جواد العقاد - رئيس تحرير بوابة اليمامة الثقافية
مسلسل "ترجمان الأشواق" نموذجٌ واضحٌ لثقافة الدراما السوريّة.
من العنوان تظهرُ ثقافةُ المسلسل ؛ فإنَّ "ترجمان الأشواق" ديوان شعر للشّاعر الصوفي محي الدين ابن عربي.
تدورُ أحداثُ المسلسل في دمشق إبان الأزمة السورية، أما العُقدة تتمحور حول جماعات مسلحة تخطفُ صبيّة وتطلبُ فدية. المسلسلُ يشبه إلى حدٍ ما أغلبَ المسلسلات التي تتحدثُ عن الأزمة السوريّة، حيثُ يسلطُ الضوءَ على معاناة المهاجرين، والبطالة، الاستغلال، تجارة الحروب، صراع الأجيال، ويتناولُ الكثير الأمور الإنسانية التي يعاني منها المواطن السوري يوميًّا بمفهومٍ فنيّ ذكي، فأغلبُ الأعمال الدراميّة تتناولُ الحربَ من زاويةٍ إنسانيّةٍ بعيدًا عن تحويل المُسلسل لنشرةِ أخبار، وهذه ميزة.
يمتازُ المسلسلُ بثقافةِ السيناريو المُكثفة، فإنه يعرض حياة ثلاثة أصدقاء كانوا ينتمون لليسار العربي
(المترجم نجيب، الدكتور زهير، كمال صاحب المكتبة) وبعد أن عصفت بهم ظروفُ الحياة التقوا في دمشق ، وقد اعتنقَ زهيرُ الفكر الصوفي، ونجيب الكاتبُ والمترجم تبعدُه الظروفُ السياسيّة عن البلاد أما كمال يبقى محافظًا على فكره.
أهم ما أثرى المسلسل:
1- الحوار
جاء لصاحب المكتبة كمال ( ممثل الدور الفنان فايز قزق) رجل كبير السن يحملُ عدةَ كُتب يريدُ بيعها ليدبرَ شؤون حياته،دار نقاش بينهم انتهى بقول كمال: " اقرأ ليهبط البيت ".
وأغلبُ الحوارات بين الأصداقاء الثلاثة يغلبُ عليها التبادل المعرفي والثقافي.
٢- لمّح المسلسل إلى تراجع اليسار العربي،قد برز ذلك من حوارات الأصدقاء الثلاثة.
3-أشار إلى قضية صراع الأجيال التي ظهرت بين كمال وأبنائه.
4-عرض بعض مظاهر الفكر الصوفي ؛ فقد كان د. زهير متصوفًا ويحضرُ مجالس الصوفين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق