وتعود الى نفسك إلى كيانك تجد كل شيء فيك تحطم، وكل الوجوه عبست في وجهك، الوجود كله تغير عليك ولم يعد فيك أي نفس للاستمرار، تعلم أنك منهك وآلامك القلبية تكاد ترديك قتيلا، حتى أنك تعلم بجروح جسدك و صدماتك المتتالية بمن حولك، كل شيء سعيت لأجله لم يكن لأجلك، تعلم أن أصوات اليأس بداخلك تضرب جدران أوعيتك الدموية، كيف لك أن تفقد شهيتك وتخسر جمال جسدك بفقدانك ما تحمل من كتلة، كيف يحدث أن يصاب وجهك بالشحوب وتخسر جمال خلقك، أيعقل أن يتشوش عقلك وتتخبط في داخلك!!
أي بحر سحيق أردى بك هكذا! أي شيء يغير نظرتك للحياة للأمل للغد الأفضل! من يستطيع أن يفقدك حلاوة الأوقات! وكيف لنفسك أن تفقدك متعة صباحاتك وأيام عمرك؟!
أخبرني أي أمر جسيم أفقدك توازنك؟ أفقدك نفسك وجسدك؟ أخبرني كيف تشظى قلبك؟ وكيف سمحت بأن تهزل وتتراجع؟ أنت لست نفسك..لست أنت، كنت مصدر النور والتوهج، كنت تحترق لتنير عتمة الكون، كنت في كل مرة فانوس علاء الدين لكل عقدة تجد حلا، في كل مرة كانت عيناك تعطيني جرعة الحياة الأبدية، وكل مرة كان بريقها يصل شراييني ويضيء عتمتها ويزيد حرارة الدم فيها ويزيد تدفقه، كانت ابتسامة ثغرك كالقمر تضيء عتمة الليل، أعلم أنك تحترق في روتينك اليومي وتمل من أيامك المتشابهة، وأعلم أنك رفضت استبدال الطريق لانك تؤمن أنك قادر، أعلم أيضا أن أحداثك الرتيبة تصيب قلبك بالضجر ، كل أشيائك متشابهة أنت تعلم ما سيصادفك في يومك ما يحصل كل يوم كل سنة، حتى الصدف المتتالية أنت تعبت منها هي نفسها تكرر ذاتها بنفس الوضعية ونفس الحدث حتى وإن تغير الزمن أو المكان أو الشخص..الصدفة ذاتها، أعلم أن إحساسك تغير تجاه الأشياء حتى أنك لم تعد تصلي بعمق، وأعلم أنك مصاب بشيء من فقدان الذاكرة وأصبحت تنسى الكثير من الأمور، وأفهم أنك منشغل باللاشيء وأحيانا تنشغل عن نومك!!
لكن تصدق أنني لا أصدق كيف هان عليك أن تنطفئ وأنا من اعتدت على توهجك!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق