الأحد، 25 نوفمبر 2018

قصيدة أحبك: الشاعر باسل عبد العال




أحبُّكِ
مُذ كانَ نهرُ القصائدِ عَذباً
وَكنتِ الحصى والصَّدى
حينَ يكشفُ عُريَ البيوت التي كنتُ أكتبُها
في أشدِّ ذخائرِ شِعري غزليَّةً
كانَ نُضجي على وقعِ جمعِ المُؤنَّثِ
أو تاءِ تأنيثِ مُفردتي والنَّدى ،

أحبُّكِ
أنتِ معاهدة الصلحِ بين سُجودي
وَبين السَّماءْ ،
أحبُّكِ
عُودي وَذوبي لتنتحر َالنَّارُ ماءْ .


السبت، 24 نوفمبر 2018

عن الفنان التشكيلي محمد نصر الله: بقلم فتحي صالح


                          الفنان محمد نصر الله
الفنان التشكيلي محمد نصر الله
بقلم : فتحي صالح

لم يمر عليّ فنان فلسطيني زاخر بالعطاء والإبداعية، و يمتلك بديهة البوح الجميل بأسرار مخيلته المتفوقة بأعذب التصورات و أبهى التخيلات المرتبطة بأدوات التشكيل الحداثية على غرائبيتها وزخمها كالفنان محمد نصر الله نموذج الفنان الذي تفوق على ذاته، فالناظر إلى أعماله التشكيلية تنعكس على أحاسيسه و مشاعره تلك الروحانية التي تقدمها مداعباته على سطح لوحته و كأنها قصيدة بصرية تنفذ من خلال العين إلى القلب .. قصيدة تتلو حكاية شعب تقمصها شاعر مصلوب على جسد الذاكرة ، يتلو صلاته العبقة برائحة الأرض المقدسة و يدندن للحرية و الانعتاق، و لصبية صغيرة نضجت تواً و أخذت تحلم بفارس يلون حياتها بزهر يسوعي جليل ..انفتحت أساريري غبطة عندما شاهدت لأول مرة و بشكل أعم أعماله المنهمرة مثل زخ مطر أيلولي يحرض الثرى لينثر عبقه في الأرجاء مبشراً بالجمال القادم على صهوة الإبهار و الدهشة ، كان ذلك منذ سنوات عندما أطلعني أحد الزملاء التشكيليين على كتاب ضم طيفاً واسعاً من أعماله بعدما كنت قد رأيت له بعض اللوحات المتفرقة هنا و هناك في بعض المنشورات العربية .. انفلتت مشاعري من معاقلها دفعة واحدة و أنا أتصفح تلك اللوحات التي رأيت فيها الابتكارية الاستثنائية ...التقيته العام الفائت عندما كان في زيارة إلى دمشق ، و رغم أن اللقاء لا يعدو كونه تعارفاً فقد ترك في نفسي أثراً جميلاً و انطباعاً خاصاً لما لمسته فيه من تواضع و دماثة خلق ، و منذ ذلك اللقاء أصبحت تربطني به صلة روحية دفعتني لأن أبحث في تجربته و أستقرئ ما يكمن خلفها من رؤى فلسفية و معرفية نحت به نحو الابتكارية و جعلتها في المقام الأول من التشكيل ليس الفلسطيني فحسب و إنما العربي المعاصر ....إن الفكرية التي يمارس بها و يبتكر من خلالها تجعله واحداً متفرداً بإسهاماته التي أسبغ عليها صفة الموضوعية الشكلية مثيراً في المتلقي أحاسيس المتعة و اللذة الجمالية ليس بصفتها مفردات بصرية مألوفة مشفوعة بقيمة جمالية تعبر عن حالة أو حالات مباشرة تثير التعاطف كما هو مألوف في التشكيل الفلسطيني بصفة خاصة ، و لكن بصفتها قيمة بصرية تشكيلية ذات تنوع مثير مشفوعة بالجمال الذي يبدعه بالتضافر مع عمق التقنية التي يستخدمها ...هذه البيئة الجمالية استخدمها استخداماً جديداً و مغايراً أدى إلى التنوع في استثارة الانفعالات ، و إلى التحرر النوعي في طاقة العمل ، فنجد التفاعلية القائمة على جدلية الشكل و المضمون بتداخلات متوارية بين الأساسي و الثانوي ، و بين المنطقي و الروحي بأعلى قيمة مما يحقق الفعالية التي بفضلها يتطابق المتلازمان الشكلي و المضموني و هما يتجهان نحو هدف أصله الإتقان الذي يقلل من مقاومة المادة لتصبح طيعة بين يدي الفنان الذي يشكل بها ساعياً نحو الكمال ، لذا يجب على الكائنات أن تكون فعالة ، و هذه الفعالية يجب أن تتوافق مع طبيعتها .. إن التركيب المنظم للعناصر يقود إلى إنشاء شبكة دقيقة المعايير تتسع و تتقلص وفق علاقات خاصة يوالفها الفنان بفعل التجانس ....تجربة الفنان محمد نصر الله مرت بمراحل مختلفة ، فقد انطلق منذ بداياته من الرسم الأكاديمي فصور الطبيعة ، و الطبيعة الصامتة ، و الإنسان ...الخ ، إلا أن ملكته الإبداعية قادته إلى نمطه الاستثنائي الخاص فكانت لغته التشكيلية مفصلاً هاماً في حركة التشكيل الفلسطيني و العربي .. حتى أن تطور تجربته الفنية تذكرني بتطور تجربة الفنان الإسباني بابلو بيكاسو من حيث المفردات البصرية مع فارق الخصوصية ...التجريد الذي تصول إليه نصر الله هو انحياز للحاجات النفسية نتيجة تراكمات نضجت عن صراع القوى الذهنية المنتجة و أفرزت بالتالي هذا التجدد ...صار الأزرق بصفائه ، و تناغماته ، و تبايناته رؤية و فلسفة لدى الفنان نصر الله ، اكتشف فيه واقعاً جديداً و حوله إلى أداة مؤثرة و ساحرة ، لقد جرب باستمرار ، و اكتشف القوة المذهلة في الأزرق ، يقول : (هذا الأزرق يخترق عالمي دائماً بألوانه وأشكاله كلما اتسع الفضاء بآفاقه وتلمست بحرية الأشياء... يبدأ من النهاية أو ينتهي في البداية بانتهاء لوحتي...في تجربتي آفاق زرقاء شعرت أن اللون الأزرق أيضاً قد صار مرجعي الأساسي الذي يقودني نحو مقياس رؤية إبداعية أخرى لشكل اللوحة التي تثير إحساساً بالحركة عبر التكوين الفني البصري. ولا أريد استخدام حريتها الشكلية للتطاول على تسييس خطوطها ورموزها لأنها تبقي في ذاكرتي خزاناً للغرائز الانفعالية بكل كائناتها الجمالية التي تخلق حالات روحية بعيدة كل البعد عن المباشرة سواء كان ذلك على مستوي الرؤية أو اللاوعي في لوحاتي، خاصة أنني أصبحت أميل نحو الاختزال الآن في الشكل والخط واللون ، وكأنها رموز من الأشياء المحيطة بي في حد ذاتها. لكنني أجد فيها ذاتي ، من حيث البحث والتجريب لكي أتوصل إلى لغة موسيقية خاصة بلوحتي أيضاً وبالمنجز الذي أعمل عليه.وهذه واقعة اللون الأزرق الذي أصبح يسيطر بشكل كبير على فضاء لوحاتي وهو الذي يحرضني ليؤثث بنيته التكوينية لكي يثير بخطوطه وألوانه المتعرجة وعناصره المتحركة الفضاء البصري ، لخلق معاني جديدة كامنة وراء هذا العمل.) .سطح اللوحة لديه مسرح تتفاعل فيه ألوانه التي تنضج على مهل باشتقاقات و تباينات نتهيأ فيها عناصر و أشكال ، و أشياء تمس ذاتنا .. هي تداعيات تنبز من بين الخطوط و ذبذبات الألوان التي تعكس شفافية روحه المسكونة بأرحب الفضاءات ... طوبى لك أيها الفنان المشبع بالسكينة .

برقية إلى الشمس - راميا الصوص




(برقية إلى الشمس )

أيُّها المجاز
يا أبي
لقد تعبتُ من الركودِ
والسيرِ
والركضِ
في اللاجدوى؛
فخذْ هذا عنِّي
وأوصلُه إلى الشمسِ
وقلْ لها:
إنَّ زهرةً قد قسمتْها الريح
تُوصيكِ،
بعَد المحبَّةِ والسلام،
بأنْ تكسري الماءَ
على الجدران
وبألَّا تتأخري في المجيء.


الماء والساحرة - قصة -الكاتب طلال بدوان



(الماء والسَّاحرة) - قصَّة قصيرة في الخيال العلمي
طلال بدوان - كوكبُ الأرض حاليًا
.
                   لا شيء مما طالهُ عَبثَ الإنسانُ يوازي جمالَ الطبيعةُ وسحرها المُلهم. حكايتنا هي من  القصص العجيبة، التي بدأت فيها الطبيعةُ رسمِ قوانينها بالهامِ الصَّانع، ليتَّزنَ هذا الكونُ، وتستمر ماكينةُ الحياة دونَ توقف إلى أجلٍ مُسمَّى، في زمنٍ ما، كانَ الماءُ ينظُر إلى السماءِ بِحزنٍ عميقٍ وهوَ مقيَّدٌ بجاذبيَّة الأرض، يتأمَّلُ تلكَ الطُّيور المُحلقة بعيدًا والتي شَكَّلت لها الطبيعةُ جناحانِ لتطيرَ بهما كيفما شاءت، مُعلَّقةً في الهواءِ فرادى أو أسراباً في أشكالٍ مُتعدِّدة تُبهج الناظرين، وتلكَ الفراشات المُلوَّنة فوقَ البحيرة وبينَ ضفافِ الأنهار، كان الماءُ حزيناً حتى أن دموعه كانت ماءً هي أيضا، ماء وماء في كل مكان، يجلسُ بلا فائدةٍ هنا على فراشِ أرضٍ مقعَّرة للأسفل، تخترقهُ الأسماكُ ذات الزَّعانف الحادَّة، حتى أن لونهُ غير حقيقي، هذا الأزرق الكاذب، الغدَّار، الذي يُغرقُ الكثيرين في أعماقهِ، عيوناً وأجساداً، ومُتعبينَ، منهم من سينقرضَ، ومنهم من سيتكون حديثاً بعدَ ما سيحدثَ، ولكن ما الفائدة، يتململُ الماءُ المُضمَّخُ بالملحِ مُرددا في عقلهِ البِدائي: فأنا هنا لا أطير، لا أطير، وفجأةً سمعَ الماءُ صوتاً غليظاً له صدى يخترق الهواء إلى جزيئاتهِ مُشكلا أمواجاً دائرية تبدأ صغيرة ثمَّ تكبرُ رويداً رويداً، يقولُ الصوت: عزيزي الماء، طفلي العنيد، لقد حان الوقتُ الآن، أنا من ستحولكَ إلى طائر يحلِّقُ كالعصافيرِ بل وأبعدَ من ذلكَ أيضاً، ستقومُ بالتَّنقل من مكانٍ إلى آخر، تُخربشُ السَّماء بالجمال، كما الأعشاب التي ستغزو لاحقاً هذه الأرض، ترى كل العالم، تُعانق الجبال، وتعبر الحدودَ دون جواز سفر، التفت الماء بذهولٍ باحثاً عن مصدرِ هذا الصُّوتِ الذي لا يعلم هل هو من خيالهِ أم من كائنٍ آخر هناكَ، وإذ بقرصٍ كبيرٍ مُتلالئ وسط السَّماء جعلهُ لا يكادُ يفتحُ عينيهِ بالكامل، يخترقُ جسدهُ وينكسرُ في ذرَّاتهِ إلى سبعةِ ألوانٍ، سمِّيت بعدَ ذلكَ بالطَيف، نظر الماءُ باستغرابٍ إلى هذا القُرصِ سائلاً من تكونُ أو من تكونينَ؟ أجابَ القرصُ المستديرُ بلحنٍ أنثوي: أنا السَّاحرة "Sun" التي ستُحوِّلكَ كما تحلم، قارئةُ الأفكار ومُحقِّقةُ الأمنيات، أنا التي ستحلُّ لكَ مشكلتكَ يا مسكين، لقد رأيتكَ حزيناً تنظر إلى السَّماء وللطيور بحسرة، نظر إليها الماء بسخريةٍ وشك: أنتِ، أنا مجرد ماء، ماء مالح، حقير، أسيلُ كيفما شاءت لي المُنحدراتُ، بمسارٍ أفقي روتيني ممل، من تكونينَ لتفعلي ذلكَ! شعرت السَّاحرةُ بالغضب من كلامِ الماء فازدادت حرارةً وتوهُّجاً، أمسكت عصاها السِّحريَّة وأطلقت حرارةً شديدة جعلت الماء ينفصل على شكل قطرات صغيرةً جداً لا تكادُ أن تُرى، ولأوَّل مرةٍ في تاريخهِ، ، واحدة تلو الأخرى على شكلِ دخان متصاعدٍ، تعلو وتعلو وهي تنظُرُ للأسفل إلى البحر الذي يبتعدُ ويكبرُ في آن معاً في ذهولٍ، تنظر حولها وتتفقَّدُ أشياءها المتشابهة وهي تبتعدُ عن جسدها الأزرق رويدا رويدا، تاركة الملحَ خلفها، امتزج الصراخ بالحزنُ والضحك معاً، وتكملُ السَّاحرةُ حديثها بينما الماء يغني كالأطفالِ: ها أنا أطيرُ، أطيرُ أخيراً، هل هذهِ خدعة؟ تُكملُ الساحرةُ حديثها كمذيعة أخبارِ الطقسِ: نعم ستطيرينَ ولكن بشرط! أنكِ ستعودين بعدَ هذه الرحلةِ ماء مرةً أخرى بعدَ غروبي، ستغزلين القطنَ هناك في الأعالي بالقرب مني، قوق الطيور والجبالِ، فقط لا تنسي معطفكِ الرَّمادي أو الأبيض لو شئتِ، لأن الجو سيكونُ بارداً هناكَ، ستعانقين رفيقاتكِ أيتها القطرة الصغيرة ويزداد حجمكِ ثم ستهطلين، وتعودين إلى الماء مرة أخرى وربما في معدةِ كائنِ حي أخر أو ستحتضنين أحد البذور التي انتظرتك طويلاً ثم إلى الجذورِ والأغصان وإلى ما سيسمى بعد ذلك بالأوراق لترسمين اخضرارها، وأعدكِ بأن تعودين لنفس هذه الرحلة مرة أخرى. وربما في جبلٍ جليدي أبيض عائم فوق المحيط، أنا الساحرة شمس، مصدر الإلهام والطاقات، وهذه أحد قوانين الطبيعة التي ستشكل الحياة على الأرض فيما بعد. أنا السَّاحرة شمس وأنتَ بذرة الوجود، لا سكونَ بعدَ الآن، سيشربك أحد الكائنات ليرتوي بعدَ عطشٍ طويل ثم تسقطُين من عينيهِ دمعة مؤنثة، على شكلِ نقطة مالحة كأصولكَ، نقطةً لن تُنهي بالتأكيد هذا النَّص بينَ يدي طفلٍ يبتلعُ ريقهُ ليبدأ الفكرة بروحك صغيري العزيز، ماء، حِّلق وحلِّق بعيدًا ولا تنسى حبيبتك المخلصة، السَّاحرة Sun.
24/11/2018م
طلال بدوان – كوكب الأرض
ـــــ
اللوحة لـ: Pawła-Kuczyńskiego 

كلمة رئيس التحرير : جواد العقاد


بوابة اليمامة الثقافية مساحةٌ مخصصةٌ لنشرِ الثقافة بكلِّ تفرعاتها من آدابٍ وفنون، وكذلك النصوص المترجمة. من خلال ِهذه النافذة ننشرُ النصوصَ المتعالية محاولين زيادة بقعة الجمالِ وتسليطِ الضوء على الإبداعات على مستوى الذائقة العربية. منشوراتُ البوابة لكُتّاب عرب من مختلفِ البلدان، وقدْ حازتْ في أيامِها الأولى على عدد ٍجيدٍ من القُرّاء والزائرين.
شروطُ المواد المنشورة.
1- بعد محتوى المادة عن التجريحِ والتشهيروعدم المس بالأديان جميعها.
2- جمالية المادة المنشورة ( إن كانت من الفنون)، والسلامة من الأخطاء اللغوية الواضحة، وضوح هدف المقال أو الموضوع المنشور.

جواد العقاد 
رئيس تحرير موقع بوابة اليمامة الثقافية. 

قصيدة توأمان - الشاعر أنور الخطيب



توأمان

أنا والليل توأمان
مختلفان قليلا ومتفقان كثيرا
هو، يرتدي ظلي الداكن
وأنا، أرتدي غموضه الوحشي
هو، يمضي إلى حتفه مرة كل صباح
وأنا، ألملم ما يساقط منه
لأكتب نثراً موجعاً كضحكته المربكة
هو، يمشي على نصف عكازة وقت المغيب
أنا، أزحف مثل خيال
هو، يسلمني الضوء بعد سهد طويل
أنا، أسلمه نجمة طلبت حق اللجوء لقافيتي
فليعذبها على بحر من النثر الجريء
هو، يتجسس مثل شجيرة قرب نافذة العشق
أنا، أفرد الشوق علانية لأنجيه من التأويل
أنا والليل توأمان لا يلتقيان
لم يفصلنا أحد بعد خلق المتاهة
لكننا انفصلنا
وذهبنا كلٌ إلى بيته البعيد
هو، إلى تفاحة تتعرى كلما غازلها مذنبٌ أرعنٌ
وأنا، إلى خطيئة أمضغها
كلما داهمتني البراءة
ولا نلتقي، إلا إذا نمتُ عميقا وطويلا
وحلمت كثيرا بأنثى على مرمى الحنان
لأنسى أننا توأمان.


اللقاء الأسبوعي - ملتقى شواطئ الأدب




(مُلتقى شواطئ الأدب يعقِد لقاءهُ الأسبوعي رقم 448 )

طلال بدوان -غزة -فلسطين   
 بينَ أجواءٍ أدبية ساحرة بالودِّ والتَّألق، أشعلَ مُلتقى شواطئُ الأدبِ لِقاءهُ الأسبُوعي وذلكَ يوم السبتِ الموافق 24/11/2018م في قاعةِ المُؤتمراتِ التَّابعة لمدينةِ النُّصيرات بجوارِ مسجدِ الفاروقِ، بِحضورِ مجموعة مُميَّزة مُتجددةً من الأدباء والمثقفين من كافة مناطِق قطاع غزة، حيثُ، قادَ اللقاء الشَّاعر: سُليمانُ الحَزين مُرحِّبًا بدورِهِ بالحضُور بِمقطوعاتٍ شعرية من دِيوانِ الشَّاعِرِ الفلسطِيني سليمان دغش، ومحمود درويش ومن أشعارهِ قدَّم بعدَ ذلكَ على التوالي كلا من المُبدعين:
1- عبد الهادي القادود (نار الظّنون)
2- محمَّد حمودة (مَجاز)
3- ابتسامُ شاهين (حظ)
4- محمد أبو زريق (العِشقُ اليباب)
5- حازم البحيصي (مصارِفُ الشَّوقِ)
6- إسراء فرج الله (وضحى بنت حسَّان)
7- محمود أبو زينة (سُفراءُ الحبِّ) و (بدون عنوان)
8- خالد فرج الله (البارود)
9- صلاح أبو عودة (النُّورُ لم يرحل)
بينَ هذه المشاركات كانت هناك بعضُ التعليقات من الحضور للوقوف على بعض ثيمات ومثالب النصوص.
واللقاء الأدبي المُعتاد الساعة 3:00 عصرًا.
أُسدِلَ الستارُ بعدها بالتذكيرِ باللقاء القادم كالعادة وهو يوم السبت من كل أسبوع. 

وهج الكتابة: غالي شكري... المنتمي: عبد الحميد القائد



 كتب عبدالحميد القائد 

السبت ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨ - 11:15

في عصرِ العمالقة يخرجُ نقّاد ومفكّرون وشعراء وكتّاب عمالقة، وفي عصور الانحطاط - مثل عصرنا الاستسلامي هذا - يخرج النقّاد الأقزام المرتزقون على العلاقات الشللية والمنفعية. ففي العصر الذهبي الذي شهدته مرحلة الرئيس جمال عبدالناصر اخضرّت الأرض والسماء والبحار. ولأن ناصر كان عملاقًا خرج من تحت عباءة زمنه العمالقة أو على الأقل ازدهروا في عهده بشكل أكبر، على الرغم مما ساد عهده من أخطاء فادحة بل وقاتلة أحيانًا لكنه ظلّ عملاقًا مقارنة بمن جاءوا بعده. 
في عهده انتعش المسرح والصحافة والفن واحتفل الحرف على ضفاف النهر الخالد، نهر النيل. ولم يقتصر ذلك على مصر فقط بل امتدت العدوى الإبداعية إلى مختلف أنحاء الوطن العربي، كانت فترة انتعاش جميلة تركت لنا إرثًا إبداعيًا جميلاً وآلاف الكتب التي ما زالت تحتل رفوف المكتبات. فمن مصر انبثقت اسماء نقّاد ومفكرين مثل محمود أمين العالم ولطفي الخولي ومحمد مندور ولويس عوض وعز الدين اسماعيل وأيمن أحمد الدسوقي ومحمد النويهي وزينب العسال وغيرهم كثيرون.
وفي بداية الستينات بالتحديد عرف المشهد النقدي بروز نجم المفكر المصري غالي شكري كناقد عندما أصدر ثلاثة كتب هي «سلامة موسى وأزمة الضمير العربي» الذي صدر في القاهرة عام 1962والثاني «أزمة الجنس في القصة العربية» الذي صدر في بيروت عام 1962, والثالث كتاب «المنتمي» الذي يعتقد أنه أول دراسة جادة ومنهجية عن أدب «نجيب محفوظ». وربما كان من أهم إسهاماته في مجال النقد الشعري في عام 1968 هو «شعرنا الحديث.. إلى أين» الذي نشره على فصول في مجلة «حوار» اللبنانية، وتناول فيه حركة الشعر الحر نازك الملائكة، بدر شاكر السياب، عبدالوهاب البياتي، أدونيس، صلاح عبدالصبور، أحمد عبدالمعطي حجازي، خليل حاوي، بلند الحيدري، أنسي الحاج. كما أسهم بقوة في التنظير لأدب المقاومة في فلسطين.
كان غالي شكري لغاية عام 1956 معتكفًا على كتابة القصص والأشعار ورواية واحدة اسمها «مواويل الليلة الكبيرة» تناول فيها عددا كبيرا من الاسماء التي ساهمت في صياغة المشهد والتاريخ الثقافي والعربي آنذاك أو كانوا ضحايا لذلك التاريخ مثل شهدي عطية وغسان كنفاني وراشد الخاطر وعلي فودة واسماعيل المهدوي ومصطفى خميس وامل دنقل ومنحهم مساحات متعادلة لتتحدث عن نفسها. كل هذه النتاجات ظلت مع الأسف عبارة عن مخطوطات لم تر النور. اكتوى غالي شكري مثل العديد من زملائه في ذلك الزمن بنار السياسة ولكنه أصرّ دائمًا على صفته كناقد أدبي، هذه الصفة التي ظلت ملازمة له دائمًا. 
لم يقتصر دور غالي شكري على الكتابة النقدية فحسب بل كان له دور ملحوظ في قيادة العمل الثقافي حيث ترأس تحرير مجلة «القاهرة» وأشرف على العديد من المنابر الثقافية المضيئة كان من أهمها «الملحق الثقافي الأدبي للطليعة» و«الشرارة»، وامتد دوره كمثقف تقدمي إلى تقديم الدعم المادي والفكري إلى مجلة «أدب ونقد» وجريدة «الأهالي». 
وُلد غالى شكري في منوف عام 1935 من أسرة مسيحية فقيرة وتوفي في عام 1998 بعد صراع مرير مع المرض في فرنسا. وكان غالي قد نال شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1996. 
Alqaed2@gmail.com

مطر هنا، مطر هناك - الشاعر عبد الحميد القائد





مطر هنا
مطر هناك
مسافات لا تكشف عورتها الا للغرباء 
تطول في ليالي الإشتياق
وهي تتساقط في كأس نبيذي
فازداد ثمالة وتتحول اللهفة قمرا
يضيء في قلب معشوقتي المصنوع من اللؤلؤ
هل للافق فم يحكي حكايتي للعصافير المهاجرة إليها
هل الغيث ايقونة للمتلهفين للقاء يجيء ولا يجيء 
تتسع السماء وأرى وجهها يحدق في حزني
هي البياض الذي يتحول حديقة من البنفسج
اشم عطرها وهو يتسلل عبر حروفها
الحروف التي تدفىء جبيني مع كل زخة
فلسطينية الهوى والجوى
والقلب لا يتوب عن الحنين المستهام
في كل قطرة قبلة بلا احمر شفاه
شفتاها نبع المطر وهو يبتسم للعاشقين
والليل يطول والنهار خرافة للغرباء
تطير النوارس تغطي الفضاء بعينيها وهي تحدق بي
وتكتب لي رسالة بحبر الحلم . 

قصيدة - عبد الله الشوربجي



أنا أبجدياتُ الذين تمرُّدوا ..
 ويمتدُّ جرحي بامتدادِ خطيئتي
 أصلي ؟
فمن يهدي صلاتيَ قبلة ؟
  أنامُ وهاء السكتِ تحت وسادتي
 تشربت في الطوفان أيوبَ   ..
 صبره ..
 وفوجئت بالجوديّ خان سفينتي
 فلا ترهقيني
 ليس غير دقيقةٍ ..
 وترتاحُ في رأسي الثقيلِ رصاصتي
 خذي قلمي ..
 نظارتي ..
 أغلقي وراءك البابَ    ..
 إني قد كتبتُ استقالتي. 

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...