إلى امرأة من رماد الأغنيات
ربما تُحادِثُكَ امرأةٌ غريبة فوق نهرٍ بعيد
لتحمل في جيوبِكَ جوازَ سفرٍ ليمنحك
العبور إلى جهنم صامتًا؛ مُعتزلًا الماء
ربما تعرفُ الآن أنَّ الوقتَ سؤالٌ فقيد
حتى تؤخِّر الأجوبة، وتضعها كبطاقاتٍ
أمام أوجُه الغرباء؛ الذين ضلّوا الطريق
ربما تنامُ الأبديّةُ على كَتِفَيّكَ المُتعَبيّن
وتؤجِّل مخاضَ حُبٍّ سيأكلُ أفلاطونيتك
التي حاولّتَ جاهدًا تبديدَها في وجودك
كأنَّ أناقتك الروحيّة لم تخذُلُكَ مِرارًا
أمام الوديان العتيقةِ التي صارت أسطورةً
في قصيدةٍ ربما ترددها أمام فتاة الموسيقى
لم أستطع خلقَ إجابةٍ ولو عابرة لكل
هذا الجنون المختبِئ بين الأسطُر الباكية
أنا فتى أرجوانيّ؛ هزمني النسيانُ منذ البدء،
وقد حاولتُ مرارًا التلصص على شَعر
المرأةِ الذهبيّة من بين ثقوبِ بابِ الزمن
لكنَّ طارِئًا يُحوِّط ظِلَّها كما يفعل الحنين
استطتُ الإمساكَ بسنونوةٍ مُهاجِرةٍ ذات مرة
وهذا ما يبعث الأمل الملعون في دمي
أنا هكذا؛ طفلٌ يحلم باللعبة المسروقة
من يديّ التاريخ الذي أتعبه الذهول
ويحطُّ في كُلِّ حضنٍ قد يُهديه لوحة للحب
منذ قطرة الدم الأولى؛ كنتُ أعرف الخلاص
الذي يتمثل في انتحاري بسُمِّ أغنيةٍ صاخبة
هل ستتعبُ ملحمتنا الآن، ونبدأ بذرف الكنايات؟
إننا الآن في ليل العالم؛ نستمعُ للأغنياتِ الحزينة
ونعزف الصخبَ سويًّا دون جيتارٍ من مدريد
ودون أن نخبرَ المحطات
أنَّ الأمل قد أصابه الهُزال...
لكنَّ "كافكا" الصغير كان دائمًا مُؤجَّلًا
ويُحادثُ وردات الشارع عن قسوة الفَن
عن جُرحِ الانتظار _الخطيئة الكبرى_
لا أريد لهذا النزيف أن يكُفَّ عن الصدح
لستُ فاشيًّا؛ كُلُّ ما في الأمرِ؛
أنَّ المعنى يسكنُ هذا النزف
لستُ خائفًا؛ فهناك ما هو سوى المعرفة يُربِكُني
يؤرقُ غضاضة قلبي، ويصلبها...
سأحرقُ كل الأوراق الزرقاء،
وأحطِّمُ الجدار الذي خبَّتُ به
الوردة التي لا تذبُل.
لكنّي سأصنع من نجوم الطريق
حُبًّا على هيئة لوحةٍ كلاسيكية
ربما تعرفُ امرأةٌ غريبة ما أصرخُ لأجله
فلا تعبُر فوق النهر البعيد؛
لتظَلَّ أُمًّا لسُنبلات الروح
آه يا "پوناڨنتورا".
دَعّ لقلبي السائحات خفيفات الظل
واخبِر إلهكَ عن احتراقي لأجل
فكرةٍ خالدةٍ في قلبي النائح
انقذني من استئنافِ قواربهِنَّ نحو الشواطئ
أريدُ الغرقَ للأبدِ ومخاصمة الخلاص الذي
تحديتهُ طيلة عمري بالقصائد والأغنيات
أريدُ وردةً تعانق أنفي.
تعبتُ من استنشاق العالم والقلق...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق