الثلاثاء، 23 يوليو 2019

شاعرة الياسمين تصدر مجموعتها الثانية " اقطفني مرتين "



الأردن - بوابة اليمامة الثقافية

صدرَ حديثًا عن دار الآن ناشرون وموزعون في عمان المجموعةُ الشعريّة الثانيّة لشاعرة الياسمين باسمة غنيم تحت عنوان " اقطفني مرتين "، حيثُ وقعت المجموعةُ في مائة وستين صفحةً من القطع المتوسط، وتضمُ أكثرَ من مائة نص متفاوتة الحجم، وقد حرصت الكاتبة أن تضع لكلِّ نصً عنوانًا يكون غالبًا مفتاحًا للنص، وتمحورت نصوصُ المجموعة حول الذات وعلاقتها بالآخر، الآخر  الرجل الحبيب بتقلباته المتعددة.

يذكر أن باسمة غنيم من مواليد عمّان، حاصلة على شهادة دبلوم في التعليم الأساسي، عملت مدرّسة للمرحلة الأساسية، اهتمت منذ طفولتها بقراءة الشعر وكتابته.
نشرت العديد من نصوصها الشعرية في مجلة أفكار، وجريدة الرأي، وموقع بوابة اليمامة الثقافيّة. وتعتبر مجموعتها «أقطع وترا لأزرع كمنجة» إصدارها الأول.
وقد شاركت الشاعرة غنيم في مهرجانات شعرية منها
مهرجان السلام للشعر النثري في مدينة عبادان الإيرانية والذي كان يدعو للمحبة والتواصل الثقافي العربي،  ومهرجان النثر في مدينة عمان الأردنية القائم عليه منتدى البيت العربي الثقافي  .



    

الاثنين، 22 يوليو 2019

كتب رئيس التحرير: حول الدراما السوريا



جواد العقاد - بوابة اليمامة الثقافية 

حول الدراما السورية
يُعتبرُ الفن النواة الأولى لتقدم المجتمع وبناء الحضارة وتشكيل الوعي الجمعي ؛ فيُحكمُ على رُقي المجتمع وتقدمه بقدر ما فيه من مثقفين وكُتّاب وفنانين، فهذه الطبقة وجه المجتمع الجميل والمصدرة لثقافته، فلا تقتصرُ وظيفة الفنون على التسلية ولا الإشباع الجمالي وإنما أيضًا تبرزُ ثقافة الشعوب وتحتفظُ بمورثها الحضاريّ ولنا في الآداب العالمية مثالٌ عظيمٌ لاسيما الأدب اليوناني.

السينما والمسرح والدراما من أهم الفنون وأكثرها إنتشارًا، وأقدرها على التأثير بالمتلقي؛فنحن نفرح أو نبكي.. إنْ قُدمت الفكرة بشكل فنيّ مقنع وممتع قادر على التأثير ، وقد تحدث الفيلسوف اليوناني أرسطو في كتبه خاصة "فن الشعر "عن نظريّة التطهير والتي تعني ببساطة إنفعال المتلقي وتأثره من العرض التراجيدي، ولستُ في صدد الاستطراد في هذا الموضوع ؛ فالمقام لا يتسع.
لأنني أحبُّ سوريّا بكل ما فيها من جمال وتاريخ موغل في الحضارة ؛ أتابعُ بشغف ما يُصدره مبدعوها في جميع مجالات الفن لاسيما الدراما، فالسّوريون أصحابُ الصدارة في هذا المجال منذ عهد أحمد خليل القباني ( رائد المسرح العربي) مرورًا بياسر العظمة ودريد لحام وغيرهم من عملاقة السينما والمسرح والدراما، تابعتُ المسلسلات السورية منذ وقت مبكر من عمري سواء التاريخية أو الاجتماعية أو الكوميدية..، وما يثير شغفي و يحرضني على الاهتمام بالمتابعة أمور عدة، أهمها: السيناريو ( النص): تتميزُ المسلسلات السّوريّة بثقافة النص، لم أشاهد عملًا دراميًا سوريّا إلا وأفادني معرفيًّا، وهذا يرجع لثقافة المجتمع السوري ؛ فالدراما محاكاة للمجتمع، وكذلك ثقافة كاتب النص لاسميا أن عددًا كبيرًا من أعمال الدراما هي في الأصل نصوص روائية مثل: فيلم بقايا صور المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للروائي السوري الكبير حنا مينه ، ومسلسل الندم المأخوذ عن رواية عتبة الألم للروائي السوري (فلسطيني الأصل) حسن سامي يوسف، وكذلك مسلسل حين تشيخ الذئاب مأخوذ من رواية بنفس الاسم للروائي الأردني ( فلسطيني الأصل) جمال ناجي.. إلخ.


مسلسل "ترجمان الأشواق" نموذجٌ واضحٌ لثقافة الدراما السوريّة.

من العنوان تظهرُ ثقافةُ المسلسل ؛ فإنَّ "ترجمان الأشواق" ديوان شعر للشّاعر الصوفي محي الدين ابن عربي.

تدورُ أحداثُ المسلسل في دمشق إبان الأزمة السورية، أما العُقدة تتمحور حول جماعات مسلحة تخطفُ صبيّة وتطلبُ فدية. المسلسلُ يشبه إلى حدٍ ما أغلبَ المسلسلات التي تتحدثُ عن الأزمة السوريّة، حيثُ يسلطُ الضوءَ على معاناة المهاجرين، والبطالة، الاستغلال، تجارة الحروب، صراع الأجيال، ويتناولُ الكثير من الأمور الإنسانية التي يعاني منها المواطن السوري يوميًّا بمفهومٍ فنيّ ذكي، فأغلبُ الأعمال الدراميّة تتناولُ الحربَ من زاويةٍ إنسانيّةٍ بعيدًا عن تحويل المُسلسل لنشرةِ أخبار، وهذه ميزة.

يمتازُ المسلسلُ بثقافةِ السيناريو المُكثفة، فإنه يعرض حياة ثلاثة أصدقاء كانوا ينتمون إلى اليسار العربي
(المترجم نجيب، الدكتور زهير، كمال صاحب المكتبة) وبعد أن عصفت بهم ظروفُ الحياة التقوا في دمشق ، وقد اعتنقَ زهيرُ الفكر الصوفي، ونجيب الكاتبُ والمترجم تبعدُه الظروفُ السياسيّة عن البلاد أما كمال يبقى محافظًا على فكره.
أهم ما أثرى المسلسل:
1- الحوار
جاء لصاحب المكتبة كمال ( ممثل الدور الفنان فايز قزق) رجل كبير السن يحملُ عدةَ كُتب يريدُ بيعها ليدبرَ شؤون حياته،دار نقاش بينهم انتهى بقول كمال: " اقرأ ليهبط البيت ".
وأغلبُ الحوارات بين الأصداقاء الثلاثة يغلبُ عليها التبادل المعرفي والثقافي.
٢- لمّح المسلسل إلى تراجع اليسار العربي،قد برز ذلك من حوارات الأصدقاء الثلاثة.
3-أشار إلى قضية صراع الأجيال التي ظهرت بين كمال وأبنائه.
4-عرض بعض مظاهر الفكر الصوفي ؛ فقد كان د. زهير متصوفًا ويحضرُ مجالس الصوفين.

يقولُ الفنان السوري بسام كوسا -في لقاء مُتلفز مع الإعلامي أدونيس الخالد -: "لا يمكن الآن أن نصفَ حال الدراما ونطلب أن تكون في حال صحي ونحن في ظرف غير صحي،كل العالم يعرف ماذا يجري في سوريا، وبالتالي الدراما جزء من هذا المجتمع ؛ فلا يمكن أن تنتعش إلا في حالات الاستقرار كماحصل سابقًا، الآن نحن لا نصنع دراما، نحن ندافع عن الحياة من خلال هذه المهنة."

ويتابع كوسا:" يجب الآن أن لا يُكتب عن الأزمة، والسبب هو أن كل الكتابة ستكون رد فعل.. والفن هو فعل وليس رد فعل، يحتاج إلى حالة من الصفاء الذهني والتأني والخروج من هذه الأزمة ومراقبتها بعين حكيمة، عندما قرأت" ضبوا الشناتي"، كان هناك ذكاء في تناول المشكلة، استطاع الأستاذ ممدوح حمادة التعامل مع هذه المشكلة الغاية في القسوة بطريقة فيها طرافة.. "
الدراما السوريّة السباقة دائمًا إلى الجمال، استطاعت هزيمة الحرب والخراب بالإبداع المُتعالي. الفنُ كفعل إنساني يحتاجُ هدوء ونقاء ومزاج ولكن القسوة ولدت إبداع، واجه السوريون به الهجمة الشرسة الهمجية. أنا مع الأستاذ بسام في مسألة الكتابة وصناعة الدراما بعد إنتهاء الأزمة ؛ لتكتمل الصورة وتكون الأعمال أكثر تجردًا وإبداعًا، ولكن لابد من مواجهة الشراسة بالحب، الموت بالحياة، إن كان هذا لا يؤثر على القيمة الفنية للعمل، وفي أغلب الأعمال الدرامية كانت الفنيات عالية وممتعة.
 
الدراما السّورية تخاطبُ أعماقَ النفسِ الإنسانية من خلال الحوارِ الممتع والمفيد في آنٍ، الذي يعطينا خلاصةَ الرسالة تمامًا بتأثيرٍ عظيم، وربما ما يجعلُ لها أثرًا كبيرًا تسليطُها الضوء بدقةٍ على تفاصيل الحياةِ اليوميّة للإنسان العادي فهي تدركُ ماذا يريدُ المشاهد.
 رُغم الظروف القاسية التي يعيشُها السوريون إلا أنهم يزرعون الأملَ وسطَ الخرابِ الكبير ؛ليقولوا أننا شعبٌ يحبُ الحياة، جعلوا من  الخرابِ والدمارِ مادةً دسمةً للفن والسينما تنقلُ للعالمِ الوجعَ السوري ومدى حبِّ هذا الشعب العظيم لوطنه.


الجمعة، 19 يوليو 2019

قراءة في قصيدة " الأرض مجاز الموتى " للشاعر جواد العقاد: شعبان الدحدوح



"قراءة نقدية لقصيدة "الأرض مجاز الموتى"  من ديوان
(على ذمّة عشتار) للشاعر السّامق  : جواد العقاد

(الأرض ُمجازُ الموتى)

من أعطى الياسمينَ سرَ الخلود؟
كلما هاجرَ الموتُ في عروقِ ياسمينةٍ
يزهرُ في عرفِ الشعراءِ ألفُ قصيدة
هذا المدى للنحلِ
ولكل من قالَ :"لا شيءَ يعجبُني "
يفنى الماءُ
ويستعيرُ الوجودُ وجهَ الياسمينة
ويُظهِرُ روحَها آيةً آية.

الدمعُ شرعٌ ناقصٌ
وكمالُ الوحيِ عندَ الشعراء
لا تظنَّ إلا أنَّ قلبَك كتلةُ حبرٍ
وأنتَ طيرٌ تلوِّنُه الكناية
والقصيدةُ بنتُ الخيال
أنتَ ابنُ الفراغِ
والوحيُ ابنُ الهاوية
تكبَّرْ على الوقتِ الذي يحاصرُكَ
يا ابن َالفراغ
كنْ كتلةَ حبرٍ
وكندى على جبينِ الياسمين
تقمص الحياة
إياكَ والغناءُ معَهم
كنْ نشوزَ الأغنياتِ
 كنْ اليقين يا ابنَ الفراغِ
إنْ كان الأخرونَ فراغ.

وقعتْ بين يديَ قصيدةٌ ؛ للشاعر ( الفلسطيني) _ جواد العقاد

فآثرتُ أن أتحايلَ على رساستها ؛ لأنزفَها شيئاً من كفني
وأنا الهامشيُّ (المشاكس) ؟
لقد همدتُ ولم أعرف البيّنة ... ، لكن هنا ثمَّة وردة طاغية !

يقول درويش :" من هو مجاز الأرضِ فينا" ؟
فوجدتُ (جوادَ) يجيبه : هم الموتى يا درويش ...؟
هذه القصيدةُ تمثّلُ :
دائرةً محكمةَ الانفراجِ على وصادةِ المغالق ، تَفتحُ ومن ثمَّ تُغلق وهكذا   دُويليك ... ؟
يستهل الشاعر قصيدته : بقوله " من أعطى الياسمين سرَّ الخلود ؟"
وهنا يبْرعُ الشاعر في امتثاله ؛ لحالةِ الإنسان الذي يعبدُ مشاعره ، فيضفي على تساؤله شيئاً من الخِلسة والاستكانة
الناعسة ، وشيئاً من الهوَجِ المستنكِر ، صاحب السلطة ، وكأنه
مشَرّع ، هذه الحالة هي ما تعرف (بالقلق) ؟
 تساؤلٌ بديهي ، غيرَ أنّهُ نبيهٌ جداً !
يجعلُ القارئ يتوقّع إجابةً للسؤال ، على ما درجت عليه عناقيدِ اللغة ، لكن هنا مفاجأة ؟

يبدأ الشّاعر في العرض ، وكأنه السارح المارح ، على غصونِ القصيد ، ويخالف العادة بأن لا يجيب ؟

" كلما هاجرَ الموتُ في عروقِ ياسمينةٍ "

للوهلةِ الأولى من الاستعراض الشّعوري هنا : وبعد إمرار كلمات  (هاجر - الموت - عروق )  ، نعرفُ تماماً أن هناك
لعبةٌ كائنةٌ هنا ، قد نسمّيها : (قلق الوجود)

ينزلُ الشاعرُ رغبته ، وكأنها التماسُ عرْضٍ ، التي ستصبحُ فيما بعد دستوراً ، ما هذا الهَوج!؟

كيف استطاع الجمع بين (هجرة الموت) ، و (عروق الياسمين ) ، أرى أن بينَ هذين الجِرمين سينبتُ هاجسٌ ينزلُ
؛ لمرتبةِ الكمال ؟
" يزهرُ في عرفِ الشعراءِ ألفُ قصيدة"

ما هذه النرجسية ، التي تكادُ تخنقني في تعويذاتِ المجاز ، هل هجرةُ  الموت في عروق الياسمين ، تنبئُ لولادة ألف قصيدة ؟
إذاً ربما نتريّثُ معاشرَ أبكاره هنا ، ونقول :
أن الشاعر يأخذنا إلى عالمين عالم الحس ، الذي يجسده ب(عروق الياسمين ) وعالم اللامحسوس في كيانه (الموت)
فإذا ما طافَ الموت في عروقِ الياسمين أذّنَ ؛ لميلادِ كائنٍ جديد (ألف قصيدة ) والعدد هنا كنايةٌ لا أكثر

يُظهرُ الشاعرُ هنا نفسه على العالمين ، فتنخسفُ العوالمَ ؛ ليظهرَ الشّعر !

لنا أن نتساءل : ما دِلالة قولهُ "يزهر" ؟
ربما الانتعاش والنشوة ، التي تقربُ نوعاً آخر من العالمية في النّماء ، وربما وقع جواد على ما وقع درويش " كوصفِ زهر اللوز"
فهو العالم الخفيف الثّقيل : هو الزّهر ؟

نتوقّعُ أن يأتي هناك ، بقولٍ يشعُّ فالمدى ، فنقعُ على ما توهّمنا  ، وفيه بديعاً يا سادة ، أن يسوقنا ؛ لخياله ونلتقي !

"
هذا المدى للنحلِ
ولكل من قالَ :"لا شيءَ يعجبُني "
تصدقُ نبوأتنا بما أوّلنا هنا :
فنجده يستعير الألفاظ والمعاني الرتيبة ، التي تؤيّد مدارَ (الكونية) ، فيأخذ من (النّحل ) خفّة الويع ، التي تُثري مدار الحياة ، ومن ثمَّ يرفعُ القناعَ ، ويذكرُ درويش (لا شيء يعجبني) هنا ظهرتْ لدينا جذوةَ التمرّد !

استطرادٌ خطيرٌ ومفاجئ ، الذي يَعْبُرُ حُلمَ الدهشة ، في الصّعود ...

"يفنى الماء"

استعارة بديعة ، فالماء : رمزاً ؛ لسريرةِ الحياة يا سادة

كأنه يقول: تفنى الحياة

"ويستعيرُ الوجودُ وجه الياسمين "

هنا تبدو غيمةَ الشّعرِ أن تكشفَ عن ساقها ، في ذكرِ (الوجود)
والحيرةُ هنا : أيُّ وجهٍ للياسمين ، بعد هذه الرحلة !؟

"ويُظهِرُ روحَها آيةً آية"

وهنا تتموسقُ في دائرتنا الموضوعية والعضوية ، معنى المطلع ، هنا يكشفُ الشاعر ، عن تساؤله في مطلعِ قصيدته :
"من أعطى الياسمين سر الخلود" ؟

سؤالنا : ما علاقة (الروح بالآية ) وأيُّ آية :

هل هي العلامة التي تكشفُ شيئاً فشيئاً في محطِّ الهبوط
، والصعود ؟

أم أن الآية هي  : (غذاء الروح ) ؟!

عل كلٍّ في ذاتِ المعنيين ، أبدع الشاعرُ في هذه (المشاكلة التعريضية) !

" الدمعُ شرعٌ ناقصٌ

وكمالُ الوحيِ عندَ الشعراء"

هل نعدُّ هذا خروجاً إلى (اللاهوتية) ؟!
فمنذ البداية وجدنا هذا الخروج ؟

أم أن هناك معنى ، يشهقُ نزوةَ اللعنة ؛ ليضيءَ أسراج   الكَبت
، فالدمع يا سادة يعتبرُ نفَسُ المكتئب ، هل هذا القلق سيكتمل عند
الشّعراء ، أم ماذا ؟!
يتألى الشاعر في هذا السطر (الشّعري ) على سيرةِ الشّعر ، بما صدق ؟!

" لا تظنَّ إلا أنَّ قلبَك كتلةُ حبرٍ

وأنتَ طيرٌ تلوِّنُه الكناية
"
ها قد بدأ بتشريع الأحكام ، ورزنمةَ الأقدار ، فيأخذُ من أدواته حكايةً ، تُملى عليك بلغةٍ من الإيمان !؟
يسرحُ الشاعرُ في خياله ، ويبدأ في (اللاوعي) ، هنا ويسيرُ
في شرعٍ ؛ ليغفو على صدر ورقة ؛ لينتشي مشرّعاً :
" أن قلبك كتلة حبرٍ " وأن هذه الكتلةُ تمثّلُ حجّاً للكنايةِ ، على رفرفةِ الطير ، ينعي الشاعرُ الوجودَ بلغةٍ من جمال !؟

" والقصيدةُ بنتُ الخيال"

نعم لقد ترصدتُها ، وعلمت أنه شذَّ عن مصير القاعدة ، وبذى على غصونِ الواقع ؛ ليقول " أن القصيدة بنت الخيال"
لكن هل هو خيال الشّعراء أم غيرهم ؟!

أنت ابن الفراغ "
دراما بمنطق الوجود ، هل الفراغ ، يعني (اللاشيء) فهو يريدُ الصعودَ إليه مثلاً ، أم أنّه يريدُ تقمّص شيئاً آخر ، ولا أستطيع
أن اجزمَ أن الشاعرَ يُحادثُ نفسه بحالِ الغير ؟
ما من فراغٍ إلا وينذرُ بالامتلاءِ أو الصّعودِ إلى دائرة الخفاء (لغةٌ وجودية ) ؟
هي أكثرُ من دعوة ؟

"والوحي ابن الهاوية"

حالةٌ من التناسق والتكامل البنائي : تظهرُ هنا ، فإذا كان كمال الوحي عندك ، وكنتَ ابن الفراغ ، فإنك ستنزل ؛ للهاوية
لذلك :

"تكبر على الوقت الذي يحاصرك
كن كتلة حبر "
تمرَّدٌ جديد
يرتدي عباءةَ الواعظ إلى آخرِ الخلود ، ماذا يدعي هذا !؟

أيُّ حبرٍ أكون ؟

"وكندى على جبين الياسمين "
حالة من التزاوج تظهرُ هنا ، كيف يتزاوجُ ثقلُ الحبرِ مع خفّة الندى ؟!

إذا اهتديت ؛ لمثلِ هذا النوع من الزواج :
"تتقمّص الحياة "

هل هذا عنوان آخر ؛ للقصيدة ؟!

يجسّدُ المعاني التي اقترفها في حقّنا !

 "إياك والغناء معهم "

هل يقعُ التحذيرَ من الغناء ، أم لهذا الغناء ، تآويلٌ أخرة معهم
(العوالم المذكورة آنفا ) ؟

" كن نشوز الأغنيات "
والنّشاز حالةٌ متعمّدةٌ في العصيان ، وإضافةُ الأمرِ لها ، فيها تألي
على مقاماتٍ أخرى ، لكن على أيِّ شيء
أنتَ لا تستطيع أن تغنّي مع الوجود ؛ لذلك كن أشذَّ الشذوذَ وآخرَ المنال في أغانيهم !؟

"كن اليقين يا ابن الفراغ
إن كان الآخرون فراغ"
يختم .
-: هل هناك أذانٌ جديدٌ بأن (اليقين) هنا هو (الشّعر ) في دعاءِ
الشاعر ، كأنّه السبيل للخلود ، والانتصار (في الذات ) على منصّات الوجود ؟
أم أن تمامَ اليقينِ هو : (الموت) الذي يصدّع الوجود وينتصرُ عليه في البدايةِ ثم يهزمه ؟
فمثّل الموت ؛ لتصدّعَ الفراغ ،وتفوز بالخلود ، إن هم ذهبوا إلى آخرِ الفراغ املأه باليقين. "

الأربعاء، 17 يوليو 2019

قصة المصير المجهول: زيد الحق العقاد




زيد الحق العقاد - بوابة اليمامة الثقافية 
كانت تلك اللحظة أجمل لحظة في حياته بل أكثرها صدمة حين انهمرت من عينيه دموع الفرح، عندما حصد الترتيب الأول على مدارس منطقته في الثانوية العامة.
كانت الحياة تعني لعبد الله الكثير، لم تكن بالنسبة له مجرد أيام تتوالى ويحكمها روتين يومي ممل، بل تتعدى ذلك حيث كانت مفعمة حياته بالجد والمثابرة والعزيمة التي رافقته منذ نعومة أظافره، لكنها لم تكن سهلة فالظروف التي كان يواجهها في كل مرحلة يمر بها، يتجاوزها بكل ثقة وشغف بعد صراع يدوم طويلا بينه وبين ذاته التي تعشق المغامرة.
بعدما حقق القدر لعبد الله فرحته الأولى بحصاد معدل امتياز في الثانوية العامة، وتلك الفرحة بالنسبة له لا يضاهيها أي فرحة لاسيما حققها بعد تعب شاق وليال من السهر ومجاهدة نفسه، لحسن حظه تم قبوله بجدارة لدراسة الهندسة في إحدى جامعات اسبانيا، بعد مقابلات وتصفيات حازمة قامت بها الجهة المانحة وبفضل مثابرته تم اختياره مع ثلة من الطلاب من بين الآلاف ممن تقدموا لها، ليال وسيكون حلمه الذي رسمه في مخيلته على مشارف التحقيق، نام ليله للمرة الأخيرة على سريره الدافئ بينما هو سارحا في مستقبله الذي بدا له كالطفل الضاحك: الحمد لله, بعد ليال شاقة سأقوم بتخطيط حياتي..ربما ستواجهني تحديات لكن ذلك بديهي للوصول إلى مبتغاي، فمن تكن العلياء همة نفسه فكل الذي يلقاه فيها محبب، فجأة نهض من سريره محدقا بالحائط الذي كتب عليه تلك العبارة التي جعلته يعشق التحدي وكانت تسانده وتحقن في عروقه التفاؤل المتجدد عندما يواجه عائقا في حياته، أخذ أنفاسا عميقة ثم استلقى على سريره غارقا في أحلامه الدافئة التي تراودها أطياف من الأمل والسعادة، جاء الصباح وبدأ قلبه بالخفقان وهو ينظر إلى أمه التي ذرفت دموعها على رحيله بينما تقوم بتحضير الفطور له، اقترب منها ومسحت يده دموعها وقال لها: كل شئ سيكون على ما يرام بإذن الله ,سأرحل عن حنانك الدافئ ولكنني سأشعر به عندما تذكريني بين طيات دعواتك الحنونة، وقبل يدها وخرج باكيا قلبه على الرحيل لكن أيقن في نفسه إن تحقيق حلمه الذي طالما سعى لأجله سيواسي قلبه عن فراقها المؤلم ، وخرج من بيته تاركا ضحكاته البريئة وذكرياته الجميلة التي بكت على أطلالها جدران بيته الذي ترك عليه بصمة بفعل عباراته التحفيزية التي باتت تؤانسها، وقبل أن يركب السيارة ويذهب إلى المطار، قام بوضع كومة من التراب الذي يعبق برائحة أجداده في جيبه بعدما امتلأ صدره العميق بعبقه الذي كاد أن يشبه رائحة الياسمين بعد سقوط المطر على تلك الأزهار اليافعة، ظل يتأمل بشوارع بلاده للمرة الأخيرة وقلبه يعج بتلك التنهيدات التي تكللت بابتسامة أمل على شفتيه، وصل المطار ودقت ساعة الرحيل وكاد أن يصاب بالإغماء نتيجة التوتر الذي استوطن نفسه، لم يتفاجئ عندما جلس أكثر من ساعتين ليأتي دوره عند الموظف كي يختم على جواز سفره، لكن فجأة أصابته تلك الكلمات بصدمة قاسية، أنت مرفوض للسفر!! ، التنسيق الأمني لم يدرج اسمك ضمن كشوفات المسافرين، ماذا يفعل بعد طول انتظار الذي بدا له كصرح من الخيال فهوى، لماذا حصل ذلك؟ لأني فلسطيني!!أم خارج لأتعلم، لا أدر ما الجريمة التي ارتكبتها بحق العالم لأكون مضطهدا هكذا…أم لأنني أتحدى العالم من أجل حقوقي المسلوبة!!وبينما هو جالس وفي حيرة من أمره، سمع صوت يتكلم بغضب على هاتفه وكأنه يوبخ شخصا ما ، التفت ناظرا إليه ولحظات ثم أقبل عليه وصافحه وكان متلهفا لمعرفة أمره الذي جعله يصرخ هكذا… عبد الله من غزة ،أيمكنني مساعدتك إن أمكن؟؟ أبي الخيزران…ثم صمت فترة وجيزة ثم أكمل حديثه، أعمل على تهريب الناس عن طريق البحر، فانزلقت إلى رأسه تلك الفكرة، ولماذا لم أغامر بذلك؟؟مضت ثلاث ليال وهو يتخذ من المطار مأوى له ويعانق شتى أنواع الظلم والاضطهاد فضلا عن تلك الليال ذات البرد القارس التي قضاها على أرض المطار ، ذاق مرارة الحرمان والوجع التي لم يتخيلها يوم ما ، جميعا واجهته في تلك الليالي التي لم يرافقه فيها أحد سوى خياله الباكي ودموعه التي أصيبت بخيبة أمل، لم يدر ما الذي يموج في داخله، يرجع إلى حيث كان ويودع حلمه المسلوب الذي قضى ليال من الوجع لأجله ولأجل تلك اللحظة أم يرافق أمله المتجدد ويطاوع نفسه للمغامرة في عباب البحر الذي ربما يقوده إلى مصير مجهول، وبينما هو سارح في التفكير جاءه اتصال من الحكومة الاسبانية، مرحبا…عبد الله على الهاتف، أجل! أمامك فقط ثلاثة أيام وإلا ستفقد فرصتك في المنحة التي حلم بها الكثير، في هذه اللحظة لم يكن خياره سوى المغامرة التي ستلقيه إلى قدر مجهول، وكانت صدفة عندما التقى بأبي الخيزران للمرة الثانية حيث طلب منه مساعدته بالسفر عن طريق البحر وإلا سيفقد حلمه، وافق أبي الخيزران على مساعدته وبعد إتمام بعض الإجراءات اتفقا أن يلتقيا بالمطار الساعة الثامنة صباحا ليصافحا شبح الغربة  الذي آنس أحلامه في ليلته الأخيرة في المطار، جاء الصباح الذي عانقته موجات من الضباب البارد، وكعادته لم يسلم من التوتر والقلق الذي احتل جسده العاشق للمغامرة لم يكن يعلم أن تلك المغامرة لم تكن مثل مغامراته السابقة بل هي أشدها خطورة وربما ستكلفه الكثير، وجاء القارب الذي سيبحر به في فضاء البحر الواسع المتلاطمة أمواجه التي بدت في مخيلته كالطفل الحائر، مضى عباب البحر ودقات قلبه ترافقها رهبة من خيبة الأمل ، مضت رحلته الأولى إلى مصر حيث قضى ليلة واحدة في القاهرة كانت من أجمل الليالي التي عاشها على ضفاف النيل اللامعة مياهه وأضواء القوارب ذات الأشرعة الخجولة على شاطئه، تلك المدينة الساحرة سلبت التعب من جسده المنهك والنوم من عينتيه بعد نهار شاق في أحضان عباب البحر، بات تلك الليلة في فندق يدعى بالهيلتون حيث لقي الاحترام والتقدير من موظفيه التي جبرت خاطره المكسور من المعاناة التي واجهها بالمطار، بعد يوم شاق استلقى على سريره في الغرفة, فإذا الباب يطرق: عبد الله.. نعم…هذا شئ بسيط من إدارة الفندق لك،كانت مائدة عشاء صغيرة، لكن الرغبة في الاسترخاء والنوم ؟ بالنسبة له فاقت حدودها وكانت أقوى من جوعه، جاء الصباح ففتح عينيه على أنغام أصوات العصافير وخيوط أشعة الشمس الدافئة ارتسمت على جدران غرفته، وأمواج النيل تتهادى بين نسيم الهواء الدافئ، فتح ستائر غرفته وأخذ أنفاسا عميقة ثم استعد للرحيل لبدأ مغامرة جديدة، نزل للأسفل وقام الموظف بتوديعه وأصر ألا يأخذ منه أجرة الليلة، وانصرف لمقابلة أبي الخيزران الذي غدا من الفندق مبكرا كي يقوم بتجهيز قاربه لمغامرة جديدة، مضى وأبي الخيزران في القارب لكن جمال المدينة الفاتنة والطبيعة الخضراء من حوله أنسته بتلك المغامرة وكاد قلبه يتباكى على فراق مدينة الحياة التي تركت بصمة في مخيلته وكيانه، بدت الأجواء تضطرب وبدا موج البحر المتلاطم كالمصارع الذي يقاتل على الحلبة، وأخذ القارب بالتراقص مع تلك الأمواج الثائرة، لكن لحسن الحظ وصل القارب إلى الجزائر بسلام بعد موجة عاصفة كادت تغدر به، بعد تلك المجازفة التي عاشها على ضفاف القارب المتمايل استقرت في قلبه كأطياف من شبح مرعب رافق كيانه، لم يكن يريد بإكمال مغامرته لكن طموحه المتناثرة بداخله قتلت تلك الرهبة، ولكن لم يبقى أمامه سوى يومين، بل ربما يلزم الأمر أن يستقر هناك أكثر من ذلك الى حين تحسن الظروف المناخية وتكون الأوضاع الأمنية مستقرة حيث كانت الأوضاع هناك تنذر بثورة ضد الاستعمار الفرنسي ونظام الحكم الفاسد يقوم بها الجزائريون، ولكن الأزمة بدت تتفاقم وتزداد سوءا ، إضرابا عم البلاد وانتشرت الضرائب إلى جانب انعدام الأمن وازدياد الأوضاع المعيشية سوءا، لكن كل هذا كان هينا عليه أمام ذاك الخبر الصاعق الذي هز شعوره عندما تناقلت وكالات الأنباء الإخبارية باستشهاد رفيقه أبي الخيزران أثناء مشاركته بالثورة الجزائرية، تمالكت مشاعر الانكسار والوحدة ملامحه، لكن الأمر الذي شغل تفكيره هو تلك المغامرة الأخيرة بوصوله لأسبانيا ولكنه لم يملك سوى يوم غد وإلا سيفقد فرصته، انتهز فرصة هجرة الجزائريون بالقوارب عن طريق البحر للتخلص من الظلم والاستبداد الذي احتل بلادهم ، كانت فرصته الأخيرة التي لم يفكر بعدها بأي عواقب ممكنة الحدوث نتيجة تلك المجازفة، مضى مع المهاجرين إلى القوارب واختنقت تلك النسائم الدافئة بدخان لهيب الثورة وعانق الضباب تلك المدينة الضاحكة، كان مشهدا مهيبا يوحي بالرحيل وآلاف القوارب الضاجة بالمهاجرين تتدفق إلى البحر لكن لسوء الحظ قامت السلطات الفرنسية بضرب تلك القوارب بالمدافع والقذائف وغرقت تلك القوارب واندثرت تلك الأحلام والطموحات في عمق البحر الهادئ وماتت الثورة ولقي عبد الله حتفه وهو يصارع عباب البحر الهائج وترك أحلامه التي تكللت بخيبات الأمل تصافح طيور النورس، وقال كلماته الأخيرة وهو مبتسم : وداعا أحلامي البسيطة فوطني الدافئ عجز عن استيعابك والعالم تجاهلها فعذرا يا وطني فأنا فلسطيني فقير وبسيط وليس ابن مسئول ولا من ذوي المناصب الذين إليهم القرار يؤول.
تحليل القصة
_المصير المجهول/ سبب التسمية لأن الشخصية لم تكن تعلم بمصيرها المأساوي المؤلم.
_المحور العام/تتحدث عن معاناة الشاب الفلسطيني عند السفر واضطهاده الذي يظل يرافقه أينما كان ووقوعه ضحية الغربة والظلم واستبداد الحكومات.
*الشخصيات/
_عبد الله: تيمنا بشهيد الغربة ولقمة العيش عبد الله المصري …رحمه الله
_قمت بذكر شخصية أبي الخيزران وهي شخصية قمت باقتباسها من رواية غسان كنفاني”رجال في الشمس” حيث كان في الرواية يعمل على تهريب الفلسطينيين في خزان شاحنة نقل للمياه ولكن في النهاية نسي الشبان الثلاثة واختنقوا داخل الخزان وقام بدفنهم بإحدى الصحارى ولكن في قصتي لم أجعل شخصية عبد الله تموت أيضا بسبب لامبالاته وتهكمه بل جعلت نهاية أبي الخيزران بالثورة الجزائرية .
_قمت بذكر البيت الشعري”ومن تكن العلياء همة نفسه فكل الذي يلقاه فيها محبب”، لأنه كان له دور في تغيير نظرتي للحياة وأيضا هذا البيت كنت استمد منه التفاؤل والأمل عندما كنت في الثانوية العامة وهو من قصيدة للشاعر محمود سامي البارودي.
_قمت بذكر عبارة ” صرحا من خيال فهوى” رأيتها مناسبة ومعبرة لذلك الشعور الذي عاشه عبد الله عندما فقد أحلامه أمام كلمات الموظف الصاعقة حيث قمت بتشبيه الانتظار الذي عاشه ويرى فيه كل أحلامه كالصرح من خيال وهوى فجأة بفعل كلمات الموظف, وهي اقتباس من قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي.
_قمت بإبراز علاقة الفلسطيني من أرضه حيث قامت الشخصية بشم تراب وطنها للمرة الأخيرة دلالة على تشبث الفلسطيني بأرضه رغم رحيله عنها.
_قمت بذكر أن كانت معاملة الفلسطيني في مصر بكل احترام وتقدير له لإبراز العلاقات الودية رغم تكالب المتآمرين على عدم إتمام الوحدة العربية.
_قمت بذكر الجزائر والثورة التي قاموا بها ضد الاحتلال الفرنسي وحكمهم الفاسد تيمنا بثورة التحرير الجزائرية ولإبراز أن الجرح العربي واحد ووحدة الوطن العربي ولن يتم التخلص من الظلم إلا بالقوة والثورة.
_قمت أيضا كالعادة  بوصف مظاهر الطبيعة من الطبيعة الخضراء والنيل والنسيم الدافئ والشمس لإضفاء التفاؤل والايجابية في نفس القارئ على الرغم من السلبية التي تتحدث عنها القصة من معاناة الفلسطيني والظلم الذي يواجهه.
#تنويه// العبارات باللون الأزرق تشير إلى حوار الشخصيات مع بعضها.
وبحمد الله وتوفيقه انتهيت من كتابة واحدة الأعمال الأدبية التي تمثل قضية جوهرية وهي “الهجرة” وتمثل الواقع العربي المؤسف ومعاناة الفلسطيني واضطهاده الذي لقي من العالم الذي عجز عن استيعاب أحلامه البسيطة,وأتمنى أن تكون حازت على إعجابكم وأؤمل أن أكون قد وفقت في بلورة فكرتي بنجاح وايصال رسالتي .
#فضلا إذا أعجبتك قم بنشرها, وسأكون سعيدا إذا أبديت لي رأيك وانتقاداتك حولها هنا عبر الرابط  أدناه بموقع صارحني….

النسيان هو الكذبة الكبرى لإرضاء العاطفة: نصر أبو بيض



نصر أبو بيض - كاتب ومحرر في بوابة اليمامة الثقافية 

النسيان هو الكذبة الكبرى لإرضاء العاطفة .

هذه بداية النّص والفكرة....

عاطفيا نحن ننسى أو نتظاهر بالنسيان كي لا نتألم ونُرضي  قلوبنا
منطقيا لا أجد مكانا للنّسيان في حياتنا فنحن نقع تحت رهن الذكريات والظروف

فلسفيا:
هناك نظرة موسعة يمكن أن يطول الشرح فيها؛ فنحن فعليا لا ننسى؛ نحن نرتب أولوياتنا من جديد؛ فعقولنا تعمل ضمن نطاق عمل قوقل تماما " الأكثر بحثا يظهر في البداية" هذه عقولنا وهذه كيفية عملها؛ حينما نفترق عمّن نحب أو يموت أحد ما لنا أو نخسر صديقا فإننا نتألم كثيرا لدرجة أننا نتخيل الحياة قد أصبحت فارغة مرة واحدة؛ هنا سنعيش مراحل كثيرة؛ تبدأ بالإنكار وتنتهي بالتأقلم وما بينهما تكيّف وتغاضي وقبول للحالة النفسية التي أصبحنا عليها.

الإنكار أو مراحل الحزن أو بالأحرى أول طريقة نفسية للإعتراض عما يحدث.
ذهب الذي ذهب ولكن عقولنا تُنكر ذهابه ولا زالت تعيش طقوس حضوره وضحكته و عفوية لفظه للكلمات الجميلة؛ لا بأس بعيش هذه الحالة بشكل طبيعي لشهرين أو ثلاثة ولكن إن زادت فهنا سندخل في حالة " إضطراب ما بعد الصدمة " وسوف نحتاج لتدخل الدعم النفسي وتعديل السلوك.


ما أن تنتهي مرحلة الإنكار طبيعا فإننا نحتاج بأن نجد اهتماماتٍ جديدة كي يبدأ عقلنا الواعي بالتعامل يوميا مع اهتماماته الجديدة؛  وشيئا فشيئا يبدأ تخزينها على هيئة أولويات في اللاوعي ومن هنا تبدأ عملية الترتيب في الذاكرة فمن إعتدت على حضوره قد فلَّ وذهب وما عاد في اهتمامات يومك .

الأمر أشبه بالظهور يوميا أمام المرآة فكأنما تحفظ ملامحك وإذا ما غبت أنت عن نفسك ستجد أنك تقول" والله زمان ما شفت حالي بالمراية ناسي شكلي !!" هذه جملة نمطية يطلقها عقلك كي يذكّرك برؤية نفسك؛ وهنا لو استبدلنا الأمر بما نريد أن ننساه فلا يجب علينا أن نتذكره؛ علينا أن نغيّر المبدأ قليلا وأن لا نُركّز على ما نريده نسيانه أو _ إعادة ترتيبه في ذاكرتنا _ بل يجب علينا إهماله؛ ليس كل المُشكلات تُحلّ بالتّركيز عليها ووضع خطّة للتعامل معها؛ بعض المشكلات فقط يمكننا إهمالها وسوف نتخطّاها بسهولة؛ فإن في كثيرٍ من الأحيان أكثر شيءٍ نريد أن ننساه؛ نتذكرهُ ، وهذا ليس لصعوبته بل لتركيز قوانا العقليه في فعل ذلك .


الأمر ليس صعبا كل ما علينا فعله أن نضع في خاطرنا بأن هذا الشيء ليس من اهتمامنا وسنتخلص منه وأن نقوم بخلق اهتماماتٍ جديدة وكل شيء سيكون على ما يُرام.


النسيان حقيقة لا يمكن التغاضي عنه؛ لكنه وهم لا يمكن انكاره.

رسالة إلى الوحدة: محمد الحوراني


محمد الحوراني - الأردن 

‏"رسالة الى الوحدة"

رفيقتي الأزلية غير المحببة، عندما أمسكتُ بالقلم وبدأتُ التفكير بالكتابةِ لكِ لم أكُن أعلمُ ماذا أكتب أو من أين أبدأ حديثي .. لكنني متأكدٌ تماماً من ضرورة هذه الرسالة، فقد أُثقِلَ صدري بكلامٍ أجهل كيف ومتى ولِمن أبوح بحروفِه وقد امتلأتْ مُخيلتي بأفكارٍ شاحبةٍ جعلت من ظلام قلبي مُحكماً للحدِّ الذي يمنعني من رؤية ذكرياتي أو الشعور بوجودها حتى ....
لماذا أنا تحديداً من بين جميع البشر ؟ لماذا تتمسكين بالبقاءِ معي إلى هذا الحد ؟ لماذا تُصرّين على إبعادِ الحياةِ عنّي ؟ كثيرةٌ هي الأسئلة التي أودُّ لو تجيبيني عليها او على أحدها على الأقل، فأنا يا ذات الرّداء الخشن وصلتُ إلى الذّروة في الملل والقلق والإجهاد وكلِّ أنواع التعاسة،، أصبحتْ تُزعجني رسائلي التي لا وِجهةَ لها إلا عُنوانكِ ولا ردَّ عليها إلا صمتكِ ... يُؤذيني أنين قصائدي التي تمنعين خروجها من حجرتكِ الضيقة، فإمّا أن تقتليها أو تسمحين لها بالتّنفُّس خارج أسوار لياليكِ البالية ..
ألا تعلمين يا عجوز الشّؤم أن المبالغة في أيِّ شيءٍ يُفسدُه !؟
وفاؤُكِ الشديد لي يخنقني، قُربُكِ اللّصيقُ مني يُربكني، اهتمامك الحثيث هذا يُكبّلني .. يحبس أنفاسي .....
حتى وأنا أكتب لكِ هذهِ الرّسالة تجلسين معي، تُحدقين في وجهي، ابتعدي عني، أريد أن ابقى وحدي ...
أريد أن أبقى وحدي !!!؟؟؟ يا لسذاجة هذهِ الجملة وغبائها وسُخريتها ! كيف أطلب منكِ ما تقدميهِ لي دائماً بكرمٍ وسخاء حتى دون أَن أطلب !!؟
يُقال أن لكلِّ قصةٍ بداية ونهاية؛ إلا قصتي معكِ .. فلا أستطيع حصر بدايتها بتاريخٍ مُعيّن أو مرحلة محددة من عمري، فهي عتيقةٌ بعُمق...
أمّا النهاية فيبدو أنها بعيدة .. أبعدُ من أن أتخيلَ شكلها، ورُبما لن تأتي ..
تعبت ...
تعبتُ منكِ، بقائي الحتميُّ مُنفرداً يُشعرني بالبرد والخوف ... أشعرُ أنني أُصبتُ بالكهولة وأنا لا زِلتُ في عزِّ شبابي، عُزلتي هذه نخرت عظامي .. أضعفتني .. سلبت حرارة دمي .. صمتي الدائم خدَّرَ روحي وجلبَ لها الهشاشة والوهن .
أبغضُ هذا الفراغ الذي يعتريني، فقد أنساني جزءً كبيراً من تفاصيلي .. نسيت كيف أكون "انا" دون أن افكر .. أشتاق لِأَن أكون بكلِّ بساطةٍ "انا" .... أخاف أن أتعوَّدَ وأستأنسَ وجودكِ فتسكنين جوارحي حتى نهاية العمر، فأفقد ما تبقّى من تفاصيلي وتُدفنُ روحي في بحاركِ وأنسى تماماً ما كنتُ عليهِ قبلَكِ ..

في نهاية هذهِ الرّسالة التي تقرئينها قبل أن أرسلها .. وحتى قبل أن أكتبها ..
    أطلبُ منكِ راجياً أن تعيدي لي مهارة "السعادة" التي سلبتني إياها عُنوةً وأن تُقللي من حِدّة عبوسي لأن شكلي أصبح مُنفراً بعض الشيء ...


أُنهي رسالتي على أمل الوداع ...

الثلاثاء، 16 يوليو 2019

التبرج الفكري: مصلح أبو غالي




مصلح أبو غالي - بوابة اليمامة الثقافية 

يبدو أنه  قدر المرأة في مجتمعاتنا تلك أن تظلَّ مطاردةً وغريبةً وأن تسير فوق النار إلى المدى المفتوح دون أن تلتقطَ أنفاسها ودون أن تدربَ رئتها على الأنفاس السريعة
لاسيما وأنَّ الجهل يتغلغل داخلنا أكثر وأن شرقيتنا ما زالت  تسبح تحت جلودنا وتصحبنا في مواعيدنا وتجلس معنا على نفس المقعد  وتشاركنا فنجان قهوتنا
قدر المرأة في مجتمعاتنا العربية أن تظل تركض دون تعب لأن الرجلَ يحيط بها من كلِّ جانبٍ ويلبسُ أوجهًا عديدةً،  يريد أن يذبحها لأن ابتسامتها تخيفهُ ولأن أنوثتها تصيب رجولته في مقتل،
والمرأة تشبهُ (طائر السمّامة) فقد خلقت لتظل طائرةً في السماء دون أن ترتاح على الأرض ودون أن تنتمي لمكانٍ أو زمانٍ فهي أجمل من أن تنتسب، وأدهش من أن تقيم
هي أول من يطير وآخر من يهبط!
إن اعتياد المرأة على هذا اللجوء الأبدي يشبهُ اعتياد الأمة العربية على الهزائم المتكررة وتقبلها للأمر لا يختلف كثيرًا عن تقبل العرب للحكومات المستبدة وللإستعباد.
وهذا ما يفسر سبب الهجمات التي يقوم بها الشرقيون في حروبهم غير المنتهية ضد العنصر الجمالي الذي تمثله المرأة.

من فرط ما اعتاد العرب على خسائرهم اندمجوا اندماجَ المذهول  وتفاعلوا تفاعل الطفل الذي يجدُ دميته بعد عَناءٍ طويلٍ من القلق والبكاء  لذلك اعتمدوا مبدأ "لا تعايرني و لا أعايرك" وقد نجحوا في ذلك بعدما وأدوا الذكريات التي تقوي روابط حاضرِهم بماضيهم وأغلقوا كلَّ النوافذِ المفتوحةِ على جراحِ الأمس؛ ولكن ولأنَّ من طبيعة الشيء المذبوح أن يشتكي -ولو صدفةً- من ألمهِ وأن تخونه يداه مع موضع الألم
كان لزامًا عليهم أن يجدوا شمَّاعةً ينسبون لها ما يفرون منهُ
وهنا كانت المرأة في أوجِ فتنتها وكلِّ أساورها وأنواعِ مكياجها تستعد لأن تكون الوجبةَ المُعَدةَ للأكل، كانت شهيةً بما يكفي ليأكلوا جَسَدها ويمتصوا دماءها.
كان الطابخُ  رجلًا جائعًا والآكلُ رجلًا حافِظًا أما الذي قدَّمَ الطعامَ فقد كان نادلًا جاهلًا يملك عقلًا فارغًا يسمى شيخًا!
شيخٌ يملكُ نظرةً أحاديةً يتعامل مع أنصاف الأشياء، استلذَّ على القشور لذلك استغنى عن اللُّبِّ، تركَ أمتهُ مهزومةً وغادر دون أن يضمد جراحها أو يحمل عنها أمتعتها وراح يُلقي اللوم على "المتبرجات"...
إنني أرفض التبرجَ شكلًا ومضمونًا وأرى أنهُ ينقصُ من جمال المرأةِ ويقلل أنوثتها  وأرى أن المتبرجةَ ترى نفسها سلعةً رخيصةَ الثمن وما كشَّفتْ عن أشياءها الثمينةِ إلا لتزيدَ سعر الطلب على بضاعتها، ولكن هل التبرج هو سبب العنصرية العربية والهزائم، وهل هو سبب الفقر، والجوع، والقمع، وانعدام الحريات، وازدياد نسب المنتحرين، وارتفاع حالات القتل المتعمد، و...؟ وما هو مفهوم التبرج؟
هل المرأة التي تحافظُ على جمالِها البسيط وأناقتها المتزنة -دون أن تكشف شعرَها- يدخل في مفهوم التبرج؟! وهل عطرُ المرأة كان السبب وراء المجازر العربية التي نُفِّذتْ بأيادٍ عربية!

لا يمكنني أن أتقبلَ فكرةَ أن تكون المرأةُ إنسانًا آليًّا نحن من يحركهُ يمينًا أو يسارًا ونحن نختار له ما يأكل وما يشرب ومتى يخرج ونحن من يختار له نوعَ وكميةَ الهواء الذي يتنفسهُ، فالمرأة ليست (رموت كنترول) -كما يراه بعضُ المتشددين-
أنا لا أقبل أن تكونَ "غوريلا" أو "علبة تونة" مُغلَّفة كذلك لا أقبل أن تُرخِّصَ نفسَها لتصبحَ  "حلوى مكشوفة"

إن التفنُّنَ والإمعانَ والإفراطَ في وضعِ التعقيدات والحواجز التي تصرون على تحصينها وتعقيدها تقتل أحلام النساء
وتسفك عواطفهنَّ وترمي الأملَ الموجودَ داخلهنَّ في حاويات القمامة!
المرأة كائنٌ من حقهِ أن يتزيَّنَ وأن يحافظ على جمال مظهرهِ وأناقته الدائمة وأن يُحِبَّ وأن يُحَبَّ كما تشاء دون أن يمنعها أو يقتلَ  رغبتها  بالحياة أحدٌ أو يقمع إنسانيتها

هذا لا يعني أنني أدعو للتبرج....
إنني  أدعوكم أيها الأحباب  أن توسعوا إدراككم وأن تتعمقوا أكثر بمفهوم التبرج الحقيقي الذي دعا إليه الإسلام

خلافنا ليس مع الدين وإعتراضنا ليس على القرآن
 إنما على سوءِ فهمِكم وسذاجةِ تفكيرِكم وسطحيةِ عقولكم
أعيدوا النظرَ فيما تحكمون فيهِ

الجمعة، 12 يوليو 2019

كعادتي: يسرا الخطيب



يسرا الخطيب - بوابة اليمامة الثقافية 

كعادتي
وكقامة سامقة
أتعمد بشمس الظهيرة
لأصلب ظلي
 كي لا يتبع  ظلك
المنحسر بين شروقي وغروبك.

لا أملك إلا ناصيتي
فأحتضن جهاتي الأربع
أختزل كل الفصول ..

أتمحور ريحاً واثقة
تعلو سمائي الملبدة بغيومك
أهطل بها غيثاً نقياً
لأرطب قيظ نهارات ٍعقيمة 

تدور رحايّ
لألتف وحلمي
على عقربَيْ زمننا الآفل
وأوقف رحلة الدوران .

الخميس، 11 يوليو 2019

جواد العقاد: مسلسل "ترجمان الأشواق" نموذجٌ واضحٌ لثقافة الدراما السوريّة.


جواد العقاد - رئيس تحرير بوابة اليمامة الثقافية 

مسلسل "ترجمان الأشواق" نموذجٌ واضحٌ لثقافة الدراما السوريّة.
من العنوان تظهرُ ثقافةُ المسلسل ؛ فإنَّ "ترجمان الأشواق" ديوان شعر للشّاعر الصوفي محي الدين ابن عربي.
تدورُ أحداثُ المسلسل في دمشق إبان الأزمة السورية، أما العُقدة تتمحور حول جماعات مسلحة تخطفُ صبيّة وتطلبُ فدية. المسلسلُ يشبه إلى حدٍ ما أغلبَ المسلسلات التي تتحدثُ عن الأزمة السوريّة، حيثُ يسلطُ الضوءَ على معاناة المهاجرين، والبطالة، الاستغلال، تجارة الحروب، صراع الأجيال، ويتناولُ الكثير الأمور الإنسانية التي يعاني منها المواطن السوري يوميًّا بمفهومٍ فنيّ ذكي، فأغلبُ الأعمال الدراميّة تتناولُ الحربَ من زاويةٍ إنسانيّةٍ بعيدًا عن تحويل المُسلسل لنشرةِ أخبار، وهذه ميزة.
يمتازُ المسلسلُ بثقافةِ السيناريو المُكثفة، فإنه يعرض حياة ثلاثة أصدقاء كانوا ينتمون لليسار العربي
(المترجم نجيب، الدكتور زهير، كمال صاحب المكتبة) وبعد أن عصفت بهم ظروفُ الحياة التقوا في دمشق ، وقد اعتنقَ زهيرُ الفكر الصوفي، ونجيب الكاتبُ والمترجم تبعدُه الظروفُ السياسيّة عن البلاد أما كمال يبقى محافظًا على فكره.
أهم ما أثرى المسلسل:
1- الحوار
جاء لصاحب المكتبة كمال ( ممثل الدور الفنان فايز قزق) رجل كبير السن يحملُ عدةَ كُتب يريدُ بيعها ليدبرَ شؤون حياته،دار نقاش بينهم انتهى بقول كمال: " اقرأ ليهبط البيت ".
وأغلبُ الحوارات بين الأصداقاء الثلاثة يغلبُ عليها التبادل المعرفي والثقافي.
٢- لمّح المسلسل إلى تراجع اليسار العربي،قد برز ذلك من حوارات الأصدقاء الثلاثة.
3-أشار إلى قضية صراع الأجيال التي ظهرت بين كمال وأبنائه.
4-عرض بعض مظاهر الفكر الصوفي ؛ فقد كان د. زهير متصوفًا ويحضرُ مجالس الصوفين.


كيف تتعامل مع الناس القاسية قلوبهم: لطيفة القاضي


كيف تتصرف عندما يكون  اسلوب الناس وقحا معك ؟
كيف تتعامل مع الناس القاسية قلوبهم ؟

لطيفة القاضي - بوابة اليمامة الثقافية 

يختلف أسلوب الناس من شخص إلى آخر  و كل هذا يعتمد على تربية و نشأة هذا الشخص ،فنجد الانسان الطيب الذي صلحت سريرته  فتصالح مع نفسه ومع الآخرين فنفسه مطمئنة مرتبطة بالله ،والانسان الخبيث الذي يعتبر من الذي ينطبق عليه الوقاحة في اسلوبه عنوانه .هناك الاشخاص القاسية قلوبهم لا يعرفون للرحمة طريق ،فتكون قلوبهم قاسية على اقرب الناس اليه فيتعامل معهم بالقساوة وعدم العطف.  الحب لا يعرف لقلبه مكان.اكيد كل شخص فينا تعرض لهذه الشرائح من الناس التي لا يخلو منها اي اسرة واي مجتمع   .فحاول أن ترى ما وراء أقوالهم الغاضبه.
 وهنا العدوان طريقهم و يعبير عن اناتهم. كلامهم انعكاس لدولتهم الداخليه و ليس لها علاقه بك.


و من هنا  فلا تخفض نفسك ابدا إلى السلوك الوقح للأخرين.ابق هادئا و قويا واكثر لطفا و غني بنفسك و أخلاقك
اذا استفزك أحدهم فلا تلقي له اي أهتمام، فحاول ان تشغل نفسك باي شيء ،لكي تبعد عن ازاهم  ونفسيتهم المريضة.
هناك من يجيد الوقاحة في تعامله مع للناس ،فلابد من ان تعرف أن الشخص الوقح هو خالى من الداخل و يفتقر من الاخلاق واللباقة في الأسلوب و التعامل مع الناس فابتعد عنه وان لزم الامر فقاطعه .هذه الفئة من الممكن ان  تكون بقربك او اقرب الناس لك فيكون التعامل معه عند اللزوم ،واذا لزم الامر فقط .أهم شيء ان تثق بنفسك لا تجعل هذه الشريحة  ان يفقدوك الثقة بالنفس ،فلا تتغير ابق هادئا حكيما .

فان القساوة في القلوب والوقاحة من عمل الشيطان ووصل الشخص لهذه المرحلة من قلة دينه و حياءه و البعد عن الله ،فعلينا قبل كل شيء ان  نتمسك بالله و ان نكون رحماء بانفسنا و رحماء بالاخرين .و نرجع للفكرة التي خلقنا بها من التسامح والصدق والكرم و مساعدة المحتاجين و نجعل قلوبنا خاليه من البغض والحسد والكبر حتي لا نتحول مع مرور الوقت الى هذه الشريحة البغيضة. 

الثلاثاء، 9 يوليو 2019

حول صفقة القرن: فاتن عبد المنعم




فاتن عبد المنعم - مصر 
صفقة القرن يتم ترديدها كثيرا هذه الأيام ومعروض بنودها وطرق تنفيذها في كل وسائل الإعلام بمنتهي التحدي، والثابت والأكيد أنه ما من حدث أو فعل في حياة الأمم وليد الصدفة أو اللحظة وإنما يكون تم الإعداد التام والتهيئة الكاملة له من قبل ذلك بعقود طويلة وربما بقرون، فقط نحن الذين نعيش اللحظة الآنية دون التفكير لما سيحدث مستقبلا على المدى القريب أو البعيد إما للتجهيل المتعمد أو لعدم القدرة على استشراف المستقبل من قبل النخبة أو أنهم يعرفون ما يتم خلف الأبواب وأسفل الموائد ولكن تتملكهم الأنانية وضيق الأفق، يرغبون في الحصول امتيازات فردية لا تسمن ولا تغني من جوع أو إيثارا للسلامة التي لن يبلغوها مادام الورم يتمدد في الجسم المعتل.
لذا كان التعتيم أو المحاولة المتعمدة لذلك كانت ملحوظة تجاه بعض مفكرينا الذين كانوا يحملون مشعل الهداية لنا في دياجير الظلام المطبق واضحة لكل ذي بصيرة، بيد أن ضوء الشمس الساطع يغشي العيون وإن أنكرت، على رأس مشاعل الهداية المفكر الكبير جمال حمدان والذي قال:
“الدولة اليهودية ملجأ من الشتات وأخطاره المحتملة أو الموهومة، بوليصة تأمين ووثيقته لاستثماراتها المالية الاحتكارية ولكن تحقيقها في البداية وبنائها بعد ذلك لم يكن ممكنا بغير المشاركة الكاملة للاستعمار العالمي الذي تطابقت إلى حد التماثل خططه ومصالحه.
فهي بالنسبة إليه قاعدة متكاملة آمنة عسكريا ورأس جسر ثابت استراتيجيا ووكيل عام اقتصاديا أو عميل خاص احتكاريا وهي في كل أولئك تمثل فاصلا أرضيا يمزق اتصال المنطقة العربية ويخرب تجانسها ويمنع وحدتها وأسفنجة غير قابلة للتشبع، تمتص كل طاقاتها ونزيفا مزمنا في مواردها وأداة جاهزة لضرب حركة التحرير وإسرائيل بهذا المعنى دولة مرتزقة لا شك تعمل مأجورة في خدمة الاستعمار العالمي بمثل ما هي صنعه وصنيعته وربيبته” (إستراتيجية الاستعمار والتحرير).
وهذا يعني أن هذا الكيان هو يد “الاستعمار الطولي” في بلادنا وله من الظهير العالمي ما يعطيها القوة لفعل ما يريد دونما أي اعتبارات أخرى، فالثقل يكون لذي القوة، هذا الكيان اللقيط قام بتطويقنا لتضييق الخناق علينا لنرضخ لابتزازه الذي تلي مرحلة الحروب العسكرية فقام بعمل شبكة علاقات قوية مع السمراء الحارة “أفريقيا” بعد أن أدرك من أين تؤكل الكتف في المقابل تركنا تماما القارة التي ننتمي إليها إما عن جهل أو إهمالا غير مدركين لعواقب أن نولي القارة السمراء ظهرنا فالفراغ الذي تركناه بالقطع ملأه غيرنا بما تريد أفريقيا الثرية الثريدة العطشى المتطلعة، البكر التي ترنو لمن يفض بكارتها، فجعلوا لأنفسهم موطئ قدم في التربة الحمراء التي تجود على من يجوس فيها.
وعود إلى الأستاذ (جمال حمدان) الذي أحب قراءة كلماته على مهل وهو الذي يقول: “المستقبل القريب جدير بأن يثبت أن إسرائيل لن تكون إلا مجرد مرحلة في رحلة الشتات التاريخية، مجرد جملة اعتراضية في تاريخ فلسطين وقريب هو لا شك الخروج الجديد”.
فهل معنى هذا أن نظل في التيه الذي فرضناه على أنفسنا، هذا التيه الذي نعيشه ولم نقل حطة، كبر وجهل وزعم آثم بأننا نملك كل الحقيقة وأننا خير أمة ونسينا الشطر الأخير من الآية “تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر” فماذا إذا كنا نأتي كل أنواع المنكرات؟!!
وقد مر تكوين هذا الكيان اللقيط بعدة مراحل أولا الاصطفاف وتحديد الهدف في جملة من البنود عرفت فيما يسمى برتوكولات صهيون (عبارة عن أربعة وعشرين بندا في أوراق عثرت عليها السلطات الروسية في القرن التاسع عشر والتي نشرت لأول مرة في كتاب عام 1901 للصحفي الانجليزي فيكتور مارسدن، وقد تم توقيفهم خلال مهاجمة إحدى قابلاتهم التي كانوا يجتمعون فيه سرا ليملي عليهم الشيطان هذه البنود حتى يقيموا مملكة داوود والتي بها يتهود العالم بأسره، والتهود هنا لا يعني أن يصبح البشر يهودا كلا فهم لا يبشرون بدينهم لأنهم لا يعترفون بيهودية أي إنسان إلا إذا كانت أمه يهودية وبذلك هم يرمون إلى حكم العالم بأسره وليس إلى إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات كما هو شائع بيننا).
ثم التسلل قبل الحرب العالمية الأولى تحت عين الانتداب البريطاني والذي كان لهم ظهيرا فسمح لهم بالتكتل كأقلية كبيرة كونت ما يسمى نواة “البيشوف” أي المجتمع اليهودي داخل فلسطين وقامت عصاباتهم بتكوين المليشيات التي هاجمت الفلسطينيين وقد اتسمت هذه المرحلة بالدموية التي يزكيها الاحتلال الانجليزي بإمدادهم بما يحتاجون إليه من سلاح وسميت هذه المرحلة “بحرب التحرير من الاستعمار العربي” وهي حرب 1948.
نجحت الدول الاستعمارية من خلال سياسة التسليح والمناورات السياسية في طرد مليون فلسطيني بينما تدفقت الهجرات اليهودية مابين اثنين إلى ثلاثة ملايين من الصهيونيين ليمثلوا في ذلك الوقت 13% من يهود العالم وقد اعتبرت إسرائيل نفسها في ذلك الوقت “إسرائيل الصغرى”.
وما غفل عنه أحفاد القردة والخنازير المدفوعين بغرور وقوف الاستعمار قديما وحديثا معهم أن التجمع في مكان واحد مركز لهو البداية الفعلية لتحقيق وعد ربنا عز وجل بالقضاء عليهم كما وعدنا في سورة الإسراء بقوله في سورة الإسراء:
{وَقَضَيْنَآ إِلَى بَني إِسْرَائيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً* فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً* ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً* إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخرةِ لِيَسُوؤواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً* عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً}.
عباد الله أولي البأس الشديد ليس فيهم الموقوذة والمنخنقة والنطيحة والمتردية وما أكل السبع.
يقول الدكتور ناحوم جولدمان وهو زعيم صهيوني ولد 1895 وتوفي عام 1994:
“لم يختر اليهود فلسطين لمعناها التوراتي بالنسبة إليهم ولا لأن مياه البحر الميت تعطي سنويا بفضل التبخر ماقيمته ثلاثة آلاف مليار دولار من المعادن وأشباه المعادن وليس لأن مخزون أرض فلسطين من البترول يعادل عشرين مرة مخزون الأمريكتين مجتمعتين بل لأن فلسطين هي ملتقى طرق أوروبا وآسيا وأفريقيا ولأن فلسطين تشكل بالواقع نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم ولأنها المركز الاستراتيجي العسكري للسيطرة على العالم”.
وفي ظل التضليل الممنهج خاصة للأجيال الجديدة فكان لزاما علينا تتبع تاريخ فلسطين، كان بداية ظهور الإنسان على تلك البقعة سنة 8000 مع هجرة قبائل الكنعانيين واليبوسيين من جزيرة العرب ومن هنا كان تسميتها أرض كنعان فقد سكنوا سهول فلسطين أما الفينيقيين فقد سكنوا الجبال.
أول مدينة ظهرت في فلسطين عام 4500 قبل الميلاد وهي أريحا كان بها أولى الدلائل المدنية البدائية بالمعنى الذي يمكن فهمه لهذا التوصيف، ولم يظهر اليهود سوى جيل واحد فقط وهو يعقوب وأبنائه الذين ما لبثوا أن هاجروا إلى مصر في زمن يوسف عليه السلام، وبعد موت يوسف عاشوا خدما وعبيدا للمصريين حتى زمن سيدنا موسى الذي ذهب لتخليصهم من الفرعون الذي كان يسومهم سوء العذاب يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم، وكرامة لسيدنا موسى شق الله البحر الأحمر وأغرق الفرعون وجيشه، ويقول المفكر جمال حمدان أنهم لم يعيشوا بمصر أكثر من مائة وخمسين عاما في جيتو منفصل ولم يتركوا أثرا يذكر لهم في مصر (وببجاحتهم المعهودة عندما جاء بيجن بعد معاهدة السلام إلى مصر قال عن الأهرامات هذه بناها أجدادنا) كما أن العجل الذي صنعه السامري وعبدوه كان من ذهب المصريين الذين أخذوه بحيل وطرق ناعمة.
هذا على الرغم من أن اليهود لم يكن لهم يوما ما دولة تخصهم إلا في زمن نبي الله سليمان عليه السلام وكانت في جزء من أريحا بفلسطين والهيكل الذين يبحثون عنه قد دمر بالكلية في زمن سيدنا سليمان.
يقول ماركوس إيلي رافاج:
“أنتم أيها المسيحيون لم تدركوا بعد عمق إجرامنا نحن اليهود، فنحن دخلاء ونحن هدامون ونحن متمردون، لقد استولينا على عالمكم ومثاليتكم ومصيركم، لقد دسناها جميعا تحت أقدامنا، لقد كنا السبب الأول ليس للحرب العالمية الثانية فحسب بل لجميع حروبكم تقريبا وليس الثورة الروسية فحسب بل لجميع الثورات العظمى في تاريخكم، لقد أدخلنا الفوضى والفتنة إلى حياتكم الخاصة والعامة ولا نزال نقوم بهذا الدور إلى اليوم ولا يمكن لأحد أن يقول لنا كم من الزمن سنستمر في التصرف على هذه الشاكلة”
من تصريحاتهم نتبين المؤامرة المنظمة والمجدولة والتي بها يصلون إلى أهداف محددة اتفقوا عليها وينفذونها بحرفية عالية حيث ينفذون في كل مرحلة جزئية معينة لأنها لا تحتمل ما هو أكثر من ذلك والنتيجة هو زيادة رصيدهم كل يوم، هذه المثابرة والصمود قادهم إلى حكم العالم بالفعل وأنهم يرسمون بأيديهم المجرة التي يتحرك فيها كل فرد وكل جماعة صغيرة كانت أو كبيرة، دويلة أو دولة فلا غرو أن أي رئيس أمريكي منذ نشأتها يخطب ودهم ويتزلف إليهم حتى يضمن انتخابه أو بقائه وهو الرضوخ الذي كان نتيجة جهود حثيثة بذلوها أفرادا وجماعات منذ عائلة روتشيلد الألمانية الفقيرة(1743-1812م) الذين كانوا يسكنون بيتا فقيرا من الخشب بألمانيا على الطراز القوطي في “جود نغاسة” وهو الشارع اليهودي ويجمعون أشياء الآخرين المستعملة ويعرضونها أمام بيتهم الفقير(وقد علقوا الدرع الأحمر رمزهم وشارتهم والذي يسمى بالألمانية روتشيلد ومن هنا كانت تسميتهم وهو يرمز إلى كونهم لن يبلغوا ما يريدون إلا بسفك الدماء) لبيعها لفقراء آخرين، هذه الأسرة الفقيرة المحتقرة من الأوروبيين كونهم فقراء وكونهم يهود، وهذه الهوية الدينية كانوا يلصقون بها كل سوءة ورزيلة من الممكن أن تطلق على إنسان فكيف انقلب الحال إلى النقيض وأطلقوا هذه الصفات علينا وروجوا لها أيما ترويج في التحام صهيوصليبي ناعم وخشن في آن ضدنا كمسلمين بصفة خاصة ليصبح الأعداء أصدقاء حميميين طالما كان الإسلام هو المعني وهذا ليس بجديد.
وعندما حضر أمشيل الأب الوفاة دعا جميع أبنائه(آل روتشيلد) إلى فرانكفورت وبعدما قرأ تلمود الشيطان قال لهم:
“تذكروا ياأبنائي أن الأرض جميعها ينبغي أن تكون لنا نحن اليهود وأن غير اليهود حشرات ينبغي أن لايملكوا شيئا”.
وحتى نعلم مدى جهودهم ومثابراتهم وإصرارهم على امتلاك نواصي الأمور في العالم كله نعود إلى الخلف لنقرأ ما قاله الأمريكي بنيامين فرانكلين أحد زعماء الاستقلال محذرا الأمريكان من تغلغل اليهود في الدولة الأمريكية عند وضع الدستور الأمريكي عام 1789:
“أيها السادة في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية بها، ومازالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم، وقد أدى بهم الاضطهاد إلى العمل على خنق الشعوب ماليا كما هي الحال في البرتغال وأسبانيا.
منذ أكثر من 1700 عام واليهود يندبون حظهم العاثر ويعنون بذلك أنهم طردوا من بيوت آبائهم، ولكنهم أيها السادة لن يلبثوا أن أعطتهم الدول المتقدمة فلسطين أن يجدوا أسبابا تحملهم على ألا يعودوا إليها. لماذا؟ لأنهم طفيليات، لا يعيش بعضهم على بعض، ولابد لهم من العيش بين المسيحيين وغيرهم مما لا ينتمون إلى عرقهم، إذا لم يبعد هؤلاء من الولايات المتحدة بنص دستورها فإن سيلهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مائة عاما إلى حد يقدرون معه أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دمائنا وضحينا بأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا الفردية، ولن تمضي مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول ليطعموا اليهود، في حين يظل اليهود في البيوتات المالية يفركون أيديهم مغتبطين.
إنني أحذركم أيها السادة أنكم إن لم تبعدوا اليهود نهائيا، فلسوف يلعنكم أبنائكم وأحفادكم في قبوركم، إن اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال، فإن الفهد لا يستطيع أن تغير جلد الأرقط، إن اليهود خطر على هذه البلاد إذا ما سمح لهم بحرية الدخول، إنهم سيقضون على مؤسساتنا، وعلى ذلك لابد أن يستبعدوا بنص الدستور”(من كتاب حكومة العالم الخفية مع ملاحظة عند صدور هذا الكتاب قتل الكاتب والناشر معا).
يعلق الكاتب على ذلك بأن أمريكا ما هي إلا ربيبة إسرائيل وليس العكس وأن الرئيس الأمريكي ليس إلا متحدث جيد لما يكتبه مستشاره اليهودي مع أن الأمريكيين يكرهون اليهود أكثر من كراهتهم للزنوج ولكن اليهود هم الذين يصنعون الرأي العام عن طريق الإذاعة والتليفزيون والصحف ودور النشر والسينما ومازالوا يجتهدون للإجهاز على المجتمع الأمريكي بترويج الشذوذ الجنسي والحشيش والأفيون وجميع الصراعات التي تظهر في المجتمع الغربي.
إن الأمجاد لا يبنيها كسالى يتغنون بالماضي والماضي فقط، الحنجوريين الذين يتفوهون بشعارات براقة تدغدغ المشاعر أيا كانت بينما العمل على الأرض هو صفر،فهم الآن ليسوا إلا سوقا مستهلكة لكل ما ينتجه الآخر، الرأسمالية الطاحنة التي دفعنا إليها رغما عنا ستفتك بنا ولا داعي للظهور بمظهر الضحية فنحن مذنبون أكثر من كوننا ضحايا، نعم المؤامرة قائمة ومستمرة ولكن بنودها تنفذ بأيدينا أكثر من أيد الآخرين، إن التغني بالمجد الزائل في زماننا ليس إلا اعتراف صارخ بالعجز والهزيمة.
بين عائلة روتشيلد الفقيرة وصفقة القرن بون شاسع لم يتركوا فراغه للعابثين بل عملوا كل ثانية ودقيقة حتى يبلغوا ما هم فيه الآن ونحن دائما وأبدا نبكي على اللبن المسكوب ولا نتعلم من أخطائنا ونجاحات الآخرين.
سنن الله لا تتبدل تعطى لمن يعمل بها سواء الكافر أو المؤمن، دراسة خبرات السابقين علينا وكيف مروا من عنق الزجاجة لهي بقعة الضوء الواجب السعي إليها.

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...