الاثنين، 12 أغسطس 2019

بماءِ اللَّازورد : معين شلبية




بماءِ اللَّازورد -  معين شلبية:

وقفتُ أَمامَ البحرِ خارجَ طاعَتِي
أَستذكرُ الكلماتِ والإِيحاءَ والرُّؤْيَا
فيما تعدَّى مِنَ الوقتِ المُتاحِ
فالوقتُ تاريخُ الحنينِ المُسْتَعِدِّ
يَلُمُّكَ ويَضُمُّكَ فِي انتظارِ دلالةٍ منكَ لَعَلَّكَ
تُفضي كما كنتَ
كأَنَّكَ أَوَّلُ مَن يُدلي برايَتِهِ
أَو آخرُ الفقراء.
لن أَكتبَ الأَسرارَ إِلَّا
بعودةِ موجةٍ فِي الرِّيحِ قد هرَفَتْ أَمامَ الصَّمتِ
لَعَلَّها سئِمتْ مِنَ الإِحباطِ أَو يئِستْ
مِنْ فَرْطِ الكِنايةِ والجِناس.
سأُصَدِّقُ الرُّؤْيَا
إِذْ ليسَ للتَّاريخِ وقعٌ أَو مجازٌ
يُملي عليها مِنَ الحضورِ أَوِ الغياب.
هنا أَو هناكَ مَشَيْتُ على الطَّريقةِ ذاتِهَا
لا شيءَ إِلَّا الأَزرقُ الكُلِّيُّ فيَّ
هيَ رغبتي العطشَى إِلى ما لستُ أَعرفُ
كأَنَّ حِسَّاً فوضويَّ النَّبْرِ
أَو مَسَّاً جماليَّاً
أَضرمَ شهوةَ الإِيقاعِ في المبنَى الَّذي
ما ساوَرَتْهُ ريحُ الشَّكِّ فِي الرُّؤْيَا
كي أُشْعِلَ النِّيرانَ في جَسَدِ القصيدَة.

بماءِ اللاَّزوردِ
أُطِلُّ على زيتونَةِ المعنَى
لا لأُرثيها أُطِلُّ
بلْ لأَحرسَ دمعَهَا المَنْسِيَّ فيَّ
حينَ تؤَثِّثُّ مِنْ سرابِ الوَجْسِ
ما أَلِفَتْ يداها مِنَ الحكايةِ والرِّوايَةِ
بَيْدَ أَنَّ الحُلْمَ فِي الرَّهْنِ المباغِتِ
يرفعُ الوعدَ المقدَّسَ
وشجرةَ الزَّيتونِ الَّتي امْتَلَأَتْ بها رُوحي
حينَ تُزَيِّنُ شالَهَا الكحلِيَّ، حبَّةً حبَّةً
تهليلةً لأَوراقِهَا العائِدَة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...