الثلاثاء، 12 فبراير 2019

الشاعر الطاهي: محمد أحمد موعد

الشاعِر الطّاهي

كُنْتُ أقلّبُ لحمَ أطواي
على مَنْقَلِ القَلْبِ
في مَطْبَخِ الحياةِ الشاغرِ
من كُلّ شَيْءٍ عَدَا الحياة 
حَيْثُ نَصْنَعُ ابْتِساماتِنا
من طينِ تعبنا
نحنُ معشرَ الجنون
والصراخُ والشتائمُ والمِزاحُ الجاثمُ
على قبرِ الرّتابةِ المعنويّ
 نُفِخَ في صورِ العشاءِ
أتَتِ السّاعة!
تكاثفتِ الإنسُ لأكلِ وجبتِها الأخيرةِ
لِلِبسِ القناعِ الأخيرِ
لا مفرّ كلٌ يريُ نفسه
والكلّ هنا عارٍ
أو يلبسونَ كلّهم نفس الثياب!
كنت أعدّ وجبةَ عشاءٍ فاخرٍ
لأميرٍ صَنَعَتْهُ أهواء تصديقي
نعم يا سادة
أنا المُتمرّسُ في تصديقِ الأشياء
وتكذيبِها عند أولِ حياةٍ أو آخر موتٍ
أنا الشاعر الطاهي
أنا السّائر على خطى الطيّبين المثقلين
بوصايا الله
أنا الرافض بأمرِ المنطقِ
العَلمانيُّ البائسُ الزاحفُ على أرضِ المعرفةِ نحو أهل الكُتب الأرضيّة
في المطبخِ أصارعُ علوي
أنْزِلُ درك الصّفات لتكونَ الرؤوس متساوية
أخاطب المِنصّة في خيالي
أرمي أثقال حُلُمي على صبري
فينتهي النّهار
أنا الطاهي الشاعر
أشعر ما أطهو
أطهو ما أشهرُ
أكتب الوقتَ طهيًا
أطهو الوقتَ كُتبًا
يتراقص شيطان الشعر
عند اكتظاظِ البشرِ
يتصاعد دخان الفكرة من قِدْرِ الوحي
تتداخل الصور ببعضِها
يخفق إيقاعُ المجهول في رأسي
ألفُ نكهةٍ أغْرَت هذا القلبَ
ألفُ لعبةٍ أنْهكت هذا الجسد
يلفني الحاضر بملحهِ
يُقشرني الوقتُ بسكين الفرصة
يقسمني الزمان على مهلٍ
أفراحٌ مؤجلةٌ
عُطلٌ وحيدةٌ
أعيادٌ بعيدةٌ
أتكوّم على ذاتي
أنا كلّ صفاتي
الهادِئ الصّارِخُ
الغامضُ الواضحُ
المُتقاعِسُ الفالحُ
الكاتمُ الفاضحُ
المتزعزعُ الراسخُ
الخائبُ النّاجحُ
المُذعِنُ الشامخُ
المهرجُ العابِسُ
الكامِلُ النّاقِصُ
المُستقلّ المُتماهي
الشاعر الطاهي. 

الأحد، 10 فبراير 2019

اليمامة الثقافية تحاور الأديب الفلسطيني أنور الخطيب




يُسعدنا في بوابة اليمامة الثقافية محاورة الشاعر والكاتب الإعلامي الفلسطيني الكبير أنور الخطيب ؛ لنستفيدَ من تجربته الأدبية الواسعة والوقوف على عطائه المستمر ، حيثُ أصدر أديبُنا أعمالًا أدبيةً مهمةً أثرثْ المكتبة العربية، في رصيده ثلاث مجموعاتٍ قصصية، ثمانِ دواوين شعرية، أربعة عشر رواية.
يحاوره الكاتب نصر أبو بيض ( محرر أدبي في بوابة اليمامة الثقافية)
هل الأدب قادر على تغير الواقع فعلًا، وما هي وظيفةُ الأدب من وجهةِ نظرك؟
- سؤال ينطوي على إشكالية كبيرة تتباين في الإجابة عليه المدارس الأدبية والنقدية والمشتغلون في الأدب، إذا كان الأدب يغير الواقع فإنه يفعل ذلك عن طريق التراكم المعرفي والوجداني، الذي يرفع من نسبة الوعي بين الناس ويهذبهم وييطور ذائقتهمار مع بوابة اليمامة الثقافية
- يُسعدنا في بوابة اليمامة الثقافية محاورة الشاعر والكاتب الإعلامي الفلسطيني الكبير أنور الخطيب ؛ لنستفيدَ من تجربته الأدبية الواسعة والوقوف على عطائه المستمر ، حيثُ أصدر أديبُنا أعمالًا أدبيةً مهمةً أثرثْ المكتبة العربية، في الحب، لأنها مجدولة بالتجربة الذاتية والعامة. وستتعاظم حاجتنا للحب كلما انتشرت المادية في عالمنا، وكلما اتسعت رقعة الكراهية، الحب هو حصن الإنسان النقدية فيشاركون في إبداء رأيهم بالشأن العام والقضايا الملحة والمصيرية، والأدب المقاوم يأتي في مقدمة هذه المدارس لأنه يحتك مباشرة بالجماهير، إذ يمكن لقصيدة ملتهبة وحماسية وصادقة أن تدفع الناس للخروج في مظاهرة أو تهيؤهم لفعل مقاوم وتمردي، لكن هذا نادرا ما يحدث في مسيرات الشعوب نحو التغيير. الأدب وخاصة الار مع بوابة اليمامة الثقافية
- يُسعدنا في بوابة اليمامة الثقافية محاورة الشاعر والكاتب الإعلامي الفلسطيني الكبير أنور الخطيب ؛ لنستفيدَ من تجربته الأدبية الواسعة والوقوف على عطائه المستمر ، حيثُ أصدر أديبُنا أعمالًا أدبيةً مهمةً أثرثْ المكتبة العربية، في الحب، لأنها مجدولة بالتجربة الذاتية والعامة. وستتعاظم حاجتنا للحب كلما انتشرت المادية في عالمنا، وكلما اتسعت رقعة الكراهية، الحب هو حصن الإنسانشعر فعل ذاتي يلقي بظلاله على المجموع حين تلتقي معاناة الفرد بمعاناة الجماعات، والمسرح أيضا يمكن أن يتسم بفعل تحريضي نتيجة التفاعل المباشر. ووظيفة الأدب من وجهة نظري هو تعزيز قيم الخير والعدالة والوطنية والحب في وجدان الجماهير القارئة، والتعبير الصادق عن هذه القيم والمبادئ الإنسانية. وأجد أن على الأدباء في عصرنا الحالي على وجه الخصوص، أن يكونوا صادقين في طرحهم وأن يحرصوا على ألا تكون بين نتاجاتهم والوعي العام فجوة، كما يحدث منذ سنوات حين لجأ كثيرون إلى التجريب والحداثة وما بعد الحداثة بينما شعوبنا العربية بالذات لا تزال تعاني من الأمية الأبجدية.
الكثيرُ من الكُتّاب يذمون النشر الإلكتروني، ما رأيك به وما مستقبل النشر الورقي، هل يمكن أن يتراجع؟
- النشر الإلكتروني شئنا أم أبينا أصبح حقيقة لا يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها، ومن لا يعترف بهذا ويتجاهله سيكون في آخر الركب. المؤسف أن عدداً كبيراً من الكتاب لا يحترمون النشر الإلكتروني وينظرون إليه بدونية، خاصة تلك الكتابات التي تُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر وغيرهما). نحن نعيش اليوم في قرية صغير إن لم نكن في شاشة فضية مستطيلة، ومن لا يدخلها سيبقى خارج العصر، يكفي النشر الإلكتروني أنه قهر الرقيب وتجاوز الحدود ووصل إلى أصقاع الأرض كافة. وللإجابة على سؤالك المهم يجب الاعتراف أن استخدام العرب لتكنولوجيا المعلومات لا يزال في المستى دون المطلوب بسبب انتشار الأمية الأبجدية والأمية الإلكترونية، ولهذا سيستمر النشر الورقي لسنوات طويلة، ولن يحدث عندنا كما حدث في العالم المتمدن الصناعي الذي حول كبريات الصحف المجلات الشهيرة إلى مطبوعات إلكترونية، ولن يتراجع النشر الورقي في الوقت نفسه والنشر الإلكتروني سيتطور وسينتشر ولكن ببطء.
للشعر العربي خصوصية إيقاعية، ما رأيك في ترجمة الشعر العربي إلى لغات أخرى؟
- ربما تعني القصيدة الكلاسيكية بسؤالك، ترجمة هذه القصيدة صعبة للغاية رغم أن هناك من حاول، لكنه بالتأكيد لم يلتزم البحور والقافية والوزن، ومن جهة أخرى لن يحول الإيقاع دون الترجمة، لأن الهدف ليس نقل الشكل وإنما المضمون. لقد مارست ترجمة الشعر في السابق وكانت مهمة صعبة للغاية. برأيي أن الإيقاع ليس هو العقبة في طريق ترجمة الشعر، العقبة تكمن في كيفية ترجمة الصور الشعرية المكثفة والرموز وسياق المرجعية الثقافية للنص الشعري، وبرأيي أن القصيدة الحديثة بما تحمله من كثافة ورموز لن تكون ترجمتها سهلة على الإطلاق، إذ أنها فضاء مفتوح على التأويل بالنسبة للقارئ العربي أو الناقد العربي، فكيف ستكون لغير العربي. وهناك مسألة أخرى تتعلق بأهمية إجادة المترجم للغة العربية واللغة التي ينقل إليها الشعر العربي والترجمات الناجحة للشعر هي التي ترجمها غير عرب.
الشعراء العرب منذ إمرئ القيس كتبوا عن المرأة والحب، هل يُثري الحب التجربة الأدبية؟
- الحب منذ الأزل هو محرك الإبداع لدى الرجل والمرأة، والأديب عاشق أزلي في مراحل عمره كافة. الشعر الذي يخلو من الحب شعر ناقص، والرواية التي تخلو من المرأة وقصص الحب هي رواية ليست إنسانية، الحب في رواياتي يشكل عامودها الفقري، كتبت (مس من الحب، وسماء أولى جهة سابعة، وند القمر)، وكان الحب جوهرها مغموسا بهواجس الوطن والمنفى، وجميع رواياتي تتضمن قصص حب بالمعنى الكلي للمفردة. الحب يثري التجربة الأدبية بلا أدنى شك، بل أعتقد أن أصدق الأعمال الأدبية هي ما كانت عن الحب، لأنها مجدولة بالتجربة الذاتية والعامة. وستتعاظم حاجتنا للحب كلما انتشرت المادية في عالمنا، وكلما اتسعت رقعة الكراهية، الحب هو حصن الإنسان للحفاظ على إنسانيته.
يرى البعض أن النّقد يجب أن يسير في خطٍ متوازٍ مع الأدب ؛ هل برأيك يحتاجُ الكاتب لناقد دائمًا أم أن الكاتب هو ناقد نفسه؟
- النقد بشكل عام هو علم قائم في ذاته، يبحث في اللغة والصورة والحركة، وتشمل حركة الكون أيضا، وهذا العلم ليس شعبيا وإنما ينحصر في نخبة النخبة. والناقد الأدبي مهمته إضاءة النص من جميع جوانبه الموشوعية والشكلية، ولهذا الكاتب في حاجة للناقد مهما ارتفع شأنه وتجذرت حرفيته، وقد يكتشف معان وأفكارا وعلاقات ليست في ذهن الكاتب، ومن ناحية أخرى يجب أن يكون الكاتب ناقدا لأعماله، وعلى الصعيد الشخصي، عندما أنتهي من كتابة قصيدة أو نص أدبي أو رواية فإنني أضعها جانبا لمدة زمنية ثم أعود إليها بعين الناقد، فلا أتردد في الشطب والتعديل والإضافة، وأحيانا يصل الأمر إلى إلغاء العمل بشكل كامل وأعيد كتابته وفق إيقاع فكري وموضوعي متطور يستند إلى الجوهر الأصلي، وحصل معي أن كتبت روايات أكثر من مرة، حدث هذا في رواية فتنة كارنيليان ورواية سماء أولى جهة سابعة، أما روايتي الجذور المنشورة فهي نسخة جديدة كليا عن المخطوطة الأولى. وإذا جاز لي أن أقول شيئا عن واقع النقد، فإنني أزعم أن النقد في تراجع كعلم وكمرافق للعمل الإبداعي، ناهيك عن الشللية التي أطاحت بمصداقية العديد من النقاد. 
للفسلفة دورٌ كبيرٌ في فَهم خُلجات النّفس؛ برأيك ما هو أثر الفكر والفلسفة في الشعر؟
- منذ الحضارات الإغريقية والشعر باطنه الفلسفة، صراع بين الأفكار والقيم والآلهة، وجدل بين القدرية والجبرية، وهي كلها من صنع البشر، والبشر فصيلة مفكرة تطمح إلى الإنسانية كما قال الفيلسوف الإيراني د. علي شريعتي، والشعر يطمح للارتقاء بالإنسانية عن طريق الوصل إلى الذات الفردية والعليا، وأعتقد أدونيس قال أنه يكمن في كل شاعر فيلسوف، والفلسفة في الشعر ظهرت في الشعر الجاهلي وما بعده من عصور ويكفينا أبو العلاء المعري في تأملاته ومواقفه. وباختصار الشعر والفلسفة توأمان، ولهذا يطمح الشعر الحديث إلى أن يضمن مقولات ترددها الأجيال، ولعل العظيم محمود درويش من أكثر الشعراء الذين قدموا مقولات في أشعارهم. الشاعر لم يعد مدفوعا بالمناسبات ليقول شعرا، إنه يلجأ إلى كهفه الناري الملتبس ليقول فلسفته الخاصة ويخرج من قصيدته أو نصه بسلام ليعود فيغرق في ألمه الوجودي في نص آخر. أتحدث عن الشعراء المنشغلين بقضايا كبيرة، وهذا الشعر هو الذي يُخلّد.
أصدرت عددا كبيرا من الأعمال الأدبية ما بين الشعر والرواية والقصة والتي تركت أثرا واضحا في الأدب العربي، فما هو مشروعك الأدبي القادم وما رسالتك للكتاب خاصة الشباب؟
- مشروعي القادم أسير في على جبهتين، الأولى في الشعر الذي بدأ يتحول مفهومه في داخلي وقد أكتب بطريقة مختلفة في الفترة القادمة، والثانية في الرواية، وقد تحدثنا قبل قليل عن الفلسفة، إذا بدأت رواية قبل مغادرتي الإمارات بعنوان رقصة الفيلسوف، وكتبت فيها حوالي أربعين صفحة قبل مغادرتي الإمارات، وسأكملها إن شاء الله بعد الشعور بالاستقرار والتخلص من بعض المشاكل الصحية، وتتحدث عن فيلسوف فلسطيني شهير أثار جدلا واسعا على الصعيد الفكري والسياسي العربي، وبالتالي لن تكون سهلة على الإطلاق، وميزتها أنها ستحفر في القضية الفلسطينية بشكل مختلف خلال وبعد ما سُمّي بالربيع العربي، أما رسالتي للكتاب الشباب، فلا أجد نفسي في موقع أنصح فيه الكتاب ولكنني سأوجز فأقول: اجعل الكتابة وظيفتك الأصلية حتى لو كنت تعمل في وظيفة أخرى، اكتب يوميا واقرأ يوميا واشطب وعدل يوميا كأنك تعيش في ورشة عمل دائمة، على أن تكون مخلصا وصادقا. 
لو تعطي القارئ الكريم نموذجًا من شعرك؟
هذا نص غير منشور أهديه لبوابة اليمامة الثقافية مع شكري وتقديري لاهتمامكم.
زهايمر الوطن
كابنٍ غيرِ شرعيٍ لانثى الزمان
مريضٌ بزهايمر المحطات
أسير كأني سأسقط فيّ من خلل في التوازن
أو من مللٍ في توازي المسارات،
في سيارة الإسعاف أو سيارةِ ما قبل موت الألم
يرافقي استشاريُّ موتي،
يسألني بلا مبالاة مقبلٍ على الحياة:
"هل تتذكر جهة واحدة نسري إليها؟
تعبنا من صدودِ ما قتلتَ في الذاكرة.."
قلت كمحييَ عشق عتيق: "جهة الرحم يا سيدي"
وأضفت، كأني لُطمتُ بكفيَّ:
"أذكر جيدا شهوة الأب المدمنِ نشر اليتم في المنافي
كيف أتى أمي على راحلة فانزلها
وكنت نطفة بعد نزاع قصير
وحين استويت مضغة قال لها:
اذهبي في اللاطريق المؤدي الى جهة الالتباس
واسألي الناس.. عن ركن قصي فانتبذيه
وحين تُصلبين هناك لا تهزي جذعَ أيِّ شيء
لن يساقطَ معنى المتاهةِ كي تُرشَدين الى القداسة"
امتطت امي راحلةَ
شقت الصحراء بلعنة حَملِها 
فكنت انا الذي لا اعرفني .. ولا ادركني.
سألت الطبيبَ المرافقَ لي: من يقود بنا سيارةَ الإسعاف
فأجاب: "أنت  ...."
قلت: "هل تتذكر جهة واحدة نسري اليها آمنين؟"
قال: "جهة الرجم يا سيدي.."
وأضاف بعد صفعة لجبينه:
"أذكر جيدا أمي على الراحلة
وكيف اوقفها رجل في مقام العشق وعشّقها
فكنت عَلَقةً دفعة واحدة"
سألت الطبيب: أكان أباك
اجاب: "بل كنت انا
أذكر جيدا كيف زنيت بها وابتعدت عن الحدود
وها أنا ..وأنت .. وهم
وكل ساكني المحطات نغني لها، كي تعود..
سألني: ومن هذا الذي يقودنا
قلت: هذا ابننا يرسم صورة أخرى لأمّنا
وهي تجهضنا واحدا واحدا
وتلقي بنا على اللاطريق المؤدي الى المِحن
كمرضى بزهايمر الوطن .

السبت، 9 فبراير 2019

شواطئ الأدب يحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسه.

" ملتقى شواطئ الأدب يحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسه "
جوانب من أمسية ملتقى شواطئ الأدب الشعرية رقم 459 التي جاءت تحت عنوان ( دفٌ في غابةِ المجاز ) التي أقامها الملتقى من بعد عصر اليوم السبت الموافق 9 فبراير من العام 2019م والتي أحتفل فيها الملتقى بالذكرى العاشرة لتأسيسهِ وذلك في واحدة من سلسلة أمسياته التي تتجدد أسبوعيًا في نفس الزمان في مقره الدائم في قاعة مؤتمرات بلدية النصيرات شمال مسجد الفاروق بمشاركة وحضور نخبة من المهتمين والمثقفين والأدباء من جميع أنحاء قطاع غزة ..
قادت دفَّة الأمسية الأديبة: سلوى المناعمة حيث قدَّمت الشُّعراءُ الذينَ شاركوا في الأمسية بمقاطع شعرية متنوعة وهم:
1- عبد الهادي القادود ( كلمة رئيس الملتقى بخصوص المناسبة)
2- فاطمة الزاهراء ضاهر
3- محمَّد العكشية
4- ملك اسماعيل
5- ماهر المقوسي
6- آلاء عبد ربه
7- منتصر أبو عمرة
8- أمل أبو عاصي.
لقيت القصائد التي غرَّد بها الشعراء استحسان وتفاعل الحضور بالتَّصفيق وعبارات الثناء.
يُذكر أن الملتقى يعقد منذ 10 سنوات لقاء أسبوعيًا كل يوم سبت وذلك بعد صلاة العصر، يلتقي فيها بمبدعين من كافة أجاء قطاع غزة.
.
العلاقات العامة - إدارة ملتقى شواطئ الأدب
طلال بدوان



وحدي في السماء المشتهى: الشاعر الفلسطيني معين شلبية













وحدي فِي المساءِ المُشْتَهَى / معين شلبية

فِي المطعمِ الشَّتويِّ
قُرْبَ الرَّصيفِ الأَخيرِ الَّذي قَدْ يُؤَدِّي ولا يُؤَدِّي إِلى قُلوعٍ أَوْ هُبوط
ضَجِرْتُ مِنْ ضَجَرِي وَمَا تبقَّى مِنْ خَريفِ هُوِيَّتِي
مُستوحِشاً ظَمِأً كاشتهاءَاتِ الغريبِ
أُمَسِّدُ فِيْ جَوْفِ اللَّيلِ مَداراتِي
رائِحةُ الرُّكنِ الحائِرِ
كرمادِ حريقٍ يتطايرُ حتَّى البَعْثِ
لَمْ يَبْقَ لِيْ إِلَّا مَمَاتُ الرُّوْحِ
تَسْبَحُ فِيْ حُشاشَتِهَا الأَخيرَةِ
تَشُقُّ مَجراها البَعيدَ
كلمحِ الآهِ فِيْ غَسَقِ الدُّروبِ
لَمْ يبقَ لِيْ إِلَّا نقوشُ الطِّينِ فِيْ جسدٍ
أَنارَ اللَّيلَ مِنْ هَلَعِ السَّكينةِ
أَطفأَ شهقةَ المِصباحِ فِيْ قلبي وأَطيافَ النُّعاسِ
لَمْلَمَنِي، وعِقْدُ الياسمينِ على فِراشِ الحُبِّ يَقْهَرُنِي
كأَنْ لمْ يُفَتِّتْهُ الأَنينُ عَلَى سطحِ المَرايا المُعْتِمَة
لمْ يَبْقَ لي إِلَّا سؤَالُ البَوْحِ أَلْمَحُهُ
عَلَى شِفَاهِ الفاتناتِ العابراتِ
كأَنَّهُ وَعْدٌ إِلهيٌّ يَضِجُّ خلفَ مَشارفِ النَّهداتِ
فَيْضٌ هُيُوْلِيٌّ يا ربَّةَ الرَّبَّاتِ، يا مليكَتِيَ الطَّريدةَ يا "أَفْرُوْدِيْتُ"
ها أَنا وحدي فوقَ المَقْعَدِ الخشبِيِّ مُرْتَبِكٌ ومُنْهَمِكٌ
أَنْثُرُكِ وحَسْرَةُ الأَوراقِ تَنْبُشُ ما كَتَبْتُ مِنَ النَّشيدِ
وحدي مِنْ ضواحِي اللَّيلِ تأْتي إِلى
قلبي المـُهَشَّمِ والمـُهَمَّشِ يا "أَبُوْلُو"
نَزْفَاً إِضافيَّاً فِيْ حوضِ هذا الحُزْنِ والدَّنَفِ الشَّديدِ.
ها هو "درويشُ" يُشْرِقُ مِنْ مَلَكَاتِهِ
يَمْنَحُنِي ما استطاعَ مِنْ الإِمارةِ والسَّفارةِ
وا إِلهي، وحدي أُراوغُ ما استطعتُ مِنَ التَّماهِي
وا إِلهي؛ هَيْتِ يَا امرأَةَ الأَساطيرِ الجديدةِ
يَنْشُبُ فِيْ دَواخِلِكِ الأُوَاْرُ
وحدي أُفتِّشُ عنكِ فِيْ مُدُنٍ أُسمِّيها خِساراتِي
وحدي وفِي "الأُوْرَاْلِ" وحدي
لا شيءَ لِيْ إِلَّا جِمَارُ الشِّعرِ فِيْ نهديكِ يا فاءُ الأُنوثَةِ
تُشْعِلُ جَذوةَ الإِيقاعِ فِيْ رُوحي كما أَنَّا نشاءُ
لا شيءَ لِيْ إِلَّا مخاضُ الوَحْيِ فِي الرُّؤْيا
نَزَقٌ مِنْ حليبِ اللَّوزِ تَغَمَّدَ زَهْرُهُ رَحْمَ السَّماءِ
وحدي عَلَى بَوَّابَةِ المنفَى أُطِلُّ
حيثُ ماءُ الشَّوقِ يَكْتُبُ سِيْرَةَ الصَّلصالِ
أُرْجُوانِيِّ الدَّلالةِ غائِمِ التَّكوينِ
وحدي كصَفْوَةِ عاشقٍ فِيْ حَضْرَةِ المـَعشوقِ
أُنازعُ ما استطعتُ مِنَ الحنينِ
وحدي لأُكملَ لوعةَ التَّذكارِ بالوَعْدِ
فَمَنْ أَنا وحدي؟
وحدي انتشيتُ؛ كأَنِّي رَغْمَ ما فِي الهَجْرِ مِنْ نَشْوٍ
وما فِي الصَّحْوِ مِنْ سُكْرٍ، تَعَمَّدَنِي البقاءُ عَلَى يديكِ
كأَنِّي الآنَ مِتُّ.

الاثنين، 4 فبراير 2019

بيتكَ البعيدُ: الشاعر الفلسطيني غسان زقطان




بيتكَ البعيدُ لا يُرى من السَّهلِ
بيتكَ الأعمى يُقْعِي هُناكَ بنافذتينِ تنظرانِ إلى الوديانِ
ولا تبُصِرانِ السهلَ
حيثُ ترعى الخيولُ الميِّتةُ دونَ جَلبةٍ
وحيثُ يَسعى صَوتُ الـمَضغِ البطيءِ في الينابيعِ المتواريةِ.
ربَّما لهذا تتحدثُ في لياليكَ عن تدفّقِ العتمةِ إلى الغرفِ
وعَنِ الأشجارِ المتعلقةِ بالحوافِ.
ربَّما لهذا نتحدثُ في ليالينَا عن الجدرانِ والأروقةِ السريةِ العمياءِ.
ربما لهذا يتحدثونَ، سُكانُ السهلِ، في لياليهِم
عن الخيولِ الميتةِ والمهاريِ المحبُوسةِ في أحلامِها.
لا نرى بيتكَ ولا يرانَا.
بيتكَ الذي لا نراهُ ولا يَرانَا
يمشي نحوَ الغابةِ أعمىً بنافذتينِ وسَتائرَ ثقيلةٍ
ورجل يحدِّقُ في العتمةِ ولا يُبصرُ السَّهلَ. 

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...