الأربعاء، 17 يوليو 2019

رسالة إلى الوحدة: محمد الحوراني


محمد الحوراني - الأردن 

‏"رسالة الى الوحدة"

رفيقتي الأزلية غير المحببة، عندما أمسكتُ بالقلم وبدأتُ التفكير بالكتابةِ لكِ لم أكُن أعلمُ ماذا أكتب أو من أين أبدأ حديثي .. لكنني متأكدٌ تماماً من ضرورة هذه الرسالة، فقد أُثقِلَ صدري بكلامٍ أجهل كيف ومتى ولِمن أبوح بحروفِه وقد امتلأتْ مُخيلتي بأفكارٍ شاحبةٍ جعلت من ظلام قلبي مُحكماً للحدِّ الذي يمنعني من رؤية ذكرياتي أو الشعور بوجودها حتى ....
لماذا أنا تحديداً من بين جميع البشر ؟ لماذا تتمسكين بالبقاءِ معي إلى هذا الحد ؟ لماذا تُصرّين على إبعادِ الحياةِ عنّي ؟ كثيرةٌ هي الأسئلة التي أودُّ لو تجيبيني عليها او على أحدها على الأقل، فأنا يا ذات الرّداء الخشن وصلتُ إلى الذّروة في الملل والقلق والإجهاد وكلِّ أنواع التعاسة،، أصبحتْ تُزعجني رسائلي التي لا وِجهةَ لها إلا عُنوانكِ ولا ردَّ عليها إلا صمتكِ ... يُؤذيني أنين قصائدي التي تمنعين خروجها من حجرتكِ الضيقة، فإمّا أن تقتليها أو تسمحين لها بالتّنفُّس خارج أسوار لياليكِ البالية ..
ألا تعلمين يا عجوز الشّؤم أن المبالغة في أيِّ شيءٍ يُفسدُه !؟
وفاؤُكِ الشديد لي يخنقني، قُربُكِ اللّصيقُ مني يُربكني، اهتمامك الحثيث هذا يُكبّلني .. يحبس أنفاسي .....
حتى وأنا أكتب لكِ هذهِ الرّسالة تجلسين معي، تُحدقين في وجهي، ابتعدي عني، أريد أن ابقى وحدي ...
أريد أن أبقى وحدي !!!؟؟؟ يا لسذاجة هذهِ الجملة وغبائها وسُخريتها ! كيف أطلب منكِ ما تقدميهِ لي دائماً بكرمٍ وسخاء حتى دون أَن أطلب !!؟
يُقال أن لكلِّ قصةٍ بداية ونهاية؛ إلا قصتي معكِ .. فلا أستطيع حصر بدايتها بتاريخٍ مُعيّن أو مرحلة محددة من عمري، فهي عتيقةٌ بعُمق...
أمّا النهاية فيبدو أنها بعيدة .. أبعدُ من أن أتخيلَ شكلها، ورُبما لن تأتي ..
تعبت ...
تعبتُ منكِ، بقائي الحتميُّ مُنفرداً يُشعرني بالبرد والخوف ... أشعرُ أنني أُصبتُ بالكهولة وأنا لا زِلتُ في عزِّ شبابي، عُزلتي هذه نخرت عظامي .. أضعفتني .. سلبت حرارة دمي .. صمتي الدائم خدَّرَ روحي وجلبَ لها الهشاشة والوهن .
أبغضُ هذا الفراغ الذي يعتريني، فقد أنساني جزءً كبيراً من تفاصيلي .. نسيت كيف أكون "انا" دون أن افكر .. أشتاق لِأَن أكون بكلِّ بساطةٍ "انا" .... أخاف أن أتعوَّدَ وأستأنسَ وجودكِ فتسكنين جوارحي حتى نهاية العمر، فأفقد ما تبقّى من تفاصيلي وتُدفنُ روحي في بحاركِ وأنسى تماماً ما كنتُ عليهِ قبلَكِ ..

في نهاية هذهِ الرّسالة التي تقرئينها قبل أن أرسلها .. وحتى قبل أن أكتبها ..
    أطلبُ منكِ راجياً أن تعيدي لي مهارة "السعادة" التي سلبتني إياها عُنوةً وأن تُقللي من حِدّة عبوسي لأن شكلي أصبح مُنفراً بعض الشيء ...


أُنهي رسالتي على أمل الوداع ...

الثلاثاء، 16 يوليو 2019

التبرج الفكري: مصلح أبو غالي




مصلح أبو غالي - بوابة اليمامة الثقافية 

يبدو أنه  قدر المرأة في مجتمعاتنا تلك أن تظلَّ مطاردةً وغريبةً وأن تسير فوق النار إلى المدى المفتوح دون أن تلتقطَ أنفاسها ودون أن تدربَ رئتها على الأنفاس السريعة
لاسيما وأنَّ الجهل يتغلغل داخلنا أكثر وأن شرقيتنا ما زالت  تسبح تحت جلودنا وتصحبنا في مواعيدنا وتجلس معنا على نفس المقعد  وتشاركنا فنجان قهوتنا
قدر المرأة في مجتمعاتنا العربية أن تظل تركض دون تعب لأن الرجلَ يحيط بها من كلِّ جانبٍ ويلبسُ أوجهًا عديدةً،  يريد أن يذبحها لأن ابتسامتها تخيفهُ ولأن أنوثتها تصيب رجولته في مقتل،
والمرأة تشبهُ (طائر السمّامة) فقد خلقت لتظل طائرةً في السماء دون أن ترتاح على الأرض ودون أن تنتمي لمكانٍ أو زمانٍ فهي أجمل من أن تنتسب، وأدهش من أن تقيم
هي أول من يطير وآخر من يهبط!
إن اعتياد المرأة على هذا اللجوء الأبدي يشبهُ اعتياد الأمة العربية على الهزائم المتكررة وتقبلها للأمر لا يختلف كثيرًا عن تقبل العرب للحكومات المستبدة وللإستعباد.
وهذا ما يفسر سبب الهجمات التي يقوم بها الشرقيون في حروبهم غير المنتهية ضد العنصر الجمالي الذي تمثله المرأة.

من فرط ما اعتاد العرب على خسائرهم اندمجوا اندماجَ المذهول  وتفاعلوا تفاعل الطفل الذي يجدُ دميته بعد عَناءٍ طويلٍ من القلق والبكاء  لذلك اعتمدوا مبدأ "لا تعايرني و لا أعايرك" وقد نجحوا في ذلك بعدما وأدوا الذكريات التي تقوي روابط حاضرِهم بماضيهم وأغلقوا كلَّ النوافذِ المفتوحةِ على جراحِ الأمس؛ ولكن ولأنَّ من طبيعة الشيء المذبوح أن يشتكي -ولو صدفةً- من ألمهِ وأن تخونه يداه مع موضع الألم
كان لزامًا عليهم أن يجدوا شمَّاعةً ينسبون لها ما يفرون منهُ
وهنا كانت المرأة في أوجِ فتنتها وكلِّ أساورها وأنواعِ مكياجها تستعد لأن تكون الوجبةَ المُعَدةَ للأكل، كانت شهيةً بما يكفي ليأكلوا جَسَدها ويمتصوا دماءها.
كان الطابخُ  رجلًا جائعًا والآكلُ رجلًا حافِظًا أما الذي قدَّمَ الطعامَ فقد كان نادلًا جاهلًا يملك عقلًا فارغًا يسمى شيخًا!
شيخٌ يملكُ نظرةً أحاديةً يتعامل مع أنصاف الأشياء، استلذَّ على القشور لذلك استغنى عن اللُّبِّ، تركَ أمتهُ مهزومةً وغادر دون أن يضمد جراحها أو يحمل عنها أمتعتها وراح يُلقي اللوم على "المتبرجات"...
إنني أرفض التبرجَ شكلًا ومضمونًا وأرى أنهُ ينقصُ من جمال المرأةِ ويقلل أنوثتها  وأرى أن المتبرجةَ ترى نفسها سلعةً رخيصةَ الثمن وما كشَّفتْ عن أشياءها الثمينةِ إلا لتزيدَ سعر الطلب على بضاعتها، ولكن هل التبرج هو سبب العنصرية العربية والهزائم، وهل هو سبب الفقر، والجوع، والقمع، وانعدام الحريات، وازدياد نسب المنتحرين، وارتفاع حالات القتل المتعمد، و...؟ وما هو مفهوم التبرج؟
هل المرأة التي تحافظُ على جمالِها البسيط وأناقتها المتزنة -دون أن تكشف شعرَها- يدخل في مفهوم التبرج؟! وهل عطرُ المرأة كان السبب وراء المجازر العربية التي نُفِّذتْ بأيادٍ عربية!

لا يمكنني أن أتقبلَ فكرةَ أن تكون المرأةُ إنسانًا آليًّا نحن من يحركهُ يمينًا أو يسارًا ونحن نختار له ما يأكل وما يشرب ومتى يخرج ونحن من يختار له نوعَ وكميةَ الهواء الذي يتنفسهُ، فالمرأة ليست (رموت كنترول) -كما يراه بعضُ المتشددين-
أنا لا أقبل أن تكونَ "غوريلا" أو "علبة تونة" مُغلَّفة كذلك لا أقبل أن تُرخِّصَ نفسَها لتصبحَ  "حلوى مكشوفة"

إن التفنُّنَ والإمعانَ والإفراطَ في وضعِ التعقيدات والحواجز التي تصرون على تحصينها وتعقيدها تقتل أحلام النساء
وتسفك عواطفهنَّ وترمي الأملَ الموجودَ داخلهنَّ في حاويات القمامة!
المرأة كائنٌ من حقهِ أن يتزيَّنَ وأن يحافظ على جمال مظهرهِ وأناقته الدائمة وأن يُحِبَّ وأن يُحَبَّ كما تشاء دون أن يمنعها أو يقتلَ  رغبتها  بالحياة أحدٌ أو يقمع إنسانيتها

هذا لا يعني أنني أدعو للتبرج....
إنني  أدعوكم أيها الأحباب  أن توسعوا إدراككم وأن تتعمقوا أكثر بمفهوم التبرج الحقيقي الذي دعا إليه الإسلام

خلافنا ليس مع الدين وإعتراضنا ليس على القرآن
 إنما على سوءِ فهمِكم وسذاجةِ تفكيرِكم وسطحيةِ عقولكم
أعيدوا النظرَ فيما تحكمون فيهِ

الجمعة، 12 يوليو 2019

كعادتي: يسرا الخطيب



يسرا الخطيب - بوابة اليمامة الثقافية 

كعادتي
وكقامة سامقة
أتعمد بشمس الظهيرة
لأصلب ظلي
 كي لا يتبع  ظلك
المنحسر بين شروقي وغروبك.

لا أملك إلا ناصيتي
فأحتضن جهاتي الأربع
أختزل كل الفصول ..

أتمحور ريحاً واثقة
تعلو سمائي الملبدة بغيومك
أهطل بها غيثاً نقياً
لأرطب قيظ نهارات ٍعقيمة 

تدور رحايّ
لألتف وحلمي
على عقربَيْ زمننا الآفل
وأوقف رحلة الدوران .

الخميس، 11 يوليو 2019

جواد العقاد: مسلسل "ترجمان الأشواق" نموذجٌ واضحٌ لثقافة الدراما السوريّة.


جواد العقاد - رئيس تحرير بوابة اليمامة الثقافية 

مسلسل "ترجمان الأشواق" نموذجٌ واضحٌ لثقافة الدراما السوريّة.
من العنوان تظهرُ ثقافةُ المسلسل ؛ فإنَّ "ترجمان الأشواق" ديوان شعر للشّاعر الصوفي محي الدين ابن عربي.
تدورُ أحداثُ المسلسل في دمشق إبان الأزمة السورية، أما العُقدة تتمحور حول جماعات مسلحة تخطفُ صبيّة وتطلبُ فدية. المسلسلُ يشبه إلى حدٍ ما أغلبَ المسلسلات التي تتحدثُ عن الأزمة السوريّة، حيثُ يسلطُ الضوءَ على معاناة المهاجرين، والبطالة، الاستغلال، تجارة الحروب، صراع الأجيال، ويتناولُ الكثير الأمور الإنسانية التي يعاني منها المواطن السوري يوميًّا بمفهومٍ فنيّ ذكي، فأغلبُ الأعمال الدراميّة تتناولُ الحربَ من زاويةٍ إنسانيّةٍ بعيدًا عن تحويل المُسلسل لنشرةِ أخبار، وهذه ميزة.
يمتازُ المسلسلُ بثقافةِ السيناريو المُكثفة، فإنه يعرض حياة ثلاثة أصدقاء كانوا ينتمون لليسار العربي
(المترجم نجيب، الدكتور زهير، كمال صاحب المكتبة) وبعد أن عصفت بهم ظروفُ الحياة التقوا في دمشق ، وقد اعتنقَ زهيرُ الفكر الصوفي، ونجيب الكاتبُ والمترجم تبعدُه الظروفُ السياسيّة عن البلاد أما كمال يبقى محافظًا على فكره.
أهم ما أثرى المسلسل:
1- الحوار
جاء لصاحب المكتبة كمال ( ممثل الدور الفنان فايز قزق) رجل كبير السن يحملُ عدةَ كُتب يريدُ بيعها ليدبرَ شؤون حياته،دار نقاش بينهم انتهى بقول كمال: " اقرأ ليهبط البيت ".
وأغلبُ الحوارات بين الأصداقاء الثلاثة يغلبُ عليها التبادل المعرفي والثقافي.
٢- لمّح المسلسل إلى تراجع اليسار العربي،قد برز ذلك من حوارات الأصدقاء الثلاثة.
3-أشار إلى قضية صراع الأجيال التي ظهرت بين كمال وأبنائه.
4-عرض بعض مظاهر الفكر الصوفي ؛ فقد كان د. زهير متصوفًا ويحضرُ مجالس الصوفين.


كيف تتعامل مع الناس القاسية قلوبهم: لطيفة القاضي


كيف تتصرف عندما يكون  اسلوب الناس وقحا معك ؟
كيف تتعامل مع الناس القاسية قلوبهم ؟

لطيفة القاضي - بوابة اليمامة الثقافية 

يختلف أسلوب الناس من شخص إلى آخر  و كل هذا يعتمد على تربية و نشأة هذا الشخص ،فنجد الانسان الطيب الذي صلحت سريرته  فتصالح مع نفسه ومع الآخرين فنفسه مطمئنة مرتبطة بالله ،والانسان الخبيث الذي يعتبر من الذي ينطبق عليه الوقاحة في اسلوبه عنوانه .هناك الاشخاص القاسية قلوبهم لا يعرفون للرحمة طريق ،فتكون قلوبهم قاسية على اقرب الناس اليه فيتعامل معهم بالقساوة وعدم العطف.  الحب لا يعرف لقلبه مكان.اكيد كل شخص فينا تعرض لهذه الشرائح من الناس التي لا يخلو منها اي اسرة واي مجتمع   .فحاول أن ترى ما وراء أقوالهم الغاضبه.
 وهنا العدوان طريقهم و يعبير عن اناتهم. كلامهم انعكاس لدولتهم الداخليه و ليس لها علاقه بك.


و من هنا  فلا تخفض نفسك ابدا إلى السلوك الوقح للأخرين.ابق هادئا و قويا واكثر لطفا و غني بنفسك و أخلاقك
اذا استفزك أحدهم فلا تلقي له اي أهتمام، فحاول ان تشغل نفسك باي شيء ،لكي تبعد عن ازاهم  ونفسيتهم المريضة.
هناك من يجيد الوقاحة في تعامله مع للناس ،فلابد من ان تعرف أن الشخص الوقح هو خالى من الداخل و يفتقر من الاخلاق واللباقة في الأسلوب و التعامل مع الناس فابتعد عنه وان لزم الامر فقاطعه .هذه الفئة من الممكن ان  تكون بقربك او اقرب الناس لك فيكون التعامل معه عند اللزوم ،واذا لزم الامر فقط .أهم شيء ان تثق بنفسك لا تجعل هذه الشريحة  ان يفقدوك الثقة بالنفس ،فلا تتغير ابق هادئا حكيما .

فان القساوة في القلوب والوقاحة من عمل الشيطان ووصل الشخص لهذه المرحلة من قلة دينه و حياءه و البعد عن الله ،فعلينا قبل كل شيء ان  نتمسك بالله و ان نكون رحماء بانفسنا و رحماء بالاخرين .و نرجع للفكرة التي خلقنا بها من التسامح والصدق والكرم و مساعدة المحتاجين و نجعل قلوبنا خاليه من البغض والحسد والكبر حتي لا نتحول مع مرور الوقت الى هذه الشريحة البغيضة. 

الثلاثاء، 9 يوليو 2019

حول صفقة القرن: فاتن عبد المنعم




فاتن عبد المنعم - مصر 
صفقة القرن يتم ترديدها كثيرا هذه الأيام ومعروض بنودها وطرق تنفيذها في كل وسائل الإعلام بمنتهي التحدي، والثابت والأكيد أنه ما من حدث أو فعل في حياة الأمم وليد الصدفة أو اللحظة وإنما يكون تم الإعداد التام والتهيئة الكاملة له من قبل ذلك بعقود طويلة وربما بقرون، فقط نحن الذين نعيش اللحظة الآنية دون التفكير لما سيحدث مستقبلا على المدى القريب أو البعيد إما للتجهيل المتعمد أو لعدم القدرة على استشراف المستقبل من قبل النخبة أو أنهم يعرفون ما يتم خلف الأبواب وأسفل الموائد ولكن تتملكهم الأنانية وضيق الأفق، يرغبون في الحصول امتيازات فردية لا تسمن ولا تغني من جوع أو إيثارا للسلامة التي لن يبلغوها مادام الورم يتمدد في الجسم المعتل.
لذا كان التعتيم أو المحاولة المتعمدة لذلك كانت ملحوظة تجاه بعض مفكرينا الذين كانوا يحملون مشعل الهداية لنا في دياجير الظلام المطبق واضحة لكل ذي بصيرة، بيد أن ضوء الشمس الساطع يغشي العيون وإن أنكرت، على رأس مشاعل الهداية المفكر الكبير جمال حمدان والذي قال:
“الدولة اليهودية ملجأ من الشتات وأخطاره المحتملة أو الموهومة، بوليصة تأمين ووثيقته لاستثماراتها المالية الاحتكارية ولكن تحقيقها في البداية وبنائها بعد ذلك لم يكن ممكنا بغير المشاركة الكاملة للاستعمار العالمي الذي تطابقت إلى حد التماثل خططه ومصالحه.
فهي بالنسبة إليه قاعدة متكاملة آمنة عسكريا ورأس جسر ثابت استراتيجيا ووكيل عام اقتصاديا أو عميل خاص احتكاريا وهي في كل أولئك تمثل فاصلا أرضيا يمزق اتصال المنطقة العربية ويخرب تجانسها ويمنع وحدتها وأسفنجة غير قابلة للتشبع، تمتص كل طاقاتها ونزيفا مزمنا في مواردها وأداة جاهزة لضرب حركة التحرير وإسرائيل بهذا المعنى دولة مرتزقة لا شك تعمل مأجورة في خدمة الاستعمار العالمي بمثل ما هي صنعه وصنيعته وربيبته” (إستراتيجية الاستعمار والتحرير).
وهذا يعني أن هذا الكيان هو يد “الاستعمار الطولي” في بلادنا وله من الظهير العالمي ما يعطيها القوة لفعل ما يريد دونما أي اعتبارات أخرى، فالثقل يكون لذي القوة، هذا الكيان اللقيط قام بتطويقنا لتضييق الخناق علينا لنرضخ لابتزازه الذي تلي مرحلة الحروب العسكرية فقام بعمل شبكة علاقات قوية مع السمراء الحارة “أفريقيا” بعد أن أدرك من أين تؤكل الكتف في المقابل تركنا تماما القارة التي ننتمي إليها إما عن جهل أو إهمالا غير مدركين لعواقب أن نولي القارة السمراء ظهرنا فالفراغ الذي تركناه بالقطع ملأه غيرنا بما تريد أفريقيا الثرية الثريدة العطشى المتطلعة، البكر التي ترنو لمن يفض بكارتها، فجعلوا لأنفسهم موطئ قدم في التربة الحمراء التي تجود على من يجوس فيها.
وعود إلى الأستاذ (جمال حمدان) الذي أحب قراءة كلماته على مهل وهو الذي يقول: “المستقبل القريب جدير بأن يثبت أن إسرائيل لن تكون إلا مجرد مرحلة في رحلة الشتات التاريخية، مجرد جملة اعتراضية في تاريخ فلسطين وقريب هو لا شك الخروج الجديد”.
فهل معنى هذا أن نظل في التيه الذي فرضناه على أنفسنا، هذا التيه الذي نعيشه ولم نقل حطة، كبر وجهل وزعم آثم بأننا نملك كل الحقيقة وأننا خير أمة ونسينا الشطر الأخير من الآية “تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر” فماذا إذا كنا نأتي كل أنواع المنكرات؟!!
وقد مر تكوين هذا الكيان اللقيط بعدة مراحل أولا الاصطفاف وتحديد الهدف في جملة من البنود عرفت فيما يسمى برتوكولات صهيون (عبارة عن أربعة وعشرين بندا في أوراق عثرت عليها السلطات الروسية في القرن التاسع عشر والتي نشرت لأول مرة في كتاب عام 1901 للصحفي الانجليزي فيكتور مارسدن، وقد تم توقيفهم خلال مهاجمة إحدى قابلاتهم التي كانوا يجتمعون فيه سرا ليملي عليهم الشيطان هذه البنود حتى يقيموا مملكة داوود والتي بها يتهود العالم بأسره، والتهود هنا لا يعني أن يصبح البشر يهودا كلا فهم لا يبشرون بدينهم لأنهم لا يعترفون بيهودية أي إنسان إلا إذا كانت أمه يهودية وبذلك هم يرمون إلى حكم العالم بأسره وليس إلى إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات كما هو شائع بيننا).
ثم التسلل قبل الحرب العالمية الأولى تحت عين الانتداب البريطاني والذي كان لهم ظهيرا فسمح لهم بالتكتل كأقلية كبيرة كونت ما يسمى نواة “البيشوف” أي المجتمع اليهودي داخل فلسطين وقامت عصاباتهم بتكوين المليشيات التي هاجمت الفلسطينيين وقد اتسمت هذه المرحلة بالدموية التي يزكيها الاحتلال الانجليزي بإمدادهم بما يحتاجون إليه من سلاح وسميت هذه المرحلة “بحرب التحرير من الاستعمار العربي” وهي حرب 1948.
نجحت الدول الاستعمارية من خلال سياسة التسليح والمناورات السياسية في طرد مليون فلسطيني بينما تدفقت الهجرات اليهودية مابين اثنين إلى ثلاثة ملايين من الصهيونيين ليمثلوا في ذلك الوقت 13% من يهود العالم وقد اعتبرت إسرائيل نفسها في ذلك الوقت “إسرائيل الصغرى”.
وما غفل عنه أحفاد القردة والخنازير المدفوعين بغرور وقوف الاستعمار قديما وحديثا معهم أن التجمع في مكان واحد مركز لهو البداية الفعلية لتحقيق وعد ربنا عز وجل بالقضاء عليهم كما وعدنا في سورة الإسراء بقوله في سورة الإسراء:
{وَقَضَيْنَآ إِلَى بَني إِسْرَائيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً* فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً* ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً* إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخرةِ لِيَسُوؤواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً* عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً}.
عباد الله أولي البأس الشديد ليس فيهم الموقوذة والمنخنقة والنطيحة والمتردية وما أكل السبع.
يقول الدكتور ناحوم جولدمان وهو زعيم صهيوني ولد 1895 وتوفي عام 1994:
“لم يختر اليهود فلسطين لمعناها التوراتي بالنسبة إليهم ولا لأن مياه البحر الميت تعطي سنويا بفضل التبخر ماقيمته ثلاثة آلاف مليار دولار من المعادن وأشباه المعادن وليس لأن مخزون أرض فلسطين من البترول يعادل عشرين مرة مخزون الأمريكتين مجتمعتين بل لأن فلسطين هي ملتقى طرق أوروبا وآسيا وأفريقيا ولأن فلسطين تشكل بالواقع نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم ولأنها المركز الاستراتيجي العسكري للسيطرة على العالم”.
وفي ظل التضليل الممنهج خاصة للأجيال الجديدة فكان لزاما علينا تتبع تاريخ فلسطين، كان بداية ظهور الإنسان على تلك البقعة سنة 8000 مع هجرة قبائل الكنعانيين واليبوسيين من جزيرة العرب ومن هنا كان تسميتها أرض كنعان فقد سكنوا سهول فلسطين أما الفينيقيين فقد سكنوا الجبال.
أول مدينة ظهرت في فلسطين عام 4500 قبل الميلاد وهي أريحا كان بها أولى الدلائل المدنية البدائية بالمعنى الذي يمكن فهمه لهذا التوصيف، ولم يظهر اليهود سوى جيل واحد فقط وهو يعقوب وأبنائه الذين ما لبثوا أن هاجروا إلى مصر في زمن يوسف عليه السلام، وبعد موت يوسف عاشوا خدما وعبيدا للمصريين حتى زمن سيدنا موسى الذي ذهب لتخليصهم من الفرعون الذي كان يسومهم سوء العذاب يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم، وكرامة لسيدنا موسى شق الله البحر الأحمر وأغرق الفرعون وجيشه، ويقول المفكر جمال حمدان أنهم لم يعيشوا بمصر أكثر من مائة وخمسين عاما في جيتو منفصل ولم يتركوا أثرا يذكر لهم في مصر (وببجاحتهم المعهودة عندما جاء بيجن بعد معاهدة السلام إلى مصر قال عن الأهرامات هذه بناها أجدادنا) كما أن العجل الذي صنعه السامري وعبدوه كان من ذهب المصريين الذين أخذوه بحيل وطرق ناعمة.
هذا على الرغم من أن اليهود لم يكن لهم يوما ما دولة تخصهم إلا في زمن نبي الله سليمان عليه السلام وكانت في جزء من أريحا بفلسطين والهيكل الذين يبحثون عنه قد دمر بالكلية في زمن سيدنا سليمان.
يقول ماركوس إيلي رافاج:
“أنتم أيها المسيحيون لم تدركوا بعد عمق إجرامنا نحن اليهود، فنحن دخلاء ونحن هدامون ونحن متمردون، لقد استولينا على عالمكم ومثاليتكم ومصيركم، لقد دسناها جميعا تحت أقدامنا، لقد كنا السبب الأول ليس للحرب العالمية الثانية فحسب بل لجميع حروبكم تقريبا وليس الثورة الروسية فحسب بل لجميع الثورات العظمى في تاريخكم، لقد أدخلنا الفوضى والفتنة إلى حياتكم الخاصة والعامة ولا نزال نقوم بهذا الدور إلى اليوم ولا يمكن لأحد أن يقول لنا كم من الزمن سنستمر في التصرف على هذه الشاكلة”
من تصريحاتهم نتبين المؤامرة المنظمة والمجدولة والتي بها يصلون إلى أهداف محددة اتفقوا عليها وينفذونها بحرفية عالية حيث ينفذون في كل مرحلة جزئية معينة لأنها لا تحتمل ما هو أكثر من ذلك والنتيجة هو زيادة رصيدهم كل يوم، هذه المثابرة والصمود قادهم إلى حكم العالم بالفعل وأنهم يرسمون بأيديهم المجرة التي يتحرك فيها كل فرد وكل جماعة صغيرة كانت أو كبيرة، دويلة أو دولة فلا غرو أن أي رئيس أمريكي منذ نشأتها يخطب ودهم ويتزلف إليهم حتى يضمن انتخابه أو بقائه وهو الرضوخ الذي كان نتيجة جهود حثيثة بذلوها أفرادا وجماعات منذ عائلة روتشيلد الألمانية الفقيرة(1743-1812م) الذين كانوا يسكنون بيتا فقيرا من الخشب بألمانيا على الطراز القوطي في “جود نغاسة” وهو الشارع اليهودي ويجمعون أشياء الآخرين المستعملة ويعرضونها أمام بيتهم الفقير(وقد علقوا الدرع الأحمر رمزهم وشارتهم والذي يسمى بالألمانية روتشيلد ومن هنا كانت تسميتهم وهو يرمز إلى كونهم لن يبلغوا ما يريدون إلا بسفك الدماء) لبيعها لفقراء آخرين، هذه الأسرة الفقيرة المحتقرة من الأوروبيين كونهم فقراء وكونهم يهود، وهذه الهوية الدينية كانوا يلصقون بها كل سوءة ورزيلة من الممكن أن تطلق على إنسان فكيف انقلب الحال إلى النقيض وأطلقوا هذه الصفات علينا وروجوا لها أيما ترويج في التحام صهيوصليبي ناعم وخشن في آن ضدنا كمسلمين بصفة خاصة ليصبح الأعداء أصدقاء حميميين طالما كان الإسلام هو المعني وهذا ليس بجديد.
وعندما حضر أمشيل الأب الوفاة دعا جميع أبنائه(آل روتشيلد) إلى فرانكفورت وبعدما قرأ تلمود الشيطان قال لهم:
“تذكروا ياأبنائي أن الأرض جميعها ينبغي أن تكون لنا نحن اليهود وأن غير اليهود حشرات ينبغي أن لايملكوا شيئا”.
وحتى نعلم مدى جهودهم ومثابراتهم وإصرارهم على امتلاك نواصي الأمور في العالم كله نعود إلى الخلف لنقرأ ما قاله الأمريكي بنيامين فرانكلين أحد زعماء الاستقلال محذرا الأمريكان من تغلغل اليهود في الدولة الأمريكية عند وضع الدستور الأمريكي عام 1789:
“أيها السادة في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية بها، ومازالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم، وقد أدى بهم الاضطهاد إلى العمل على خنق الشعوب ماليا كما هي الحال في البرتغال وأسبانيا.
منذ أكثر من 1700 عام واليهود يندبون حظهم العاثر ويعنون بذلك أنهم طردوا من بيوت آبائهم، ولكنهم أيها السادة لن يلبثوا أن أعطتهم الدول المتقدمة فلسطين أن يجدوا أسبابا تحملهم على ألا يعودوا إليها. لماذا؟ لأنهم طفيليات، لا يعيش بعضهم على بعض، ولابد لهم من العيش بين المسيحيين وغيرهم مما لا ينتمون إلى عرقهم، إذا لم يبعد هؤلاء من الولايات المتحدة بنص دستورها فإن سيلهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مائة عاما إلى حد يقدرون معه أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دمائنا وضحينا بأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا الفردية، ولن تمضي مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول ليطعموا اليهود، في حين يظل اليهود في البيوتات المالية يفركون أيديهم مغتبطين.
إنني أحذركم أيها السادة أنكم إن لم تبعدوا اليهود نهائيا، فلسوف يلعنكم أبنائكم وأحفادكم في قبوركم، إن اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال، فإن الفهد لا يستطيع أن تغير جلد الأرقط، إن اليهود خطر على هذه البلاد إذا ما سمح لهم بحرية الدخول، إنهم سيقضون على مؤسساتنا، وعلى ذلك لابد أن يستبعدوا بنص الدستور”(من كتاب حكومة العالم الخفية مع ملاحظة عند صدور هذا الكتاب قتل الكاتب والناشر معا).
يعلق الكاتب على ذلك بأن أمريكا ما هي إلا ربيبة إسرائيل وليس العكس وأن الرئيس الأمريكي ليس إلا متحدث جيد لما يكتبه مستشاره اليهودي مع أن الأمريكيين يكرهون اليهود أكثر من كراهتهم للزنوج ولكن اليهود هم الذين يصنعون الرأي العام عن طريق الإذاعة والتليفزيون والصحف ودور النشر والسينما ومازالوا يجتهدون للإجهاز على المجتمع الأمريكي بترويج الشذوذ الجنسي والحشيش والأفيون وجميع الصراعات التي تظهر في المجتمع الغربي.
إن الأمجاد لا يبنيها كسالى يتغنون بالماضي والماضي فقط، الحنجوريين الذين يتفوهون بشعارات براقة تدغدغ المشاعر أيا كانت بينما العمل على الأرض هو صفر،فهم الآن ليسوا إلا سوقا مستهلكة لكل ما ينتجه الآخر، الرأسمالية الطاحنة التي دفعنا إليها رغما عنا ستفتك بنا ولا داعي للظهور بمظهر الضحية فنحن مذنبون أكثر من كوننا ضحايا، نعم المؤامرة قائمة ومستمرة ولكن بنودها تنفذ بأيدينا أكثر من أيد الآخرين، إن التغني بالمجد الزائل في زماننا ليس إلا اعتراف صارخ بالعجز والهزيمة.
بين عائلة روتشيلد الفقيرة وصفقة القرن بون شاسع لم يتركوا فراغه للعابثين بل عملوا كل ثانية ودقيقة حتى يبلغوا ما هم فيه الآن ونحن دائما وأبدا نبكي على اللبن المسكوب ولا نتعلم من أخطائنا ونجاحات الآخرين.
سنن الله لا تتبدل تعطى لمن يعمل بها سواء الكافر أو المؤمن، دراسة خبرات السابقين علينا وكيف مروا من عنق الزجاجة لهي بقعة الضوء الواجب السعي إليها.

الاثنين، 8 يوليو 2019

لوحات للفنان التشكيلي السوري الكبير إبراهيم الحسون









القاضي شاعر الثورة الفلسطنينة والكاتب الأبرز لأناشيد الثورة



لطيفة القاضي  - بوابة اليمامة الثقافية 

يعَدُ محمدُ حسيب القاضي واحداً من أبرز الشعراء الفلسطينيين الذين يمثلون موقعاً مهما على خارطة الشعر الفلسطيني والعربي؛ فقد استطاع أن يخلق لنفسه مساراً خاصا به، وأن يجعل التميز والخصوصية سمة فريدة للقصيدة التي يكتبها، فهو علم بارز من أعلام فلسطين، حيث ترك بصمته مميزة في مسيرتها الأدبية والإعلامية، فهو كاتب أناشيد الثورة الفلسطينية التي تغني بها حتى الآن.
الشاعرُ محمد حسيب القاضي هو شاعر الثورة الفلسطينية، وُلِدَ في عام 1936م في يافا “هاجرت عائلته أثناء نكبة 1948م إلى قطاع غزة، بدأ مسيرته الكتابية كمحرر أدبي في جريدة أخبار فلسطين، التي كانت تصدر في غزة، حيث تتلمذ على يد مصطفى  أمين وعلى أمين، وذلك في ستينيات القرن العشرين، واعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية بعد سيطرتها على قطاع غزة عام 1967م، وفُصلَ من عمله، ومن ثَمّ غادر قطاعَ غزةَ إلى الأردن، وعمل أديباً وشاعراً وكاتباً وصحفياً وإعلاميا هناك، وفي سنة 1970م غادر الأردن إلى القاهرة؛ فعمل مدرساً للغة العربية، وأيضا اشتغل في إدارة (الحاكم) الفلسطينية وفي تلك الفترة عمل مذيعاً في إذاعة صوت العاصفة، ثم صوت فلسطين حيث التقى هناك بالقائد الراحل ياسر عرفات؛ فانضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية، فتم تكليفه من قبل الراحل ياسر عرفات ليكون مديراً لإذاعة فلسطين في الجزائر وصنعاء، وأيضا مديراً لمركز الإعلام الفلسطيني في الجزائر. سافر إلى بيروت ليعمل في الإذاعة، سافر إلى تُونسَ ليترأس مهمة تحرير جريدة الأشبال، التي كانت تصدر في تونس وقبرص.
محمد حسيب القاضي كاتب نصوص أناشيد الثورة الفلسطينية التي تعبر عن الكفاح الفلسطيني .
صدر له العديدُ من الدواوينِ الشعرية، والمسرحيات الشعرية، والعديدُ من الدراسات النقدية.
تُرجمتْ قصائدُة إلى اللغات الإنجليزية و الإيطالية والفارسية والبلغارية.
وجدير بالذكر إنه قد صدرت له الأعمال الشعرية الكاملة قبل(بعد) وفاته بيومين عام2010م، وذلك في إصدار أدبي عن بيت الشعر الفلسطيني .
محمد حسيب القاضي له باعٌ كبيرٌ في خدمة المشهد الثقافي على المستوى الفلسطيني والعربي.

محمد حسيب القاضي هو كاتبُ الكمِ الأكبرِ من أناشيد الثورة التي صدحت بها الحناجرُ، والتي ما زالت في كل كلمة من قصائده حممٌ ونارٌ تؤجج مشاعر الإنسان العربي عامة والفلسطيني خاصة، فكانت الكلمات كمدفع، والحروف كانت في القلب أوقع، فكتبت هذه الأناشيد باسم &أناشيد البندقية والرجل& فكانت تلك الأناشيد تعبر عن نضال شعب يقاوم؛ طلبا وأملا في الحرية، تتمحور أناشيدُ حسب حول مفاهيم لا تتبدل ولا تزول، فالنضال أهم قرار، والكفاح المسلح هو الطريق الوحيد الموصل للخلاص وتحرير البلاد، والشعب كله مطالب بالمشاركة في حرب التحرير ليتمكنوا من الصمود في وجه العدو الشرس، فكان حسيبُ القاضي حريصاً على أن يوصي أبناء شعبه بمواصلة النضال، وعدم الاستسلام، وتتمحور معانيه في قضية واحدة وهي النضال للوصول إلى الحرية

*هذه الصفحة  الرسمية لشاعر الثورة الفلسطينية محمد حسيب القاضي رحمه الله عليه
https://m.facebook.com/443382109578437

الأحد، 7 يوليو 2019

ألحان الجوى: عبد السلام زريد




عبد السلام زريد - فلسطين 

ألحانُ الجَوى

من مُزْنِ رُوحِكِ قد سَقيْتُ  زماني
إذ     أنَّني   أهوى   الَّتي   تَرضاني

أيْقَنْتُ   أنَّكِ   لَمْ   تُحِبي   مَدْمَعي
وأنينُ  وَجْدِكِ في النَّوى    أَدماني

أوَ كيفَ أَُنْزَع  من فؤاديَ    فَيضَها
وهيَ    الَّتي  من   دَمعِها   ترعاني

تَفنى    النَّوائِبُ   إذ  أطلَّتْ  لحظةً
ويَغيبُ   غَيمُ    البُعْدِ  من  أذهاني

هذا   الجَوى  مثلَ البراكينِ    الَّتي
فاضتْ  وما   هَدَأَتْ   لبِضْعِ   ثوانِ

تَأتي القوافي    إذ ذَكَرْتُكِ   تَحتفي
وتُقِيمُ      حَفلًا     يرتوي     بِبَيَانِي

وصَبابتي في طَرْفِ حَرفِكِ تَحتمي
لِتداويَ      الأسقامَ     مع   تَحْناني

طالَ   الفِراقُ وفي القَصيدةِ لم أَزَلْ
أروي     حكايا   البُعدِ     والحِرمانِ

مهما     كتبتُ  فَلنْ  أُجَاري    لوعةً
سَهِرَتْ  معي حينَ   السُّهادُ   رَماني

حَتَّامَ يبكي الحَرْفُ من وَجْدِ الهوى
 ويُقيمُ   ما   يَهوى   على    ألحاني

رواية"العقب الحديدية" تتنبأ بالمستقبل،للكاتب الأمريكي جاك





رواية"العقب الحديدية" تتنبأ بالمستقبل،للكاتب الأمريكي جاك
لطيفة القاضي - بوابة اليمامة الثقافية 

صدر حديثاً رواية العقب الحديدية عن دار هبه ناشرون رواية العقب الحديدية تتنبأ بالمستقبل ... للكاتب الأمريكي جاك لندن
تحت شعار " من حقي أن أقرأ " - دار هبه ناشرون وموزعون تطلق سلسلة روايات عالمية مترجمة ؛ وباكورة إنتاجها " رواية العقب الحديدية " للكاتب الأمريكي جاك لندن .
جاك لندن ؛ ولد عام ١٨٧٦ في أمريكيا ؛ ومات هناك عام ١٩١٦ . كان والده كاهنا يمتهن التنجيم وقراءة الغيب والممحي ؛ ولهذا يُعَرف جاك لندن في الأدبيات الاشتراكية والماركسية بأنه يتجدر من الشريحة البرجوازية الصغيرة ؛ يعمل في خدمة الكادحين . وتجرع جاك لندن مرارة الحياة ؛ وامتهن أعمالا مختلفة ؛ من صحافة ؛ وعامل في المعامل ؛ ومراسلا صحفياً ؛ وعامل منجم ؛ يقال أنه قد انتحر وانه مات بسبب الازمة المالية التي ؛ الذي كان يعاني منها إضافة الى الأمراض التي كان يعاني منها المسببة للوفاة .
تعتبر رواية " العقب الحديدية " هو الأسم القوي الذي يرمز به " جاك لندن" الى البلوتوقراطية .
الرواية صدرت في العام ١٩٠٧ ؛ وتصور الرواية لنا الصراع الذي سينشب ذات يوم - اذا ما سمحت بذلك الالهة في لحظة من لحظات غصبها - بين البلوتوقراطية والشعب ؛ لقد كان جاك لندن يتمتع بتلك العقبرية الفريدة التي تدرك ما هو محجوب عن سواد الناس ؛ ويملك معرفة خاصة تمكنه من الكشف عن ضمير المستقبل .
لقد كان جاك لندن تنويريا يرفض الظلم الذي يتعرض له الأنسان من التكنولوجيا التي سحقته وبدأت تأخذ دوره ؛ وتحوله الى عبدا لها . وكما خلق شخصيته الروائية التي اطلق عليها اسم " ارنست ايفرهارد " الرجل الحكيم القوي الطيب ؛ وكان ارنست كالمؤلف من أبناء الطبقات الكادحة ؛ وكان يعمل بيديه الاثنتين ؛ وهو ابن فلاح ؛ وقد شرع بكسب رزقه وهو بعد في العاشرة من عمره ؛ عن طريق بيع الصحف . وارنست ايفرهارد مفعم بالشجاعة والحكمة ؛ وكلها صفات مشتركة بينه وبين المؤلف الذي خلقه .وموزعون .

السبت، 6 يوليو 2019

أنا شاعر بسيط: نعمة حسن علوان


نعمة حسن علوان - العراق 

أنا شاعرٌ بسيط
لم أظهرْ كثيرا وراء المنصات
لم اشتركْ في المسابقات
ولم أدعَ لمهرجانات
ولا أسعى وراء النقاد
فليس ثمة ما أدلي به
كل الذي أرغب في الإفصاح عنه
أدونه هنا على هيأة نصوص
لن أضع قبعة فوق رأسي
أو حقيبة جلدية على كتفي
أو أتأبط كتابا لم أقرأْهُ
لا أقعرُ اللغة أو أحدبُها
أتجول في مدينة
لا تعرفني
وأنمو على أرصفتها كشبح أبيض
أنا شاعر بسيط
التقط صورا شتى
أصادف أشخاصا شتى
أعشق نساءً شتى
وأدلي بأسراري لإمرأة واحدة
قد لا أبوح باسمها لأحد
ولكنني أضع صورتها مع بطاقتي
كهوية تعريفية لشاعر
بسيط 

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...