في الحُب ِّلمْ تكوني شاهقةً أو عابرةً إلى حبٍّ آخر، افترضتُ أنّكِ غيمة و حلبتُك حتّى سقط منك ريش أقدم العصافير..
و افترضتُ أنّك جسد فحصلتُ لك على لقمة العيش..
في الرَّسائل كنتِ الرَّسائل و الصَّمت الطَّارئ كثلجٍ على القبّعات..
في جسدي كنتِ الدَّم و العرق إضافة إلى دخان قليل يحرس الليل..
في الإحتضار الأخير وددتُ لو أصير اسمكِ لأظلّ حيًّا لوقت ما
و في الموت وددتُ لو يطير نعاسكِ و يحرمني من النَّوم..
في الوَطن الصَّغير صار لحمك مالحًا و في الحَرب كلّما قتلت ُ أحدًا وجدتهُ يشبهكِ إلى أن نجوتُ بالطَّريقة الَّتي لمْ أقتلْ بها أحدًا..
في الليل طرتِ و في النَّهار أيضًا و في بقيّة الوقتِ ساعدتِ ملايين الكلمات الميّتة على الطَّيران..
في الكتابة يشتعلُ موقدٌ قديمٌ من قصصكِ على طرف لساني..
في الشَّـك صرتِ إلهًا طويلاً
في زحمته يمسح ُوَجهي العالم و في فراغه تسقطُ من أصابعه أقرب السَّماوات..
في القَصيدة أنت الدُّموع الخفيفة الَّتي تنزلُ أوّلاً و تكبر تلقائيًا مع التّكرار ..
في الأمل ذهبنا صغيرين إلى الله و كنّا جائعين أيضًا و لمْ يعطنا غير موعد قريب من السَّاعة و مسافات محصورة بين الأميال..
في الغابة قدتِ أسدًا مرّتين إلى البئر
مرَّة ليشرب و مرَّة ليرى وجهه الجَّامد بلا كلمات..
في الموسيقى رفعتِ صوت المسجّل و تسرَّب اللحن الحزين إلى الجّيران..
في البيت ِكنتِ زواية البيت و في المَدينة كنتِ زواياه الأخرى..
في الأبد شوّهتِ الأبد إلى الأبد..
في الحقيقة كان يمكنُ أن ْنكملَ الحكايةَ لكن َّاللحظة الأولى في الجَّـنّة كانتْ شكلاً صادمًا :-
عرّيت جسدكِ ففضحتِ آدم
ثم َّغطيت جسدكِ ففضحت الله !
عـامـر الطيب -العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق