الحب الصامت
نورا اسماعيل - فلسطين
رأيتُ حلماً يشبهك، جميلاً كعينيكَ وصفحة وجهك، لم تكن زيارتك الأولى لأحلامي لكنّها المرة الأجمل، اذ رأيتك بعد اشتياق
كنتَ صامتاً كعادتك، جُل ما تفعله هو التحديق بي، تتأملني طويلاً دون أن تنبس ببنت شفة، وأنا أرد عليك بتأملٍ مماثل، بعينين لامعتين تكاد تنفجر من جمال ما ترى!
حيَّرتْني عيناكَ يا عزيزي، قالت عنك كل شيء وأنتَ تجاهد نفسك بالصمت، تتمنع الكلمات وأنا أراها تتسابق أمامك تُجاهي؛ عينانا من يفضح المستور خلف جدران قلوبنا؛ تلاقت فتصالحت وتأملت ولمعت حتى اتفقت علينا كانت ترتب للقاءَ كل يوم بنفس الموعد والمكان والزمان لكن دون اتفاق منّا، كانت ترتب لنا المواعيد وتطلبنا ونحن دونما وعيٍ نُلبي لها رغبتها حتى علِقنا أو علقتُ أنا في حب عينيك!
استغرب نفسي كيف يقع المرء في حب شخص لمجرد أنه أحب عينيه، كيف يبدأ الحب بشرارة صغيرة كهذه؛ كيف يبدأ من مرآة تعكس العالم !!
في صمتك وجدت جوابي، لاحظت ابتسامك المستترة خلف صمتك الرهيب، وحفظت رسمة ثغرك وملامح وجهك وتسريحة شعرك الأسود الكثيف، ولون عينيك الفاتنتين ، حفظتك عن ظهر قلب؛ حفظتك في مرة واحدة كنتَ قريباً جداً؛ لم يكن بيننا سوى مسافة قدم واحدة أتذكر؟؛ أنا لا أنسى! كنا قريبين جداً، رغم كل الحشود لم أرى أحداً سواك؛ وددتُ لو تقابلني بكلمة أو بإبتسام، وحدها عيناكَ من فعلت،
أُحبُ عينيكَ أكثر منك هل تصدق!
ناعمةٌ هي، تقابلني في كل مرة بعناق حاد، وعتابٍ حين البعد، وتشرح لي ما لا أستطيع تفسيره، وتحكي لي ما لا تستطيع بوحه، تحادثني، تعانقني، تربت على كتفي، تبتسم في وجهي وتداعب ملامحي؛ تفعل ما يعجز قلبك عن فعله .
الأعين نواطق يا عزيزي، هل شعرت بنبضاتِ خافقي الخائف؟ هل وصلك شيءٌ من زفير روحي يطلبك؟ أعتقدُ أنَّ شيئاً منك علِق بي واستقر في ربعٍ صغيرٍ في أيسر قلبي كلما ضُخ دمي انتشرتَ معه في جسدي حتى مرضتُ بك و وصلت أحلامي!
إذا ما كان صمتك أمرضني، ما أثر كلماتك؟ ما أثر صوتك في أُذني؟ اذا ما مررت ارتجف جسدي ما أثر يديك على جسدي!
اُعاني الغرق يا طوق النجاة، أُعاني المرض يا قرص الشفاء، وأُعاني الأرق من بُعدكَ يا دوائي!!
أخبرني في أي البلاد صارت عيناك كي ألقاك سرًا كما اعتدنا !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق