الثلاثاء، 12 فبراير 2019

الشاعر الطاهي: محمد أحمد موعد

الشاعِر الطّاهي

كُنْتُ أقلّبُ لحمَ أطواي
على مَنْقَلِ القَلْبِ
في مَطْبَخِ الحياةِ الشاغرِ
من كُلّ شَيْءٍ عَدَا الحياة 
حَيْثُ نَصْنَعُ ابْتِساماتِنا
من طينِ تعبنا
نحنُ معشرَ الجنون
والصراخُ والشتائمُ والمِزاحُ الجاثمُ
على قبرِ الرّتابةِ المعنويّ
 نُفِخَ في صورِ العشاءِ
أتَتِ السّاعة!
تكاثفتِ الإنسُ لأكلِ وجبتِها الأخيرةِ
لِلِبسِ القناعِ الأخيرِ
لا مفرّ كلٌ يريُ نفسه
والكلّ هنا عارٍ
أو يلبسونَ كلّهم نفس الثياب!
كنت أعدّ وجبةَ عشاءٍ فاخرٍ
لأميرٍ صَنَعَتْهُ أهواء تصديقي
نعم يا سادة
أنا المُتمرّسُ في تصديقِ الأشياء
وتكذيبِها عند أولِ حياةٍ أو آخر موتٍ
أنا الشاعر الطاهي
أنا السّائر على خطى الطيّبين المثقلين
بوصايا الله
أنا الرافض بأمرِ المنطقِ
العَلمانيُّ البائسُ الزاحفُ على أرضِ المعرفةِ نحو أهل الكُتب الأرضيّة
في المطبخِ أصارعُ علوي
أنْزِلُ درك الصّفات لتكونَ الرؤوس متساوية
أخاطب المِنصّة في خيالي
أرمي أثقال حُلُمي على صبري
فينتهي النّهار
أنا الطاهي الشاعر
أشعر ما أطهو
أطهو ما أشهرُ
أكتب الوقتَ طهيًا
أطهو الوقتَ كُتبًا
يتراقص شيطان الشعر
عند اكتظاظِ البشرِ
يتصاعد دخان الفكرة من قِدْرِ الوحي
تتداخل الصور ببعضِها
يخفق إيقاعُ المجهول في رأسي
ألفُ نكهةٍ أغْرَت هذا القلبَ
ألفُ لعبةٍ أنْهكت هذا الجسد
يلفني الحاضر بملحهِ
يُقشرني الوقتُ بسكين الفرصة
يقسمني الزمان على مهلٍ
أفراحٌ مؤجلةٌ
عُطلٌ وحيدةٌ
أعيادٌ بعيدةٌ
أتكوّم على ذاتي
أنا كلّ صفاتي
الهادِئ الصّارِخُ
الغامضُ الواضحُ
المُتقاعِسُ الفالحُ
الكاتمُ الفاضحُ
المتزعزعُ الراسخُ
الخائبُ النّاجحُ
المُذعِنُ الشامخُ
المهرجُ العابِسُ
الكامِلُ النّاقِصُ
المُستقلّ المُتماهي
الشاعر الطاهي. 

الأحد، 10 فبراير 2019

اليمامة الثقافية تحاور الأديب الفلسطيني أنور الخطيب




يُسعدنا في بوابة اليمامة الثقافية محاورة الشاعر والكاتب الإعلامي الفلسطيني الكبير أنور الخطيب ؛ لنستفيدَ من تجربته الأدبية الواسعة والوقوف على عطائه المستمر ، حيثُ أصدر أديبُنا أعمالًا أدبيةً مهمةً أثرثْ المكتبة العربية، في رصيده ثلاث مجموعاتٍ قصصية، ثمانِ دواوين شعرية، أربعة عشر رواية.
يحاوره الكاتب نصر أبو بيض ( محرر أدبي في بوابة اليمامة الثقافية)
هل الأدب قادر على تغير الواقع فعلًا، وما هي وظيفةُ الأدب من وجهةِ نظرك؟
- سؤال ينطوي على إشكالية كبيرة تتباين في الإجابة عليه المدارس الأدبية والنقدية والمشتغلون في الأدب، إذا كان الأدب يغير الواقع فإنه يفعل ذلك عن طريق التراكم المعرفي والوجداني، الذي يرفع من نسبة الوعي بين الناس ويهذبهم وييطور ذائقتهمار مع بوابة اليمامة الثقافية
- يُسعدنا في بوابة اليمامة الثقافية محاورة الشاعر والكاتب الإعلامي الفلسطيني الكبير أنور الخطيب ؛ لنستفيدَ من تجربته الأدبية الواسعة والوقوف على عطائه المستمر ، حيثُ أصدر أديبُنا أعمالًا أدبيةً مهمةً أثرثْ المكتبة العربية، في الحب، لأنها مجدولة بالتجربة الذاتية والعامة. وستتعاظم حاجتنا للحب كلما انتشرت المادية في عالمنا، وكلما اتسعت رقعة الكراهية، الحب هو حصن الإنسان النقدية فيشاركون في إبداء رأيهم بالشأن العام والقضايا الملحة والمصيرية، والأدب المقاوم يأتي في مقدمة هذه المدارس لأنه يحتك مباشرة بالجماهير، إذ يمكن لقصيدة ملتهبة وحماسية وصادقة أن تدفع الناس للخروج في مظاهرة أو تهيؤهم لفعل مقاوم وتمردي، لكن هذا نادرا ما يحدث في مسيرات الشعوب نحو التغيير. الأدب وخاصة الار مع بوابة اليمامة الثقافية
- يُسعدنا في بوابة اليمامة الثقافية محاورة الشاعر والكاتب الإعلامي الفلسطيني الكبير أنور الخطيب ؛ لنستفيدَ من تجربته الأدبية الواسعة والوقوف على عطائه المستمر ، حيثُ أصدر أديبُنا أعمالًا أدبيةً مهمةً أثرثْ المكتبة العربية، في الحب، لأنها مجدولة بالتجربة الذاتية والعامة. وستتعاظم حاجتنا للحب كلما انتشرت المادية في عالمنا، وكلما اتسعت رقعة الكراهية، الحب هو حصن الإنسانشعر فعل ذاتي يلقي بظلاله على المجموع حين تلتقي معاناة الفرد بمعاناة الجماعات، والمسرح أيضا يمكن أن يتسم بفعل تحريضي نتيجة التفاعل المباشر. ووظيفة الأدب من وجهة نظري هو تعزيز قيم الخير والعدالة والوطنية والحب في وجدان الجماهير القارئة، والتعبير الصادق عن هذه القيم والمبادئ الإنسانية. وأجد أن على الأدباء في عصرنا الحالي على وجه الخصوص، أن يكونوا صادقين في طرحهم وأن يحرصوا على ألا تكون بين نتاجاتهم والوعي العام فجوة، كما يحدث منذ سنوات حين لجأ كثيرون إلى التجريب والحداثة وما بعد الحداثة بينما شعوبنا العربية بالذات لا تزال تعاني من الأمية الأبجدية.
الكثيرُ من الكُتّاب يذمون النشر الإلكتروني، ما رأيك به وما مستقبل النشر الورقي، هل يمكن أن يتراجع؟
- النشر الإلكتروني شئنا أم أبينا أصبح حقيقة لا يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها، ومن لا يعترف بهذا ويتجاهله سيكون في آخر الركب. المؤسف أن عدداً كبيراً من الكتاب لا يحترمون النشر الإلكتروني وينظرون إليه بدونية، خاصة تلك الكتابات التي تُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر وغيرهما). نحن نعيش اليوم في قرية صغير إن لم نكن في شاشة فضية مستطيلة، ومن لا يدخلها سيبقى خارج العصر، يكفي النشر الإلكتروني أنه قهر الرقيب وتجاوز الحدود ووصل إلى أصقاع الأرض كافة. وللإجابة على سؤالك المهم يجب الاعتراف أن استخدام العرب لتكنولوجيا المعلومات لا يزال في المستى دون المطلوب بسبب انتشار الأمية الأبجدية والأمية الإلكترونية، ولهذا سيستمر النشر الورقي لسنوات طويلة، ولن يحدث عندنا كما حدث في العالم المتمدن الصناعي الذي حول كبريات الصحف المجلات الشهيرة إلى مطبوعات إلكترونية، ولن يتراجع النشر الورقي في الوقت نفسه والنشر الإلكتروني سيتطور وسينتشر ولكن ببطء.
للشعر العربي خصوصية إيقاعية، ما رأيك في ترجمة الشعر العربي إلى لغات أخرى؟
- ربما تعني القصيدة الكلاسيكية بسؤالك، ترجمة هذه القصيدة صعبة للغاية رغم أن هناك من حاول، لكنه بالتأكيد لم يلتزم البحور والقافية والوزن، ومن جهة أخرى لن يحول الإيقاع دون الترجمة، لأن الهدف ليس نقل الشكل وإنما المضمون. لقد مارست ترجمة الشعر في السابق وكانت مهمة صعبة للغاية. برأيي أن الإيقاع ليس هو العقبة في طريق ترجمة الشعر، العقبة تكمن في كيفية ترجمة الصور الشعرية المكثفة والرموز وسياق المرجعية الثقافية للنص الشعري، وبرأيي أن القصيدة الحديثة بما تحمله من كثافة ورموز لن تكون ترجمتها سهلة على الإطلاق، إذ أنها فضاء مفتوح على التأويل بالنسبة للقارئ العربي أو الناقد العربي، فكيف ستكون لغير العربي. وهناك مسألة أخرى تتعلق بأهمية إجادة المترجم للغة العربية واللغة التي ينقل إليها الشعر العربي والترجمات الناجحة للشعر هي التي ترجمها غير عرب.
الشعراء العرب منذ إمرئ القيس كتبوا عن المرأة والحب، هل يُثري الحب التجربة الأدبية؟
- الحب منذ الأزل هو محرك الإبداع لدى الرجل والمرأة، والأديب عاشق أزلي في مراحل عمره كافة. الشعر الذي يخلو من الحب شعر ناقص، والرواية التي تخلو من المرأة وقصص الحب هي رواية ليست إنسانية، الحب في رواياتي يشكل عامودها الفقري، كتبت (مس من الحب، وسماء أولى جهة سابعة، وند القمر)، وكان الحب جوهرها مغموسا بهواجس الوطن والمنفى، وجميع رواياتي تتضمن قصص حب بالمعنى الكلي للمفردة. الحب يثري التجربة الأدبية بلا أدنى شك، بل أعتقد أن أصدق الأعمال الأدبية هي ما كانت عن الحب، لأنها مجدولة بالتجربة الذاتية والعامة. وستتعاظم حاجتنا للحب كلما انتشرت المادية في عالمنا، وكلما اتسعت رقعة الكراهية، الحب هو حصن الإنسان للحفاظ على إنسانيته.
يرى البعض أن النّقد يجب أن يسير في خطٍ متوازٍ مع الأدب ؛ هل برأيك يحتاجُ الكاتب لناقد دائمًا أم أن الكاتب هو ناقد نفسه؟
- النقد بشكل عام هو علم قائم في ذاته، يبحث في اللغة والصورة والحركة، وتشمل حركة الكون أيضا، وهذا العلم ليس شعبيا وإنما ينحصر في نخبة النخبة. والناقد الأدبي مهمته إضاءة النص من جميع جوانبه الموشوعية والشكلية، ولهذا الكاتب في حاجة للناقد مهما ارتفع شأنه وتجذرت حرفيته، وقد يكتشف معان وأفكارا وعلاقات ليست في ذهن الكاتب، ومن ناحية أخرى يجب أن يكون الكاتب ناقدا لأعماله، وعلى الصعيد الشخصي، عندما أنتهي من كتابة قصيدة أو نص أدبي أو رواية فإنني أضعها جانبا لمدة زمنية ثم أعود إليها بعين الناقد، فلا أتردد في الشطب والتعديل والإضافة، وأحيانا يصل الأمر إلى إلغاء العمل بشكل كامل وأعيد كتابته وفق إيقاع فكري وموضوعي متطور يستند إلى الجوهر الأصلي، وحصل معي أن كتبت روايات أكثر من مرة، حدث هذا في رواية فتنة كارنيليان ورواية سماء أولى جهة سابعة، أما روايتي الجذور المنشورة فهي نسخة جديدة كليا عن المخطوطة الأولى. وإذا جاز لي أن أقول شيئا عن واقع النقد، فإنني أزعم أن النقد في تراجع كعلم وكمرافق للعمل الإبداعي، ناهيك عن الشللية التي أطاحت بمصداقية العديد من النقاد. 
للفسلفة دورٌ كبيرٌ في فَهم خُلجات النّفس؛ برأيك ما هو أثر الفكر والفلسفة في الشعر؟
- منذ الحضارات الإغريقية والشعر باطنه الفلسفة، صراع بين الأفكار والقيم والآلهة، وجدل بين القدرية والجبرية، وهي كلها من صنع البشر، والبشر فصيلة مفكرة تطمح إلى الإنسانية كما قال الفيلسوف الإيراني د. علي شريعتي، والشعر يطمح للارتقاء بالإنسانية عن طريق الوصل إلى الذات الفردية والعليا، وأعتقد أدونيس قال أنه يكمن في كل شاعر فيلسوف، والفلسفة في الشعر ظهرت في الشعر الجاهلي وما بعده من عصور ويكفينا أبو العلاء المعري في تأملاته ومواقفه. وباختصار الشعر والفلسفة توأمان، ولهذا يطمح الشعر الحديث إلى أن يضمن مقولات ترددها الأجيال، ولعل العظيم محمود درويش من أكثر الشعراء الذين قدموا مقولات في أشعارهم. الشاعر لم يعد مدفوعا بالمناسبات ليقول شعرا، إنه يلجأ إلى كهفه الناري الملتبس ليقول فلسفته الخاصة ويخرج من قصيدته أو نصه بسلام ليعود فيغرق في ألمه الوجودي في نص آخر. أتحدث عن الشعراء المنشغلين بقضايا كبيرة، وهذا الشعر هو الذي يُخلّد.
أصدرت عددا كبيرا من الأعمال الأدبية ما بين الشعر والرواية والقصة والتي تركت أثرا واضحا في الأدب العربي، فما هو مشروعك الأدبي القادم وما رسالتك للكتاب خاصة الشباب؟
- مشروعي القادم أسير في على جبهتين، الأولى في الشعر الذي بدأ يتحول مفهومه في داخلي وقد أكتب بطريقة مختلفة في الفترة القادمة، والثانية في الرواية، وقد تحدثنا قبل قليل عن الفلسفة، إذا بدأت رواية قبل مغادرتي الإمارات بعنوان رقصة الفيلسوف، وكتبت فيها حوالي أربعين صفحة قبل مغادرتي الإمارات، وسأكملها إن شاء الله بعد الشعور بالاستقرار والتخلص من بعض المشاكل الصحية، وتتحدث عن فيلسوف فلسطيني شهير أثار جدلا واسعا على الصعيد الفكري والسياسي العربي، وبالتالي لن تكون سهلة على الإطلاق، وميزتها أنها ستحفر في القضية الفلسطينية بشكل مختلف خلال وبعد ما سُمّي بالربيع العربي، أما رسالتي للكتاب الشباب، فلا أجد نفسي في موقع أنصح فيه الكتاب ولكنني سأوجز فأقول: اجعل الكتابة وظيفتك الأصلية حتى لو كنت تعمل في وظيفة أخرى، اكتب يوميا واقرأ يوميا واشطب وعدل يوميا كأنك تعيش في ورشة عمل دائمة، على أن تكون مخلصا وصادقا. 
لو تعطي القارئ الكريم نموذجًا من شعرك؟
هذا نص غير منشور أهديه لبوابة اليمامة الثقافية مع شكري وتقديري لاهتمامكم.
زهايمر الوطن
كابنٍ غيرِ شرعيٍ لانثى الزمان
مريضٌ بزهايمر المحطات
أسير كأني سأسقط فيّ من خلل في التوازن
أو من مللٍ في توازي المسارات،
في سيارة الإسعاف أو سيارةِ ما قبل موت الألم
يرافقي استشاريُّ موتي،
يسألني بلا مبالاة مقبلٍ على الحياة:
"هل تتذكر جهة واحدة نسري إليها؟
تعبنا من صدودِ ما قتلتَ في الذاكرة.."
قلت كمحييَ عشق عتيق: "جهة الرحم يا سيدي"
وأضفت، كأني لُطمتُ بكفيَّ:
"أذكر جيدا شهوة الأب المدمنِ نشر اليتم في المنافي
كيف أتى أمي على راحلة فانزلها
وكنت نطفة بعد نزاع قصير
وحين استويت مضغة قال لها:
اذهبي في اللاطريق المؤدي الى جهة الالتباس
واسألي الناس.. عن ركن قصي فانتبذيه
وحين تُصلبين هناك لا تهزي جذعَ أيِّ شيء
لن يساقطَ معنى المتاهةِ كي تُرشَدين الى القداسة"
امتطت امي راحلةَ
شقت الصحراء بلعنة حَملِها 
فكنت انا الذي لا اعرفني .. ولا ادركني.
سألت الطبيبَ المرافقَ لي: من يقود بنا سيارةَ الإسعاف
فأجاب: "أنت  ...."
قلت: "هل تتذكر جهة واحدة نسري اليها آمنين؟"
قال: "جهة الرجم يا سيدي.."
وأضاف بعد صفعة لجبينه:
"أذكر جيدا أمي على الراحلة
وكيف اوقفها رجل في مقام العشق وعشّقها
فكنت عَلَقةً دفعة واحدة"
سألت الطبيب: أكان أباك
اجاب: "بل كنت انا
أذكر جيدا كيف زنيت بها وابتعدت عن الحدود
وها أنا ..وأنت .. وهم
وكل ساكني المحطات نغني لها، كي تعود..
سألني: ومن هذا الذي يقودنا
قلت: هذا ابننا يرسم صورة أخرى لأمّنا
وهي تجهضنا واحدا واحدا
وتلقي بنا على اللاطريق المؤدي الى المِحن
كمرضى بزهايمر الوطن .

السبت، 9 فبراير 2019

شواطئ الأدب يحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسه.

" ملتقى شواطئ الأدب يحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسه "
جوانب من أمسية ملتقى شواطئ الأدب الشعرية رقم 459 التي جاءت تحت عنوان ( دفٌ في غابةِ المجاز ) التي أقامها الملتقى من بعد عصر اليوم السبت الموافق 9 فبراير من العام 2019م والتي أحتفل فيها الملتقى بالذكرى العاشرة لتأسيسهِ وذلك في واحدة من سلسلة أمسياته التي تتجدد أسبوعيًا في نفس الزمان في مقره الدائم في قاعة مؤتمرات بلدية النصيرات شمال مسجد الفاروق بمشاركة وحضور نخبة من المهتمين والمثقفين والأدباء من جميع أنحاء قطاع غزة ..
قادت دفَّة الأمسية الأديبة: سلوى المناعمة حيث قدَّمت الشُّعراءُ الذينَ شاركوا في الأمسية بمقاطع شعرية متنوعة وهم:
1- عبد الهادي القادود ( كلمة رئيس الملتقى بخصوص المناسبة)
2- فاطمة الزاهراء ضاهر
3- محمَّد العكشية
4- ملك اسماعيل
5- ماهر المقوسي
6- آلاء عبد ربه
7- منتصر أبو عمرة
8- أمل أبو عاصي.
لقيت القصائد التي غرَّد بها الشعراء استحسان وتفاعل الحضور بالتَّصفيق وعبارات الثناء.
يُذكر أن الملتقى يعقد منذ 10 سنوات لقاء أسبوعيًا كل يوم سبت وذلك بعد صلاة العصر، يلتقي فيها بمبدعين من كافة أجاء قطاع غزة.
.
العلاقات العامة - إدارة ملتقى شواطئ الأدب
طلال بدوان



وحدي في السماء المشتهى: الشاعر الفلسطيني معين شلبية













وحدي فِي المساءِ المُشْتَهَى / معين شلبية

فِي المطعمِ الشَّتويِّ
قُرْبَ الرَّصيفِ الأَخيرِ الَّذي قَدْ يُؤَدِّي ولا يُؤَدِّي إِلى قُلوعٍ أَوْ هُبوط
ضَجِرْتُ مِنْ ضَجَرِي وَمَا تبقَّى مِنْ خَريفِ هُوِيَّتِي
مُستوحِشاً ظَمِأً كاشتهاءَاتِ الغريبِ
أُمَسِّدُ فِيْ جَوْفِ اللَّيلِ مَداراتِي
رائِحةُ الرُّكنِ الحائِرِ
كرمادِ حريقٍ يتطايرُ حتَّى البَعْثِ
لَمْ يَبْقَ لِيْ إِلَّا مَمَاتُ الرُّوْحِ
تَسْبَحُ فِيْ حُشاشَتِهَا الأَخيرَةِ
تَشُقُّ مَجراها البَعيدَ
كلمحِ الآهِ فِيْ غَسَقِ الدُّروبِ
لَمْ يبقَ لِيْ إِلَّا نقوشُ الطِّينِ فِيْ جسدٍ
أَنارَ اللَّيلَ مِنْ هَلَعِ السَّكينةِ
أَطفأَ شهقةَ المِصباحِ فِيْ قلبي وأَطيافَ النُّعاسِ
لَمْلَمَنِي، وعِقْدُ الياسمينِ على فِراشِ الحُبِّ يَقْهَرُنِي
كأَنْ لمْ يُفَتِّتْهُ الأَنينُ عَلَى سطحِ المَرايا المُعْتِمَة
لمْ يَبْقَ لي إِلَّا سؤَالُ البَوْحِ أَلْمَحُهُ
عَلَى شِفَاهِ الفاتناتِ العابراتِ
كأَنَّهُ وَعْدٌ إِلهيٌّ يَضِجُّ خلفَ مَشارفِ النَّهداتِ
فَيْضٌ هُيُوْلِيٌّ يا ربَّةَ الرَّبَّاتِ، يا مليكَتِيَ الطَّريدةَ يا "أَفْرُوْدِيْتُ"
ها أَنا وحدي فوقَ المَقْعَدِ الخشبِيِّ مُرْتَبِكٌ ومُنْهَمِكٌ
أَنْثُرُكِ وحَسْرَةُ الأَوراقِ تَنْبُشُ ما كَتَبْتُ مِنَ النَّشيدِ
وحدي مِنْ ضواحِي اللَّيلِ تأْتي إِلى
قلبي المـُهَشَّمِ والمـُهَمَّشِ يا "أَبُوْلُو"
نَزْفَاً إِضافيَّاً فِيْ حوضِ هذا الحُزْنِ والدَّنَفِ الشَّديدِ.
ها هو "درويشُ" يُشْرِقُ مِنْ مَلَكَاتِهِ
يَمْنَحُنِي ما استطاعَ مِنْ الإِمارةِ والسَّفارةِ
وا إِلهي، وحدي أُراوغُ ما استطعتُ مِنَ التَّماهِي
وا إِلهي؛ هَيْتِ يَا امرأَةَ الأَساطيرِ الجديدةِ
يَنْشُبُ فِيْ دَواخِلِكِ الأُوَاْرُ
وحدي أُفتِّشُ عنكِ فِيْ مُدُنٍ أُسمِّيها خِساراتِي
وحدي وفِي "الأُوْرَاْلِ" وحدي
لا شيءَ لِيْ إِلَّا جِمَارُ الشِّعرِ فِيْ نهديكِ يا فاءُ الأُنوثَةِ
تُشْعِلُ جَذوةَ الإِيقاعِ فِيْ رُوحي كما أَنَّا نشاءُ
لا شيءَ لِيْ إِلَّا مخاضُ الوَحْيِ فِي الرُّؤْيا
نَزَقٌ مِنْ حليبِ اللَّوزِ تَغَمَّدَ زَهْرُهُ رَحْمَ السَّماءِ
وحدي عَلَى بَوَّابَةِ المنفَى أُطِلُّ
حيثُ ماءُ الشَّوقِ يَكْتُبُ سِيْرَةَ الصَّلصالِ
أُرْجُوانِيِّ الدَّلالةِ غائِمِ التَّكوينِ
وحدي كصَفْوَةِ عاشقٍ فِيْ حَضْرَةِ المـَعشوقِ
أُنازعُ ما استطعتُ مِنَ الحنينِ
وحدي لأُكملَ لوعةَ التَّذكارِ بالوَعْدِ
فَمَنْ أَنا وحدي؟
وحدي انتشيتُ؛ كأَنِّي رَغْمَ ما فِي الهَجْرِ مِنْ نَشْوٍ
وما فِي الصَّحْوِ مِنْ سُكْرٍ، تَعَمَّدَنِي البقاءُ عَلَى يديكِ
كأَنِّي الآنَ مِتُّ.

الاثنين، 4 فبراير 2019

بيتكَ البعيدُ: الشاعر الفلسطيني غسان زقطان




بيتكَ البعيدُ لا يُرى من السَّهلِ
بيتكَ الأعمى يُقْعِي هُناكَ بنافذتينِ تنظرانِ إلى الوديانِ
ولا تبُصِرانِ السهلَ
حيثُ ترعى الخيولُ الميِّتةُ دونَ جَلبةٍ
وحيثُ يَسعى صَوتُ الـمَضغِ البطيءِ في الينابيعِ المتواريةِ.
ربَّما لهذا تتحدثُ في لياليكَ عن تدفّقِ العتمةِ إلى الغرفِ
وعَنِ الأشجارِ المتعلقةِ بالحوافِ.
ربَّما لهذا نتحدثُ في ليالينَا عن الجدرانِ والأروقةِ السريةِ العمياءِ.
ربما لهذا يتحدثونَ، سُكانُ السهلِ، في لياليهِم
عن الخيولِ الميتةِ والمهاريِ المحبُوسةِ في أحلامِها.
لا نرى بيتكَ ولا يرانَا.
بيتكَ الذي لا نراهُ ولا يَرانَا
يمشي نحوَ الغابةِ أعمىً بنافذتينِ وسَتائرَ ثقيلةٍ
ورجل يحدِّقُ في العتمةِ ولا يُبصرُ السَّهلَ. 

الثلاثاء، 29 يناير 2019

اتحاد الكتاب الفلسطينين يحيي أمسية شعرية شبابية في بيت ستي -غزة.




غزة - الخبر منقول من صفحة الاتحاد العام للكُتّاب والأدباء الفلسطينين.


اتحاد الكتّاب يحيي أمسية شعرية شبابية في بيت سيتي
غزة: نظمت لجنة النشاط في الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمسية شعرية في مطعم بيت ستي التراثي، في مدينة غزة القديمة، وبحضور أعضاء من الأمانة العامة للاتحاد ونخبة من كبار الكتّاب والمبدعين والشعراء الشباب.
وافتتح الأمسية الشعرية الشاعر المبدع جواد العقاد، مرحباً بالحضور والشعراء الشباب، ومقدما الشكر للمضيف ومالك مطعم بيت ستي الدكتور عاطف سلامة.
وفي كلمة الاتحاد أكدت الدكتورة سهام أبوالعمرين عضو الأمانة العامة ومسئولة لجنة النشاط، على أهمية الإبداع الشبابي، و رعاية الشباب المبدع، وركزت على إهتمام الاتحاد في هذه المرحلة على الشباب المبدع، وابراز مواهبهم، وسبل دعمهم، وأن امسية (نتنفس شعراً) التي يحييها نخبة من الشعراء الشباب اليوم تعبير واضح على إهتمام الاتحاد بهذه الفئة المبدعة.
وقدمت الدكتورة أبوالعمرين شكرها لمالك مطعم بيت ستي الأثري الدكتور عاطف سلامة، على حسن استقباله ودعمه لهذه الأمسية، كما شكرت الحضور والمشاركين، ومتمنية المزيد من التفاعل الثقافي والإبداعي، لتطوير المشهد ورفده بمواهب وأصوات إبداعية، يستفيد منها الوطن وتعمل على تطوير الثقافة الإبداعية.
وبدأت الأمسية الشعرية على عزف موسيقي هاديء من الموسيقار عبد الفتاح أبوعودة.
وشارك في الأمسية الشعراء الشباب أدهم العقاد، مصلح أبوغالي، دينا خالد، هبة صبري، هاشم شلولة، راميا الصوص، زهر الريحان، نيفين درويش، عائشة محمود ونصر ابو البيض، والطفلة المبدعة لمى عاطف سلامة.
وفي ختام الأمسية اخذت الصور التذكارية .



الثلاثاء، 22 يناير 2019

السلفية النقدية المقيتة بقلم: الدكتور عبد القادر مهداوي



السلفية النقدية المقيتة:

إن البحور الشعرية العربية وكلنا نعرف، قد كانت نتيجة إبداع شعراء عرب متقدمين، و هي ليست وحيا أوحى الله به إليهم، وإن ذلك التكريس " المريب" الذي ألفيناه في التراث الشعري العربي القديم لبحور شعرية بعينها، ولشكل شعري " واحد"،  قد كان جرّاء نَمطية و دوافع لا علاقة لها في الحقيقة بجوهر الإبداع الشعري الحقيقي، فقد كان التقليد الشعري الشكلي عند الشعراء القدامى، مِن إفرازات التدخل السياسي المُقحم " البلاط" و الذي لم يكن يهمه ولا يخدمه - على ما يبدو- التجديد في شيء،  كما كان هذا التقليد المروج له، بل و الذي أُلزم به الشعراء إلزاماً، بسبب غياب نزعة الخلق على المستوى الشكلي عند الشعراء العرب، و قد يرجع هذا كله و في الأساس إلى أن الشعر العربي القديم قد كان قائما فنيا  و " لأسباب غامضة" على قيمة الإيقاع فحسب، أي أن الشعر لم يكن في حقيقة الأمر سوى توليفات صوتية مبهرجة تُقيم البنية اللفظية لاغير، و هذا في نظري يعد عيبا شنيعا من عيوب الشعر العربي القديم.
 و لأجل هذا أجدني  أزعم بأن الذين وقفوا و يقفون ضد شعر التفعيلة، ويريدون إقصاء كل صفة تجديد يحاولها الشعراء، لا يفعلون ذلك إلا انطلاقا من نزعة إيديولوجية نقدية سلفية رجعية مقيتة، لا تربطها أية صلة بالوعي الفني والشعري والحضاري.
و على الجانب الآخر، ولكي أكون منصفا، ينبغي عليّ أن أقول إن الذين يدعون إلى إقصاء القصيدة العمودية، هم أيضا لا ينطلقون من رغبة نقدية فنية، و إنما من أسس إيديولوجية وضيعة - معادية لما هو " عربي - إسلامي " و هذا نقد مرفوض هو الآخر، ّإذ أنه يريد أن يصفي حسابات عرقية - دينية داخل النص الشعري.

عبد القادر مهداوي

الاثنين، 21 يناير 2019




كرنَفـــــــال الضُّحــــــــى

سأسَميكِ الضُّحى
عَلَّني أصحو مِنَ النَّومِ على هسهَسَةِ الضوءِ تهادى
مِنْ سنا عَيْنَيكِ يُهديني صباحاً نَرجِسياً خارجاً للتَّوِ مِنْ حَمّامِهِ الوَردِيِّ
مَزْهُواً بِقَطْراتِ النَّدى
كانَ نَومي حُلُما لا يَنتهي أوْ رُبَّما وَهْماً على هَيئَةِ حُلْمٍ
إنَّ نِصفَ الحُلْمِ وَهمٌ أو سَرابٌ هارِبٌ مِنْ عُتْمَةِ الليلِ إلى سِفْرِ السُّدى
كُلُّ حُلْمٍ وَلَهُ تَفسيرُهُ فيما تَعَدّى لُعبَةَ التّضليلِ والتَّأويلِ في وهمِ المَرايا
رُبَّما في الظِّلِ ما دَلَّ وأوحى بِخَفايا شَهْقَةِ الضوءِ
على شَعْشَعَةِ القنديلِ في الرّيحِ التي تَمضي إلى رَجعِ الصَّدى
رُبَّما طالَ على جَفنَيْكِ ليْلُ السُّهْدِ يُخفي وَعْدَهُ بالشَّمسِ
إنَّ الشَّمسَ ميعادُ الضُّحى
مَنْ تُرى أودَعَ في عَينَيْكِ بَحراً للبِداياتِ التي لا تَنتَهي يَوماً؟
كاَنَّ اللهَ أهداكِ السَّماواتِ وما بَيْنَهُما
واختَزَلَ الدُّنيا على جَفْنَيْنِ سَوداوَيْنِ إنْ رفّأ قليلاً
سَقَطَ الليْلُ قَتيلاً أو تَنَحّى...
فَدَعيني أرشِفُ الصُّبحَ على شُرْفَةِ عَيْنَيكِ كما أهوى سَناءً ورُؤى
وَنَبيذاً لِلعَصافيرِ التي أيْقَظَها في غابَةِ الرّوحِ على جَفنَيْكِ
شَلّالُ الضُّحى
الفُ عُصفورٍ على نَبضَةِ قلبي قَدْ صحا في لَحظَةٍ
وَمَضى سِرباً مِن النّاياتِ يَشدو فَرَحا
ألف مرحى كَرنَفالات الضُّحى...
سأُسَمّيكِ بِها
وأُسَمّيها سَنا
فالشَّمسُ في عَينَيكِ أخْفَتْ سِرَّها واستَسلَمتْ،
تَغفو إذا شِئتِ وَتَصحو كُلَّما رَفَّ على جَفنَيْكِ هُدْبٌ وانحَنى
سأُسَمّيكِ بِها لا فَرقَ يا سَيِّدَتي بَيْنَكُما،
مَنَ قالَ إنَّ الشَّمسَ مِنْ بَعدِكِ ظَلَّتْ في السّما ؟!

سليمان دغش - فلسطين

الأحد، 20 يناير 2019

لطفية القاضي تحاور مي كليلة











مي كيلة عملي سفيرة لفلسطين كان مهمة كبيرة بحجم القضية الفلسطينية


حوار: لطيفة محمد حسيب القاضي

 عشقت الوطن إنسانة لم تنزاح عن مبادئها التي تؤمن بها حيث أنها تمتلك فكرا عاليا ،تساهم في كل عمل إنساني ونهضة للوطن فلسطين، ولأن فلسطين هي النبض والقلب والشراء والعيون وهي الشجرة الطيبة التي لا تنمو إلا في تربة التضحيات.

الوطن بالنسبة لها هو ينبوع التضحية وينبوع الحياة،حيث رفعت اسم فلسطين عاليا، وبسبب جهودها الدبلوماسية الفذة الرفيعة تم الاعتراف بدولة فلسطين، إنها تحمل هم الشعب الفلسطيني وتسعى بكل جهودها للارتقاء ورفع إسم فلسطين في كل مكان هي المناضلة سفيرة دولة فلسطين في إيطاليا الدكتورة مي الكيله في حوار خاص للحديث عن حياتها العملية التي كانت على طول الدرب من أجل خدمة فلسطين:

سعادة السفيرة الدكتورة مي الكيله سفيرة دولة فلسطين في ايطاليا حدثيني عن نشأتك؟

ولدت في مدينة بيرزيت وترعرعت في جو عائلي يملؤه السلام والعزة وحب العلم، فقد غرست بي عائلتي وعززت بي حب الانتماء للوطن ، درست في مدارسها حتى المرحلة الاعدادية ومن ثم درست التمريض في مستشفى المطلع ، ومن ثم درست الطب في إسبانيا وتخصصت في الولايات المتحده الامريكية وعدت للعمل في الوطن حيث عملت في العديد من المستشفيات ومن ثم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كمديرة لبرامج الطفولة والامومة واستمرت في ذلك الى ان أصبحت سفيرة فلسطين في تشيلي .

-في طفولتك بماذا كنت تحلمين أن تكوني ومن الذي شجعك؟

لقد حلمت أن أكون محاميه للدفاع عن الناس ورفض ذلك والدي جمله وتفصيلا بحكم وعلى حد رايه لا يريدني الدفاع عن السارقين والحرميه وقد استطاع بحنكته المعروفه تحويل انظاري وإهتماماتي الى الاعمال الخيريه ومساعده الناس لقد شجعوني وتعلمت الكثير الكثير من والدتي ووالدي رحمهم الله ، فمن أمي تعلمت الصبر والتريث باخذ القرارات ومن والدي حب العمل والإصرار والانخراط في الهم العام .

-ما الحلم الذي كان يراودك و أردتي أن تحققيه عندما تكبري وهل حققتيه؟

في بداياتي كنت أحلم أن أكون محامية ، لكن والدي شجعني على دراسة الطب .

-دكتورة مي ماذا تمثل لك كلمة الأهل أو العائلة؟

الأهل بالنسبة لي هم الراحة والأمان والحب والطمأنينة والأمل هم المدرسة الأولى والتربية والحماية هم كل شيء بالنسبة لي في حياتي وانا محافظة جدا على علاقتي مع أسرتي الصغرى ومع عائلتي الكبرى وطني فلسطين.

-تحدثي لنا عن مجال دراستك وهل كان المجال محبب لك؟

الطب هو مجال دراستي الاولى ، فانا احب هذه المهنة لانها انبل مهنة عرفها الانسان ومهمة جدا، ورغم عملي كسفيرة منذ سنوات طوال فاني اشتاق لمهنتي الاولى واود العودة لممارستها ولهذا فانا حافظت طوال فتره عملي كسفيره بالعمل الطوعي في احدى العيادات والمشافي وحضور المؤتمرات الطبيه من اجل الحفاظ على التقدم العلمي والممارسة في هذا الحقل الهام.

ما رأيك بالحب والرجل؟

الرجل هو شريك الحياة سواء كان اب اخ زوج صديق زميل، أما الحب فهو شعور انساني نبيل ويجب ان يستمر في حياة الانسان.

- كيف دخلتي في السلك الدبلوماسي وعملت كسفيرة؟

منذ فترة المرحلة الثانوية وانا ناشطة سياسية واجتماعية والتزمت في حركة فتح حيث تدرجت بالمراتب التنظيمية وقد طلبت وزارة الخارجية الفلسطينية في عهد الوزير د.ناصر القدوة ترشيح امراه في السلك الدبلوماسي وبهذا تم دعوتي من قبل الوزير انذاك د ناصر القدوه للعمل كسفيرة لتمثيل فلسطين وكان لي شرف القبول في هذه المهمه النبيله.

- ما العراقيل التي واجهتك في شغلك كسفيرة لدولة فلسطين ؟

العمل كسفيرة لدولة فلسطين عمل هام جدا ومليء بالتحديات تبعا لخصوصيات القضية الفلسطينية ،لكنني تمكنت من مواجهة هذه التحديات من خلال خبرتي في العمل السياسي والتنظيمي واداريا ومجتمعيا من خلال خبرتي في العمل في وكالة الغوث الدولية ومؤسسات المجتمع المدني .

- من الذي وقف بجانبك وشجعك ؟

شجعني ووقف بجانبي أهلي وأخوتي وأخواتي والاصدقاء والقيادة السياسية ووزارة الخارجية وجالياتنا حيث أشكرهم جميعا لدعمهم المتواصل لي.

- هل شغلك في السلك الدبلوماسي وعملك كسفيرة أثر على حياتك الشخصية؟

لا بل بالعكس ، عملي الدبلوماسي منحني الكثير في حياتي وجعلني أنمو وأتعرف وأكتشف ، الا انني لا أزال أحن الى مهنتي ، وأعمل بشكل طوعي في العيادات والمشافي واحيانا احضر المؤتمرات الطبية من اجل ان ابقي نفسي محدثة من الناحيه العلميه والممارسه من اجل ان اعمل لاحقا في مهنتي التي احبها خدمه الطفوله والأمومة .

- سعادة السفيرة حضرتكم قلتي أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيكون له العواقب المدمرة على عملية السلام وعلى المنطقة العربية بأسرها ما هيالعواقب التي سوف تحدث برأيك ؟

لقد كان قرارا متهورا ولا مسؤول وخطيرا على فلسطين والمنطقة والعالم وعلى مستقبل القضية الفلسطينية ومستقبل العملية السياسة ونحن قلقون ونرفض سياسة الابتزاز التي تنتهجها إدارة الرئيس ترامب للضغط علينا لإجبارنا على تغيير مواقفنا السياسية، وبهذا فامريكا لم تعد طرفا نزيها لقيادة المفاوضات السياسية بين فلسطين واسرائيل ، واضيف ان عملية السلام بدءا من القرارات والقوانينن الدولية 242 و 338 واتفاق اسلو والقرارات الدولية والاقليمية الاخرى التي تخص وضع القدس والقرارات الاممية التي تدين الاستيطان واخرها قرار مجلس الامن 2334 في 23/12/2017 كلها كانت محط التزام من الادرات الامريكبة السابقة ، لكن ادارة ترامب بقرارها هذا فقط ضرب بعرض الحائط كل هذه القرارات ودمرها مما يشكل تحدي واستخفاف للمجتمع الدولي والنظام السياسي العالمي ، وهو بذلك يريد ان يحول العالم الى غابة ، وهو تهديد ايضا للنظام السياسي العالمي الذي يعتبر الناظم للعلاقات بين الدول ، وبهذا امريكا بادارتها الحالية تهدد استقرار العالم اذا استمرت على هذا النهج.

- كيف كانت تجربتك كسفيرة في جمهورية تشيلي؟

تجرتبي في تشيلي وحسب رايي وراي الاخرين كانت ناجح

كيف كانت تجربتك كسفيرة في جمهورية تشيلي؟

تجرتبي في تشيلي وحسب رايي وراي الاخرين كانت ناجحة سياسيا ودبلوماسيا وتوجت باعتراف تشيلي بدولة فلسطين بتاريخ 7/1/2011 من قبل الحكومة التشيلانية وهذا في حينه لاقى ترحابا واسعا من قبل القيادة والشعب الفلسطيني والجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية وعلى وجه الخصوص في تشيلي وايضا كانت لي علاقات مميزة في البرلمان ومجلس الشيوخ والاحزاب السياسية، وعملت كثيرا مع الجالية الفلسطينية هناك في كافة المجالات السياسية والاجتماعية وكانت تربطني علاقة وطيدة وجيدة جدا مع الجالية بكافة شرائحها واطيافها ،وهذا كان عنصر هام في قصة نجاحي .

- لقد قامت الأكاديمة نورمات بالتعاون مع سلاح الجو الأيطالي بتكريمك بالوسام الذهبي وتم تكريمك أيضا في تشيلي بوسام الاستحقاق ، ماذا كان شعورك في تلك اللحظات؟

نعم صحيح ، تم تكريمي من قبل هذه المؤسسات الهامة وهذا كان محط فرح وسرور وشرف كبير لي على الصعيد الشخصي وهذا يعزز ضرورة ومفهوم الاخلاص والتميز بالعمل لخدمة القيم الانسانية والمجتمعية وهو دلالة تقدير واحتفاء من قبل الاخرين ، لكن انا اعتبر هذا التكريم هو تكريم لفلسطين ولشعبي المناضل
الصابر المرابط على ارضه .

- ماذا عن الجوانب الأخرى التي تتعلق بالجالية الفلسطينية في ايطاليا؟

الجالية الفلسطينية في إيطاليا هي جالية عريقة يمتد وجودها منذ سنوات السبعينات ، حيث قدم الفلسطينيون الى هنا كطلاب وانخرطوا بالعمل السياسي والاجتماعي والنقابي وخرج منهم الكاتب والفنان والطبيب والمهندس وغيره وكان وما زال لهم تاثير في المجتمع الايطالي على الصعيدين الرسمي والشعبي
ولهم نشاطات متعددة بالتعاون والتشاور مع السفارة .

- منذ أيام قليلة لقد أحتفلتم أنتم والدكتور أحمد الطيبي و ممثلي عن القصر الجمهوري و رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية الايطاليه والسلك الدبلوماسي لدي الجمهوريه الايطالية و دولة الفاتيكان ومؤسسة الفاو وجمهورية سان ماربيو وعدد من الأكاديمين والفنانين ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وأبناء الجالية الفلسطينية , باليوم الوطني الفلسطيني ماذا كان شعوركم مع الكم الكبير من المحتفلين؟

تحتفل سفارة دولة فلسطين لدى إيطاليا كل عام منتصف شهر كانون ثاني 15/11 باليوم الوطني الفلسطيني وهي مناسبة للالتقاء بممثلي الشعب الايطالي على الصعيدين الرسمي والشعبي لاطلاعهم بجو احتفالي على اخر تطورات الوضع في فلسطين وعلى تطلعات وامال شعبنا وللتاكيد على اواصر الصداقة التاخي والتضامن بين الشعوب وهي ايضا عادة دبلوماسية تتبعها كل السفارات في كل العالم بمناسبة ايامهم الوطينيه .

-سعادة السفيرة أنت عملت في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللأجئين الفلسطينين , فكنت مديرة لبرنامج الطفوله والأمومة , فما المهام التي كنت تقومين بها؟

نعم صحيح ، في الماضي كنت مسؤولة عن برامج صحة الطفولة والامومة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فنيا واداريا ، فنيا تعني طبابة الاطفال والنساء وتقديم الخدمات اللائقة والتي تتماشى مع المعايير الدولية وبرامج تعنى بالطفل من حيث العلاج والوقاية ، العلاجية (الطبابة) الوقائية (التطعيم) ومتابعة نمو الاطفال وتغذيتهم .

أما بالنسبة للامور التي تمثل برامج المراة فشملت رعاية الحوامل ورعاية النفاس فهي ايضا تتضمن الخدمات العلاجية والارشادية وبرامج تنظيم الاسرة اما برامج الصحة المدرسية فتشمل البرامج الوقائية والإرشادية والتثقيفية ، كما كنت مسؤولة ايضا عن مهام المتابعة الميدانية للعيادات والمستشفيات الخاصة بوكاله الغوث الدوليه وتدريب الاطباء والممرضات وتمكين القوى العاملة .

- منذ فترة قريبة تم الأحتفال بذكرى الرابعة عشر على رحيل الأسطورة القائد الرمز ياسر عرفات ماذا يمثل لك الرمز الخالد فينا أبو عمار ؟

في كل عام في 11 كانون الثاني تحيي سفارة فلسطين والجالية الفلسطينية ذكرى استشهاد القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات رحمه الله مفجر الثورة الفلسطينة الحديثة ، الشهيد ياسر عرفات يمثل لي كما لكل ابناء شعبنا في الداخل والشتات رمزا خالدا نجمة نهتدي بها نحو الحرية والخلاص من أسوء احتلال عرفه التاريخ ، كيف لا وهو من أعاد رسم فلسطين على الخارطة السياسية الدولية وفي كافة المحافل الدولية وهو من طالب بانصاف الشعب الفلسطيني وتحقيق حريته المشتهاة ، ياسر عرفات من بدأ الحلم ونحن على دربه سائرون رحمه الله وادخله فسيح جناته .

- إعتراف البرلمان الأيطالي بالدولة الفلسطينية عام 2015 كيف يجب أن يترجم؟

رغم صعوبة وتعقيد الساحة الايطالية ، لكن خلال عامي 2014 وعام 2015 قمت وزملائي في السفارة والاخوة في الجالية الفلسطينة والسفراء العرب والاصدقاء الايطاليين واصدقائنا بالاحزاب والبرلمان والمجتمع المدني الايطالي بالعمل المكثف والحثيث من أجل دفع البرلمان الايطالي للتصويت على مشروع قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، نعم فقد تم ذلك في منتصف شهر مارس من نفس العام وصوت البرلمان لمشروع قرار الاعتراف ، لكن نشير هنا الى انه يعتبر توصية للرئيس والحكومة للاعتراف ولا يعتبر ملزما ،و نحن ما زلنا نعمل من اجل دفع الحكومة الايطالية للاعتراف بدولة فلسطين على قاعدة هذا القرار ، كما نعول على الصداقة القوية التي تربط الشعبين
الفلسطيني والإيطالي عبر السنين، وعلى دور إيطالي في دعم ومساندة شعبنا في نضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة .

- هل فكرتي في إصدار صحيفة رسمية تمثل الحالة في فلسطين تغطي الأخبار و تتواصل مع أبناء الجالية الفلسطينية في روما مع العلم بأنه توجد كفاءات وطاقات ممتازة في الجالية يمكنها تحقيق ذلك بالتعاون معكم؟

على الصعيد الاعلامي يوجد في السفارة الدائرة الاعلامية حيث تقوم السفارة ومنذ نوفمبر من عام 2015 باصدار نشرة اخبارية اسبوعية تغطي الاحداث الهامة في فلسطين ، ناهيك عن اصدار بيانات صحفية تعنى بالقضايا الهامه والساخنة الفلسطينيه اضافة للمؤتمرات الصحفية التي تغطي أهم الاحداث في فلسطين ، كما تصدر السفارة الرزنامة السنويه وبعض النشرات الخ

الاثنين، 14 يناير 2019

لطفية القاضي تحاور الطيار الفلسطيني الأول اللواء زياد البدا.





أول طيار فلسطيني يهبط فوق مطار غزة الدولي 


وأنا طفل شاهدت قصف الطیران الإسرائیلي للقوات العراقیة الأردنیة وتمنیت أن أكون طیار مقاتل.
الطیار الخاص بالقائد الرمز یاسر عرفات وهو المفضل له.
حركه فتح ومنظمة التحریر عملوا على تأسیس قوة جویة فلسطینیة
االله أكبر أهبطوا بسلام على مطار غزة .
الرئیس حسني مبارك (سوف اسجنك كیف تهبط في مطار غیر مؤهل ).
یاسر عرفات المؤسس والأب.
أمنیتي أن أهبط في مطار قلندیا القدس
حوار:لطیفة محمد حسیب القاضي
لا یفرط في الثوابت الوطنیة،إنه وطني من الدرجة الأولي، فلسطین بالنسبة له قصیدة شعریة في دیوان الكون ،فلسطین هي الحب الوحید
الخالي من الشوائب حب مزروع في القلب .
استطاع اللواء الكابتن زیاد البدا أن یشق طریقه بنفسه ،فهو طیار من الدرجة الأولي .
أول طیار فلسطیني یحلق فوق مطار غزة الدولي ،واجه الكثیر من الصعوبات حتي تمكن من الهبوط علي مطار غزة الدولي.
_من هو زیاد البدا؟
زیاد على عزیز البدا..موالید ١٥/ ١٩٥٦/١١ من قریة طلوزه نابلس أكملت دراستي الثانویه في نابلس والتحقت بحركه فتح في بیروت
وتم اختیاري أنا وأربعه آخرین لدوره طیران مقاتل في باكستان تخرجت كطیار مقاتل عام ١٩٧٩...وتم ایفادي للعمل في سلاح الجو
اللیبي ثم إلى نیكاراجوا ثم إلى یوغسلافیا وسلاح الجو الیمني. وإلى أدیس أبابا ثم جزر السیشل وثم إلى غینیا بیساو ودكار ومصر
وهولندا وأمریكا والجزائر.
_وماذا عن طموحاتك ،هل كنت تتمني أن تكون طیار؟
في حرب ٦٧ كان عمري إحدى عشرعاما وكان الطیران الإسرائیلي یقصف الجیش الأردني والعراقي في الزبابده وجینین والطائرات
تمر من فوق بیتنا ومن هناك تمنیت أن أكون طیار مقاتل لمحاربة الإسرائیلیین وتحققت أمنیتي وحصل ماكنت اتمناه.
_من الذي ساندك في تحقیق ما تصبو إلیه؟
طبعا منظمه التحریر الفلسطینیه وحركه فتح وخصوصا الاخ أبو عمار والأخ أبو جهاد.
_كابتن زیاد البدا ،انت قائد طائرةالرئیس الرمز الخالد یاسر عرفات رحمة االله علیه ،وكان أول هبوط للطائرة الأولى في مطار غزة
الدولي ،كنت أنت قائد الطائرة ..حدثنا كیف كنت أنت أول قائد طائرة یهبط في مطار غزة الدولي؟
طلب مني الأخ الرئیس أبو عمار ومن زمیلي الكابتن عمر بدران أن نعمل دورة طیران لتسلم قیادة طائرته التى أهداها إلیه الرئیس صدام
حسین وبالفعل غادرنا إلى أمریكیا وعملنا الدوره وتسلمنا الطائره. وبعد أوسلو وبعد عوده الرئیس الى غزه كان مركزنا القاهره وعند
سفر الرئیس ننزل إلى مدینه العریش ثم ننطلق به إلى العالم وفي یوم ٣ حزیران عام١٩٩٦ الساعه السابعه صباحا دق جرس الهاتف
ورفعت السماعه وإذا هو الأخ أبو عمار یقول لي بتعمل ایه قلت له نایم قال نایم ایه تعال لي على غزه الساعة عشرة بتكون عندي قلت له
كیف سوف أوصل غزه على القلیل بدي ثماني ساعات ..رد بعصبیة تعال بطیارتك .. وین قال على مطار غزه...قلت له وین المطار هذا
شارع قال كلم السفیر وسكر الهاتف وبعد ثواني وإذا السفیر زهدي القدره یكلمني وبقول كل شيء جاهز وذهبوا إلى مطار القاهرة ومن
هناك إلى مطار غزه..قلت له عم تمزح قال أبو عمار كلمك قلت له اه قال نفذ قلت له لیش هو في مطار بغزه هذا شارع وكیف الإخوان
المصریین سوف یسمحوا لي قال لا تهتم كل شيء مرتب ذهبنا إلى مطار القاهرة وعملنا خطة الطیران وصار الموظف یضحك ویقول
مافي عندي على الخرائط اشي اسمه مطار غزه الخطه مرفوضه قلت له اتصل عمل اتصالاته وقال على بركه االله. طلبنا التشغیل
والاتجاه الى مطار غزه سمح لنا بذالك وقال االله اكبر االله معكم وتم الطیران إلى فوق مطار العریش وقالوا االله أكبر تهبطوا بسلام في
مطار غزه أخذت القیاده من زمیلي الكابتن عمر وبدأت بالنزول إلى ارتفاع مئة متر علني أعثر على ما یسمى مطار لأنه لا یوجد أجهزه
ولا أي شيء من مقومات المطارات غیر المدرج شارع طویل وصلت إلى ارتفاع عشره أمتار وشاهدت الشارع ونزلت إلى ارتفاع ثلاثة
أمتار وشاهدت الناس تلوح وترقص ثم عملت مرور آخر وثالث حتى أتاكد من سلامة المدرج وكنت أنادي على اللاسلكي علني اسمع
شيء واذا بصوت یبكي ویقول االله أكبر أهبط انت فوق مطار غزه العزه هنا انهارت الدموع من عیني ومن عیون زمیلي الكابتن عمر
والمهندس كمیل وتبادر إلى ذهني أن أرفع علم فلسطین وكان لدینا أعلام صغیره توضع على سیارةالرئیس فطلبت واحد من المهندس
وقلت له أن ینزع علاقة بدلة الرئیس الرمز واخذتها وعلقت العلم ورفعته في سماء فلسطین سماء غزه العزه وصلنا إلى مكان تواجد
الرئیس وتم فتح باب الطائره وخرجت ملوحا بالعلم وحملت على الأكتاف إلى أمام الرئیس الرمز رحمه االله وكان یبكي وحضنني وقال
لي مش قولتلك حتهبط في مطار غزه وسترفع العلم.
_ الكابتن زیاد البدا ،من الذي فكر في إنشاء مطار في فلسطین؟
طبعا الرئیس الرمز الشهید أبو عمار هو من خطط وفكر وأصر على عمل المطار وهو من أعطى التعلیمات وأشرف وتابع مع الكل.
كیف تحقق الحلم؟
وهو من طلب مني الهبوط في المطار وتحقك حلمه وحلمنا ... وهذا لا یعتبر الافتتاح الرسمي للمطار كان موقف سیاسي.
_على أي اعتبار تم اختیار غزة لیكون فیها المطار الدولي ،ولماذا لم تختار القدس أو رام االله؟
تم اختیار غزه لتواجد الرئیس والقیاده هناك واتفاقیة أوسلو غزه وریحا أولا.
_ اللواءالكابتن الطیار زیاد البدا ،ما هي إمكانیات مطار غزة الدولي في تلك اللحظة؟
في یوم هبوطي كانت الإمكانیات صفر فقط شارع اعتبروه مدرج.
_كیف تلقى الشعب الفلسطیني خبر هبوط أول طائرة وأنت قائدها ، أیضا للقائد الرمز یاسر عرفات في مطار غزة الدولي؟
كانت الناس فرحه ترقص وتدبك وتغني.
_كیف كانت آلیات السفر من مطار فلسطین إلى الخارج حول أنحاء العالم والعكس؟
في البدایة كانت في صعوبة من قبل الطرف الثاني كانوا یطلبوا المسافرین إلى معبر رفح لعمل إجراءت السفر في الذهاب والعوده
وتفتیش العفش ثم صار العمل من نفس المطار وكانت الناس جدا مبسوطه عمره وحج وسفر إلى كل أنحاء العالم.
_كیف كان افتتاح مطار غزة الدولي؟
تم افتتاح مطار غزه الرسمي من قبل الرئیس الرمز یاسر عرفات والرئیس الأمریكي كلینتون وثم في شهر نوفبمبر تم الافتتاح الرسمي
للمطار وهبط في ذلك الیوم الطیران المصري والمغربي واإاردني والأسباني والفلسطیني وكانت آخر طائره تهبط
طائرة الرئیس أبو عمار، وعملت حركات بهلوانیة فوق المطار وتم الهبوط بسلام في مطار غزه شعور لا یوصف مزیج من الفرح و
الحزن والنشوه بتحیق الحلم الذي تدربنا من أجله لسنوات عدیدة.
وماذا كان شعورك في تلك اللحظة؟
بالتأكید الفرحة والسعادة التي كانت تغمرني، وأخیرا تحقق الحلم وصار لنا مطار.
_ما رد فعل افتتاح مطار غزة الدولي على الرؤساء والدول؟
بعد الهبوط في مطار غزه العزه سافر الرئیس إلى لندن لمقابلة اولبرابت ونزلنا في الفندق وطبعا كان یوم شاق وصعب كله بدون أي
تحضیر أو استعداد ونمت من التعب وفي الصباح أردت أن أفطر فنزلت الى المطعم وكانت الناس تنظر إلي باستغراب ففكرت أنني لابس
ملابسي بالغلط أوفي شىء غلط ذهبت إلى الاستقبال وسألته عن سبب نظرة الناس إلي فناولني الصحف العربیة والإنجلیزیة وكانت
صوري على الصفحةالأولى ومن ثم استوعبت نظرات الناس وبادلتهم التحیه ثم غادر الرئیس إلى العقبة واجتمعت مع الملك حسین رحمه
االله والرئیس حسني مبارك وعند نهایه الاجتماع حضر الملك حسین والرئیس حسني مبارك والوفد إلى طائرة الرئیس أبو عمار وكنت
واقفا لاستقبالهم فبادر الملك حسین رحمه االله بالسلام علي وقال لي مبروك افتتاح مطار غزه وأنت أفرحت الكثیر وأبكیت الكثیر ممن
شاهدوك وأنا واحد منهم وإلى الامام....ثم سلم الرئیس حسني حفظه االله علي وقال لي ممازحا سوف اسجنك كیف توافق وتهبط في مطار
غیر مؤهل وأنا والملك حسین طیران ونعرف مدى الخطورة التي قمت بها ولكنكم شعب الجبارین ربنا ینصركم وما ترد مره ثانیه على
أبوعمار.
_ما هو شعور القائد الرمز یاسر عرفات عند هبوط الطائرة بقیادتكم إلي مطار غزة لأول مرة؟
كان الرئیس الرمز یاسر عرفات فرحا ویبكي وضمني وقال لي إنه یومك وسیسجل في التاریخ ولقد خطفت الصحافین مني.
_ماذا یمثل لك القائد الخالد الرمز یاسر عرفات؟
الرئیس الرمز یأسر عرفات هو المؤسس والقائد والأب والإنسان والمناضل والحنون على الآسرى والشهداء والجرحى وعائلاتهم
والصلب والشجاع والمعلم رحمه االله.
_اللواء القائد الكابتن زیاد البدا ،صف لنا شعورك عند تدمیر المطار بعد 3 سنوات من إنشاءه؟
انه كان یوم أسود وصعب وشاق ودمر كل الفرح والأمل الذي بنیناه وشعرت بغضب شدید وفقدان عزیز علي ولكن الأمل باالله وثم بشعبنا
شعب الیاسر شعب الجبارین وفلسطین ولاده سنعید بناء المطار ومطارات أخرى وعشتم وعاشت فلسطین وعاشت القدس عاصمة دولتنا
الحبیبة وعاشت الفتح ورجالها الشرفاء.
ما هي أصعب الرحلات التي قمت بها؟
أصعب الرحلات جده الصین وهذه یطول شرحها والرحله الثانیة عندما ضربت أرنب في أثناء الهبوط في فینا والأخطر عندما دخلت
حمامه في المحرك أثناء اللإقلاع من مطار ماركا إلى غزه وتعطل المحرك واستمریت في الطیران إلى غزه والرئیس واقف خلفي وشاهد
عملیه الهبوط الاضطراري وبعد الخروج من الطائره شدني في شعري وضمني وقبلني.
وما هي هوایاتك؟
هوایتي لعبة كرة السله وكره القدم وأمارس ریاضة المشي والركض في الصباح .
عندما یركب الراكب الطائرة فإنه یرتاح عندما تعلو الطائرة فوق السحاب بحیث تكون الطائرة بعیدة عن المطبات الهوائیة ،هل ذلك
الإحساس موجود عند كابتن الطائرة أیضا؟
نعم الكل یشعر بالمطبات الجویه.
هل یتم مشاهدة التلفاز وأنتم في الطبقات العلیا؟
نعم أفلام یتم عرضها على الشاشات المثبته في الكراسي.
هل لدیك وقت لمزاولة الریاضة؟
نعم أزاول الریاضة في أوقات الفراغ وفي الفنادق.
ما هي التجهیزات التي تقوم بها قبل الرحلة؟
نذهب إلى المطار قبل ساعتین أو ثلاث لتفقد الطائره وعمل خطة الطیران وطلب الطعام من الشركات المعتمدة وتعبئة الوقود.
عادةً
ما هي أمنیتك؟
أمنیتي أن أهبط في مطار قلندیا القدس ،وهو من أقدم المطارات في الشرق الاوسط.

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...