الثلاثاء، 27 أغسطس 2019

الحمارُ والوحشيّ: نور الحق الحلو



يُحكى أن حمارين تقابلا يوماً في أرض خصبة العشب والكلأ، وفيرة المشرب والمرتع.
كان الأول من الحمُر العصرية الراقية ، من ذوي الرفاه الاجتماعي والضمان الوظيفي، له حظيرة مرتّقة بالألواح الخشبية ومسمرة بقطع حديدية مهترئة، لا تكاد تخلو مخلاته من التبن والشعير وما تبقي من مخلفات البيوت، له عربة يجرها من الصباح حتي المساء بكل عزم وثبات، لها أربعة إطارات إحداهن مثقوبة منذ زمن، علّق له صاحبه بعضَ الدناديش المزركشة علي رأسه وبعضَ الأجراس المحفزة علي رقبته، ظانّاً أن لا أحد يبلغ مرتبة الشرف هذه مع كل الأوسمة والنياشين التي حظي بها جبينه ، فهو يرى نفسَه حمارا مدللا من أهل النبل والشرف، يستحق التقدير والترحيب من الجميع، لا سيما ذلك الضيف القابع أمامه .
أما الحمارُ الثاني فقد كان حمارٌ وحشي ٌمن النوع المخطط، ذات القوائم العالية والجسم العريض، والرأس المصقول، والعضلات المفتولة، لا يعرف التعب والنصب، مُلهب القوة والنشاط، فائق الفنن بالحركة والسباق، له قدرة علي العيش في البراري القفار منها والخصاب، يتكيف مع الجدب والقحط، له جلد علي شظف العيش وقسوة الحياة .
عزيز بالنفس ، فخور بالنوع، لديه انتماء للقطيع،   يري دونه من الحمير كأنها حشرات وبعض من بقّ وآفاتٍ لا قيمة لها - بطبيعة الحال - التعالي والتكبر ديدنهما، كل منهما يعتبر نفسَه من عليّة القوم.
بعد أن دار بينهما حديث لزجٌ مطوّل انتهى بشنّ الحضري هجوماً كلامياً لاذعا، حانقاً عليه، يؤجج النار في الهشيم، لكنه مع فرط الدلال والدلع المدني، جاءت نبرة صوته حانية متبتلة، مذلة، تحيط بها النعومة المرهفة، والحس الرقيق المسالم، متكئاً بقدم ونصف علي جذع شجرة قائلا له : لماذ طبعوا عليك اللون الأسود والأبيض ؟هل يخافون عليك من الضياع؟
حينها امتقع وجهُ المخطط وزمجر بصوت الوحش الضاري، وراح يحرك رأسَه بعنف شديد ، فانفجرت أبخرة
 أنفاسه العارمة مشتعلة، وكأنها الشرر المتطاير، وما انفكت حوافرها تقدح الصخر، تطحنها طحناً، كأن الوحشي كائن تحول إل تنين ثائر، فكّ من قيده للتو .
قال الوحشي:  أظنني سمعت شتيمة للتو لا تغتفر ، اختر لنفسك ميْتة تريحك من عناء الدنيا يا ابن الوضيعة.
ولما رأي الحمار الخطر قادماً لا محالة ، وشر الموت مسبل إزاره عليه، تملكه الخوف  والجزع، وراح يفكر بسرعة بديهة، لصنع حيلة للخلاص من الورطة ، وبطش الوحشيّ.
فقال للوحشيّ " لا عافاك الله " ليس هكذا تحسب الأمور، وما هكذا تدار الخطوب ، فأنا لم أذهب إلى ما ذهبت إليه من الفهم،
بل أنا معجب بك كل الإعجاب ، وإني لمغتبطك حظا وافراً من شأنك وشأن لونك الزاهي .
ولتقرّ عينك وليطمئن بالك ،دعني أوضح لك الأمر:
إنه في بلادنا الجميلة، وتقديراً لشأنك واعترافا بقوتك، وجلال قدرك، وبهاء ألوانك، وحدة فطنتك ومقياس ذكائك ..
قد وضعتْ ملوكُنا دستورا صارماً  نتعهده،  فقد رسمتْ سلطاتنا وسطّرت مثل ألوانكم على أرض شوارعنا خطوطا سوداء وأخرى بيضاء نعتوه ب زيبراzebra    وأجبرونا نحن معاشر الحمير أن تدوس أقدامنا خطوطكم الزاهية، علّها تثبت في الأرض فلا تضيع منا ، فتحل علينا بركاتكم ونصيبُ منكم مباعث القوة والانفة والجمال ..
حينها هدأ روْع الوحشي وعَرف حسن مقصده ومحاسن نيته ثم قدم له وجبة دسمة من حشائش السافانا.
وانصرف الحمار وجبينه يتصبب عرقاً وقلبه يطبّل جزعًا ، أحسّ بالبلل تحته ، ثم انطلق متمتماً :
لولا حسن الإقناع وفصاحة اللسانْ .. لكنتُ في خبر كانْ .

لطفية القاضي تحاور المستشار أبو عطية



معالي المستشار الدكتور السيد أبو عيطة "الإرهاب أخطر ما يهدد البشرية ، وأن الإلحاد ظاهرة تاريخية عالمية.
حاورته الصحفية والإعلامية / لطيفة محمد حسيب القاضي


كنت  دائما أحلم بأن أصير أكبر مؤلف في الوطن العربي لكتب القانون
كتب لي أخي الكبير بأنني سأكون أحد عظماء هذا المجتمع
حصلت على أكثر من ماجستير و دكتوراة في العلاقات الدولية
إنني إنسان بسيط جدا في كل شيء
عندما يسند الى عمل و لو كان بسيطا فأنا اقوم به على أكمل وجه
المجتمع عبارة عن ترس متحرك
الأعمال الفنية هذه الأيام قد أثرت سلبا على الأجيال
إن العمل القضائي عمل دقيق
أحلم أن أرى مصر في الريادة و القيادة دائما
لا يوجد في هذا الكون أو العالم أو الحياة شيئا ينشأ من العدم

المفكر والكاتب الكبير
المستشار الدكتور / السيد  عيطة
(الخبير فى الشئون الدولية ومكافحة الإرهاب الدولى والتطرف الفكري)
الحائز على وسام أبرز شخصية مصرية عربية فى إفريقيا لعام 2019م فى المؤتمر العالمي للتنمية المستدامة من مجلس الإعتماد الدولى للدراسات والأبحاث السياسية والإستراتيجية والاقتصادية و اكاديمية كامبردج البريطانية .
هو شخصية يكن لها الجميع كل الحب والتقدير والإحترام لأنه أعطى كتير و لازال يعطي عطاء متدفق غير محدود لوطنه الحبيب مصر ، يشع على كل من يجالسه بالالتزام والزوق و التفكير الهادىء وحب الحق .
فهو مبدع بكل مقايس الإبداع بما لديه من الإمكانيات والقدرات التي تؤهله للكتابة والإبداع،فهو نموذج فريد في إتقان عمله وإخلاصه لوطنه،و لقد قدم لوطنه أعظم ما يتصوره عقل ،فرفع إسم مصر إلى القمة.
نحن أمام شخصية متميزة و ناجحة بكل المقاييس .

فهيا بنا نسعد بالحوار الصريح جدا والحصري مع معالي المستشار الدكتور السيد أبو عيطة.

من هو السيد أبو عيطة ؟؟
- بطبعى لا أحب الحديث عن نفسى إلا نادراً ، فمنذ نعومة أظافرى أعيش على مبدأ اتخذته منهجاً فى حياتى هو أن أجعل أعمالى هى التى تتحدث عنى لا لسانى ، لأنى أؤمن أن من يتكلم كثيراً لا يعمل ولا يصنع شيئاً مهماً ، وأقول لسعادتك باختصار شديد أن السيد أبو عيطة ولد فى إحدى قرى محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية من أسرة بسيطة متوسطة الأحوال فى كل شىء ، غير أننى كانت لدى ميول لحفظ القرآن الكريم والمحافظة على الصلاة والعبادة عامة والقراءات فى مختلف فروع العلوم وبصفة خاصة العلوم السياسية والأدبية ، وكان لدىّ شغف قوى نحو الكتابة منذ مرحلة الصبا ، فكنت اكتب بعض الروايات الصغيرة وأنا فى المرحلة الإبتدائية تطورت معى بعد ذلك الى كتابة بعض المقالات السياسية فى مرحلة الثانوية العامة .
التحقت بعد ذلك بكلية الحقوق فى جامعة الإسكندرية رغم تفوقى الكبير فى الثانوية العامة وكنت استطيع  أن أدخل كليات القمة لكنى رفضت لرغبتى الشديدة فى دراسة القانون والسياسة والشريعة الإسلامية وكنت دائماً أحلم بأن اصير أكبر مؤلف فى الوطن العربى لكتب القانون والسياسة .

ثم حصلت بعد ذلك على أكثر من ماجستير ودكتوراه فى العلاقات الدولية ، ولنا أكثر من سبيعين كتاباً منشورة حول العالم وبصفة خاصة دول شمال إفريقيا والخليج العربى .

وعلى الرغم من كل هذه الشهره العالمية والنجومية وما وهبنى الله من عطاء غير محدود فى عالم الكتابة إلا إننى إنسان بسيط جداً فى كل شىء فى حياتى وتعاملاتى مع كل من حولى سواء داخل مصر أو خارجها وتواضعى وبساطتى هذه سر حب ملايين الناس لشخصى .

ماذا تمثل لك الأسرة والعائلة ؟؟
أسرتى وعائلتى هى مجتمعى الصغير ، وقبل زواجى كانت أسرتى هى والدى ووالدتى وإخوتى وأخواتى حيث كنت اصغرهم جميعاً ذكوراً وإناثاً ، وكنت ولازلت أكن لهم كل حب وتقدير واحترام ، ولقد كان والدى لديه شعور قوى بأننى سأكون شيئاً ما فى يوم من الأيام نظراً لما كنت أتميز به من التزام وطاعة وقيامى بجميع المهام التى تطلب منى وتفوقى فى دراستى وحب كل من حولى ، فلقد كتب أخى الكبير لى فى أوتوجراف منذ أربعين عاماً وكنت وقتها فى المرحلة الإعدادية أنى سأكون أحد عظماء هذا المجتمع ولازال هذا الأوتوجراف فى حوزتى حتى الآن .




وبعد وفاة والدى ووالدتى رحمهما الله وزواجى من أستاذه جامعية ، ولى ابنتين الأولى بالصف الثالث الإعدادى والثانية بالصف الثانى الإبتدائى حالياً ، هذه هى أسرتى أو مجتمعى الصغير الآن ، حيث تمثل لى الأمل والحب والمسئولية والإلتزام والإستقرار أيضاً .

سعادة المستشار الدكتور السيد ابو عيطه : ما هى الصعوبات التى واجهتك خلال مسيرتك العلميه والحياتية والإجتماعية والسياسية؟؟

أود أن أشكرك على هذا السؤال لأهميته البالغة فى حياة كل إنسان يصل الى قمة الهرم الإجتماعى علمياً واجتماعياً وإعلامياً ومهنياً ، وأقول بمنتهى الإخلاص والصدق : أن هناك بعض الصعوبات التى يمكن التغلب عليها من جانب الإنسان العادى ولكن هناك بعض الصعوبات الواقعية التى ليس من السهولة بمكان الإنتصار عليها من جانب الفرد بل تحتاج إلى توافر صفات غير عادية فى هذا الإنسان حتى يستطيع عدم التأثر بها كثيراً ، ولعل أكثر الصعوبات التى واجهتنى دائماً فى حياتى وبصفة خاصة فى بداية مشوارى وسعى الدؤوب نحو القمة هو الصعوبة المادية والصعوبة النفسية فى ظل مجتمع شديد التنافس بشكل غير تقليدى وغير أخلاقى من جانب الآخرين وسعيهم نحو الوقوف أمامى نحو الصعود .

- فلقد واجهتنى معوقات مادية كثيرة فى حياتى سواء على المستوى العلمى أو على المستوى و الإجتماعى أو تفاعلاتى السياسية داخل المجتمع ، فالمال الأمس واليوم و غداً هو أهم مقومات الحياه على الإطلاق وما هذه الصراعات الإجتماعية والسياسية الداخلية والدولية إلا من أجل تحصيل المال ، ودون هذا المال لن يتحقق أى شىء فى حياة الفرد والمجتمع والدولة .

وليس من السهولة بمكان التغلب على هذه العقبة أو المعوق الإجتماعى فى حياة أى فرد وبصفة خاصة فى مجال البحث العلمى والتطلع الإجتماعى والسياسى ، غير أنه بالعمل  والصبر وحسن التنظيم والإدارة الرشيدة فى الحياة يمكن الحد من غلواء هذه الصعوبة .
- أما الصعوبة الثانية والتى لا تقل شأناً وخطورة عن الصعوبة المادية هى الصعوبة أو المعوق النفسى التنافسى غير الشريف من الآخرين . فالحقد والكراهية وتثبيط الهمم أصبحت قاعدة الأساس فى التعامل اليومى بين الأفراد والمجتمعات والأمم أيضاً . وعلى المستوى الشخصى فلقد واجهتنى هذه المشكلة من جانب الزملاء والأساتذة وبعض المسئولين وأنا فى بداية طريقى العلمى والإجتماعى والسياسى والمهنى أيضاً ، غير أن استحضار عظم الهدف والإصرار على تحقيق الغاية وما وهبنى الله من جد وحكمة واصرار وطموح وثقة فى الله سبحانه وتعالى جعلنى أنتصر فى النهاية على هذه الصعوبة أو المعوق النفسى ، وطريق العلماء هو نفس طريق الأنبياء والرسل أجمعين " واصبر كما صبر اولى العزم من الرسل " " واصبر إن وعد الله حق ".

لقد حصلت على العديد من الشهادات والدرجات العلمية مع مرتبة الشرف ، ما هو شعورك فى هذه اللحظات ؟

- أشكرك على هذا السؤال ، وأود أن أقول لك أن طموحى العلمى ونجوميتى فى المجتمع لا سقف لها ولا حدود ، فلقد حصلت على ليسانس الحقوق وانتهيت من رسالتين للماجستير ورسالتين للدكتوراه فى العلاقات الدولية والأخيرة من الولايات المتحدة  بمرتبة الشرف ، وحالياً أعد الدكتوراه الثالثة فى إدارة الأزمات الدولية باذن الله ، ولقد حصلت على العديد من الأوسمة – وسام الرئيس المصرى السابق مبارك فى العلوم الإجتماعية– وسام أبرز شخصية فى إفريقيا لعام 2019 – وسام الإكاديمية الدولية للدراسات والبحوث – وسام مجلة قطوف الشعر العربى فى الإبداع الأدبى .




- ومن الطبيعى أن يشعر المرء عند نبوغه وتفوقه بالسعادة النفسية لأنه يرى ثمرة مجهوده تتحقق فى واقع الحياة وحينها يشعر بالسعادة الحقيقية ويتطلع إلى تحقيق ما هو أسمى من ذلك بكثير ، فهى برهان على صحة ومصداقية سلوكه وحياته وأنه على الطريق الصحيح .

سيادتكم المستشار القانونى والسياسى والدبلوماسى للعديد من المنظمات الدولية المصرية والعربية والأجنبية داخل مصر وخارجها ، كيف وصلت معاليك إلى هذه المراتب العليا الكبرى ؟؟

- أشكرك بالتأكيد على هذا السؤال الهام ، وأود أن أقول لسعادتك شيئاً هاماً فى هذا السياق التاريخى : أنه لا يوجد فى هذا الكون أو العالم أو الحياة شيئاً ينشأ من العدم ، فلابد وأن تكون هناك من المعطيات التى تقذف به إلى الصعود ، فأنت مثلاً صحفية وإعلامية متميزة ، فلابد أن يكون هناك لديك سمات وشهادات قد أهلتك لهذا العمل المتميز الذى لا يشغله إلا من لهم صفات خاصة وشهادات خاصة بالتأكيد لأنك تعملين بمجال به قدر كبير من التنافسية .

- وحين تجدين إنساناً قد ترقى فى السلم الإجتماعى والمهنى والسياسى والعلمى واقترب من القمة ، فإنه بكل تأكيد لم يتبوأ هذه المكانة من فراغ ، ولكن لابد وأنه يمتلك من القدرات الخاصة والسمات الشخصية ما أهله لذلك ، هذا فضلاً عن حصوله على العديد من الشهادات العالمية والأوسمة المتميزة التى جعلته نابهاً فى مجاله ، متميزاً بين أقرانه فى ظل بيئة تنافسية شديدة الفعالية ، وحين يُسند الىّ عمل ولو كان بسيطاً فأنا أقوم به على أكمل وجه وبمنتهى الثقة ، هكذا كانت حياتى دائماً فى التعامل مع ما يُسند إلىّ من أعمال سواء على المستوى العلمى أو الإجتماعى أو السياسى أو المهنى سواء داخل مصر أو خارجها وفى جميع القطاعات سواء الوطنية أو الدولية أو الإقليمية ، ولكن الشىء الأهم والذى يضمن للإنسان الإستمرارية فى تفوقه ليس نوعية ما يقوم به من أعمال وانما مدى اخلاصه وأمانته وكفاءته فى إدارة وتنفيذ ما يُسند اليه من أعمال ، فذلك هو الضمانة الحقيقية لترقيه واستمراريته لأن المجتمع عبارة عن ترس متحرك يحتاج الى جميع سنونه حتى يستمر فى العمل ، وإذا توقف فى أى لحظة سن من هذه السنون توقف المجتمع بأسره عن الحركة .







المستشار الدكتور السيد أبو عيطه ... أنت حصلت على وسام أبرز شخصية مؤثرة فى إفريقيا من إكاديمية كامبردج البريطانية ومجلس الإعتماد الدولى للأبحاث فى المؤتمر العالمى للتنمية فى إفريقيا 2019م .... ما هو شعورك عندما حصلت على هذا الوسام ؟؟




- هناك بعض الأشياء تعجز اللغة عن التعبير عنها تعبيراً حقيقياً من ذلك الشعور بالسعادة ، فالتعبير عن حقيقة هذا الشعور شبه مستحيل فى عالم اللغة لأن السعادة هى إحساس داخلى يستحيل وصفه وصفاً حقيقياً ، والسعادة مسألة نسبية تختلف من شخص لآخر ، غير أن قمة السعادة حينما يرى الإنسان ثمرة جهده يتحول إلى انجاز عالمى أو تاريخى وقمة هذه السعادة حينما يتحول حلمك إلى واقع وحقيقة ملموسة ، عندها تتأكدى أنك قادرة  على صناعة التاريخ وتغيير مجرى الأحداث ، وتتحولى إلى رمز للناس جميعاً رغم كل ما واجهك من تحديات حقيقية وتاريخية ، هذه اللحظات عايشتها عندما أعلنت اللجنة العليا بالإكاديمية والمجلس الدولى فى المؤتمر العالمى فوزى بلقب أبرز شخصية مؤثرة فى إفريقيا هذا العام 2019م .







المستشار الدكتور السيد ابو عيطه : ما هى أهم هواياتك ؟




على الرغم من كل ما يحاط بى من هالات الإعجاب والإحترام والنجومية ، ففى النهاية أنا انسان عادى فى غاية البساطة ، وكأى شخص لى هوايات أحب ممارستها من وقت لآخر إذا كان لدىّ متسع من الوقت أو بعض الفراغ فى بعض الأجازات الإجتماعية أو الدينية أو غيرها من الأجازات رغم عدم إتاحة الفرصة لذلك فى الفترة الأخيرة نظراً لتعاظم حجم المسئوليات وكثرة الأعمال .




غير أن هذه الهوايات متغيرة من فترة لأخرى حسب المرحلة العمرية التى أمر بها . ففى طفولتى كنت أهوى ممارسة لعبة كرة القدم مع بعض الأصدقاء أو الجيران ، وفى مرحلة المراهقة وبداية الشباب كنت أهوى ممارسة رياضة كمال الأجسام أو رفع الأثقال ، أما فى مرحلة الشباب الكامل فقد كنت أهوى قراءة الروايات الأدبية ومشاهدة بعض الأفلام الكلاسيكية القديمة العربية والأجنبية ، أما الآن فى مرحلتى العمرية الحالية فأحب سماع القرآن الكريم أو بعض الموسيقى أو الأفلام الكلاسيكية والوطنية ، فكل مرحلة لها ما يناسبها فى حياتى فى كل شىء .








ما هو رأيكم فى الفن ؟ هل هو أحسن من الزمن الماضى ؟؟




إن الفن مثله فى ذلك مثل أى عمل آخر يحتاج الى مقومات للنجاح ، ولكن الفن عمل إبداعى خلاّق يحتاج إلى مقومات خاصة حتى يكون ناجحاً ومرآه عاكسة للواقع الإجتماعى ومؤثراً فى المجتمع بحيث يقود مجتمعه الى التميز والعمل الخلاّق ، والفنان بطبيعته يفضل العمل بحرية دون رقابة من أحد حتى يستطيع هذا الفنان تقديم ابداعاته ، وأكثر ما يعيق الفنان هو فرض الرقابة على عمله أو تقييده والزامه بعمل معين دون غيره ، لأن الفن يفترض فيه أنه الوجه الحقيقى للمجتمع فنحن نرى أنفسنا من خلال ما يُقدم من أعمال فنية راقية أو هكذا ينبغى أن يكون .





ومهنة الفن مثل أى مهنة أخرى لها أصول للعمل الفنى وأشخاص قائمين بهذا العمل الفنى ، وقد توجد هذه الأصول أو هذا الفن ولا يوجد فنانين على قدر المسئولية أو هم دون المستوى ، وقد يحدث العكس فيوجد الفنانين الذين هم على قدر عال من الرقى والتألق ولكن لا توجد أعمال فنية راقية أى أن المناخ العام لا يساعدهم على ذلك . وقد تأتى فترة من الفترات أو مجتمع من المجتمعات يوجد فيه الفن الراقى ويوجد فيه الفنانين المبدعين وهنا نكون أمام قمة الإبداع من حيث العمل ومن حيث الأشخاص . ففى النصف الأول من القرن الماضى أى الفترة من عام 1900م حتى عام 1950م كان هناك فنانين لكن لم يكن هناك فن راق فى تقديرى ، حيث أن الروايات التى كانت تصور فى بعض الأعمال الفنية لم تكن على قدر المسئولية ولم تأخذ بأيدى المجتمع الى الطريق الصحيح ، أما فى النصف الثانى من القرن الماضى أى فى الفترة من عام 1950م الى عام 2000م كان لدى المجتمع أعمال فنية عظيمة وفنانين عظام استطاعوا أن ينقلوا المجتمع نقلة نوعية ، فقامت ثورات التحرر من الإستعمار فى إفريقيا وآسيا ، فهى فترة ربما استثنائية فى حياة الشعوب النامية .




أما فى الربع الأول من القرن الحالى فأنا اعتقد أن لدينا فنانين كبار ولكن لا يوجد فن الآن على الساحة ، فنادراً ما نشاهد عمل خلاّق أو راق فى السينما أو التلفاز فى المجتمع العربى عامة بسبب أن نوعية هذه الأعمال لا تتناسب مع مجتمعاتنا أو لأن هذه الأعمال تافهة لا تليق بالمجتمع العربى رغم التكنولوجيا اللامحدودة المستخدمة فى الأعمال الفنية هذه الأيام ، غير أن هذه الأعمال قد أثرت سلبياً على الأجيال الحالية وقلبت مفاهيم العديد من القيم الراسخة فى المجتمع العربى وأثرت سلباً على حركة المجتمع وطموحات الشباب وأهداف الأمة ومقدرات الشعوب وطموحات الدولة فى التنمية والإستقرار والأمن والسلام الإجتماعى لأن أهداف الفن والفنانين الآن قد تغيرت تماماً عن الماضى .







أعترف بأن الحديث معك أكثر من رائع بل وممتع للغاية ، لذلك أريد معرفة مفهوم القضاء المستقل ؟؟




أشكرك على سؤالك الشجاع هذا وأقول لسعادتك بمنتهى الصدق والإخلاص :




- إن استقلال القضاء ليس مقرراً لأشخاص القضاه ولا لمهنة القضاء فى حد ذاتها أو تميزها عن غيرها من المهن الأخرى ، انما استقلال القضاء مقرر لمصلحة الأفراد المتقاضين أنفسهم ، فهى الضمانة الحقيقية لحماية حقوقهم من الإهدار والضياع أو الظلم ، وعلينا أن نعى ذلك جيداً فهى مسألة موضوعية وليست شخصية .




والسؤال كيف يتحقق هذا الاستقلال أو بعبارة أدق متى يكون القضاء مستقلاً ... ما هو مفهوم الاستقلال فى نظرنا ؟؟




- فى التصور السائد لدينا أن استقلال القضاء ينصرف الى فصل السلطة القضائية عن جميع السلطات الأخرى للدولة وعلى رأسها السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية فصلاً تاماً ، بما يضمن عدم جواز تدخل هذه السلطات فى أعمال السلطة القضائية بأى شكل من الأشكال ، ويضاف الى ذلك أيضاً عدم جواز عمل القضاه بالمؤسسات التنفيذية والتشريعية للدولة ولو بصفتة مستشاراً لأنه فى هذه الحالة سوف يكون خاضعاً للسلطة التنفيذية أو التشريعية مما يخل بمبدأ استقلال العمل القضائى . وفى تقديرى أن جميع أعمال لجان فض المنازعات التى تعمل بالوزارات والمؤسسات المختلفة للدولة تعد غير دستورية لإخلالها بمبدأ استقلال القضاء ، كما أن جميع أعمال القضاة باللجان الوزارية أو كمستشارين للحكومة تعتبر أعمالاً غير دستورية لمخالفتها لمبدأ استقلال القضاء ، وعليه فيجب الغاء هذه الأعمال تحقيقاً لمبدأ استقلال العمل القضائى .







من منطلق عبارة أن القانون لا يحمى المغفلين .. هل فعلاً أن القانون لا يحمى المغفلين ؟ ويتعامل بوثائق وقرائن ومن لا يملك هذه الأخيرة ضاع حقه ؟؟




- إن العمل القضائى عمل دقيق لأنه سوف يترتب عليه اصدار أحكاماً تغير وتعدل فى المراكز القانونية لأصحاب القضايا المنظورة فى المحاكم والتى يصدر بشأنها أحكاماً قد تؤدى فى بعض الحالات الى سلب الحياة من بعض الأشخاص مرتكبى بعض الجرائم أو تؤدى الى نقل ملكيات وأموال من أشخاص الى أشخاص آخرين ، لذلك فإن القاضى لا يجوز له أن يقضى بعلمه الشخصى وانما من خلال المستندات والوقائع المادية التى ثبت بالدليل القاطع صحتها ، كما أن القاضى لو أصدر حكماً خالياً من المستندات القانونية أو الوقائع المادية الصحيحة بالأدلة القطعية كان حكمه معيباً مستوجباً الإلغاء والإعادة وواجب النقض ، وعلى ذلك لا يملك القاضى أصلاً سوى الإلتزام بالقواعد القانونية واصدار أحكامه وفقاً للقانون والمستندات والوقائع الصحيحة فقط ، لذلك فإن القانون لا يحمى أصحاب الحقوق الخالية من أدلتها أو مستنداتها وهنا فالقانون لا يحمى المغفلين الذين لم يحترزوا فى عملهم ولم يحتاطوا لحدوث النزاع بينهم وبين المتعاملين معهم أو شركاءهم .







من يقاضى القاضى إذا أخطأ ؟؟




- هنا يجب التفرقة بين عدة أنواع من الخطأ الواقع من القاضى على النحو الآتى :




- الحالة الأولى أو النوع الأول من الخطأ : حالة ما إذا كان خطأ القاضى خطأً مهنياً جسيماً فى عمله بصفته قاضياً كأن يصدر قراراً أو حكماً مخالفاً تماماً لجميع المعايير والنظم والقوانين والأعراف المهنية كأن يصدر حكماً بالإعدام مثلاً على مستأجر تأخر فى دفع الأجرة للمؤجر ، فهنا يجب مخاصمة القاضى وتقديمه للجهات المسئولة والغاء تصرفه أو قراره أو حكمه ، وعلى التفتيش القضائى أن يقوم بالتحقيق معه ويمكن توقيع عقوبة عدم صلاحيته للعمل القضائى وفصله من العمل .




- الحالة الثانية أو النوع الثانى من الخطأ : إذا ما أخطأ القاضى خطأً عادياً فى ممارسة عمله كأن يصدر قراراً أو حكماً معيباً بعيوب الخطأ فى تطبيق القانون أو تفسيره أو تأويله ، فهنا يخضع الحكم للطعن بالإستئناف أو النقض ويلغى الحكم أو القرار إذا تبين مخالفته للقانون .




- الحالة الثالثة أو النوع الثالث من الخطأ : هو ارتكاب القاضى لأى جريمة يعاقب عليها القانون ، فهنا إذا ضبط فى حالة التلبس بالجريمة فإنه يتم القبض عليه وتقديمه لجهات التحقيق المختصة ويتم إبلاغ المجلس الأعلى للقضاء لإتخاذ إجراءات إدارية ضده الى حين إنتهاء محاكمته ، أما إذا ارتكب جريمة أو إتهم بارتكابها ولم يكن فى حالة تلبس فإنه يبلغ المجلس الأعلى للقضاء لرفع الحصانة القضائية عنه تمهيداً لمحاكمته .




أما المسائل المدنية مثل العقود وغير ذلك فإن المسألة لا تتطلب شيئاً من ذلك فترفع الدعاوى مباشرة للمطالبة بالحقوق  العينية مثله فى ذلك مثل أى فرد آخر .







إن أكثر ما أعجبنى فى معاليك جرأتك وصدقك وعمقك .. هل ترى سيادتكم أن ظاهرة الإلحاد المنتشرة فى الآونه الأخيرة تهدد الشباب اليوم ؟؟




- أشكرك على هذه الثقة الكبيرة وأود أن أقول لك وبكل صدق وشفافية ، أن الإلحاد ظاهرة تاريخية عالمية منذ فجر التاريخ وما كانت دعوة الأنبياء جميعاً من لدن آدم حتى ظهور محمد صلى الله عليه وسلم إلا لمحاربة هذه الظاهرة " اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً " فهذة الظاهرة الأبدية الأزلية ليست فقط خطر على الشباب وانما خطر على البشرية بأسرها .




لأن الإلحاد يؤدى الى الإباحية والفوضى لأن انكار وجود الله والعياذ بالله مفاده عدم الإعتقاد وجود مساءلة لأنه لا يوجد بعث ولا حساب ولا ثواب ولا عقاب حينئذ وفقاَ لهذا الفكر المنحرف ، وعليه فإن كل شىء يصير مباحاً حيث لا مسئولية ولا عقاب على الأفعال فى الدنيا لأنه ليس هناك آخرة وفقاً لهذا الفكر، وهنا تحدث الفوضى وتنتشر الجريمة وتسقط الحدود وتنعدم الأخلاق وتحل الشيوعية وتحكم شريعة الغاب .




وهذا الموضوع يحتاج حلقة كاملة للنقاش بالتأكيد لأن انتشار الفوضى والإباحية والرذيلة الآن فى المجتمع نتيجة طبيعية لإنتشار هذا الفكر الضال " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وانكم الينا لا ترجعون " "سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " . غير أن القضية لدى هؤلاء دائماً ليست انكار وجود الدين ولكن انكار الإلتزام بأى شىء ، فالهدف ليس انكار وجود الله ولكن الهدف الرغبة فى عدم الإلتزام بأى شىء أخلاقى ومسئول وتلك غاية هؤلاء الفوضويون الإباحيون .




لأن مسألة اثبات وجود الله مسألة لا تحتاج الى برهان ، فالجميع يسلم بوجوده سبحانه وتعالى بما فى ذلك هؤلاء الفوضويون الملحدون ولكن المسألة هى انكار الإلتزام وعدم الرغبة فى التقيد بأوامر الله عز وجل ورفض المنهج الذى أمر به " افعل أو لا تفعل " " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم " فهؤلاء لا يرغبون فى الإلتزام أو الطاعة ويريدون حياة الفوضى والإباحية سواء آمنوا بوجود الله أو لم يؤمنوا بوجوده ، فالأمر سيان بالنسبة الى هؤلاء ، فالأهم عندهم هو عدم الإلتزام بالقواعد الشرعية والقانونية للدولة والدين .







بماذا تحلم معالى المستشار الدكتور السيد أبو عيطة عندما تجلس الى نفسك فى لحظات السمو والخلو النفسى ؟؟




الحقيقة أن جميع تساؤلاتك صعبة للغاية ، فأنت صحفية بارعة وإعلامية بالفطرة ، اقول لك بمنتهى الإخلاص :




أن لدىّ أحلاماً كثيرة على المستوى الشخصى والأسرى والوطنى والإقليمى والعالمى ، فعلى المستوى الشخصى أحلم بحب كل الناس لشخصى ، وعلى المستوى الأسرى أحلم بدوام السعادة الأسرية ، وعلى المستوى الوطنى أن أرى مصر فى الريادة والقيادة دائماً ، وعلى المستوى الإقليمى اتمنى وحدة العالم العربى اقتصادياً وسياسياً وعودة القدس كعاصمة لفلسطين الحبيبة ، وعلى المستوى العالمى أحلم بسيادة قيم التسامح والسلام والأمن والعدالة فى جميع دول العالم ولدى جميع الأمم ... فهل تتحقق هذه الأحلام أم انها مجرد أحلام فقط ؟










ما هى الأغنية التى عندما تسمعها تثير فيك أشجاناً وألواناً وطيوفاً من الذكريات الجميله وربما المريرة ؟؟




الحقيقة هناك ثلاثة أغنيات أحب سماعها من حين لآخر . الأولى على المستوى الوطنى هى أغنية " مصر شالت فوق طاقتها " للفنانة آمال ماهر . والثانية على المستوى الإقليمى العربى هى " وطنى حبيبى الوطن الأكبر " تلحين الموسيقار محمد عبد الوهاب وغناء مجموعة من الفنانين الكبار وهى من كلمات أحمد شفيق . والأغنية الثالثة على المستوى العالمى " أنشودة السلام " قطعة موسيقية من السيمفونية التاسعة لبيتهوفن







سعادة المستشار الدكتور السيد أبو عيطة ، ما هو أثر دراساتك وأبحاثك ومؤلفاتك وأطروحاتك العلمية فى العلوم الإجتماعية والإنسانية  بصفة عامة والسياسية والدبلوماسية والقانونية الدولية بصفة خاصة فى شخصية المستشار الإنسان ؟؟




لقد أثرت أبحاثى وأطروحاتى العلمية فى شخصيتى كثيراً ، فلقد تعلمت الصبر وقوة التحمل ومخاطبة الناس على قدر عقولهم وتحملت ظلماً أحياناً من بعضهم ، والدبلوماسية فى التعامل معهم واحترام الصغير والكبير وعدم التسرع فى الحكم على الأشياء أو الأشخاص والعقلانية والحكمة فى التعامل مع الآخرين .







هل القانون أعطى للمرأه حقوقها كاملة  من وجهة نظرك ؟




دائماً أقول ليست الإشكالية فى النصوص وانما دائماً فى الممارسة الفعلية لهذه النصوص ، فالعبرة دائماً بالواقع لا بالتنظير لهذا الواقع . فالدستور والقانون فى جميع الدول والتشريعات لدى عموم الأمم والنصوص لدى جميع الديانات قد منحت المرأة جميع حقوقها ، غير أن الأهم من ذلك هو ممارسة المرأة ذاتها لهذه الحقوق ، فمثلاً أعطت جميع النصوص الدستورية والقانونية الدولية أو الوطنية وأيضاً التشريعات الدينية حق المرأة فى الإقتراع العام وسائر الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. والسؤال هل تمارس المرأة بالفعل هذا الحق فى الإقتراع العام أى الترشح والإنتخاب فى المجالس النيابية والبرلمانية أم تقاعست المرأة عن ممارسة هذا الحق ؟؟ فالقضية إذن ليست فى النصوص وانما دائماً فى تطبيق وإعمال هذه النصوص .. تأتى هذه الممارسة من المرأة ذاتها وعلى المرأة أن تدافع عن حقوقها المشروعة بالممارسة الفعلية لهذه الحقوق ، ونفس الشىء بالنسبة لسائر أنواع الحقوق الأخرى مثل الحق فى العمل والحق فى الملكية والحق فى ابداء الرأى والحق فى تكوين الجمعيات الأهلية النسائية .... الخ




ولقد تناولت هذا الموضوع بالتفصيل فى كتابى الجديد الجائز وغير الجائز ......الذى سوف يصدر قريباً باذن الله .








أجب فى عبارة واحدة فقط : ماذا تعنى لسيادتكم المفاهيم والاسماء التالية ؟؟




- السلام : يجب أن يكون منهج حياة لجميع البشر والأمم والحكومات .




- العروبة : هى الوطن الحقيقى للأمة العربية .




- الإرهاب : أخطر ما يهدد البشرية فى هذا القرن ويعيق البناء والتنمية .




- الأمن القومى العربى : هو الستار الحديدى الذى لا يجوز اختراقه .




- البناء والتنمية : يجب أن يكون هدف لجميع البشر والأمم والحكومات .




- الإعلام الصادق : هوالمرآه العاكسة لقضايا المجتمع والذى يقود الى السلام والبناء والتنمية .




- المستشار عدلى منصور : أثبت أن القضاء المصرى ليس بمعزل عن الحياة السياسية .

- الدكتور محمد مرسى : فشل بمرتبة الشرف فى إدارة شئون البلاد.

- الرئيس عبد الفتاح السيسى : رجل غيّر مسار التاريخ السياسى المصرى والعربى .
وفي نهاية الحوار لا يسعني إلا أن أشكر معاليكم على سعة صدرك و اتمنى لكم دوام التوفيق  .






يأس : نورا إسماعيل


وتعود الى نفسك إلى كيانك تجد كل شيء فيك تحطم، وكل الوجوه عبست في وجهك، الوجود كله تغير عليك ولم يعد فيك أي نفس للاستمرار، تعلم أنك منهك وآلامك القلبية تكاد ترديك قتيلا، حتى أنك تعلم بجروح جسدك و صدماتك المتتالية بمن حولك، كل شيء سعيت لأجله لم يكن لأجلك، تعلم أن أصوات اليأس بداخلك تضرب جدران أوعيتك الدموية، كيف لك أن تفقد شهيتك وتخسر جمال جسدك بفقدانك ما تحمل من كتلة، كيف يحدث أن يصاب وجهك بالشحوب وتخسر جمال خلقك، أيعقل أن يتشوش عقلك وتتخبط في داخلك!!
أي بحر سحيق أردى بك هكذا! أي شيء يغير نظرتك للحياة للأمل للغد الأفضل! من يستطيع أن يفقدك حلاوة الأوقات! وكيف لنفسك أن تفقدك متعة صباحاتك وأيام عمرك؟!
أخبرني أي أمر جسيم  أفقدك توازنك؟ أفقدك نفسك وجسدك؟ أخبرني كيف تشظى قلبك؟ وكيف سمحت بأن تهزل وتتراجع؟ أنت لست نفسك..لست أنت، كنت مصدر النور والتوهج، كنت تحترق لتنير عتمة الكون، كنت في كل مرة فانوس علاء الدين لكل عقدة تجد حلا، في كل مرة كانت عيناك تعطيني جرعة الحياة الأبدية، وكل مرة كان بريقها يصل شراييني ويضيء عتمتها ويزيد حرارة الدم فيها ويزيد تدفقه، كانت ابتسامة ثغرك كالقمر تضيء عتمة الليل، أعلم أنك تحترق في روتينك اليومي وتمل من أيامك المتشابهة، وأعلم أنك رفضت استبدال الطريق لانك تؤمن أنك قادر، أعلم أيضا أن أحداثك الرتيبة تصيب قلبك بالضجر ، كل أشيائك متشابهة أنت تعلم ما سيصادفك في يومك ما يحصل كل يوم كل سنة، حتى الصدف المتتالية أنت تعبت منها هي نفسها تكرر ذاتها بنفس الوضعية ونفس الحدث حتى وإن تغير الزمن أو المكان أو الشخص..الصدفة ذاتها، أعلم أن إحساسك تغير تجاه الأشياء حتى أنك لم تعد تصلي بعمق، وأعلم أنك مصاب بشيء من فقدان الذاكرة وأصبحت تنسى الكثير من الأمور، وأفهم أنك منشغل باللاشيء وأحيانا تنشغل عن نومك!!
لكن تصدق أنني لا أصدق كيف هان عليك أن تنطفئ وأنا من اعتدت على توهجك!! 

الأحد، 18 أغسطس 2019

مشروع الربيع العربي الثقافي يطلق مسابقة للرواية العربية


  في ذكرى تأسيس مشروع الربيع العربي الثقافي الثانية، أطلق المشروع مسابقة للرواية العربية تحت عنوان" أسوة "، وذلك في صددِ تغيير واقعنا الأليم وأدبنا الذي باتَ يعاني من الاضمحلال وتقليد كتّابنا التيارات الأدبية بشكل أعمى، وإعادة تكرار الأنماط السردية الغربية، من حيث البناء والفكرة، مما يفقد الكاتب العربي القدرة فيما بعد على إنتاج إبداع روائي ذي هوية عربية، بحسب وصف مبادرو المشروع.

للمزيد حول المشروع والمسابقة:
https://docs.google.com/document/u/1/d/1AeaBud5kUrY9k4w0EZnNtQqvdEsY2h_fwzxH8AOT9nA/mobilebasic?fbclid=IwAR1rVNNs9pdx0L8UxcV5E8nDAEdjeS7bPBIrZmoKcOWy_N6BJSDGQyXZ29U

الثلاثاء، 13 أغسطس 2019

إهداء إلى صديقتي آلاء: نورا إسماعيل


إهداء الى صديقتي آلاء.. 
تحدثني يا صديقي عن خيبات ظنك و نكسات قلبك المتتالية، عن صرخات فؤادك الصامت، و أصوات دماغك المنفعلة، أخبرتني عن آلامك المتتالية بأشخاص وضعتهم في بطين قلبك الأيسر جعلتهم يتدفقون في كل خلية في جسدك و يصلون الى أقصى أطرافك، ظننتَ أنهم من يعطي النقاء لدمك، وفي كل مرة يخذلوك فيها تعيدهم مع مجرى دمك الى بطينك الأيمن ثم الى الرئتين تنقيهم و تعيد نقائهم في داخلك وتعيد ضخهم وإعادتهم الى أذينك ثم الى بطينك الأيسر، ثم تعيد الكرة مرات عديدة تعاود ضخهم في نفسك وفي أرجاء جسدك، لا تريد فقدهم ولا تريد تلوثهم، لكنك تحب تلوثك بهم، تعيد تنقيتهم ويعيدوا تلوثهم، ألم تنُهك من فعل الشيء ذاته، مع الأشخاص ذاتهم، أم أنك أصبحت مدمناً للخذلان وأصبحت تراه شيئاً روتينياً و عادياً، أنتَ في الحقيقة لم تدمن على شيء أو على أحد أنتَ فقط ساذج وأحمق،  تحترق لأجلهم لأجل نقائهم وتفقد الكثير من طاقتك لأجل هذا، كفاك سخافة و أخرجهم من أوردتك وشرايينك أخرجهم من خلايا جسدك، لا تسمح لجسدك أن يعيش بتلوثهم وأخطائهم، لا تفقد خلاياك لأجلهم، لا تعد تستمع لنبضات قلبك وأقذف بهم خارج محيطك، دمك لا يستحق أن تعيد تلوثه بهم مرة أخرى!! 

الاثنين، 12 أغسطس 2019

المعاناة هي سر النجاح: لطيفة القاضي




المعاناة هي سر  النجاح
كتبت /لطيفة محمد حسيب القاضي
من منا لم يمر عليه في حياته معاناة،و من منا لم يمر بانتكاسات وعقبات و مشكلات
 في حياته .
فمن الطبيعي والصحي أن يمر على أي إنسان ظروف صعبة   في حياته فأنه لابد أن تعرف بأن معاناتك مختلفة عن معاناة الآخرين و لكن الكل يشترك بأنه حتما مر عليه أوقات عصيبة،فإن النجاح والتقدم والازدهار  يولدون  من رحم المعاناة .

عند الصعوبات والمشكلات والمحن  يفقد الإنسان السيطرة على نفسة ،و بل يفقد الثقة بنفسه ، وحيث يشعر بتعاسة كبيرة ،و أن العالم كله ضده حيث يفكر بمعاناته ويظن أنه الوحيد الذي عنده معاناة،و يفكر بطريقة  سلبية .
قد تكون سبب المشكلات والانتكاسات هو فقد عزيز ،أو فقد وظيفة ،أو إنفصال بين زوجين ،أو خسارة مادية في العمل ،و مع كل ما حصل لك فلابد من أن تفكر وتركز كيف تتعامل مع الانتكاسات .

إن المحنة قد تستغرق بضعة أيام أو شهور أو سنوات للخروج منها .
وان المحن قد يخرج منها بعض الناس الأقوياء و قد لا يخرج منها أصحاب النفوس الهشة.
ربما في هذه المحن ينقسم الناس إلى قسمين قسم يفقد السيطرة على نفسه ويعيش الماضي بكل تفاصيله و يظل في الماضي ويرفض الخروج من المأزق ، ودائما يفكر بأسلوب سلبي مظلم مؤذي له و لمن حوله ،فهذا الشخص لا ولم يتطور و لا يتقدم و سيمضي الزمن عليه و هو يعيش في ظلمة وألم الماضي .
الشخص الآخر يفكر بأسلوب وبطريقة إيجابية و يعرف أنه من المحن يخلق التقدم والتعلم والازدهار ،و يعرف كيف يحول التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي صحي  فيكون نصيبة أن تعلم من الصعوبات وبنى لنفسه أسلوبا آخر في الحياة هذا الأسلوب ساعدة على تجاوز المحنة حتي وصل إلى نسيانها ،و  حيث أن الخروج من المحنة ليس بالأمر السهل  ولكنه خرج منها بفن و ذكاء لاستئناف حياته المستقبلية المشرقة.

أن سلوك الإنسان تجاه المحنة هو الذي يحدد الأهداف و تجاوز الانتكاسات و المشكلات والعقبات  و حبنها فقط نستطيع أن نتحلى بالتفكير  الإيجابي لكي   نكون قادرين على التحرر من القيود التي تكبلنا ، وهذا هو مفتاح التغير والنجاح والتقدم الذي يؤدي الى صحة إيجابية .
أن نحول الآنتكاسات إلى إيجابيات هذا يخرجنا من الضعف إلى القوة .
و هنا اود ان أقول بأن التفكير الإيجابي لا يعني  أن تنسي او تتجاهل المعاناة والمشكلات و الصعوبات  والمشاعر السيئة، بل علينا من التعامل مع كل هذه الصعوبات بطريقة  إيجابية .
و لابد من التعامل مع هذه الظروف بوصفها فرصة للتغير والتعلم و النهوض والرقي .فلابد من أخذ الحيطة عندما تتحدث مع نفسك ،مهم جدا أن  تتحدث مع نفسك بطريقة إيجابية لأنك لو تحدثت معها بطريقة سلبية سوف ينعكس ذلك عليك سلبا في سلوكك وأسلوب حياتك .
إن التفكير الإيجابي على المدى الطويل سوف يضمن لك الخروج من كل المحن  ويخفف عنك الحزن والآلم و يمنحك مهارة أفضل للتعامل مع المحن .

بماءِ اللَّازورد : معين شلبية




بماءِ اللَّازورد -  معين شلبية:

وقفتُ أَمامَ البحرِ خارجَ طاعَتِي
أَستذكرُ الكلماتِ والإِيحاءَ والرُّؤْيَا
فيما تعدَّى مِنَ الوقتِ المُتاحِ
فالوقتُ تاريخُ الحنينِ المُسْتَعِدِّ
يَلُمُّكَ ويَضُمُّكَ فِي انتظارِ دلالةٍ منكَ لَعَلَّكَ
تُفضي كما كنتَ
كأَنَّكَ أَوَّلُ مَن يُدلي برايَتِهِ
أَو آخرُ الفقراء.
لن أَكتبَ الأَسرارَ إِلَّا
بعودةِ موجةٍ فِي الرِّيحِ قد هرَفَتْ أَمامَ الصَّمتِ
لَعَلَّها سئِمتْ مِنَ الإِحباطِ أَو يئِستْ
مِنْ فَرْطِ الكِنايةِ والجِناس.
سأُصَدِّقُ الرُّؤْيَا
إِذْ ليسَ للتَّاريخِ وقعٌ أَو مجازٌ
يُملي عليها مِنَ الحضورِ أَوِ الغياب.
هنا أَو هناكَ مَشَيْتُ على الطَّريقةِ ذاتِهَا
لا شيءَ إِلَّا الأَزرقُ الكُلِّيُّ فيَّ
هيَ رغبتي العطشَى إِلى ما لستُ أَعرفُ
كأَنَّ حِسَّاً فوضويَّ النَّبْرِ
أَو مَسَّاً جماليَّاً
أَضرمَ شهوةَ الإِيقاعِ في المبنَى الَّذي
ما ساوَرَتْهُ ريحُ الشَّكِّ فِي الرُّؤْيَا
كي أُشْعِلَ النِّيرانَ في جَسَدِ القصيدَة.

بماءِ اللاَّزوردِ
أُطِلُّ على زيتونَةِ المعنَى
لا لأُرثيها أُطِلُّ
بلْ لأَحرسَ دمعَهَا المَنْسِيَّ فيَّ
حينَ تؤَثِّثُّ مِنْ سرابِ الوَجْسِ
ما أَلِفَتْ يداها مِنَ الحكايةِ والرِّوايَةِ
بَيْدَ أَنَّ الحُلْمَ فِي الرَّهْنِ المباغِتِ
يرفعُ الوعدَ المقدَّسَ
وشجرةَ الزَّيتونِ الَّتي امْتَلَأَتْ بها رُوحي
حينَ تُزَيِّنُ شالَهَا الكحلِيَّ، حبَّةً حبَّةً
تهليلةً لأَوراقِهَا العائِدَة.

السبت، 10 أغسطس 2019

كيف تتصرف عندما يكون اسلوب الناس وقحا معك : لطيفة القاضي






كيف تتصرف عندما يكون  اسلوب الناس وقحا معك ؟كيف تتعامل مع الناس القاسية قلوبهم
كتبت / لطيفة محمد حسيب القاضي
يختلف أسلوب الناس من شخص إلى آخر  و كل هذا يعتمد على تربية و نشأة هذا الشخص ،فنجد الانسان الطيب الذي صلحت سريرته  فتصالح مع نفسه ومع الآخرين فنفسه مطمئنة مرتبطة بالله ،والانسان الخبيث الذي يعتبر من الذي ينطبق عليه الوقاحة في اسلوبه عنوانه .
هناك الاشخاص القاسية قلوبهم لا يعرفون للرحمة طريق ،فتكون قلوبهم قاسية على اقرب الناس اليه فيتعامل معهم بالقساوة وعدم العطف.  الحب لا يعرف لقلبه مكان.
اكيد كل شخص فينا تعرض لهذه الشرائح من الناس التي لا يخلو منها اي اسرة واي مجتمع 
.فحاول أن ترى ما وراء أقوالهم الغاضبه. وهنا العدوان طريقهم و يعبير عن اناتهم.
كلامهم انعكاس لدولتهم الداخليه و ليس لها علاقه بك.
و من هنا  فلا تخفض نفسك ابدا إلى السلوك الوقح للأخرين.
ابق هادئا و قويا واكثر لطفا و غني بنفسك و أخلاقكاذا استفزك أحدهم فلا تلقي له اي أهتمام، فحاول ان تشغل نفسك باي شيء ،لكي تبعد عن ازاهم  ونفسيتهم المريضة.هناك من يجيد الوقاحة في تعامله مع للناس ،فلابد من ان تعرف أن الشخص الوقح هو خالى من الداخل و يفتقر من الاخلاق واللباقة في الأسلوب و التعامل مع الناس فابتعد عنه وان لزم الامر فقاطعه .
هذه الفئة من الممكن ان  تكون بقربك او اقرب الناس لك فيكون التعامل معه عند اللزوم ،واذا لزم الامر فقط .
أهم شيء ان تثق بنفسك لا تجعل هذه الشريحة  ان يفقدوك الثقة بالنفس ،فلا تتغير ابق هادئا حكيما .
فان القساوة في القلوب والوقاحة من عمل الشيطان ووصل الشخص لهذه المرحلة من قلة دينه و حياءه و البعد عن الله ،فعلينا قبل كل شيء ان  نتمسك بالله و ان نكون رحماء بانفسنا و رحماء بالاخرين .و نرجع للفكرة التي خلقنا بها من التسامح والصدق والكرم و مساعدة المحتاجين و نجعل قلوبنا خاليه من البغض والحسد والكبر حتي لا نتحول مع مرور الوقت الى هذه الشريحة البغيضة.

الاثنين، 5 أغسطس 2019

الكاتب شفيق التلولي يناشد الرئيس الفلسطيني لإعادة بناء مؤسسة المسحال الثقافية




ليعد لمؤسسة سعيد المسحال مجدها

مناشدة من كاتب فلسطيني لسيادة الرئيس محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية رئيس دولة فلسطين

سيادة الرئيس محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية رئيس دولة فلسطين حفظه الله ورعاه

من غزة الجزء الذي لا يتجزأ من التراب الوطني الفلسطيني والمنظومة الشرعية الوطنية الفلسطينية أرفع لسيادتكم أسمى آيات الوفاء والإخلاص وكل الدعم والإسناد لكم سيادة الرئيس وأنتم ترفعون اللاء الكبرى في وجه كل من يتهدد هذه الفلسطين الواحدة والكبيرة وأما بعد،

سيدي الرئيس

يوم كنا ننشد الأشعار ونغني أجمل الأغاني، كنا نفرح ونحن نشاهد العروض المسرحية وكذلك الأفلام، ننظم الندوات ونحيي الحفلات ونقيم المهرجانات، كنا نحلم بغد تشرق فيه الشمس وننعم بالحرية السلام، قاتلنا الانقسام ولفظنا الحرب ولم ينهكنا الظلام، بقينا على العهد نبر بالقسم ونصلي من أجل الخلاص والانعتاق.
كنا سيدي نجتمع هنا في بيت الثقافة والمعرفة والعلوم مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والعلوم الجامعة لكل الكتاب والأدباء والفنانين والمبدعين والمثقفين وذوي الشأن وكل المعنيين، حتى جاءت الطائرات الإسرائيلية المجنونة كما تعلم سيادتكم وقصفت هذا الصرح الثقافي والمنارة العلمية الكبيرة ودمرته على ما فيه من صالات وقاعات ودور عرض ومسرح هو الوحيد في قطاع غزة بمواصفات المسرح حتى أتت أيضاً على المركز الثقافي المصري الخاص بالجالية المصرية الموجود داخل هذه المؤسسة، وردمت ذكرياتنا وأحلامنا تحت أنقاضه.
 أعرف جيداً يا سيادة الرئيس أن وقتك الثمين قد لا يسمح بقراءة هذه السطور لانشغالك بالشأن السياسي منافحاً عن المشروع الوطني الفلسطيني تذود عن حياض الأمة في مواجهة غول الصفقات التصفوية التي تريد النيل من قضيتنا، غير أني متأكد من أنك وباعتبارك راعي المسيرة وحارس الديار وسادن قدسها وأقصاها لن تدخر جهداً في سبيل حماية المشروع الثقافي حفظاً للذات وصوناً للهوية التي تسعى قوى البغي إلى طمسها.
فاسمح لي أن أرجو من سيادتكم التكرم بإصدار توجيهاتكم وتعليماتكم والإيعاز لمن يلزم بضرورة إعادة بناء صرح مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والعلوم وتشكيل مجلس أمناء يرعى ذلك ويشرف عليه ويسن ما يراه من سياسات مناسبة تخدم فكرته النبيلة وخاصة بعد أن توفى الله المهندس سعيد المسحال مؤخراً مؤسس هذا الصرح الثقافي والعلمي والمعرفي الكبير.

كلنا أمل يا سيادة الرئيس أن يلبى هذا النداء النابع من قلب كل من حمل راية الثقافة الوطنية في وجه الظلاميين أعداء الحرية والسلام لتظل خفاقة تبدد الظلام بنور العلم والمعرفة،
والسلام على من أحب السلام.

الكاتب شفيق التلولي
فلسطين- غزة في/
4 اغسطس 2019م

الثلاثاء، 23 يوليو 2019

شاعرة الياسمين تصدر مجموعتها الثانية " اقطفني مرتين "



الأردن - بوابة اليمامة الثقافية

صدرَ حديثًا عن دار الآن ناشرون وموزعون في عمان المجموعةُ الشعريّة الثانيّة لشاعرة الياسمين باسمة غنيم تحت عنوان " اقطفني مرتين "، حيثُ وقعت المجموعةُ في مائة وستين صفحةً من القطع المتوسط، وتضمُ أكثرَ من مائة نص متفاوتة الحجم، وقد حرصت الكاتبة أن تضع لكلِّ نصً عنوانًا يكون غالبًا مفتاحًا للنص، وتمحورت نصوصُ المجموعة حول الذات وعلاقتها بالآخر، الآخر  الرجل الحبيب بتقلباته المتعددة.

يذكر أن باسمة غنيم من مواليد عمّان، حاصلة على شهادة دبلوم في التعليم الأساسي، عملت مدرّسة للمرحلة الأساسية، اهتمت منذ طفولتها بقراءة الشعر وكتابته.
نشرت العديد من نصوصها الشعرية في مجلة أفكار، وجريدة الرأي، وموقع بوابة اليمامة الثقافيّة. وتعتبر مجموعتها «أقطع وترا لأزرع كمنجة» إصدارها الأول.
وقد شاركت الشاعرة غنيم في مهرجانات شعرية منها
مهرجان السلام للشعر النثري في مدينة عبادان الإيرانية والذي كان يدعو للمحبة والتواصل الثقافي العربي،  ومهرجان النثر في مدينة عمان الأردنية القائم عليه منتدى البيت العربي الثقافي  .



    

الاثنين، 22 يوليو 2019

كتب رئيس التحرير: حول الدراما السوريا



جواد العقاد - بوابة اليمامة الثقافية 

حول الدراما السورية
يُعتبرُ الفن النواة الأولى لتقدم المجتمع وبناء الحضارة وتشكيل الوعي الجمعي ؛ فيُحكمُ على رُقي المجتمع وتقدمه بقدر ما فيه من مثقفين وكُتّاب وفنانين، فهذه الطبقة وجه المجتمع الجميل والمصدرة لثقافته، فلا تقتصرُ وظيفة الفنون على التسلية ولا الإشباع الجمالي وإنما أيضًا تبرزُ ثقافة الشعوب وتحتفظُ بمورثها الحضاريّ ولنا في الآداب العالمية مثالٌ عظيمٌ لاسيما الأدب اليوناني.

السينما والمسرح والدراما من أهم الفنون وأكثرها إنتشارًا، وأقدرها على التأثير بالمتلقي؛فنحن نفرح أو نبكي.. إنْ قُدمت الفكرة بشكل فنيّ مقنع وممتع قادر على التأثير ، وقد تحدث الفيلسوف اليوناني أرسطو في كتبه خاصة "فن الشعر "عن نظريّة التطهير والتي تعني ببساطة إنفعال المتلقي وتأثره من العرض التراجيدي، ولستُ في صدد الاستطراد في هذا الموضوع ؛ فالمقام لا يتسع.
لأنني أحبُّ سوريّا بكل ما فيها من جمال وتاريخ موغل في الحضارة ؛ أتابعُ بشغف ما يُصدره مبدعوها في جميع مجالات الفن لاسيما الدراما، فالسّوريون أصحابُ الصدارة في هذا المجال منذ عهد أحمد خليل القباني ( رائد المسرح العربي) مرورًا بياسر العظمة ودريد لحام وغيرهم من عملاقة السينما والمسرح والدراما، تابعتُ المسلسلات السورية منذ وقت مبكر من عمري سواء التاريخية أو الاجتماعية أو الكوميدية..، وما يثير شغفي و يحرضني على الاهتمام بالمتابعة أمور عدة، أهمها: السيناريو ( النص): تتميزُ المسلسلات السّوريّة بثقافة النص، لم أشاهد عملًا دراميًا سوريّا إلا وأفادني معرفيًّا، وهذا يرجع لثقافة المجتمع السوري ؛ فالدراما محاكاة للمجتمع، وكذلك ثقافة كاتب النص لاسميا أن عددًا كبيرًا من أعمال الدراما هي في الأصل نصوص روائية مثل: فيلم بقايا صور المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للروائي السوري الكبير حنا مينه ، ومسلسل الندم المأخوذ عن رواية عتبة الألم للروائي السوري (فلسطيني الأصل) حسن سامي يوسف، وكذلك مسلسل حين تشيخ الذئاب مأخوذ من رواية بنفس الاسم للروائي الأردني ( فلسطيني الأصل) جمال ناجي.. إلخ.


مسلسل "ترجمان الأشواق" نموذجٌ واضحٌ لثقافة الدراما السوريّة.

من العنوان تظهرُ ثقافةُ المسلسل ؛ فإنَّ "ترجمان الأشواق" ديوان شعر للشّاعر الصوفي محي الدين ابن عربي.

تدورُ أحداثُ المسلسل في دمشق إبان الأزمة السورية، أما العُقدة تتمحور حول جماعات مسلحة تخطفُ صبيّة وتطلبُ فدية. المسلسلُ يشبه إلى حدٍ ما أغلبَ المسلسلات التي تتحدثُ عن الأزمة السوريّة، حيثُ يسلطُ الضوءَ على معاناة المهاجرين، والبطالة، الاستغلال، تجارة الحروب، صراع الأجيال، ويتناولُ الكثير من الأمور الإنسانية التي يعاني منها المواطن السوري يوميًّا بمفهومٍ فنيّ ذكي، فأغلبُ الأعمال الدراميّة تتناولُ الحربَ من زاويةٍ إنسانيّةٍ بعيدًا عن تحويل المُسلسل لنشرةِ أخبار، وهذه ميزة.

يمتازُ المسلسلُ بثقافةِ السيناريو المُكثفة، فإنه يعرض حياة ثلاثة أصدقاء كانوا ينتمون إلى اليسار العربي
(المترجم نجيب، الدكتور زهير، كمال صاحب المكتبة) وبعد أن عصفت بهم ظروفُ الحياة التقوا في دمشق ، وقد اعتنقَ زهيرُ الفكر الصوفي، ونجيب الكاتبُ والمترجم تبعدُه الظروفُ السياسيّة عن البلاد أما كمال يبقى محافظًا على فكره.
أهم ما أثرى المسلسل:
1- الحوار
جاء لصاحب المكتبة كمال ( ممثل الدور الفنان فايز قزق) رجل كبير السن يحملُ عدةَ كُتب يريدُ بيعها ليدبرَ شؤون حياته،دار نقاش بينهم انتهى بقول كمال: " اقرأ ليهبط البيت ".
وأغلبُ الحوارات بين الأصداقاء الثلاثة يغلبُ عليها التبادل المعرفي والثقافي.
٢- لمّح المسلسل إلى تراجع اليسار العربي،قد برز ذلك من حوارات الأصدقاء الثلاثة.
3-أشار إلى قضية صراع الأجيال التي ظهرت بين كمال وأبنائه.
4-عرض بعض مظاهر الفكر الصوفي ؛ فقد كان د. زهير متصوفًا ويحضرُ مجالس الصوفين.

يقولُ الفنان السوري بسام كوسا -في لقاء مُتلفز مع الإعلامي أدونيس الخالد -: "لا يمكن الآن أن نصفَ حال الدراما ونطلب أن تكون في حال صحي ونحن في ظرف غير صحي،كل العالم يعرف ماذا يجري في سوريا، وبالتالي الدراما جزء من هذا المجتمع ؛ فلا يمكن أن تنتعش إلا في حالات الاستقرار كماحصل سابقًا، الآن نحن لا نصنع دراما، نحن ندافع عن الحياة من خلال هذه المهنة."

ويتابع كوسا:" يجب الآن أن لا يُكتب عن الأزمة، والسبب هو أن كل الكتابة ستكون رد فعل.. والفن هو فعل وليس رد فعل، يحتاج إلى حالة من الصفاء الذهني والتأني والخروج من هذه الأزمة ومراقبتها بعين حكيمة، عندما قرأت" ضبوا الشناتي"، كان هناك ذكاء في تناول المشكلة، استطاع الأستاذ ممدوح حمادة التعامل مع هذه المشكلة الغاية في القسوة بطريقة فيها طرافة.. "
الدراما السوريّة السباقة دائمًا إلى الجمال، استطاعت هزيمة الحرب والخراب بالإبداع المُتعالي. الفنُ كفعل إنساني يحتاجُ هدوء ونقاء ومزاج ولكن القسوة ولدت إبداع، واجه السوريون به الهجمة الشرسة الهمجية. أنا مع الأستاذ بسام في مسألة الكتابة وصناعة الدراما بعد إنتهاء الأزمة ؛ لتكتمل الصورة وتكون الأعمال أكثر تجردًا وإبداعًا، ولكن لابد من مواجهة الشراسة بالحب، الموت بالحياة، إن كان هذا لا يؤثر على القيمة الفنية للعمل، وفي أغلب الأعمال الدرامية كانت الفنيات عالية وممتعة.
 
الدراما السّورية تخاطبُ أعماقَ النفسِ الإنسانية من خلال الحوارِ الممتع والمفيد في آنٍ، الذي يعطينا خلاصةَ الرسالة تمامًا بتأثيرٍ عظيم، وربما ما يجعلُ لها أثرًا كبيرًا تسليطُها الضوء بدقةٍ على تفاصيل الحياةِ اليوميّة للإنسان العادي فهي تدركُ ماذا يريدُ المشاهد.
 رُغم الظروف القاسية التي يعيشُها السوريون إلا أنهم يزرعون الأملَ وسطَ الخرابِ الكبير ؛ليقولوا أننا شعبٌ يحبُ الحياة، جعلوا من  الخرابِ والدمارِ مادةً دسمةً للفن والسينما تنقلُ للعالمِ الوجعَ السوري ومدى حبِّ هذا الشعب العظيم لوطنه.


جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...