الثلاثاء، 2 يوليو 2019

وفاة الفنانة التشكيلية آية عبد الرحمن


غزة - بوابة اليمامة الثقافية 

رحلت الفنانة التشكيلية الشّابة آية عبد الرحمن عن عمر يناهز (30عام) ، مساء اليوم الثلاثاء، بعد صراع مع مرض السرطان الذي تعاني منه منذ 10 أعوام.

ويذكرُ أنها أجرت عدة عمليات لمحاولة السيطرة على مرضها، حتى دفعها ذلك إلى استئصال كلية من جسدها.


الحب الصامت: نورا إسماعيل



الحب الصامت

نورا اسماعيل - فلسطين 

رأيتُ حلماً يشبهك، جميلاً  كعينيكَ وصفحة وجهك، لم تكن زيارتك الأولى لأحلامي لكنّها المرة الأجمل، اذ رأيتك بعد اشتياق

كنتَ صامتاً كعادتك، جُل ما تفعله هو التحديق بي، تتأملني طويلاً دون أن تنبس ببنت شفة، وأنا أرد عليك بتأملٍ مماثل، بعينين لامعتين تكاد تنفجر من جمال ما ترى!

حيَّرتْني عيناكَ يا عزيزي، قالت عنك كل شيء وأنتَ تجاهد نفسك بالصمت، تتمنع الكلمات وأنا أراها تتسابق أمامك تُجاهي؛ عينانا من يفضح المستور خلف جدران قلوبنا؛ تلاقت  فتصالحت وتأملت ولمعت حتى اتفقت علينا كانت ترتب للقاءَ كل يوم بنفس الموعد والمكان والزمان لكن دون اتفاق منّا، كانت ترتب لنا المواعيد وتطلبنا ونحن دونما وعيٍ نُلبي لها رغبتها حتى علِقنا أو علقتُ أنا في حب عينيك!
استغرب نفسي كيف يقع المرء في حب شخص لمجرد أنه أحب عينيه، كيف يبدأ الحب بشرارة صغيرة كهذه؛ كيف يبدأ من مرآة تعكس العالم !!
في صمتك وجدت جوابي، لاحظت ابتسامك المستترة خلف صمتك الرهيب، وحفظت رسمة ثغرك وملامح وجهك وتسريحة شعرك الأسود الكثيف، ولون عينيك الفاتنتين ، حفظتك عن ظهر قلب؛  حفظتك في مرة واحدة كنتَ قريباً جداً؛  لم يكن بيننا سوى مسافة قدم واحدة أتذكر؟؛  أنا لا أنسى! كنا قريبين جداً، رغم كل الحشود لم أرى أحداً سواك؛ وددتُ لو تقابلني بكلمة أو بإبتسام،  وحدها عيناكَ من فعلت،
أُحبُ عينيكَ أكثر منك هل تصدق!

ناعمةٌ هي، تقابلني في كل مرة بعناق حاد، وعتابٍ حين البعد، وتشرح لي ما لا أستطيع تفسيره، وتحكي لي ما لا تستطيع بوحه، تحادثني، تعانقني، تربت على كتفي، تبتسم في وجهي وتداعب ملامحي؛  تفعل ما يعجز قلبك عن فعله .

الأعين نواطق يا عزيزي، هل شعرت بنبضاتِ خافقي الخائف؟ هل وصلك شيءٌ من زفير روحي يطلبك؟ أعتقدُ أنَّ شيئاً منك علِق بي واستقر في ربعٍ صغيرٍ في أيسر قلبي كلما ضُخ دمي انتشرتَ معه في جسدي حتى مرضتُ بك و وصلت أحلامي!

إذا ما كان صمتك أمرضني، ما أثر كلماتك؟ ما أثر صوتك في أُذني؟ اذا ما مررت ارتجف جسدي ما أثر يديك على جسدي!

اُعاني الغرق يا طوق النجاة، أُعاني المرض يا قرص الشفاء، وأُعاني الأرق من بُعدكَ يا دوائي!!
أخبرني في أي البلاد صارت عيناك كي ألقاك سرًا كما اعتدنا !

الاثنين، 1 يوليو 2019

رحيل الفنان المصري عزت أبو عوف







القاهرة - رويترز: نعت نقابة المهن التمثيلية المصرية وفنانون من داخل مصر وخارجها الممثل والموسيقي عزت أبو عوف الذي توفي في ساعة مبكرة من صباح امس، عن عمر ناهز 70 عاما.
وكان أبو عوف خضع لجراحة في القلب العام 2015 وتعافى منها لكنه عانى من مشكلات صحية مؤخرا أدت لتدهور صحته.
وقالت النقابة بصفحتها الرسمية على فيسبوك، إن الفنان الراحل "كان نموذجا للفنان المحترم والخلوق.. كان وسيظل رمزا من رموز الفن المصري".
كما نعاه الملحن أمير طعيمة والممثلة إلهام شاهين والممثل إيهاب فهمي والملحن مودي الإمام.
وكتب الممثل شريف منير بصفحته، "ستبقى دائما في قلوب كل من حظي بشرف صداقتك، وفي قلوب كل من أثريت حياتهم بمواهبك وبذوقك الرفيع، وبجمال شخصيتك".
ولد أبو عوف في بيت موسيقي، إذ كان والده الملحن المعروف أحمد شفيق أبو عوف العميد السابق لمعهد الموسيقى العربية، وحصل على بكالوريوس الطب لكن شغفه بالموسيقى والفن كان أقوى من أن يقاومه.
بدأ مشواره الفني في نهاية الستينيات من خلال بعض الفرق الموسيقية التي انضم لها وأخرى ساهم في تأسيسها قبل أن يشكل مع شقيقاته منى ومها ومنال ومرفت فريقا غنائيا باسم (4 ام) وحقق نجاحا كبيرا استمر نحو 12 عاما.
وضع الموسيقى التصويرية للكثير من الأعمال الفنية من بينها مسلسل (حكاية ميزو) بطولة سمير غانم وفردوس عبد الحميد ومسرحية (الدخول بالملابس الرسمية) بطولة أبو بكر عزت وسهير البابلي.
جاءت بدايته السينمائية من خلال دور صغير في فيلم (أيس كريم في جليم) العام 1992 للمخرج خيري بشارة وبطولة عمرو دياب وسيمون.
قدم على مدى مشواره أدوارا متنوعة في أكثر من 80 فيلما من بينها (إسماعيلية رايح جاي) و(أسرار البنات) و(أرض الخوف) و(اضحك الصورة تطلع حلوة) و(الديكتاتور) و(واحد من الناس) و(عمر وسلمى) و(حسن ومرقص).
كما شارك في عشرات المسلسلات التلفزيونية من أبرزها (العائلة) و(هوانم جاردن سيتي) و(أوراق مصرية) و(أوبرا عايدة) و(الدالي) و(شيخ العرب همام) و(اتهام) و(باب الخلق).
تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعدة سنوات وله ابنة تعمل بمجال الإخراج هي مريم أبو عوف.

جواد العقاد: الخطيب الشاعر الطاعن في الحنين


فلسطين - بوابة اليمامة الثقافية 

نظرةٌ في ديوان( المغيّبُ الناجي من التأويل) للشّاعر الطاعن في الحنين أنور الخطيب.

جواد العقاد - رئيس تحرير بوابة اليمامة الثقافية 

تمتازُ قصائدُ الديوان بعلو الجرسِ الموسيقي مع الحفاظِ على اللُغةِ المُبتكرة، فالمعاني تبحرُ في الدهشةِ دون تورطٍ في مستنقع التقليديّة. أبدعَ الشّاعرُ في لغته وأجادَ حبكةَ الصورةِ الشّعريّةِ الجديدة.
حيثُ يقول:
" خائفٌ لكنني
سأحتسي كأسَ العلوّ " ص37
ويقول:
" أشتاقُ..
لدمعةِ صوتِك الفضيِّ مرتجفًا " ص154
وأغلبُ جُملِه هكذا..

تبدو ثقافةُ الشّاعر الدينية واسعةً، وقد أحسنَ توظيفَها وعرضَها بصورةٍ شعريّةٍ بحتة ؛ بحيثُ تفتحُ آفاقَ النّص على تأويلاتٍ ودلالاتٍ رحِبة، ومن أمثلةِ توظيف التُراث الدينيّ:
" فأين أنت يا أيها المدثر
قم فأنذر
قم فأنذر " ص51
ويقول مستحضرًا قصّة مريم عليها السلام :
" كأنني ولدتُ فتيا
ولا تهزي جذعَ السماء
تسلّقتُ نخلَ البلاد " ص 15

الشاعرُ مسكونٌ بهاجسِ الوطن والمنفى ؛ فالحنينُ يطفو في قصائدِه مقرونًا بالقلق الوجوديِّ الذي يُثري النّص بطرح تصوراتٍ مغايرة حولَ الوجود والأشياء.
حيثُ يقول :
" لم نرَ البلادَ في أحلامِنا
فهذه البلادُ التي تشبه كعكة الله
لم تعدْ حلمنا
صرنا نحن أحلامنا" ص 43

استدراك: لا أريدُ التورطَ في دهاليزِ اللُغةِ بقدرِ رغبتي في التحريضِ على الجمال.

تعين بسيسو رئيسًا للمكتبة الوطنية.


رام الله - بوابة اليمامة الثقافيّة 

أصدرَ الرئيس الفلسطيني محمود عباس،اليوم الإثنين، قرارًا رئاسيًا بتعين الدكتور إيهاب بسيسو، وزير الثقافة السابق، رئيسًا للمكتبة الوطنية.

    

الأحد، 30 يونيو 2019

جائزة الشيخ زايد للكتاب توقع اتفاقية لترجمة كتاب "الدينوراف"


الإمارت - بوابة اليمامة الثقافية 

وقعت جائزةُ الشيخ زايد للكتاب مع دار الهدهد للنشر والتوزيع  ودار النشر الإيطالية ماركوس جي ماركوس اتفاقيةً لترجمة كتاب "الدينوراف" للمؤلفة الإماراتية حصة المهيري، الحائز على جائزة
( فرع أدب الطفل)  لعام 2018، حيثُ يتم إصداره بثلاث لغات هي "الإيطالية والفرنسية والإنجليزية".




 

الدكتور البوجي يعرض نظرية نقدية جديدة في كتاب الطاقة في التحليل الإبداعي


مصر -بوابة اليمامة الثقافية 

صدر حديثًا عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة كتاب الطاقة في التحليل الإبداعي، للكاتب والمُفكر الفلسطيني الأستاذ الدكتور محمد بكر البوجي، ويقعُ الكتاب في 120 صفحة من القطع المتوسط. حيثُ يعرضُ البوجي في كتابه نظريّةً نقديّةً جديدةً مبنيةً على الغِوص في أعماق النفس البشريّة بحثًا عن مكامن الإبداع دون أن يكترثَ كثيرًا لشّكلِ العمل.
وقال الدكتور البوجي في حديثٍ خاص (لموقع بوابة اليمامة الثقافية): " الكتابُ يعرضُ نظريّةً جديدةً في التحليل الإبداعي، ترتكزُ على الطاقة الذاتية للإنسان التي تفزُ الإبداع على شكلِ لُغةٍ ومفردات أو فنون أُخرى. الطاقةُ تحدثَ عنها فلاسفةٌ قدماء مثل: أفلاطون وأرسطو، وأيضًا تحدثَ عنها كاتبُ البلاغةِ العربية عبد القاهر الجرجاني، وكذلك الطاقة معروفة جدًا في الفكر الصوفي "

وأضاف البوجي: " الإنسانُ أثناء الإبداع عبارة عن طاقة داخلية، يحاولُ من خلالها استقراء ما حوله في المجتمع من مثالب وايجابيات، وفي نقدنا الأدبي نحاولُ استشفاف هذه الطاقة من خلال المفردات، هل المفردات التي يستخدمها الأديب فيها طاقة كما يتمنى أن تصل إلى المتلقي؟ ، فالمفردات التي فيها طاقة محدودة جدًا في النص الإبداعي "




الجمعة، 28 يونيو 2019

أعرف هذه الكلمات: الشاعر سلطان مي


سلطان مي - فلسطين 

أعرفُ هذه الكلمات
وأعرفُ أنني أفتشُ عن فرحٍ ليسَ فيها.
وعن قلب ضاقت بهِ الحرب.
أعرفُ أن الله ينبُذُني، وهذا أمر طَبيعي
أنا جنرالُ المَصائِب وسيد كلِّ المسالِكْ.
أنا الوردة الحمراء التي نجت من شتاءٍ قارسٍ نجاة الشبابيك الفسيحة من الريح.
كأنني وحدي الذي صَعدَ كشهقةٍ مُبجلَّةٍ بأمرِ الرّبْ.
أعرفُ هذه الكلمات .. وتجاعيدها ..
وكلُّ نبضٍ فيها، كيفما مالَتْ.
حروفٌ على أهبة البكاء، حُرَّة من مفاهيمها. حُرَّة من والدها وكاتبها..
عاديّةٌ كمرأةٍ خائفةٍ من الحُب..

أعرفُ هذه الكلمات التي تحملُ غدَها في حقائبها.
أعرفُ النّسيان جيدًا إذا هَبَّ.

لو أنكَ تزوجتَ وأنجبتَ يا يوسف
لرقصتَ طويلًا فوق هاويَتَين،
لو أنكَ فعلت
وصارَ لكَ أخوة في الحُلمِ والآخِرَة
لخرجتَ كالخيطِ من إبرة الضوء
وتغيّرتْ خطّة الصَّياد .
لكن ما كنت لتنجو
من بئر القصيدة ورائحة المكيدة
لتعلو بعدها أليفًا مع الرّيح والحَربْ..

الخميس، 27 يونيو 2019

تقرير اليمامة الثقافية عن ديوان برقيات فاكس معطل


فلسطين - بوابة اليمامة الثقافية 

بحضور عدد من الشعراء والنقاد والمهتمين، أقامَ الشاعرُ الشابُ هاشم شلولة اليوم الخميس حفل إطلاق وتوقيع ديوانه الأول "برقيات فاكس معطل " في مقر جمعية الثقافة والفكر الحر - خان يونس، حيثُ صدرَ الديوانُ عن دار الكلمة للنشر والتوزيع بحلةٍ جميلة، ويضمُ 35 قصيدة موزعة في 97 صفحة من القطع المتوسط.
 وفي حديثٍ خاص (لموقع بوابة اليمامة الثقافية) قال الشاعر هاشم شلولة:
"اخترتُ هذا العنوان تحديدًا لأنه يتماهى مع المضمون، يحتوي على قصائد بشكل برقياتٍ لأنها هي تلك الرسائل التي لا تصل وتلك الصرخات التي لم ولن يسمعها أحد..
أما الفاكس المعطل فهو الوجود الذي لم يعُد يستجيب لمثل هذه الصرخات والتي تتوالى وتكبر كلما خطى الزمن خطوة نحو المستقبل المجهول وقد تكلمتُ عنه بفيض خلال رحلتي بين القصائد التي أضعها أمام المتلقي."

وأضاف شلولة :"نشرت  العديد من النصوص في عدة مواقع إلكترونية وبعض الصحف الورقية، كموقع أنتلجنسيا التونسي وموقع منصة اللبناني ، وبوابة اليمامة الفلسطينية ، ومجلة رواق الورقية التي تصدرُ عن جمعية الثقافة والفكر الحر وغيرها من الجرائد والمجلات".





قراءة نقدية في رواية "عبدو هيبا" للكاتب محمد نصار د. عبد الرحيم حمدان


قراءة نقدية في رواية "عبدو هيبا" للكاتب محمد نصار
د. عبد الرحيم حمدان

صدر عن مكتبة منصور للطباعة والنشر والتوزيع بغزة،  آخر الأعمال الروائية للكاتب الروائي محمد نصار بعنوان:" عبدو هيبا"  وذلك في طبعة أنيقة بلغت (128) صفحة من الحجم المتوسط، الطبعة الأولى لسنة 2019 ميلادية، وهي رواية تاريخية واقعية في آن معاً، تجمع أحداثها التاريخ الفلسطيني القديم والتاريخ المعاصر، وتدور أحداثها في إحدى البلدات الفلسطينية الأثرية وهي بلدة "بيت حانون". 

والشخصية المركزية التي تحمل الرواية اسمها هي شخصية تاريخية لملك من ملوك القدس في فلسطين، كما ورد في إحدى الرسائل التي بعث بها هذا الملك الى ملك مصر آنذاك وهو "أخناتون" أن اسمه يعني عبد (خادم) الإلهة (هيبا )، وقد عاش في بداية القرن الرابع عشر قبل الميلاد وفيه توفي. 

 ترك هذا الملك عدداً من الرسائل تقدر بأربع رسائل بعث بها إلى فرعون ملك مصر آنذاك، الذي امتدت مملكته حتى حدود فلسطين، يحذره فيها من فقدانه السيطرة على أرض مملكته حول أور سالم، وبالتالي سيطرة العبيرو، وهم جماعات خارجة عن النظام السياسي والاجتماعي وترتبط بأعمال السرقة، وقطع الطرق، والنهب، والفوضى. 

قضى الملك "عبدو هيبا" فترة حكمه يحارب العبيرو، ويساند إخوانه الملوك المجاورين لمملكته في محاربه هؤلاء المفسدين في الأرض، وكان دائما ما يطلب العون والحماية والمساندة والدعم والمساعدة من ملك مصر مقابل أن يبقى في مكان مملكته، ولا يغادرها . وتقول المصادر التاريخية إنه لا يُعرف ماذا حصل بالنهاية لهذا الملك الذي يُدعى عبدو هيبا . 

إن عنوان الرواية؛ بوصفه عتبة نصية مهمة تثير لدى القارئ الدهشة والإثارة؛ ذلك أنه لا يملك معلومات تاريخية كافية تحدد له ملامح هذه الشخصية ومعالمها؛ لذا تجده يسعى جاهداً إلى قراءة الرواية من بدايتها إلى نهايتها؛ ليكوِّن ملامح تلك الشخصية وأبعادها. فهي متشظية في الرواية بأسرها. 

إن الفترة الزمنية التي جرى نصيب كبير من أحداثها تشكل جزءاً من تاريخنا الفلسطيني الذي ظل ردحاً من الزمن يكاد يكون مجهولاً منسياً لم يتم تناوله من الأدباء ولا الكتاب في أعمالهم الأدبية؛ لذا فإن الكاتب بمعالجته لهذه الفترة يكون قد أزاح الستار عنها، وسلط عليها الضوء؛ فغدت فترة تاريخية خصبة ومضيئة في تاريخنا الفلسطيني السحيق.

قسّم الروائي روايته أربعاً وعشرين قسماً، يحمل كل قسم رقماً معيناً يعبر عن فكرة ورؤية جزئية خاصة، ولكنها ترتبط بما قبلها وما بعدها برباط فكري وشعوري متين، وبذلك تتوافر الوحدة الموضوعية والفكرية والفنية لكل أقسام الرواية، والتي تساهم في تحقيق التماسك النصي للرواية وتلاحمها.

لقد حاول الروائي ان يوظف آلية فنية في روايته، حيث قسم أحداثها قسمين:  أحدهما يدور حول أحداث جرت في التاريخ القديم زمن الملك عبدو هيبا، والملك حانون الأول، والآخر جرت أحداثه في التاريخ الفلسطيني المعاصر، زمن الاجتياحات الصهيونية لبلدة بيت حانون وسائر مدن غزة، وقد رصد فيه ممارسات هذا العدو العدوانية تُجاه الإنسان والشجر والحجر من تدمير وقتل وأسر وترويع للآمنين من الشيوخ والأطفال والنساء. 

ويجد القارئ المُستقبِل أن هناك خيطاً رفيعاً يربط بين هذه الأحداث، وهو ما يتغيا الأديب أن يتوصل إليه القارئ بنفسه. انطلاقا من نظرية الاستقبال والتلقي، وهذا الخيط الرفيع هو المغزى الكامن وراء فكرة الرواية وثيمتها ومضمونها. إنه يريد أن يقول: ما أشبه الليلة بالبارحة .!!! يريد الكاتب أن يسقط أحداث هذا الزمان على أحداث الماضي، فإذا المقاربات والتشابهات لا تكاد تكون بعيدة، وإنما هي هي: 

فالمكان؛ بوصفه فضاء سردياً ذا قيمة بنائية عالية، هو بلدة بيت حانون التي عثر في مسجدها الأثري على لفائف ورقية وألواح أثرية تحوي سيرة المك عبدو هيبا ورسائله، وعلاقته بهذه البلدة. وأن هذه البلدة تعرضت لهجمات العبيرو واعتداءاتهم، وأن أهلها كانوا يقاومونهم ويدافعون عن حياضهم،  وأن الفلسطينيين هم سكان هذه البلاد الأصليين من قديم الزمان، وقد تبوأ موقع البلدة مكاناً استراتيجياً مرموقاً، إذ مثل حلقة وصل مهمة؛ ومحطة مركزية للربط بين الطرق التي تسلكها القوافل التجارية القادمة من أور سالم إلى مصر الفرعونية وبالعكس.

لقد عانى هؤلاء الأجداد من خطر العبيرو الذين يُقصد بهم الصهاينة الذين كانوا يهاجمون السكان، ويخربون ممتلكاتهم، ويسرقون الأرض، ويعتدون على أصحابها الأصليين . لقد قاوم ملوك هذه الأرض، ومعهم أهلها وقاطنوها هؤلاء الغزاة، وبقوا فيها مغروسين، لم يرحلوا عنها. .يقول عبدو هيبا في إحدى رسائله إلى ملك مصر:

 ... "وطلب منى أن أبقى، ولا أترك المكان. لهذا أنا محتاج؛ لتزودوني بالجنود في هذه السنة، ولأستقبل مندوب الملك أيضاً " 

ويبرز هذا الخيط الرفيع بين الفترة الزمنية الماضية والمعاصرة واضحاً جلياً عندما يصور الكاتب ظاهرة استغلال العدو لبعض النفوس الضعيفة، فيأخذ في استخلاص العملاء والعيون والجواسيس؛ لينفذ مخططاته ويتعرف إلى اسرارهم، مستغلاً عنصر المرأة ، وما تمتلكه من عوامل الجنس والإثارة الجسدية في إسقاط الآخرين.

وقد وظف الروائي عدداً من تقنيات السرد الروائي الحديثة في البناء الفني لروايته مثل: الحوار الدرامي بنوعيه: الخارجي والداخلي، وتصوير الجزئيات الدقيقة للشخصية، وتقنية الارتداد الفني، والاستباق الزمني، وتقنية الوصف والسرد، وتقنية التناص التراثي؛ الأمر الذي جعل الرواية تفيد من التحولات الروائية التي طرأت على الرواية الفلسطينية الحديثة في الآونة الأخيرة، فضلاً عن لغتها الموحية التي تتكئ على انتقاء الألفاظ واختيارها الدقيق للمغزى الذي يريد الكاتب إيصاله للمتلقي.

اشتملت لغة الرواية على نمطين مختلفين من اللغة أحدهما: اللغة التراثية في مفرداتها ودوالها وتراكيبها وصورها البلاغية، ومن الحقول الدلالية التي ترددت في الرواية ": الموكب، باحة القصر، رئيس الحرس، الحامية، الألواح، لفائف، طلائع الفرسان، العبيرو، الرايات المرفوعة صوت الطبول. صهيل الخيل، ضجيج العربات. 

أجري الكاتب حواراً درامياً بين شخصيتين في الرواية هما: رئيس القافلة عليان مسعود ، ورئيس حامية القصر، يقول رئيس القافلة: 

-                 أشكركم ياعزيزي، على نجدتنا، لقد كانت أعدادهم (العيبرو) كثيرة هذه المرة، تجاوزوا الخمسين رجلاً، لكن تدخل حاميتكم في اللحظة المناسبة أنقذنا، من مصير قاتم.. لقد أوشكوا أن يوقعوا بنا، ولولا سعيكم الجاد، لما وجدتني هنا الآن.

-                 هؤلاء الرعاع صاروا خطرا على سير الحياة في بلادنا.(الرواية، ص31، 32 ).

و          ومن الحقول الدلالية التي توفرت في لغة الرواية المعاصرة والمستوحاة من واقع الشعب الفلسطيني المعيش: طلقات، دوي انفجارات، اجتياحات، هدير الدبابات، المسلحون، المقاومون، هول الدمار، المجرمون، صولات وجولات، مداهمة البيوت".

يقول الراوي في موضع آخر مصوراً ممارسات القوات الصهيونية بحق أهالي البلدة في إحدى الاجتياحات المدمرة:

..."فمع بزوغ النهار، انتهى كل شيء.. شهيد وثلاث إصابات، إضافة لتجريف عدد من الدونمات المزروعة بأشجار البرتقال، وعدد آخر من آبار المياه القريبة من المكان"(الرواية ص 34).

 وجملة القول: إن هذه الرواية بتوظيفها أحداث التاريخ ووقائعه ترمي إلى تأكيد حقيقة أن فلسطين التراثية هي أرض الفلسطينيين، لا ينازعهم أحد في تملكها، وأن الرواية تدق جدران الخزان بقوة عسى أن  يأخذ الشعب العربي الفلسطيني حذره، ولا يلدغ من الجحر الواحد مرتين من خلال العبيرو!! وكشفت الرواية أن هؤلاء العبيرو وأحفادهم الصهاينة بشر يتوارثون المكر والخديعة جيلا بعد جيل؟ وتسري الجريمة في عروقهم كما تسري الحياة؟!

إن الرواية لم تقل كل ذلك بطريقة مباشرة؛ وإنما عبرت عن ذلك بأسلوب فني موحٍ، مستخدمة التقنيات السردية الحديثة التي جاءت ثمرة تطور الرواية على أيدي جيل من كتاب الرواية الفلسطينية المبدعين من أمثال: الروائي غريب عسقلاني، وعبد الله تايه، محمد نصار كاتب هذه الرواية وغيرهم.

الأربعاء، 26 يونيو 2019

تقرير شرق للإعلام عن مجلة نازك الصادرة عن بوابة اليمامة الثقافية


             

منقول عن شرق للإعلام.

خضر جندية - شرق للإعلام 
بجهدٍ شبابيّ مكثّف بذلَه فريقُ عمل موقع "بوابة اليمامة الثقافية" أُصدر العدد الأول من مجلة نازك الإلكترونية التي تعتبرُ حاضنة ثقافية فلسطينية جديدة تفتحُ بابًا للأدباء والنقّاد والمثقفين لنشر أرائهم وأعمالهم الأدبية والفنية.

و ذكرَ مؤسسُ موقع بوابة اليمامة الثقافيّة الشاعرُ الشّاب "جواد العقاد" أنَّ المجلةَ عينٌ فلسطينية تبصرُ أفقَ الثقافة العربية،  أكّد العقّاد  أنّ المجلةَ صدرت إلكترونيًا استجابةً لعصر السرعة والحداثة، ولتلبي شغفَ القارئ في مختلفِ المجالات الثقافية.

من جهةٍ أخرى أثنى العديد من النقّاد والكتاب على هذا العمل الذي ينهض بروح الثقافة الفلسطينية ويبرزُ مدى حرصِ الشّباب على الهوية الثقافية الفلسطينية وأنها "جسر بين فلسطين والمبدعين وبين الوطن والمنفى، واحة ستصبح وطنًا أكبر لناشدي الجمال والحرية".

ورُغم محاولات الاحتلال المستمرة لطمسِ الثقافة الفلسطينية إلا أنّ الشباب الفلسطيني المبدع ينهضُ كلَّ يومٍ رُغم قلة الإمكانيات ليكسرَ كلَّ الحدود بالإبداعات المتنوعة والمستمرة.

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...