العاصفة والجبل
قصة حياة المناضل الراحل بسام جرار، أبو الندى.
كتبت/ لطيفة القاضي
فيلم وثائقي فلسطيني ،يروي قصة حياة المناضل البطل الراحل بسام سعيد جرار "أبو الندى" ، و هو يعتبر من مواليد بلدة جبع جنوب جنين ،و هو أحد أبرز قادة و مؤسسي مجموعات الفهد الاسود في جنين ،وهو أبرز مؤسسي حركة الشبيبة الفتحاوية على مستوى فلسطين .
كان اسير محرر حكم بالسجن المؤبد من قبل الاحتلال الصهيوني و أطلق سراحه بعد قيام السلطة الفلسطينية،و تعرض لأنواع متعددة من التعذيب الشديد من قبل الاحتلال
.
الفيلم من إخراج الفنان المبدع المخرج سعيد البيطار،و لقد لقي الفيلم رواجاً كبيراً ،و خاصة أنه كان في ذكرى وفاة الشهيد المناضل بسام سعيد جرار.
لقد تناول المخرج سعيد البيطار الذكريات مع رفاق درب المناضل' أبو الندا' و كل صديق يروي قصة نضال مع الشهيد ،و اختلاف الروايات كان لإيصال رسالة نضالية و قصة نضال من خلال الأحداث بحيث يتمكن المشاهد للفيلم الوثائقي من فهم الرسالة .
لقد شرح المخرج المتميز البيطار الأحداث بسلاسة و إبراز مشاعر الشخصيات،و لا يخفى علينا في أن المخرج سعيد البيطار وظف الجرافيك في الفيلم بطريقة صحيحة بحيث تخدم الفيلم ،و لقد كان الحوار فيه تناغم مع الجو العام و كل هذا اثر إيجابا على نجاح الفيلم الوثائقي .
وكان الانتقال من مشهد الى مشهد ،و التنوع في المشاهد ساعد على ثقل الفيلم. .
لقد كان المخرج البيطار متقن في عرض و ترتيب الأحداث و سردها و اهتمامه ملاحظ في أدق التفاصيل وجمال الصورة و دقة الصوت و كل هذه العوامل ساعدة على زيادة قيمة الفيلم.
نوع المخرج في المشاهد و فكانت هناك مشاهد ضريح أبو الندا، و مشاهد طبيعية ،و مشاهد لمدرسة أبو الندا الذي تخرج منها، تتخلل المشاهد امرأة عجوز فلسطينية الحاجة' أم السعد' التي تشهد قصة نضال ابو الندى.
كان اللقاء مع رفاق دربه أصدقائه وكل صديق يقص لنا بطولات الشهيد البطل و كل صديق يروي عنه بأسلوب مشوق ، و مشاعر جياشة باشتياقها لرفيق دربهم الإنسان ،و تترابط شهادات الشباب بلباقة و انسجام فأكملت المداخلة الواحدة الأخرى و تتكامل في لوحة روائية بشكل وثيقة تاريخية لحياة الشهيد أبو الندى.
فيعتمد الفيلم بمقدمة تبدأ بأغنية فلسطينية من الفلكلور تعبر عن حالة حزن و يظهر مشهد ضريح الشهيد ،و يتخلله مشهد الطبيعة و رفاق الدرب المناضل أبو الندى من حيث الالتفاف حول صريح بسام ،فكانت المقدمة روائية سرعان ما تتحول إلى فيلم وثائقي فيقدم ذكرى رحيل البطل بسام من خلال الروايات المتعددة و كان السيناريو بمجمله وثائقي.
بدأ الفيلم ليتحدث رفيق الدرب "محمد صدقي جوايرة" حيث يذكر كيف تعرف على أبو الندا و مشاركته معه في الانتفاضة الفلسطينية الأولى،و بعد ذلك يأتي مشهد مدرسة جبع الأساسية التي تخرج منها البطل و يتحدث مدرس الرياضة "مصطفى حمامرة" عنه و يقول و يشهد عن بسام بأنه العبقري و أنهم اهتموا به من الصف الرابع حتى تخرجه من الثانوية العامة،فيختم المشهد بخروج الطلاب من المدرسة بشكل متناسق مع المشهد السابق ،و يأتي صديقه "صقر توفيق علاونه" وكان التصوير في بستان أخضر و يقول بأنه قاد حملة مجموعة الفهد الاسود و كتائب شهداء الاقصى مع بسام ابو الندى،و من ثم ينتقل المشهد إلى لوحة تعبر عن بلدة جبع و يأتي رفيق الدرب "مازن سلامة"ليقص لنا كيف تم انتخاب أبو الندا من قبل فتح ،و أنه كان قائم على رئاسة البلدية لعدة سنوات ،و أنه لا يحب المسميات ،وانه كان يتعامل مع الشعب بتواضع و يقول أبو الندى أنا من الشعب فكان من الشرفاء،و يتخلل ذلك بدخول مشهد لأغنية تراثية شعبية ،و إمرأة عجوز هي الحاجة 'ام السعد' كانت جارة أبو الندي و تحكي عن بطولاته و عن إنسانيته ،و صفاته و تتذكر مواقف طريفة معه ،و من ثم يأتي رفيق الدرب "حسام فاخوري"و يقص بأنه كان يجتمع معه في مناطق جبلية بعيدة عن السكان ،و يقول عنه أنه أول من نظم اضراب ١٩٩٢ اضراب عامة السجون فحقق مطالب السجناء ولازالت مطالبهم مجابة حتى الان، يأتي الصديق الآخر و المناضل "محمد ابو غضب "و يروي بأنه كان من المطاردين هو و أبو الندى في الجبل من قبل الاحتلال ،يقول أنه و ابو الندا من مؤسسين مجموعه الفهد الاسود ،و يروي قصة النضالية بأسلوب مشوق و يقول عن أبو الندى بأنه حالة حالة وطنية نضالية نادرة و هو أخ له ،و من ثم "راوي غنام"أنه يحكي معهم عن فتح وياسر عرفات و أن ابو الندى مساعده للناس في العمل التطوعي الاجتماعي و أن المناضل محبوب من قبل الناس
و أنه كان يمسك العود و يغني (اليك نحيى يا وطني).
"تغريد حمامرة"خالها أبو الندى و تقول هو الانسان المعطاء الحنون،و جاء"حمزة حمامرة"يقول إن بسام كان يساعد المصابين في العلاج.
"صقر توفيق "يقول نحن سوف نستكمل المسيرة
يختتم الفيلم الرائع بجنازة بسام جرار 'ابوالندا' بالفريق "جهاد ملايشة"و يقص ليلة وفاته كيف كانت.
و يقول المناضل 'محمد ابو غضب 'في نهاية الفيلم الوثائقي التاريخي كلمة أخيرة بأننا شعب إنساني و لا نتقدم ابدأ على قتل الأطفال أو النساء كما يفعل الاحتلال الصهيوني.
و ينتهي الفيلم بمشهد رائع من جنازة الشهيد البطل.
بسام جرار ابوالندا' كان حالة إنسانية نضالية فريدة من نوعها ،وحتى اخر حياته كان إنسان بمعنى الكلمة .
نصيحة مني بمشاهدة الفيلم الفلسطيني الوثائقي لأنه يعبر ويصور وينقل صور نضال من التراث الفريد.
الفيلم من إنتاج تلفزيون فلسطين،وفكرة وسيناريو ياسر المصري،و إخراج العبقري سعيد حلمي البيطار،و أتمنى لكم مشاهدة رائعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق