعم - مصر .
مازال الحديث لنازك الملائكة إحدى أقطاب المرحلة الثانية من الحداثة، في نفس السياق السابق ذكره في المقال الأول ومن نفس المصدر السابق قالت في مقابلة أجريت معها:
يعاني شعرنا المعاصر الحديث من مجموعة إشكالات منها التعمية والتقليد وأخطاء الوزن وضعف اللغة واستعمال اللغة العامية.
أما التعمية فهي تعمد الغموض الشديد في الشعر بحيث يقرأ القارئ القصيدة الكاملة ولا يفهم منها حرفا، وقد تعالت صيحة القراء واحتجاجاتهم في كل بقعة من العالم الإسلامي والعربي، والمواطن اليوم مجروح وحزين لأن قضية العدو الصهيوني تذله، وهو ينتظر من شعرائه أن يعبروا عن ثورته ورفضه وسخطه فلا يجد لدى الشعراء سوى أشطر كثيرة لا معنى لها وعندما لجأ القاريء إلى نقاد الشعراء المحدثين فلم ينتصر لهم لأن الناقد متواطيء مع الشاعر في كثير من الأحيان، فهو ينقد القصيدة نقدا غامضا لا سبيل إلى فهم عبارة منه.. والمشكلة الكبرى في نظري أن الشاعر هو نفسه لا يعرف أن يشرح قصيدته ولو أنه كان قادرا على إيضاح المعنى لاستطاع الناقد ذلك أيضا ولفهم القاري القصائد.
أما البند الثاني “التقليد” وهو لا يقل خطورة عن الأول، فالشعر الحر الذي ينظمه اليافعون فذلك هو الشعر الذي يعشعش فيه التقليد، إن الواحد من الشعراء يقلد زملاؤه دون تجديد ولا أصالة، ولذلك تنتشر في شعرهم ظواهر معينة ينقلها الواحد عن الآخر مثل التظاهر بالاهتمام بالأسطورة.
وقد اعتبر الحداثيون أن نازك بكتابها قضايا الشعر المعاصر ردة وتخلف.. ويعترف الشيعي الشيوعي اللبناني حسين مروة بالتبعية للغرب فكرا وسلوكا وممارسة فيقول:
“لقد كنا في لبنان مصابين بانتشار ألوان من الأدب والفن الانحلاليين وكان معظم أدبائنا وفنانينا متأثريين بالمؤسسات الأجنبية والمدارس الفرنسية في الفن والأدب والفلسفة، من رومانتيكية وسوريالية وانطباعية ووجودية، يقلدونها جميعا ويتعصبون لها ويقفون بوجه الحركة الواقعية في الأدب والفن”
ولا يخفي الحداثيون بغضهم للعربية وإن كتبوا بها ورغبتهم في التخلص من الأحرف العربية واستخدام اللاتينية وآخرين يرغبون في التخلص من الفصحى والالتزام بالمعاجم وقواعد النحو فضلا عن دعوات تتردد من آن لآخر باستخدام اللغات المحلية، ويوجز هذا الجزائري البربري الملحد كاتب ياسين الذي كتب مقالا مطولا أنهاه بقوله:
“لقد فرض علينا الإسلام دينا، وذلك في بلد يقول بالاشتراكية نظاما، وهو أمر على جانب كبير من الخطورة، أضحيت شخصيا موضع حملات صحفية، وصفتني بأنني عدو العرب والدين والضاد، فهل من الممكن أن أكون عدوا للغة، هذا مع العلم أنني توقفت عن الكتابة بالفرنسية وانصرفت إلى الكتابة بالعربية واللغة المحلية.
في الحقيقة أنني ضد الفصحى، إن استمعت إلى إحدى النشرات التليفزيونية لقلت أنه معيب في الواقع استعمال لغة بليدة جافة متعبة، تعتمد الجمل الطويلة بحيث تخالها بلا نهاية.
لدينا كل الدوافع لمحاربة العروبة الإسلامية لأنها هي التي مع دخول الإسلام الجزائر قضت على الثقافة واللغة الجزائرية وحتى يمنع بعض الجزائريين وحتى يمنع بعض المدرسين تلاميذهم التكلم بلغة البلاد الأصلية المسماة بالبربر، علما بأنها لغة البلاد الأصلية”
أما الجزائري البربري نبيل فارس فقد صرح بقوله:
“إن بلدان المغرب العربي تعرضت لغزو عربي إسلامي، وأن الإسلام ليس إلا ظاهرة تاريخية وأن دخوله إلى المغرب كان دخولا عسكريا استعماريا وأن العرب عجزوا عن الوقوف على ظاهرة البربر وفهم تاريخهم”
الاحتلال الفرنسي للجزائر ظل مائة وثلاثين عاما، رحل ولم يرحل، فقد اطمئن إلى وجود مثل هذه الكيانات التي تنوب عنه فلماذا يتركون بلادهم ويأتوا إلينا بصفتهم ويقاومهم البعض منا لأنهم محتلون.
ولا يخفى على أحد دعوة جملة من الكتاب والفلاسفة والشعراء الذين درسوا في مدارس الإرساليات التبشيرية ثم في جامعات فرنسا وانجلترا فرضعوا فكرهم الشعوبي(الذين ينفون عن العرب أي فضل حضاري يذكر والكارهين للعرب واللغة العربية والإسلام) الطائفي من أصول الاحتلال قديما وحديثا لإقامة “سوريا الكبرى” وكونها موصولة بأصلها بالحضارة الأوروبية ذات الأصول الرومانية حيث رزحت سوريا ولبنان لألف سنة تحت احتلال الرومان وأن أصلهم فينيقيين، وعلى رأس الداعين لذلك المتوثن أدونيس وسعيد عقل وأنطون سعادة.
ويأتي نصر حامد أبو زيد ليأخذ مكانه بالصف، صف الحداثيين فيقول:
إن النصوص الدينية ليست في التحليل الأخير سوى نصوصا لغوية!!!!!!!
وفي موضع آخر يقول:
إذا كنا نتبنى القول ببشرية النصوص الدينية فإن هذا التبني لا يقوم على أساس نفعي أيديولوجي يواجه الفكر الديني السائد والمسيطر بل يقوم على أساس موضوعي يستند إلى حقائق التاريخ وحقائق النصوص ذاتها.
ما هي الحقائق التي استند إليها ليقول ببشرية القرآن؟
أما خالدة سعيد زوجة المتوثن أدونيس فلم تخفي رغبتها بإعادة تعدد الآلهة التي كانت عن طريق الشعر فتقول في مجلة شعر ببيروت عام 1960.. الشعر يحل مكان الدين ويصبح ميتافيزيقيا المجتمع الحديث حيث يلعب الشاعر دور الآلهة التي اختفت.
ولم يخذلها شعراء الحداثة فالآلهة لديهم لا حصر لها ولا عدد.
أما الشاعر اللبناني يوسف الخال فقد أثبت أن جمود العرب كان بسبب تركهم التراث الإغريقي الروماني المسيحي حيث قال:
“إن اختناق العقل العربي قد ترافق مع سيطرة التراث الهندي ومنه الفارسي بدل التراث الإغريقي الروماني المسيحي على الحياة العربية، فإذا بالعرب يروحون في سبات مظلم عميق يستمر ألفا من السنين بمعنى أنه يرى أن العقل العربي هو إغريقي غربي وبذلك لم يخرج عن قول طه حسين:
“الذي يرى العقل العربي عقل متوسطي تكونت روابطه الأولى مع العالم الإغريقي الغربي منذ مراجعه في فينيقيا وما بين النهرين في “الهلال الخصيب” مما يعني أن الاندماج في العالم الحديث الذي هو نتاج العقلية الإغريقية الأوروبية ليس إلا عودة إلى جذور العقل العربي المتوسطي وينابيعه الأولى المرتبطة بهذه العقلية، وبذلك يبدو الاندماج بالغرب وكأنه استكشاف “للهوية القومية الحضارية” نفسها، فالعقل العربي في اندماجه بالغرب يستعيد منه ما كان قد أعطاه له”
أين حمرة الخجل، أين الذين يقدسون هذه الأسماء، هذا الارتماء المهيض عند أقدام آخرين وكأننا أمة لقيطة أو جملة اعتراضية في كتاب التاريخ الإنساني، نلصق أنفسنا بماضي وجذور آخرين كأننا نبت شيطاني لا أصل له ولا صفة، نستعير هوية الآخر ونحاكيه ونحن معصوبي الأعين حتى نلحق بركب الحضارة!!
إنه خبث المخبر والطوية، تلك الكيانات ليست إلا بوق الآخر الذي يتمسحون به وبوقا أكثر نفيرا، يريدون منا أن نتحول إلى مسوخا بشرية، إن هذا ليس إلا جذور التردي الذي نعانيه اليوم.
وانعطافا على ما سبق نجد شعراء كالسياب والبياتي والملائكة فإن أشعارهم تمتلئ بجملة الآلهة والأساطير الفينيقية واليونانية والبابلية والصينية ليبينوا للغرب وعملائه الذين ينتمون إليهم أنهم حداثيون مثلهم فينالوا الحظ والحظوة، فلما اتهم السياب خصوصا من القوميين العرب بأن رموز الوثنيات الأعجمية يمتلأ بها أشعاره فرد ردا باهتا بأن عشتار هي العزى، واللاتو هي اللات، وتوز هي ود فكان عذرا أقبح من ذنب.
من أشعار البياتي يمجد فيها عشتار:
بابل تحت قدم الزمان / تنتظر البعث، فياعشتار / قومي، املئي الجرار
ويقول مخاطبا عشتار:
….بين نهديها الصغيرين، وفي أحشائها بركان يثور/ حيث تنشق البذور/ ترضع الدفء من الأعماق تمتد جذور/ لتعيد الدم للنبع وماء النهر للبحر الكبير/ والفراشات إلى حقل الورود / فمتى عشتار مع العصفور والنور تعود؟
وطبقا لبروتوكلات صهيون وبتتبع تاريخ اليهود، كان لزاما علينا أن نبحث عما تفعله أيديهم وهم من وصفهم ربنا عز وجل”يسعون في الأرض فسادا”
أولئك الذين أحدثوا ما أحدثوه في الإنجيل وهم وراء إضلال المسلمين عن طريق عبد الله بن سبأ اليهودي، وهم مؤسسوا الداروينية والماركسية والفرويدية والمذاهب التي تدعو للإلحاد فضلا عن كونهم خلف الكثير من المؤامرات السياسية والإقتصادية بالإضافة إلى نظرتهم للآخرين باستعلاء واحتقار، فهم يرون أنهم مسخرين لخدمتهم، يرون أنفسهم شعب الله المختار!!
لذا هم منغلقون على أنفسهم فلا يبشرون بدينهم ولكنهم استعاضوا عن ذلك بإفساد عقائد الآخرين، فكان التأثير في الأدب بإدخال رموزهم ومفرداتهم التوراتية والتلمودية في مختلف الأجناس الأدبية، وعلى رأس المتبنين لنشر هذا الفكر وإعماله في الأجناس الأدبية اللبناني يوسف الخال وتوفيق الصائغ الذي قال:
وأنا هيكل غاب عنه القدس/فكنت القدس: قدسا واشتهيك.
فاليهود هم من يدعون وجود هيكل سليمان بالقدس، وقد كتب في دراسة مطولة عن “التوراة كأدب” وقد كتب في دورية “النشرة” تحت عنوان الشاعر الأول والذي في نظره هو رجل الدين الأول، ديوانه الأول الطبيعة والثاني هو الحياة والثالث هو المرأة والرابع هو الكتاب المقدس.
ثم يسهب ليقول:
سفر أيوب من أعظم الطرف الشعرية الكبرى، ولعله أعظم قصيدة فكرية معروفة، وسفر المراثي يضم بعضا من خيرة المراثي الوطنية العالمية وفي المزامير قصائد غنائية شجية، لا تجاريها إلا بعض القصائد المتفرقة في دواوين الأشعار الأخرى، وفي نشيد الإنشاد نقرأ أعذب أنشودة للجمال والربيع، وأبدع قصيدة حب عرفتها الأزمان كما وصفها توفيق الحكيم.
ثم تحدث عن الحكم والأمثال في التوراة ويثني على الشعر في الأدب العبري كونه يخلو من القافية والوزن إلا فيما ندر، ويخلص في بحثه إلى أن القصائد العالمية من الأدب العبري واللاتيني والإغريقي كلها غير مقفاه، والقصائد العالمية في الأدب الأوروبي كلها من الشعر المرسل، ولم ينسى الربط بين التوراة والأدب العبري وتأثيره في الأدب الإنجليزي.
لاحظ مايقول “الأدب العبري واللاتيني والإغريقي والأدب الأوروبي من الشعر المرسل غير الموزون أو المقفى وبالطبع كان لزاما عليهم أن يقطعوا الشعر العربي من جذوره ويصبح مثل سالفي الذكر”
ويفصح توفيق الصائغ أكثر عن تأثير التوراة في الأدب العربي فيقول:
أما أثر التوراة في الأدب العربي فلم يكن قديما ذا شأن في المحيط الإسلامي الذي نشأ فيه الأدب العربي، لكن في العهد الحاضر وبعد الاختلاط بأوروبا والأدب الغربي، وانتشار الثقافة العالمية المعتمدة إلى حد كبير على المسيحية، أخذ الأدب المسيحي يقوى، وفي أواخر القرن الماضي ظهر في الشعر نزاع طائفي بين المسيحيين والمسلمين، أما في هذا العصر فصرنا نرى كثيرا من القصائد تدور حول مواضيع من التوراة، أو تحوي استشهادات منها، أو متأثرة بإسلوبها ومن أمثلة ذلك كتابات جبران خليل جبران المختلفة ومسرحية “بنت يفتاح” لسعيد عقل وقصائد “شمشون” و”لوط” لإلياس أبو شبكة الذي نشر أثر التوراة في الأدب العالمي.
وعن علاء المعري كتب مقالا في مجلة الكيلة يعزي إبداع المعري إلى تأثره بكهنة الكنائس وأسفار التوراة وليس بالأدب العربي ولا بالثقافة العربية ولا بالإسلام في شيء حيث قال:
لم يهتم أبو علاء المعري بما كان يهتم به الأدب العربي من مواضيع لا تبتعد إلا في النادر عن الحواس، ولم يتأثر بالمميزات العربية في الأدب، أو بما كان الأدب يستلهمه، بل استلهم بيئته وحدها، وحوى برأسه الثقافة المنغمسة بالغرب، والتي وصلت إليه من خلال معلمي اللاذقية وكهنتها، وأثرت فيه بعض كتابات أسفار التوراة، هذه كلها لم يستمدها إلا من حضارة بلاده، ولم تكن لتوجد إلا في بلاده فنظم ونثر وحلق في تفكيره وتخيله واهتم بالمجردات، ورحل إلى العلا، وحرر الشعر من النظرة الهيمية، وبحث في المجتمع فانتقده، وبكل المثل البائدة فندد بها، وبالمرأة فقذف بها في أبياته الساخطة، وقاتل في سبيل حرية الفكر فخرج شاعرا وشاعرا فريدا، يستمد تفكيره ومزاياه وشخصيته من بلادنا وتتمثل أمتنا فيه.
فضلا عن كم الأكاذيب والافتراءات فيما قال عن المعري فإنه الدعاية المجانية للانغماس في الغرب ودعوة صريحة لكل شاعر يرغب في أن يكون مبدعا عالميا متطورا أن يأخذ عن كهنة الكنائس وأسفار التوراة.
وهنا يتضح لنا جذور إلغاء القافية والوزن من الشعر العربي الحديث وبمعنى أدق جذور ما يسمى بالحداثة.
وهنا يصف حنا عبود في مقال عن الأدب العربي الحديث بعد الحرب العالمية الثانية، ويتعرض للبعد الديني ذاكرا المسيحية ثم اليهودية والذي ختم حديثه عنها قائلا:
وسواء أكانت اليهودية ديانة فراتية أم صحراوية أم مصرية، فإنها تظل من جملة ديانات الشرق الأوسط، أو الشمال الأفريقي، فإنها على كل حال لم تحارب كديانة غريبة عن المنطقة، وإنما استخدمت من أجل مآرب قومية وإنشائية.
وها هو المتوثن أدونيس يؤكد في قصيدة “أرواد يا أميرة الوهم” أنه اعتمد فيها على الأسلوب الشعري القديم في فينيقيا وما بين النهرين، وهو الأسلوب الذي ورثته التوراة في أروع أشكاله وتأثر به الكثير من شعراء أوروبا وطوروه وآمل في استخدام هذا الأسلوب من التعبير الشعري، أن أضع مع زملائي الشعراء حجرة صغيرة في الجسر الذي يصلنا بجذورنا وبحاضر العالم.
ولم يفتأ يستخدم مفردات تخص الديانة اليهودية مثل “مزامير الإله الضائع”، وفي مقطوعة “إرم ذات العماد” سمى المقطع الأول “مزمور” وكذلك في مقطوعة “الزمان الصغير” ، ويعبر عن منهجه الحداثي بمفردات توراتية فيقول:
أعلن طوفان الرفض / أعلن سفر تكوينه.
ومن الطبيعي أن تلحق نازك الملائكة بالركب لتستخدم المفردات التوراتية فتقول في مقدمة نثرية لقصيدة بعنوان التماثيل تقول:
هدية لقائمة الأسماء الغامضة المنطفئة التي جاءت في سفر التكوين من العهد القديم.
والبياتي لم ينسى دوره بالإعلان عن نفسه كحداثي كبير يستخدم “سفر الخروج ليبحث فيه عن المعنى” عن المخرج والطريق والدرب ويقول:
لسيدي أكتب ما أراه في خارطة التكوين / وكتب المستقبل الساكن في الماضي، وسفر العودة – الخروج.
ويصف جهاد فاضل المرجعية الثقافية والفكرية لصلاح عبد الصبور فيقول:
واستخدم صلاح التراث القديم وتراث الشعر الشعبي المصري، واستخدم حتى تراث الصوفيين وتراث الكتب المقدسة، وبالتحديد لغة التوراة والإنجيل إلى جانب استفادته من ثقافته الانجليزية.
أما سميح القاسم فيقول عن نفسه أنه مكره :
أن أصبح إيليا في القرن العشرين
ثم يكتب في الهامش أنه نبي يهودي حارب الأوثان، وينسب إليه أنه قتل كهنة بعل.
وبالطبع لم ينسى كسابقيه أن يستخدم مفردات توراتية فيقول:
هنا سفر تكوينهم ينتهي/ هنا سفر تكويننا في ابتداء.
وفي مقطع له بعنوان “يهوشع مات” وهي تسمية يهودية لنبي الله يوشع بن نون عليه السلام يورد شرحا عن مراده بيهوشع ونصا طويلا من التوراة العهد القديم – يشوع – الإصحاح الأول وفيه يسخر ويستخف من هذا النبي الكريم كعادة اليهود الذين يستخفون ويسخرون من الأنبياء.
وفي مقطع آخر بعنوان “طفل يعقوب” يورد نصا من التوراة في مقدمة هذا المقطع مخاطبا اليهود بشيء من الاستخفاف بسيدنا يوسف وأبوه.
وبلغ به الانسحاق مداه وهو يستعير من اليهود مفرداتهم فيقول في هذا المقطع المسمى “شعر”
وإليكم نشرتنا الأولى:
صرح ليفي أشكول/برش تفتر حشتر لشند بثل/الملك يقول: شرع درك هرشتفلس كرشت/أمريكا فقدت إحدى قطع الأسطول/هدد مكنا مارا/ابن المسطول/اليوم أحرر هذا الخبر/أرنستوتشي جيفارا/ببني قمرا/في أفق ما!!
الفلسطيني سميح القاسم يكتب بلغة المحتل الذي ينكل بأهل بلده الفلسطينين!!
أما في مقطوعة “مزامير” ملأها بالصور والرموز التوراتية من سفر أشعياء لدرجة أنه اضطر ليكتب مقدمة يعتذر فيها عن ذلك.
في “قضايا وشهادات” شهد أحد النقاد الغربيين في دراسة للحداثة العربية وما بعدها فقال عنهم “أنهم مصابون بانفصام الشخصية، عدميون صنميون”
في “قضايا الشعر المعاصر” لجهاد فاضل اعترف الناقد عبد الرزق عبد الواحد أنه لم يقرأ القرآن أساسا ولم يقرأ أي شيء من أصول النقد العربي أو الشعر العربي القديم ثم بعد ذلك هو ناقد وشاعر حداثي!!
أما التفاخر بالكيان المحتل لفلسطين والعمل تحت مظلته لهو من أعاجيب الأعاجيب.
محمود درويش قطب حداثي كبير، عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي “راكاح” وشارك في تحرير مجلة الجديد وجريدة الاتحاد وهما من صحف الحزب الشيوعي الإسرائيلي.
ومثله سميح القاسم وتوفيق زياد وإميل حبيبي عضو الكنيست المفتخر ببقائه في فلسطين كمواطن يحمل الجنسية الإسرائيلية، هذه الكيانات المهزومة المحتفى بها دائما في حضورها وغيابها، شعراء حداثيون لا تذكر أسمائهم إلا بشيء من الخشوع والابتهال كأنهم أنبياء الله.
وللحديث بقية.