السبت، 24 نوفمبر 2018

وهج الكتابة: غالي شكري... المنتمي: عبد الحميد القائد



 كتب عبدالحميد القائد 

السبت ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨ - 11:15

في عصرِ العمالقة يخرجُ نقّاد ومفكّرون وشعراء وكتّاب عمالقة، وفي عصور الانحطاط - مثل عصرنا الاستسلامي هذا - يخرج النقّاد الأقزام المرتزقون على العلاقات الشللية والمنفعية. ففي العصر الذهبي الذي شهدته مرحلة الرئيس جمال عبدالناصر اخضرّت الأرض والسماء والبحار. ولأن ناصر كان عملاقًا خرج من تحت عباءة زمنه العمالقة أو على الأقل ازدهروا في عهده بشكل أكبر، على الرغم مما ساد عهده من أخطاء فادحة بل وقاتلة أحيانًا لكنه ظلّ عملاقًا مقارنة بمن جاءوا بعده. 
في عهده انتعش المسرح والصحافة والفن واحتفل الحرف على ضفاف النهر الخالد، نهر النيل. ولم يقتصر ذلك على مصر فقط بل امتدت العدوى الإبداعية إلى مختلف أنحاء الوطن العربي، كانت فترة انتعاش جميلة تركت لنا إرثًا إبداعيًا جميلاً وآلاف الكتب التي ما زالت تحتل رفوف المكتبات. فمن مصر انبثقت اسماء نقّاد ومفكرين مثل محمود أمين العالم ولطفي الخولي ومحمد مندور ولويس عوض وعز الدين اسماعيل وأيمن أحمد الدسوقي ومحمد النويهي وزينب العسال وغيرهم كثيرون.
وفي بداية الستينات بالتحديد عرف المشهد النقدي بروز نجم المفكر المصري غالي شكري كناقد عندما أصدر ثلاثة كتب هي «سلامة موسى وأزمة الضمير العربي» الذي صدر في القاهرة عام 1962والثاني «أزمة الجنس في القصة العربية» الذي صدر في بيروت عام 1962, والثالث كتاب «المنتمي» الذي يعتقد أنه أول دراسة جادة ومنهجية عن أدب «نجيب محفوظ». وربما كان من أهم إسهاماته في مجال النقد الشعري في عام 1968 هو «شعرنا الحديث.. إلى أين» الذي نشره على فصول في مجلة «حوار» اللبنانية، وتناول فيه حركة الشعر الحر نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، عبدالوهاب البياتي، أدونيس، صلاح عبدالصبور، أحمد عبدالمعطي حجازي، خليل حاوي، بلند الحيدري، أنسي الحاج. كما أسهم بقوة في التنظير لأدب المقاومة في فلسطين.
كان غالي شكري لغاية عام 1956 معتكفًا على كتابة القصص والأشعار ورواية واحدة اسمها «مواويل الليلة الكبيرة» تناول فيها عددا كبيرا من الاسماء التي ساهمت في صياغة المشهد والتاريخ الثقافي والعربي آنذاك أو كانوا ضحايا لذلك التاريخ مثل شهدي عطية وغسان كنفاني وراشد الخاطر وعلي فودة واسماعيل المهدوي ومصطفى خميس وامل دنقل ومنحهم مساحات متعادلة لتتحدث عن نفسها. كل هذه النتاجات ظلت مع الأسف عبارة عن مخطوطات لم تر النور. اكتوى غالي شكري مثل العديد من زملائه في ذلك الزمن بنار السياسة ولكنه أصرّ دائمًا على صفته كناقد أدبي، هذه الصفة التي ظلت ملازمة له دائمًا. 
لم يقتصر دور غالي شكري على الكتابة النقدية فحسب بل كان له دور ملحوظ في قيادة العمل الثقافي حيث ترأس تحرير مجلة «القاهرة» وأشرف على العديد من المنابر الثقافية المضيئة كان من أهمها «الملحق الثقافي الأدبي للطليعة» و«الشرارة»، وامتد دوره كمثقف تقدمي إلى تقديم الدعم المادي والفكري إلى مجلة «أدب ونقد» وجريدة «الأهالي». 
وُلد غالى شكري في منوف عام 1935 من أسرة مسيحية فقيرة وتوفي في عام 1998 بعد صراع مرير مع المرض في فرنسا. وكان غالي قد نال شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1996. 
Alqaed2@gmail.com

مطر هنا، مطر هناك - الشاعر عبد الحميد القائد





مطر هنا
مطر هناك
مسافات لا تكشف عورتها الا للغرباء 
تطول في ليالي الإشتياق
وهي تتساقط في كأس نبيذي
فازداد ثمالة وتتحول اللهفة قمرا
يضيء في قلب معشوقتي المصنوع من اللؤلؤ
هل للافق فم يحكي حكايتي للعصافير المهاجرة إليها
هل الغيث ايقونة للمتلهفين للقاء يجيء ولا يجيء 
تتسع السماء وأرى وجهها يحدق في حزني
هي البياض الذي يتحول حديقة من البنفسج
اشم عطرها وهو يتسلل عبر حروفها
الحروف التي تدفىء جبيني مع كل زخة
فلسطينية الهوى والجوى
والقلب لا يتوب عن الحنين المستهام
في كل قطرة قبلة بلا احمر شفاه
شفتاها نبع المطر وهو يبتسم للعاشقين
والليل يطول والنهار خرافة للغرباء
تطير النوارس تغطي الفضاء بعينيها وهي تحدق بي
وتكتب لي رسالة بحبر الحلم . 

قصيدة - عبد الله الشوربجي



أنا أبجدياتُ الذين تمرُّدوا ..
 ويمتدُّ جرحي بامتدادِ خطيئتي
 أصلي ؟
فمن يهدي صلاتيَ قبلة ؟
  أنامُ وهاء السكتِ تحت وسادتي
 تشربت في الطوفان أيوبَ   ..
 صبره ..
 وفوجئت بالجوديّ خان سفينتي
 فلا ترهقيني
 ليس غير دقيقةٍ ..
 وترتاحُ في رأسي الثقيلِ رصاصتي
 خذي قلمي ..
 نظارتي ..
 أغلقي وراءك البابَ    ..
 إني قد كتبتُ استقالتي. 

التعامل مع الطفل المزعج: لطفية القاضي




التعامل مع الطفل المزعج
كتبت :لطيفة  محمد حسيب القاضي

 الطفل المثير للإزعاج هو الطفل الذي يجد ممن حوله صعوبة في التعامل معه. دائماً فيشكو منه معلموه وزملاؤه في المدرسة وجيرانه وأقاربه بل ربما والداه·
فهو مثير لأعصاب من حوله وبخاصة معلميه في المدرسة ووالداه في البيت، حيث قد يضطر معلموه لاستخدام الشدة معه لكي يهدأ فلا يزعج زملاءه في الفصل أو جيرانه في الشارع،وقد يجدون أن الشدة معه لا تجدي للتخلص من إزعاجه·

الطفل المزعج يكون قليل التركيز ، يتحرك كثيراً في المكان الذي يوجد فيه ويجعله مبعثراً وغير منظَّم، مثيراً للضوضاء والصخب والشغب والتشويش ، يتحدث بكثرة وبسرعة وبصوت عال ومرتفع، عجول يقوم بالإجابة عن الأسئلة قبل استكمالها يقاطع حديث الآخرين ويتدخل في أنشطتهم وأعمالهم·· ، يتصف بعدم الاستقرار العاطفي وسرعة تغير مزاجه من السعادة إلى الحزن والغضب.

يعاني من اضطراب في عواطفه فأحياناً تراه ضاحكاً مسروراً ، وأحياناً أُخرى تراه غاضباً ثائراً ، ويكون ذلك تبعاً لشعور يعتريه ، ويسبب له القلق أو الخوف .

و إن الطاقة الزائدة التي تتولد لديه تبعاً لمراحل النمو ، ولا توجد بيئة ملائمة لتصريفها بصورة إيجابية.
حيث كراهيته للمدرسة بسبب فشله في دروسه أو وجود عامل يهدد أمنه فيها .

ما الاسباب التي جعلت الطفل مزعج؟
 الصراخ هو سبب من أسباب الخوف عند الطفل عدم ثقته بنفسه،  وبالتالي تجعل الطفل غير مستقر فهذا يجعله مزعج غير راضي وغير مطئن ،وكذلك الرهبة والمشاكل العقلية احدى العوامل ااتي تجعل الطفل مشاغب ومزعج ، لذلك يحذر على الوالدين عدم الصراخ في وجوه أطفالهم، والتحدّث بصوت معتدل ومناسب للموضوع، هو أنجح في تعليم الطفل لاخطاءه. الطفل يستطيع فهم ما يقوله الكبار، إذا كان الكلام بلغة واضحة وبسيطة، لذلك على الوالدين النزول إلى مستوى عقول أطفالهم ومناقشتهم، بأسلوب واضح وسهل تتناسب مع قدراتهم العقلية ومستوى إدراكهم، ومحاولة تفسير لهم الأسباب التي تجعل من بعض الأمور خطأً. غالباً الأطفال يثقون بوالديهم، ويتعلمون منهم الكثيرمن الصفات، لذلك على الوالدين الحرص على القيام بالأفعال الصحيحة واللائقة أمام أطفالهم. يجب على الوالدين تعامل بمصداقية مع أطفالهم حتي لا تكون رد فعلهم لعدم الصدق هو المشاغبة والازعاج.


 كيف تتعامل الام مع الطفل المزعج؟

عليها قبل كل شيئ بأن توفر بيئة آمنة للطفل قائمة على الوفاق بين الوالدين وخالية من القلق والخوف والمشاحنات بين الزوجين .
و ايضا تعزيز ثقة الطفل بنفسه ، وعدم لومه أو السخرية منه أمام الآخرين.
عليها أن  تصرف الطاقة الزائدة المتولدة لدى الطفل بالقراءة ، أو من خلال ممارسة الأنشطة النافعة ، وتدريبه على استغلال الوقت بأعمال مفيدة وعلى احترام آراء الآخرين والمحافظة على ممتلكاتهم .
 بالاعتدال في معاملة الطفل ؛ فلا قسوة ولا تدليل ، وإنما الإقناع بالحسنى .
عليها ايضا اجتناب العنف أثناء العمل لتعديل سلوك الطفل.
والتواصل مع المدرسة لمتابعة أحوال الطفل من حيث السلوك والتحصيل .
و اللجوء إلى الاختصاصي النفسي إذا دعت الضرورة لذلك .

فإذا استطاعت الام أن تتفهم الدوافع الكامنة وراء سلوك الطفل المزعج فإنها تكون بذلك قد خطت الخطوة الأولى .
المتابعة المستمرة من قبل البيت والوالدين للطفل مع المدرسة لمعرفة أحواله وسلوكاته مع زملائه ومدرسيه والتدخل في حال وجود مشكلة لطفلهم في المدرسة بكياسة وعقل وحكمة ومرونة في التعامل مع ابنيهما·

عدم الحرج في اللجوء لاختصاصي نفسي أو طبيب نفسي لمساعدتهما في اختيار أنسب الطرق لعلاج السلوك المزعج من قبل الطفل.



  •  علي الوالدين الاعتماد الكبير في تربية الابناء ومساعدتهم لكي يكونوا اطفال اسوياء متزنين في كل شيئ ،فلابد من تشحيع الطفل و مدح الطفل كلما تصرف التصرف الصحيح ، لابد من ان اعطاء الطفل الحرية في التعبير عن رئية والتحدث اليه ،اعطاءه الحب والحنان والحماية والامان.

اتيكيت الحياة الزوجية :لطفية القاضي


اتيكيت الحياة الزوجية
كتبت /لطيفة محمد حسيب القاضي
إن  الحياة الزوجية هي علاقة راقية بين اثنين، وهذه العلاقة تحتاج إلي سلوكيات وخطوات عالية من الذوق والمحبة بين الزوجين تكون قائمة على الإعجاب المتبادل، لكي تزداد العلاقة قوة ،وترفع من شأنها.

الكل يتمنى أن تكون علاقته الزوجية راقيه تحتوي على الكثير من الذوق والإتيكيت، فهذا من شأنه يقوي العلاقة ويزيد من التماسك بينهما ،ويصل بهما إلى بر الأمان.

لتحقيق هذه الاحلام ما عليك إلا أن تتبع تلك الخطوات:
بعد الزواج عندما تشعر الزوجة بحب زوجها الكبير والاحتواء ،فتذهب لزوجها لتشتكي من أهلها لكي تجعل زوجها يتعاطف معها ويزيد من حبه لها ،ولكن هذا أكبر خطأ ترتكبه الزوجه في حق نفسها ،فلابد من أنه مهما بلغت مشاكلها مع أهلها أن لا تشكو منهم أمام زوجها،ذلك لأن زوجها لم ينظر لها باحترام بعد ذلك.


لا تتحدثي عن زوجك بسوء أمام أهلك،  احتفظي بأسرارك الزوجية .

ان  كنت تساعدي أهلك من مصروفك الخاص ،فلا تخبر زوجك بذلك ،حتى لا يستنقصهم أو يتعالى عليهم.

تخلصي من الأفكار السلبية تجاه أهل زوجك،حاولى أن تتعامل معهم بحب وبرقي.

الزوجة الذكية هي التي لا تطالب زوجها بالتعبير عن مشاعره نحوها ،إنما تترك الأمر للفرص الطبيعية.

الزوجة الواثقة من نفسها لا تسأل زوجها باستمرار أن كان يحبها أم لا،تثق بأنها محبوبة من زوجها ،كوني راقية.

المرأة  الراقية لا ترفع من صوتها ،ولا تجاه بالعصي والصراخ ،تحتفظ يهدؤئها حتي في أصعب الأوقات.

يجب أن لا تخلو العلاقة الزوجية من المزح والضحك.

الكل يسعي الي حياة زوجية هادئة وراقية وكلها اتيكيت،إذا اخذتم بالخطوات السابقة فإنني أضمن لكم حياة جميله وعاطفية ونجاح عالي في علاقتكم مع شريك الحياة.

الآثار النفسية للحرب على الأطفال: لطفية القاضي




الآثار النفسية للحروب على الأطفال، وكيفية علاجها

كتبت : لطيفة محمد حسيب القاضي

أن  الحروب شيء يحمل الآلام والمعاناة للأنفس البريئة،  وتعتبر الأطفال هم الضحية في هذه الحروب البشعة ،فإن لم يصابوا بمكروه جسدي فقد يصابوا بالأمراض النفسية .

قد تنتهي الحروب ولكن الأثر النفسي لا ينتهي لدي الأطفال، وهكذا هي الحروب يصنعها الكبار ويقع فيها الأطفال فهم الضحية،حيث أكثر المصابين هم من الأطفال، حتي هم في ظل الحروب لا يأخذوا حقهم من العلاج  اللازم نتيجة لنقص في الأدوية والمستلزمات الطبية .

ففي فلسطين واليمن وسوريا والعراق تكون المعاناة كبيرة ،حيث المستهدفين هناك هم الأطفال فهم الضحية وهم الأخسر، والذي لم يقتل يعيش معاناة الصدمة النفسية الناتجة عن الحرب ونقص في الماء والغذاء والعلاج.

الحروب تصيب الأطفال بتوتر  جراء الصدمة النفسية،فيصابون  بالارتباك  والقلق والاكتئاب وتزداد الحالة مع مرور الوقت ،على سبيل المثال أن معظم أطفال غزة مصابين بمرض السكر وهذا ناتج من توتر الحرب والخوف والرعب الذي كان بسبب الحرب .

وهنا يجب على الأهل أن يقوموا بتهدئة الطفل وأحاطته بالأمن والاطمئنان ولا يتركوه بمفرده عند حدوث القصف ،يجب على الآباء أن يقنعوا أطفالهم بأن القصف بعيد ولن يناله أي مكروه،أيضا على الآباء أن مراجعة حالة أطفالهم النفسية باستمرار.

اللجوء إلى الله هو الأهم ليزداد الأمن والطمأنينة لدي الاهل والأطفال  وقراءة القرآن والدعاء وزرع الاحساس بالأمان داخل الطفل والله خير حافظ وأمين.

نص أدبي - نصر أبو بيض

   

من السيء أن ينتابكَ الضعف في وصفِ شعورٍ يشِّكل غصة في حلقِك ، حيرة سوف تسكن كل كلمة ، سوف تسأل نفسكَ ألف مرةٍ هل أوجزتَ وأنصفتَ نفسكَ ؟ ، هل نِلتَ الرضا الذاتي؟  ، ذاك الذي يحقق لكَ التوازن بينَ نفسكَ والواقع !

سوف تكون رهنَ أسئلة لا طاقة لك بالإجابة عنها ، غيرَ أنك بالكاد تكتب هذه الحروف  .

مدينة الموتى ستحيا من جديد في ظلِّ كلماتٍ لا معنى لها سوى أنها فضفضة تسكن صفحات فارغة ، خيَّم المساء بخوفهِ وحنينهِ وقدرته الفائقة في التنقيبِ على ماضينا كي تَؤزّ نار أوجاعنا ، كي تنكمش قلوبنا من فرطِ الحنين والشّوق ، حتى قمر المساء لا ضوءَ له كأنه على خصام مع ملائكة الأرض. ! ، كم تملك من الحقد أيها الليل ،  رفقاً بقلوبٍ أتعبها اللاشيء واللافهم
_ ما بالكَ تهذي !
_ لا لا ، لا شيء ، أنا فقط أتراشق مع بعضاً من كلماتي شيئا من البؤسِ الذي يسكنني ، لا دخل لك .

 هكذا هو حال من يعيش مع ذاتهِ بعد خيبةٍ كُبرى ، يكتب ما لا يُفهم ، ويتكلم بما لا معنى له .

 وإنَّه لتناقضٌ غريب ، للأن لم تقرأ شيئاً في  هذا النص يسد رمق روحك ، لما أنت تصرّ على أن تكمل !! ، دع عنكَ الألم واذهب لنومك .
_ حسنًا أنا ذاهب .

نصر أبو بيض -فلسطين 

الجمعة، 23 نوفمبر 2018

في الحب -عامر الطيب



في الحُب ِّلمْ تكوني شاهقةً أو عابرةً إلى حبٍّ آخر، افترضتُ أنّكِ غيمة و حلبتُك حتّى سقط منك ريش أقدم العصافير..
و افترضتُ أنّك جسد فحصلتُ لك على لقمة العيش..

في الرَّسائل كنتِ الرَّسائل و الصَّمت الطَّارئ كثلجٍ على القبّعات..

 في جسدي كنتِ الدَّم و العرق إضافة إلى دخان قليل يحرس الليل..

في الإحتضار الأخير وددتُ لو أصير اسمكِ لأظلّ حيًّا لوقت ما
و في الموت وددتُ لو يطير نعاسكِ و يحرمني من النَّوم..

في الوَطن الصَّغير صار لحمك مالحًا و في الحَرب كلّما قتلت ُ أحدًا وجدتهُ يشبهكِ إلى أن نجوتُ بالطَّريقة الَّتي لمْ أقتلْ بها أحدًا..

في الليل طرتِ و في النَّهار أيضًا و في بقيّة الوقتِ ساعدتِ ملايين الكلمات الميّتة على الطَّيران..

في الكتابة يشتعلُ موقدٌ قديمٌ من قصصكِ على طرف لساني..

في الشَّـك صرتِ إلهًا طويلاً
في زحمته يمسح ُوَجهي العالم و في فراغه تسقطُ من أصابعه أقرب السَّماوات..

في القَصيدة أنت الدُّموع الخفيفة الَّتي تنزلُ أوّلاً و تكبر تلقائيًا مع التّكرار ..

في الأمل ذهبنا صغيرين إلى الله و كنّا جائعين أيضًا و لمْ يعطنا غير موعد قريب من السَّاعة و مسافات محصورة بين الأميال..

في الغابة قدتِ أسدًا مرّتين إلى البئر
مرَّة ليشرب و مرَّة ليرى وجهه الجَّامد بلا كلمات..

في الموسيقى رفعتِ صوت المسجّل و تسرَّب اللحن الحزين إلى الجّيران..

في البيت ِكنتِ زواية البيت و في المَدينة كنتِ زواياه الأخرى..

في الأبد شوّهتِ الأبد إلى الأبد..

في الحقيقة كان يمكنُ أن ْنكملَ الحكايةَ لكن َّاللحظة الأولى في الجَّـنّة كانتْ شكلاً صادمًا :-
عرّيت جسدكِ ففضحتِ آدم
ثم َّغطيت جسدكِ ففضحت الله !

عـامـر الطيب -العراق 

قراءة في قصيدة (ضياء تشرين)، للشاعر موسى الكسواني، بقلم :رائد محمد الحواري


 "ضياء تشرين"
 موسى الكسواني
استخدم الحروف بكثرة في النص الأدبي يعطي دلالة إلى أن الكاتب/الشاعر يردنا أن نتفهم الصورة/الحدث/الموضع الذي يطرحه، وكثرة استخدام الحروف يشير إلى الانحياز الشاعر وحبه لما يُراد طرحه، وهنا سيفقد الكاتب/الشاعر شيئا من سيطرته على النص، بحيث يأخذه الموضوع الأدبي بعيدا ويغرق في سرد التفاصيل، لكن الكاتب/الشاعر المتقن لصناعة الأدب بالتأكيد سيمتع القارئ من خلال قدرته على استخدام الصورة الشعرية/الأدبية، ومن خلال سلاسة واللغة، الشاعر "موسى الكسواني" يقدم لنا قصيدة طويلة، سنحاول أن نقف عندها ونرى كيف كان تقديمه لقصيدة "ضياء تشرين".
يفتتح الشاعر قصيدته قائلا:
"مِنْ دونما دِرايةٍ
تشرينُ جاءَ بَغتةً مَخاضُهُ"
فهذه الفاتحة التي بدأت بحرف "من" سنجدها تؤثر على كيانية القصيدة كاملة، بحيث نكاد لا نجد بيت في القصيدة دون وجود حرف يُفصل الحدث/الصورة التي يتناولها الشاعر.
"قُبيلَ أنْ يَطالَ شاربَ النُّعاسِ نومُهُ
وقدْ تلاشى في عِراكِهِ
مَعَ اعتلالِ سادِناتِ مَعبدِ النُّجومِ حُلمُهُ
حتى أتى اليقينُ في بِشارةٍ زهراءَ
هلَّلتْ بها مُغرداتُ الصُّبحِ في مَسرَّةٍ
على جَناحِ سابحٍ تلفَّعتْ بدفئهِ
مَولودةُ السَّماءِ في تشرينْ"
إذا ما توقفنا عند هذا المقطع سنجد فيه تفاصيل كثيرة وشروحات، لهذا نجد اسهاب في الشرح، من خلال حروف "أن، في، مع، بها، على" ونجد التواصل والتكامل في الحدث/الصورة التي يراد تقديمها، من هنا يتم تجاوز الصورة الطويلة التي يقدمها الشاعر، فالتواصل والترابط  يجعل الصورة قريبة من المتلقي، لكن الشاعر لا يكتفي بهذا التواصل والترابط، بل يضيف إليه صور شعرية قصيرة تأتي ضمن هذه الصورة الكبيرة، مما يجعل المتلقي يستمتع بها متجاوزا حالة الشرح، فيتوقف عند كل مقطع لما فيه من صور شعرية مثل "شارب النعاس، جَناحِ سابحٍ تلفَّعتْ بدفئه" وإذا ما اضفنا إليهما الأسطورة والتراث المتمثلان ب"سادنات، الزهراء" نكون أمام قصيدة تفتح شهية المتلقي لينهل منها بشغف وشهية.
 وإذا ما زدنا التوقف عند المقطع السابق سنجد فيه عناصر مخففة مهدئة، فهناك الطبيعة "الصبح والشمس"، وهناك حضور المرأة الذي جاء من خلال "السادنات والزهراء"، وكلنا يعلم  رمزية "الزهراء/عشتار" وما تحمله من معنى للحب والجمال، كل هذا يجعل القصيدة سلسة ويستمتع بتناولها.
  وهناك جانب يضاف إلى ما سبق، إلا وهو اللغة البيضاء التي جاءت في القصيدة، وبما أن الشاعر يحب وينحاز لموضوع قصيدته التي اسهب في تناولها، فلا بد أن ينعكس هذا الحب والانحياز على الألفاظ والمضمون الذي أرادنا معرفه، فالمقطع السابق يكاد يخلو من أي لفظ قاس أو مؤلم إذا ما استثنينا لفظ "تلاشى، عراكه، اعتلال" تكون بقية الألفاظ بيضاء بالمطلق، وهذا ما يجعل القصيدة منسجمة بين الألفاظ والمضمون/الفكرة التي أريد طرحها والطريقة التي قدمت بها القصيدة ـ الشرح والتفصيل ـ.
  الشاعر يحدثنا عن شهر تشرين هو  شهر من السنة، بمعنى أن له نقيض، فالفصول تتبدل وتناقض بعضها بعضا، من هنا جاءت فكرة الملحمة الكنعانية "البعل" التي تتحدث عن الصراع الأزلي بين "البعل" والموت، وقد سبق أن اشار الشاعر إلى الأسطورة من خلال "الزهراء" بمعنى أن هناك شيء في العقل الباطن عند الشاعر يشير إلى هذا التناقض/الصراع، فيكيف جاء في قصيدة؟:
"فزمَّلتها ناشِراتُ الوَمْضِ في فِراءٍ مِنْ حَنينْ
وَلاذَ في مِحرابِها
فَتيلُ مَنْ يُصافحُ الصباحَ في
لُهاثهِ الخفوتِ مثلَ رَجرجاتِ قنديلٍ
تدلَّى في ارتعاشةٍ
نادى بها نداءُ الفجرِ قبلَ أنْ
يَبيضَّ شَعرُ اللَّيلِ في سُدولهِ الأخيرْ"
 صراع الطبيعة ليس صراع دموي كما هو الحال بين البشر، بل صراع هادئ/ناعم/طبيعي، فرغم التناقض بين فصول السنة إلا أن حياة أو موت أي فصل يحمل بين ثناياه ولادة جديدة، فالتعاقب بين الربيع والخريف وبين الصيف والشتاء يخدم فكرة الحياة، من هنا سنجد انعكاس لهذا التكامل في (الصراعات)   على طريقة تقديم القصيدة، فتبدو لنا كحالة طبيعية، من هنا نجد الألفاظ القاسية محدودة، وتخدم فكرة البياض أكثر مما تخدم فكرة السواد، وهذا ما نجده في عبارات: "لهاثه الخفوت،  رجاجات قنديل، يبيض شعر الليل" ، والألفاظ القاسية "لاذ، لهاثه، رجاجات، ارتعاشه، الليل، الأخير" كلها جاءت بصورة مخففة وتخدم فكرة البياض التي أراد الشاعر تقديمها.
من هنا يمكنا أسقاط هذا الأمر على هذا المقطع من القصيدة:
"في كلِّ عامٍ مرةً
يجيءُ وجهُها الضحوكُ كلَّما
أتَى الفتى تشرينُ حاملًا بهِ
فانوسَ مُعجزاتِه على حَفاوةٍ
ليعلنَ الولادةَ الأولى لِشمْسِنا الحنونْ"
 يبدو المقطع متماثلا مع فكرة عودة "البعل" إلى الحياة، فمن خلال الألفاظ التالية: "يجيء، الضحوك، أتي، الفتى، فانوس، معجزته، حفاوة، ليعين، ولادة، شمس، الحنون" يمكننا القول أنها ألفاظ تتماثل وتتطابق مع تلك التي جاءت في ملحمة "البعل" الكنعانية، فهل أثر المكان والظرف على الشاعر بحيث جعله يستخدم عين فكرة الملحمة، أم ان الشاعر متأثرا بالملحمة الكنعانية؟.
بعد أن يعم الخير بظهور البعل/الخصب، يأخذ الناس بتمجيد القادم الجديد:

"تشرينُ يا نبوءَةَ القلبِ التي
تحقَّقَ افتراشُها للكونِ
ساعةَ انبلاجِ الدِّفءِ في المَدى الفَسيحْ
" تشرينُ يا صديقيَ السَّميحْ
تَفلتَتْ منَّا على عَمايةٍ عقيلةُ الزَّمانِ
بَعدَ أنْ تاهتْ على رَمْضَائِنا
جحافلُ الذين قد شَرَوْا أنوارَهم بظلماءِ البسوسِ
واشترَوْا عُوارَهم بما
زَهتْ بهِ نفائسُ النفوسْ
وفي انْبساطِ غُفلِنا نثرنا كُلَّنا
وما حوَتْ جِعابُنا عطورَ مَجدٍ خاطئٍ
على صِحافٍ منْ بَياضْ
فَسارَ فينا ألفُ عامٍ غافلٍ عنَّا
ومَا يَزالُ كاتبُ التاريخِ تستهوي دواتُهُ
عُفونةَ انتصارهِ لغيهبٍ من الكذبْ
وما يزالُ فاغرًا فمَ الغباءِ ليلُنا الكسيحْ"


 تمجيد "البعل/تشرين" جاء من خلال:
 "تشرينُ يا نبوءَةَ القلبِ التي
تحقَّقَ افتراشُها للكونِ
تشرينُ يا صديقيَ السَّميحْ"
فيبدو لنا المخاطب

هذا قلبي -راميا الصوص


     
          
(هذا قلبي)

هذا قلبي
قد نما في حضنِ الموت
الذي أوهمه أنَّه نبيٌّ
بُعثَ رحمةً له..
وأنَّ الحزنَ آيةُ المؤمنين
والحياةَ من الموبقات.
أنا لا أكتب الشعرَ
ولكنني
 أبكي على طريقتي
فلا تُصفّق لي
 أيُّها الأمد البعيد
بل تقدَّم
وانسج بسيفكَ فوقَ حزني عباءةً
تُمهّد الطريقَ للنار ؛
كي أستطيعَ أن أشتعلَ
وأضحكَ
في آن
وهبْني الشمسَ وخفَّةَ الغيمات
أريدُ أن أخرجَ عن ملَّةِ الموت
وأحيا.
-راميا الصوص - كاتبة فلسطينية 

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...