الجمعة، 23 نوفمبر 2018

في الحب -عامر الطيب



في الحُب ِّلمْ تكوني شاهقةً أو عابرةً إلى حبٍّ آخر، افترضتُ أنّكِ غيمة و حلبتُك حتّى سقط منك ريش أقدم العصافير..
و افترضتُ أنّك جسد فحصلتُ لك على لقمة العيش..

في الرَّسائل كنتِ الرَّسائل و الصَّمت الطَّارئ كثلجٍ على القبّعات..

 في جسدي كنتِ الدَّم و العرق إضافة إلى دخان قليل يحرس الليل..

في الإحتضار الأخير وددتُ لو أصير اسمكِ لأظلّ حيًّا لوقت ما
و في الموت وددتُ لو يطير نعاسكِ و يحرمني من النَّوم..

في الوَطن الصَّغير صار لحمك مالحًا و في الحَرب كلّما قتلت ُ أحدًا وجدتهُ يشبهكِ إلى أن نجوتُ بالطَّريقة الَّتي لمْ أقتلْ بها أحدًا..

في الليل طرتِ و في النَّهار أيضًا و في بقيّة الوقتِ ساعدتِ ملايين الكلمات الميّتة على الطَّيران..

في الكتابة يشتعلُ موقدٌ قديمٌ من قصصكِ على طرف لساني..

في الشَّـك صرتِ إلهًا طويلاً
في زحمته يمسح ُوَجهي العالم و في فراغه تسقطُ من أصابعه أقرب السَّماوات..

في القَصيدة أنت الدُّموع الخفيفة الَّتي تنزلُ أوّلاً و تكبر تلقائيًا مع التّكرار ..

في الأمل ذهبنا صغيرين إلى الله و كنّا جائعين أيضًا و لمْ يعطنا غير موعد قريب من السَّاعة و مسافات محصورة بين الأميال..

في الغابة قدتِ أسدًا مرّتين إلى البئر
مرَّة ليشرب و مرَّة ليرى وجهه الجَّامد بلا كلمات..

في الموسيقى رفعتِ صوت المسجّل و تسرَّب اللحن الحزين إلى الجّيران..

في البيت ِكنتِ زواية البيت و في المَدينة كنتِ زواياه الأخرى..

في الأبد شوّهتِ الأبد إلى الأبد..

في الحقيقة كان يمكنُ أن ْنكملَ الحكايةَ لكن َّاللحظة الأولى في الجَّـنّة كانتْ شكلاً صادمًا :-
عرّيت جسدكِ ففضحتِ آدم
ثم َّغطيت جسدكِ ففضحت الله !

عـامـر الطيب -العراق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...