الجمعة، 3 أغسطس 2018

المرأة /بقلم /لطيفه محمد حسيب القاضي



المرأة..
المرأة هي سر الحياة ،هي صانعة الأمل والأحلام ،هي التي تعلم ابناءها حب الوطن وصدق الإنتماء  ،
المرأة هي التي تغرز بذور السعادة والحب في نفوس المجتمع
هي المربية التي تتحمل الصعاب وبل وأنها أساس  نهوض المجتمع وسموه وصلاحه، هي المدينة الفاضلة

وفي الواقع أن المرأة هي المدرسة الأولي التي تتكون فيها شخصية الإنسان  ،وتوجد مقولة شهيرة ألا وهي
أن المرأة هي نصف المجتمع )

وكيف نقول ذلك وإن المرأة هي التي تلد وتربية وتعلم وتناضل وتضحي بل إنها الحياة بأكملها ،وأن كل رجل
ناجح صنعته أيادي أم وهي بالأصل إمرأة،  ذلك بأن لها أدوار كثيرة في كافة المجالات  وفي كافة الميادين
العمل المختلفة والمتنوعة وهي تخرج القادة .
وعلي مر التاريخ نجد العديد من الأسماء النسوية التي حققت النجاحات الباهرة في المجالات المختلفة ،ومنذ زمن ليس
ببعيد كانت حقوق المرأة مهضومة وكن يعانين من المعاملة السيئة والحرمان من الإرث، وتوجد العديد من المعتقدات الخاطئة
لكي تضع المرأة في مرتبة اسفل من الرجل مما أدي الي أنها صارت دائمة الإصرار إلى التفكير الإيجابي  الذي يخرجها من تلك
المعتقدات بأنها تحاول  بأن تثبت دورها وكيانها في كافة المجالات حتي تضع اسمها في مرتبة متقدمة ،وإليك نموذج من المرأة
الفلسطينية التي قدمت وما زالت تقدم العديد من نمازج الصمود والنضال والمثابرة من أجل واقع أجمل وأفضل،  وحتي أن نضالها وصل
وامتد الي الجانب السياسي الوطني ،والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ،فصلت المرأة الفلسطينية الي مراتب عالية ،فصارت السفيرة والوزير، المرأة الفلسطينية اجتازت مراحل التعليم والعمل حيث أنها تعبر الي كل بحار الثقافة والتحليق  الي فكر راقي وأسهل.
استطاعت أن تكون حاضنة للكفاح  الوطني الفلسطيني  ،وكان تقدمها علي مستوى أنها أصبحت ركيزة  ضرورية ،كانت لون مميز في اللوحات الفنية والمطرزات  الشعرية والأدبية.
فالمرأة هي الزهرة التي تفوح بعطرها   حول مجتمع أفضل، وكلما كتبت عنها لم أوفي  حقها فلاشيء  يفي بحقها وجمال روحها و دورها
المؤثر في الفردوالمجتمع ، أريد اقول لكل النساء كونوا بخير بفرحة بحب ،فإن الحياة والعالم كله هو انتم  وبدون لا تستقيم الحياة.
بقلم  /لطيفه محمد حسيب القاضي

اصدار المسرحيات الشعريتان للشاعر الكبير محمد حسيب القاضي


عن صفحة د. محمد حلمي الريشة
صدرت اليوم عن منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية
"حلم الإله عليان بعل" يليها "ليلة الأخضر بن كنعان"
مسرحيتان شعريتان للشاعر الفلسطيني الغائب الحاضر محمد حسيب القاضي
المسرحيتان كانتا مخطوطتين بخط الشاعر، وقد تم تحقيقهما وإعدادهما للنشر من قبل بيت الشعر الفلسطيني وبالتعاون مع الإدارة العامة للآداب في الوزارة، بعد موافقة ومباركة د. إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطينية، وذلك إحياءً لذكرى هذا الشاعر الكبير، ولطباعة ما لم يطبع من آثاره غير المطبوعة، نهجًا مستمرًّا في وزارة الثقافة لنشر أعمال الرواد المبدعين الفلسطينيين.

محمد حسيب القاضي في سطور
(1947- 2010)
* ولد الشاعر محمد حسيب القاضي في يافا، في العام (1947).
* هجّرت عائلته أثناء النكبة الفلسطينية في العام (1948) إلى قطاع غزة.
* بدأ مسيرة الكتابة محررًا أدبيًّا في جريدة أخبار فلسطين التي كانت تصدر في غزة، وذلك في ستينيات القرن العشرين.
* اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية بعد سيطرتها على قطاع غزة في العام (1967)، وفصل من عمله.
* غادر قطاع غزة بعد ذلك إلى القاهرة، حيث ساهم بإنشاء إذاعة صوت العاصفة، ثم صوت فلسطين، وعمل لاحقًا مديرًا لإذاعة فلسطين في الجزائر وصنعاء.
* ترأس مهمة تحرير جريدة الأشبال التي صدرت في تونس وقبرص.
* ترجمت قصائده للغات: الإنجليزية, والإيطالية, والفارسية، والبلغارية.
* حاز على جائزة القلم الدولي للشعر في العام (1995) إلى جانب عدد من الجوائز الأخرى في تونس والقاهرة.
* كتب عددًا من أناشيد الثورة الفلسطينية.
* توفي في القاهرة، في (30/4/2010).
صدر له في الشعر:
فصول الهجرة الأربعة (1974). نشيد للرجل والبندقية (1975/1985). مريم تأتي (1983). أربعاء أيوب (1983). أقبية الليل (1985). إنه الصراخ وأنا فيه (1989). الرماد الصباحي (1989). قمر للعواء (1996). ثم رمادك في رقصة (1997). السدى قطرة قطرة (1999).
وصدر له في المسرح الشعري:
دولة أيوب (1997). شمهورش (2001).

حافلة الغرابات / جهاد محمد خليفة


 
صباح الخيرِ يا شارع مدينتي المُدشنُ بالغرابات ، بدأتُ يومي وأنا أتمتمُ بتلك العبارة حتى تثاقلتني حقيبة الجامعة وأنا امررها لتحُط رحالها على كتفاي المنهكين من ثقل ما تحتويه  من كتب ، استقلتُ حافلة السابعة متجهاً إلى بيتي الأخر تلك الجامعة التي انتسب إليها ، وبينما لبثتُ أمُر بجانب الركاب وأرى أن جُلُّهم أصبحوا مألوفين الوجوه والاسماء لدي ، بتُّ أشاهد بعضهم يقلب في هاتفه بحثاً عن مقطوعته المفضلة ليدندن معها وترافقه طوال الطريق ، ورأيت أخراً يتبادل الحديث مع صديقاً له لازمه المقعد وثالثهما لاحظتهُ يقلبُ صفحات الكتاب وكأنه يأنبُ نفسه لعدم مذاكرة ما طلب منه مسبقاً فيلعنها بسخط ، حتى انتهت بي قدماي إلى المقعد الأخير حيثُ هناكَ مأمني ، أسقطت حقيبتي ووضعتها في المكان المخصص لذلك ثم جلست بهدوءٍ تام لم أحرك ساكناً ، وبدأت حينها أصارع حرباً قد أشُعلت في رأسي ولم تعد تهدأ، فتذكرتُ وقت أن كنت طالباً في المدرسة الابتدائية في قريتنا الصغيرة قبل أن يقرر أبي الرحيل بنا للعنة المدينة الكبيرة التي أقطنها اليوم،  وسرعان ما تسرب إلى خيالي شريط بعضٍ من ذكريات الطفولة البريئة وأنا ألعب بجوار صديقتي اللطيفة نور التي كانت دائما ما تحضر لي الحلوى والبسكويت من دون علم والديها المحافظين لدرجةٍ ما ، حينها كنا نجلب الكثير من المأكولات لنفترش بها الأرض ونباشر لعبتنا المشهورة " ناس وناس " وقتها كنت أتصيد دور الزوج كي أشاركها اللعب والعزف على مشاعرنا الطفولية البريئة فلا أدري كان شيئاً ما يشُدني إليها بغرابة شديدة تكاد لا توصف ، فلربما كان يقف باكيت البسكويت خلف هذا أم أن السر الأكبر يكمن في عصير المانجا الذي كانت تشتريه لي كل يوم، غالبا هو هكذا،  وبينما أنا أمرر في هذا الشريط وأنتقي منه ما يسر خاطري ويجعل صباحي متزناً نوعا ما،  تذكرت أن ما يراودني الأن قد مر عليه ما يقربُ الخمسة عشر عاماً مروا كلمح البرق ، كما مرت الحافلة من شوارع المدينة لتصل بنا إلى بوابة الجامعة وتوقفت بجميعنا هُناك بكل ما حمتله الحافلة من تفاصيل .

يوتوبيا/بلال عرقوب



صباح الخير للشمس  التي تعبر نافذتي .. وصباح الخير لك أنت التي تعبرين قلبي




الآن أكتب لك .. كما أكتب دائما




أكتب أشعاراً ورسائل من يوتوبيا -3





أكتب خمس قصائد لك الآن .. و ثلاثٍ أخريات عندما ترتدين فستانك الأسود




تركضين في المدينة كما يركض الأطفال .. وأنا أركض معك





لن تريني الآن ...  لكنني سأكون الغبار الذي يَهب مع خبطات قدميكِ





وعندما ترين السيارات الصغيرة والأزمة الرأسمالية التي تجتاح مدينتنا





سأكون رامزوناً بأربعة ألوان .. واللون الرابع هو أنا





تجاوزي السيارات .. تجاوزي بؤسهم .. وعندما تعبرين الشارع .. سأنظر إليك  ... وسأقبلك قبلتين




قبلة لأنني أحبك .. وقبلة للغد .. لأنني ربما ميتٌ في الغد





وعندما تصلين الى أحياء القمامة والمساكين





سأكون لك جميع الطيور التي تحلق فوقكك هاربة من الصيف





نغني لك ونعزف بأصواتنا ألحانً تليق فقط ب فتاة جميلة بفستان أصفر





أربعة شوارع وأنا العرق الذي يتصبب من مساماتك




وعندما تعبرين الخامس سأكون أنا الطفل الذي يطلب منك خمس جُنيهاتٍ





جنيهين لأطعم أمي .. والباقي لأطعم الفقراء





ولأنني عشرين كيلو من الأسى والحزن والفقدان





سأنظر اليك ... وأقبلك على عينيك ثلاثة قبلات خفيفات





وعند منعطف شارع " تيغا بياس " سأكون كأس من الماء





سيقدمني لك النادل الجميل الذي يسقي الفتيات الجميلات





وبعد المنعطف سأكون أهل الحي الذين يتحدثون بالضحك والإبتسامات





أقول لك .. أيتها السمراء بالفستان الأصفر هل تريدين وردةً سوداء؟





سأكون الوردة التي تعلقينها في شعرك .. لكي لا أسقط





ألتقطي صورة لنا وأنت تتضحكين .. ولا تشاركينا مع أحد





دعينا نكون لأنفسنا فقط .. لا للأصدقاء .. لا للأهل .. لا لأحد





لا تدعيي أحداً يرانا .. وسأكون لك كل الأشياء ..





أركضي 3 أحياء أخرى .. وشاهديني أكون كل الاشياء





وعندما تصليين للحديقه - الحديقه شجرتين وعجوز يقرأ لبوكوفسكي -



على المقعد في الحديقه سأكون العجوز الذي يقول لك :


 " لا تقرأي، كما يقرأ الأطفال، لأجل المتعة، أو كما يقرأ المتفائلون،  لأغراض التعلم. لا، اقرأي لإنقاذ حياتك "


ستبتسمين .. وبنظراتك الميلانكولية سأحتفظ بك للأبد .. في قلبي



إنهضي من المقعد وأنظري للنهر .. إنظري للسماء



ماذا ترين ؟



هل ترين طفلاً يضحك .. رجلٌ حزين .. نحن ؟




أنظري جيداً وإقرأي لي بعضاً من قصيدة " رغبات " ..



إقرأي لي كل الرغبات ... لأكونها كلها




وعندما تنتهين .. سأنظر اليك - أنا الذي أحبك مئة ألف مليون عامٍ -





وسأقول : يا للنهر .. يا للسماء ..  - سأنظر للسماء سأنظر اليك




سأنظر الى انعكاسك بالنهر، سأنظر الى السماء مجدداً



الشمس عالية عالية في السماء، لذلك سأنظر إليك كطفل يبلغ سنة ونصف ويريد معرفة كل الأشياء



لذلك فلتخبريني عن الله، وعن أولاد الجيران.. أخبريني عن العشاق السابقيين



أخبريني كل التفاصيل التافهة التي لم يهتم لها أحد من قبل



موعد نومك، لون فرشاة أسنانك، جانبك المفضل من السرير، وعن النجوم التي تملكينها


أخبريني عن السيدة لام التي تكرهينها، عن والديك، عن القرآن والإنجيل


أخبريني عن السارقين، والمغتصبيين، والديكتاتوريين


أخبريني عن بشاعة العالم قبل أن تخبريني عن جماله


لكن، ولأنني هش ولطيف جداً، فلتحديثيني عن كرهك لي أولاً ثم عن حبك



وربما، عندما  يحل الليل ... سنتبادل القبلات وننسى الحكاية


الطفل الإسفنجي /أمل عبيد



  الطفل الإسفنجي
بقلم المدربة أمل احمد عبيد مدربة في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات/ص
عزيزي القارئ حاول أن تتجول في خيالك الواسع وتحاور مع نفسك من هو الطفل الإسفنجي؟وماهي صفاته؟ وكيف لنا أن نمتلك هذا الكائن الجميل؟ في الحقيقة البعض يفتقر للإجابة والبعض الآخر يدركها ،فالطفل الإسفنجي هو أنت ومابداخلك من إبداع ،أنت عندما تتكيف مع المواقف ،أنت عندما تتحاور بلطف ،أنت عندما تمتص غضبك وبداخلك بركان من الألم ،انت عندما تدير أزماتك ،فالحياة مليئة بالفرص والمواقف التي تصنع منك شخصية الطفل الإسفنجي الطفل الذي يتصف بالمرونة والحكمة والإصرار والعزيمة والتكيف والمثابرة والذهن المتيقظ المفعم بالفكر الإيجابي الآن عرفنا من ذاك الكائن الجميل (الطفل الإسفنجي)إذا لم يكن كذلك بإمكاننا ولادته كيف يولد؟بالتعلم والتدرب فما نفتقره من مهارات نستطيع إكتسابه لما لا نتدرب على التنفس العميق لنسترخي ونهدأ ،لما لا نواجه المواقف ونعالجها بمرونة بدلاً من الهروب أو الوقوف عاجزين أمامها،وكيف نتمتع بجسد قوي وعقل زاخر الفكر،وروحا بنقاء الثلج ولا نستطيع إيقاظ إرادتنا ،وأخيرا حاول الجلوس مع ذاتك وتحدث إليها بإيجابية وابحث معها سويا عن مصدر سعادة مشترك بينكما يتجسد في شخصية الطفل الإسفنجي
وعندها لا أعتقد بل متأكدة بأنك سوف تحصل على نتائج إيجابية وسوف تتذوق لذة الانتصار والنجاح في مجالات متعددة ولن تكتفي بل ستواصل وسترى اهدافك تشابه براءة هذا الطفل يمكن تطويعها كما تريد وكيفما تشاء بل وجعلها أسطورة من الإبداع يتغنى بها الجميع ...

" الفشل والنجاح طريق الإنسان في تحديد مصيره " /أ. أمل عبيد



بقلم : أ. أمل عبيد
مسؤولة لجنة التدريب الخاصة في المحافظات الجنوبية .

الشخص يشعر دائمآ في كل مراحل حياته العملية والعلمية بفشل في تحقيق هدف معين , يرغب بتحقيقه وأنجازه .

 تجاوز تلك العقبات والمعيقات التي تؤذي للوصول لك في مرحلة اليأس والقنوط والهزيمة والأخفاق والفشل الذريع .
فاعلم بأن الفشل هو الطريق الحقيقي في سير عملية النجاح الإيجابية والمثابرة نحو القمة , فإن لم تشعر بمرونة الفشل في بداية الطريق , فلا تستطع معرفة مدى نجاحك في الحياة والأحلام والطموح .

يخشى كثير من الناس بكل أطيافهم الفشل حيث يرون الجانب السلبي منه دون أن يروا الجانب الإيجابي الجيد
عندما يفشل الإنسان ينبغي عليه أن يسترخى ويفكر ويدبر ثم يقوم بترتيب أوراقه ومراجعة أسباب فشله ويستعيد حماسه , بدرجة أكبر مما كان عليه فى الماضي المنصرم، مشيرآ إلى أن بعض الشخصيات الناجحة والمبدعة كان الفشل هو السبب الأساسي فى وصولهم إلى هذا النجاح من خلال تعرضهم لخبرات ومواقف فاشلة أعطتهم دروس تعينهم على كيفية الوصول إلى الطريق الصحيح ولو بعد حين.
أن أهم فوائد الفشل أنه يكون سببا وحافزا لنجاح الإنسان ورغباته نتيجة تذوقه مرارة الفشل الذريع والذى يخلق لديه رغبة ملحة وجميلة أبداعية في التغيير للأفضل وإلى مراحل الترقي والعلو والسيادة ، كما يؤدى به إلى التفكير والتدبير فى معرفة ومراجعة ما هي نقاط الضعف الموجودة به ليقوم بتغيرها أو التغلب عليها بكافة أنواعها ومراحلها ، وأيضآ كما يقوم الفشل بدفع الإنسان للبحث عن حاجاته للاكتفاء المالي والاجتماعي والعاطفي التي غلبت علينا في الوقت الحالي
وللتغلب على الفشل بعدم التفكير فى المواقف الفاشلة والمحبطة السابقة التى مرت على الإنسان , لكن لا تقف يا عزيزي إلا لتأخذ الإعتبار منها والاستفادة الحقيقة منها وعدم الوقوع فى أخطائها المكلومة مرة أخرى، كما يجب على الإنسان أن يقوم بكتابة جميع الصفات الأساسية التى يتميز بها عن غيره ومن حوله ، ويركز عليها ليواجه التفكير فى الفشل الذى أجتاز به، مضيفآ أنه يجب على الإنسان أن يعلم أن طريق النجاح والتقدم والأزدهار هو الطريق الذى يؤهلك نحو التمييز والأبداع .

فيجب أن يكون الإنسان مستعدا دائمآ لتقبل الفشل والهزيمة والأخفاق وأن يعتبر كل فكرة لم تنجح معه كخطوة تقربه أكثر من الإجابة التى يتحدث عنها حيث يعطى هذا الحرية للإنسان ليخاطر حيث يتراجع الإنسان من خوفه من الفشل .

الفرح عند "محمد دقة/ رائد الحواري




 
الفرح عند
"محمد  دقة"
 جميل أن نتحرر من واقعنا وننظر إلى المستقبل بعين الفرح، بعيدا عما نعيشه/نمُر به الآن، وإذا ما توقفنا عند ما آلت إله أحوالنا سنجد أهمية هذا التحرر والتقدم إلى الأمام، فليس من السهل تجاوز الواقع، لكن دور الشاعر هو بعث الأمل  وتخصيب القصيدة، لنحصد ما بذره فيها، فهو يتعب  لنحصد زرعه، وهذا العطاء لا يأتي إلا من  النبلاء، الذين جبلوا على العطاء، وتقديم ما يملكون، فهم لا يردون منا "جزاءً ولا شكورا"  أنما يقدمون قصائدهم لنكون فرحين، هذا ما فعله "محمد دقة" في هذه الومضة.
سنتوقف قليلا عند ما جاءت  به الومضة،
"وغداً سنوارب بابَ البيت،"
 أولا الشاعر لم يستخدم فعل فتح أو إغلاق، بل  استخدم فعل "سنورب" والذي يعني أن الباب لا هو مغلق و ولا هو مفتوح، لكن يمكن للأصدقاء/الأحباء/الأهل أن يدخلوا منه بكل يسر، لكن بالنسبة للغرباء سينظرون إليه على أنه مغلق، فهو ليس مفتوحا ليدخلوه، من هنا نجد في فعل "سنورب" مسألتين، واحدة متعلقة بالأحباء، والثانية بالأعداء، وكما أن  فعل "سنورب"  يعطينا اشارة حالة الأمان التي ننعم بها، لهذا نحن لا نغلقه.
نحن في المنطقة العربة أحوج ما نكون إلى الفرح، فنحن نعاني من الجوع والحرمان  لهذا الفرح،  فلسطين المحتلة منذ أكثر من سبعين سنة، أهلنا في العراق وسورية واليمن وليبيا الذين هُجروا وشُردوا وقُتلوا على يد الارهابيين الذين عاثوا في الأرض فسادا، كل هذا يؤكد أهمية وجود هذا الفرح، هذا  الأمل، من هنا يقدمنا الشاعر من مكان وجود هذا الفرح:
"سنحصي كلَّ الفرح المخزون على الرف
وفي قبو القلب."
رغم ان الومضة جاءت بفاتحة بيضاء، وتتحدث عن فكرة بيضاء، وأستخدم فيها ألفاظ بيضاء، إلا أن الشاعر لم يستطع أن يحرر نصه تماما الواقع، وهذا ما نجده عندما قال:
"غداً حين نودع قتلانا،"
فكل ما جاء عن الفرح مرهون/مرتبط بفعل "نودع قتلانا" وهنا يكمن ابداع الشاعر، فهو يقرن الفرح بضرورة الانتهاء من حروبنا الداخلية والخارجية، فهو يتحدث عن قتلانا نحن، ولم يتحدث عن قتلى آخرين، وهذه الاشارة بحد ذاتها كافية لتعطينا محفزا اضافيا على ضرورة الاسراع في انهاء حروبنا.
بعد هذه (الهفوة) التي اخترق الومضة وجعلتها وجعلتنا نمتعض قليلا، يتقدم الشاعر من جديد من الفرح:
"سنعود ونجمع كل الفرح وننثره في الطرقاتْ."
يقدمنا الشاعر من جديد من فكرة العطاء، فهو كالماء الذي ينتفع به كل المخلوقات، وعندما استخدم افعال "سنعود، نجمع، ننثره" أراد أن نتشارك معا ومعه بهذا الخير الإنساني، فنكون جميعا متعاونون في العطاء وبذر الخير ليكون بمتناول الجميع.
استكمال لهذا الأمل/المستقبل يستخدم الشاعر نواة/أداة هذا التغيير الايجابي:
"غداً سيمارس أطفال بلادي الحرية"
يكمن ذكاء الشاعر عندما خص الأطفال بفعل الحرية،  فنحن عندما ننهي حروبنا، وبعد أن بذرنا الفرح ها هم أطفالنا ينعمون بالحرية والتي هي  أعلى مرتبة  من الفرح.
وبعد أن يفرح الأطفال، بالتأكيد سيفرخ الله بفرحة عبادة:
"حتى يبتهج الله"
إلى هنا ـ إذا ما استثنينا  الفقرة الدخيلة: "نودع قتلانا" ـ تكون الومضة  بيضاء بشكل مطلق، فالألفاظ والفكرة تجتمع معا لتعطينا فكرة الأمل، لكن الشاعر يقفل الومضة بهذه الفقرة:
"وتخرس أصوات الطياراتْ." مما يعطي اشارة إلى أن هناك حالة من السواد ما زالت عالقة في ذهنه، ففعل "تخرس" يشير إلى القسوة، وهذا ما يجعلنا نقول أن الواقع يبقى عالقا فينا ولا يمكننا التحرر منه بشكل مطلق، وإلا ما كان لتكون "نودع قتلانا، وتخرس أصوات الطائرات".
ونتوقف قليلا عند لفظ "غدا" والتي تكررت ثلاث مرات في الومضة، والتي اعطت صورة عن الأمل/الفرح الذي ينشده الشاعر، فعدد ثلاثة هو من الأرقام المقدسة دينيا، كما هو الحال بالنسبة لرقم سبعة، وهذا يشير إلى أن هناك فرح مقدس، يأخذ الشكل الديني، فرح صادر عن الرب، الذي يطالبنا بتحقيقه، وما يدعم هذا القول: "حتى يبتهج الله" وكأن الشاعر أراد بهذا التكرار وهذه الفقر أن يرد على من يدعو لخراب الأوطان وقتل الإنسان باسم الرب، باسم الدين، فالرب والدين تدعوان للفرح. وهنا يكمن تألق الشاعر.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس بوك

مقطع من قصيدة طويلة تبحث عن عنوانها/سليمان دغش



وراقِصْني على ايقاعِ قلبكَ ضُمَّني لأطيرَ مثلَ فراشةٍ في الرِّيحِ،
إنَّ الأرضَ ضيِّقةٌ عليَّ وكم تضيقُ على الملائكةِ السَّماءُ
كأنَّ أفروديتَ تشهقُ فيَّ شهوتَهَا
فَخُذني وامتَلكْ جَسَدي وشُدَّ يدَيْكَ حولَ جنونِ خاصِرَتي
وَدَعْ قدميَّ ترتفعانِ للأعلى لأخلعَ كعبيَ العالي
وطُفْ بي حولَ مَعبَدِنا المقدَّسِ
إنَّ البرقَ يُشعلُ غَيْمَتي مَطراً، فعمِّدني بمائِكَ واغتَصِبْ شفتَيَّ أوَّلَ مرَّةٍ،
شفتايَ عَذراوانِ مثلَ أُنوثتي، تَتَأوَّهُ النَّاياتُ فيَّ
فحرِّكِ الإيقاعَ واضبطْهُ على جَسَدي
لتُكملَ سيمفونيَّةُ الآهاتِ شهوتهَا ونشوتهَا ورِعشتَها الأخيرةَ
حين يعلو الموجُ في تيَّارِ خاصرتي ويأخُذُني لهاثُ البحرِ في جَسَدي
لآخرِ آخري في رغوةِ الزَّبدِ الأخيرةِ فوقَ رملِ شواطئي وختامِ عاصِفتي
أُحبُّكَ أنتَ كن مَلكي ومملكتي وعلِّمني مجازَ أُنوثتي
في خفَّةِ الطَّيرانِ والتَّحليقِ مثلَ فراشةٍ فرَدَتْ جناحيها وطارتْ
لحظةَ الإغماءِ بينَ تناغُمِ الجسدينِ والرُّوحينِ في قُدَّاسِ عشقِهما،
كأنَّ الرُّوحَ تخرجُ مِن عُرَى جسدي
وتصعدُ في أنينِ النَّايِ، تصعدُ نحوَ نيرفانا النِّهايةِ
حينَ ينسحبُ اللَّطيفُ من الكثيفِ فلا تدعْ جسدي وحيداً ها هُنا
وأعِدْ إليَّ الرُّوحَ، تكفي قبلةٌ لتعيدها وتعيدَ لي جَسَدي
لِكيْ أحياكَ ثانيةً بملءِ أنوثتي وتوحُّشي شغفاً
وتبدأَ في تفتُّحها على جسدي الزَّنابقُ والورودُ
وردَّني من حالةِ "الكوما" لأصحو منْ نعاسٍ يشبهُ الموتَ البطيءَ
 على وسادةِ غيمةٍ بيضاءَ ترفعها الرِّياحُ إلى سماواتٍ فقدْتُ توازني فيها
غَرَزتُ أظافري في الرِّيحِ أبحثُ فيكَ عن جَسَدي
وعن جَسَدَيْنِ مُحتمَليْنِ في جَسَدٍ على جَسَدٍ
وشُدَّ يديكَ حولَ سِوارِ خاصرتي فلا احدٌ سواكَ
يعيدُ نصفَ الرُّوحِ من فوضى مَتاهَتِها لها
ويعيدُ تنسيقَ الزَّنابقَ في إناءِ أُنوثتي
ويحرِّرُ الأرضَ الَّتي كفَّتْ عن الدَّورانِ, ساعةَ عِشْقِنا, منْ أسْرِ دَهشَتِها
 فَتَحْمِلُنا مظلَّتُها لنهبطَ سالـمَيْنِ على وسادتها كحبّاتِ النَّدى

سليمان دغش
(مقطع من قصيدة طويلة تبحث عن عنوانها)

الخميس، 2 أغسطس 2018

فريق حكاية وطن الشبابي /عزات الخطيب



هل لي أن أختار أحلاماً وحكايتي في هذا الوطن المعطاء , هل لي أن ألون لوحاتي بأقلام أوراق عتيدة تحمل معها نسمات عليلة لتملئ هذا الوطن حكايات عظيمة في وردية شبابية نشيطة .
فريق حكاية وطن الشبابي مستقبلنا بأيدينا .. نبني به أرض الوطن ونعمر حياة كريمة حد السماء .. نمضي بعزم في درب العلم والمعرفة .. نمخر عباب البحر لنكون حاملي رسالة شرف وعطاء . . بسواعدنا نبني بيوتا ونبني الوطن ونصنع عقولا ونرسم طريقنا بعزم واصرار لنصل إلى عنان السماء بالقوة الحية نرسم معالم المستقبل لنرفع الراية الشبابية بروح عالية , ونسير حد السيف لنصل بهدفنا القويم . 
بعد جد وجهد سنخوض وسنحصل على ما نريد... لنكمل طريقنا الفكرية الشبابية في رحاب صرح وطني شامخ لذلك كن أنت ولا تكن لما لا تريد .. فكر جيدا وإختار جيدا لتبدع فيما قررت وتخدم بعلمك الحياة والإنسانية ... وهنا يمكن القول أن فريق حكاية وطن الشبابي يكمن في إختيارك لتصل إلى مراتب العلا والقيادة ولنبني هذا الوطن بسواعدنا القوية وبإرادتنا السحيقة الذي أحببت فلا تكن أيها الوطني إلا عقلا يجيد ويصقل ويبدع ويدرك الفكرة ولا يتخلى عنها .
كن أيها الوطني الشبابي مع فريق حكاية وطن لأننا لم نكُن يوماً تبعاً لأحد فقد تعودنا دائماً أن نكون في صف القيادة والصفوف المتقدمة التي تضع سياستها ومنهجها بمفردها دون توجيه من أحد، نؤيد منهج وفكرة ولكن ولا نؤيد الفكرة المبنية على حب الذات , ولا نقدس أحد , ونرفض ما لا نقتنع به. و اياك والخضوع لعواطفك،كن قاسيا مع الأيام ثم أعد ترتيب نفسك لنصنع ونعمر مستقبلآ شبابية قائمآ على حب الوطن والفداء والتضحية والمبادرات الأنسانية لنعمق الفرحة بقلوب أبناء شعبنآ العظيم.
كن مع فريق حكاية وطن الشبابي , كن من الفئة الشبابية النشيطة المبدعة المفكرة .

تَكلّمَ فِي المَهْدِ صَبِيًا/ سليمان محمد تهراست






................................................
لَا أَذْكُرُ أَنّنِي صَرَخْتُ كَالبَشَرِ الضُّعَفَاءْ
بَلْ تَكَلمْتُ فِي المهْدِ صَبِيًا كَكُلِ الأَنبِيَاءِ الذِينَ
لَمْ يُحَالِفْهُم الحَظُ مَعَ وَحْيّ السّمَاءْ
عَلَى يَمِينِي مَلَاك صَغِيرٌ يُدَوِنُ فِي مُذَكِرَتِهِ اسمِي، قَدَرِي، لُغَتِي، وَحَتّى
أَخْطَائِي الّتِي لَمْ أَرْتَكِبْهَا بَعَدْ
وَعَلَى يَسَارِي أَنْظُرُ إِلَى وَجْهٍ فَأَبْتَسِمْ
لَا أَدْرِي أَيْنَ رَأَيْتُهْ؟

فِي الجُزْءِ الفَارِغِ مِنِي يُرَاقِبُ اللهُ أَصَابِعِي العَشَرَهْ
فَيَنْفُخُ فِيهَا فَتَشْتَعِلُ بِالضّيَاءْ
لَكِنْ لَا أَذكُر أَنني لَمَحْتُ امْرَأَةً تَرْقُصُ
أَوْ رَجُلًا يَرْفَعُ أَكُفَهُ شَاكِرًا كَما كَانَتْ تَفعَلُ
نَجْمَةٌ عَلَى يَسَارِي عَادَةً

فِي الهُنَاك أُنْصِتُ إِلَى صُرَاخِ الأَحْيَاءِ المتْعَبِينَ أُدْرِكُ أَنّنِي
عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ
يَتَوَسَدُ الأَغْلَبُ الزُّجَاجَاتِ الفَارِغَهْ
وَالأَغْلَبُ يَعْبَثُ بِالأَرْوَاحِ فَيُحَوّلُهَا إِلَى حَسَاء سَاخِنٍ
لِلدّبَبَة فِي الجُزْءِ الأَبْيَضِ مِنَ الأَرضِ
البَارِدَهْ
هَكَذَا كَانَتْ تَصِلُنِي الأَخْبَارُ عَبْرَ أَثِيرِ الحَبْلِ السُّرّي كَما يَجِيئُ
الهَوَاءُ وَالمَاءُ وَبَعضُ
الأَوْبِئَهْ

أَنْسَى العَالَمَ وَمَا أَرَاهْ
يَعُودُ الجَمْعُ أَدْرَاجَهُم بَارِدِي المَلَامِحِ كَالمَوْتِ الَّذِي
يُزَاحِمُ الحُرُوبَ
الكَثِيرَهْ
غَيرَ عَابِثِينَ بِصُرَاخِ الشّوَارِعِ المَوْبُوءَةِ بِالنَّأَمَاتِ الحَزِينَهْ
غَيرَ مُكْتَرِثِينَ بِظلَالٍ عِنْدَ المّمَرِ
مَذْبُوحَهْ

فِي اللّيلِ اخْتَلَطَ المَوتُ بِالحَيَاة فِي المَمَرَاتْ
أَنَا وَهِي المهَمَشَانِ
الوَحِيدَانِ نَعْقِدُ أَحْلَافًا ضِدَّ جَوِاسِيسِ الغَدْ
وَضِدَّ دُخَانِ الحَرَائِق وَالصدَاقَةِ
الزّائِفَهْ
لَا تَسْتَسْلِمُ لِلْوَجَعْ
لَا أَسْتَسْلِمُ لِلدَّمعْ
نَسْهَرُ مَعًا حَالِمَيْنِ تَحْتَ ضَوْءٍ شَارِدْ
هي بِالسَّنَدْ
وَأَنَا بِالقَصِيدَهْ

الأربعاء، 1 أغسطس 2018

مستقبل العرب في اسرائيل بعد قانون القومية اليهودي

مستقبل العرب في اسرائيل بعد قانون القومية اليهودي

د.هاني العقاد 

اليوم تم تعميد اسرائيل نفسها كأول نظام عنصري في المنطقة , هذا النظام اصبح كان يمارس التطهير العرقي والديني والقومي دون تشريعات بل على اساس تلمودي يهودي صرف و الان اصبح يمارس بالقانون  وهذا يعتبر قمة الانتهاك لحق القوميات الأخرى التي تعيش في فلسطين قبل اليهود انفسهم , النظام العنصري الجديد في إسرائيل ليس جديدا ولكن الاعلان عنه هو الجديد فإسرائيل تمارس كل اشكال التميز العنصري بسبب العرق والدين والقومية وحتى اللون لكن دون قانون .هنا في اسرائيل لا حقوق متساوية بين اليهودي الشرقي والغربي ولا حقوق متساوية بين اليهود الافارقة وغيرهم ولا حقوق متساوية بين النساء والرجال ولا حقوق متساوية بين المتدينين وغيرهم من ابناء الدولة العبرية ولا حقوق متساوية بين العرب واليهود ممن يحملون الهوية الاسرائيلية وما يثار في الاعلام عن ديمقراطية هذا النظام كلام غير صحيح وهو مجرد بروبوغندا لا اكثر ولا اقل لكون هذا النظام يجري تحقيقات في الفساد مع بعض الحكام كاولمرت ونتنياهو لكن الحقيقة ليس كل فاسد يحاكم في اسرائيل ولا كل فاسد توجه له لائحة اتهام و يقضي حكما ما بالسجن .  

مع قانون القومية الذي صادق عليه البرلمان الاسرائيل بات مستقبل العرب داخل هذا الكيان محاطا بكثير من التهديدات لان السياسة العامة هو عدم طرد العرب بل التضيق عليهم لأبعد الحدود  تطبيقا لهذا القانون ليرحلوا بأنفسهم الي خارج الكيان في بحث عن مساواة وحرية وديموقراطية واحترام حقوق ادميتهم وحقوقهم المدنية والاجتماعية السياسية في مكان اخر وبذلك تتخلص اسرائيل من أي قومية اخري تعتبرها تهديد كبيرة لليهود لان القومية العربية تكاد تشكل اكثر من ثلث سكان اسرائيل التاريخية . ولعل مستقبل كل العرق العربي في اسرائيل التاريخية وحتى الضفة والقدس والقطاع كمناطق محتلة بات في خطر بعد هذا القانون اذا ما لجئت إسرائيل لتطبيقه وهو في الغالب سيطبق لكن بتدرج وعلى مدار عشرات السنوات حتي تتمكن دولة الكيان من اقامة دولة يهودية نقية بالمعني العنصري الذي ينسجم مع روح التلمود اليهودي ,  أي تخلوا من أي قوميات او ديانات غير يهودية , ومع هذا القانون بات  وجود الدروز والشركس والارمن وغيرهم مهددا بالتصفية او القبول بالبقاء في اسرائيل كمواطنين درجة ثانية والعيش دون حقوق اجتماعية ومدنية وسياسية لا تمثيل لهم في الدولة العنصرية.

لن تطبق اسرائيل قانون الاقليات على العرب والطوائف العربية الأخرى التي اغلبها ساندت اسرائيل عند قيام دولتهم والان انتهي دورهم وسيتخلص منهم النظام العنصري  بطريقة ادبية باستثنائهم من القانون ومن ثم رويدا رويدا يعزلوا تسري عليهم القوانين العنصرية في الدولة. الاخطر اليوم والذي بات يهدد كل السكان العرب في اسرائيل هو الحرمان من أي حقوق سياسية باعتبارهم اقليات غير يهودية دون أي التزام من قبل النظام باي واجبات اتجاههم فلا مساواة مع اليهود في التامين الوطني ولا مساواة مع اليهود في التامين الصحي ولا مساواة مع اليهود في التملك حيث ستنتزع ملكياتهم بحسب القانون الجديد . واعتقد ان اسرائيل امام تفجير صراع داخلي جديد يتمحور حول نضال قومي مضاد في الاتجاهين العربي واليهودي, العرب سيناضلون قانونيا من اجل قوميتهم واليهود سوف يستخدموا كل قوة الدولة في التمتع بكل الامتيازات والحقوق والضمان الاجتماعي والوطني والصحي وقد يصل الحد للسماح للقومين اليهود الجدد بممارسة الارهاب والاضطهاد الديني  باتجاه العرب المسلمين والمسيحين والاعتداء على ممتلكاتهم وارواحهم ونسائهم واطفالهم وارتكاب الجرائم الكبيرة تحت حماية القانون اليهودي.

قانون القومية اليهودي يعني ان لا مستقبل للعرب المسلمين والمسيحين في اسرائيل سواء كانوا في فلسطين التاريخية او في الاراضي المحتلة عام 1967 وهذا يحتم الاتجاه في الانفصال الجغرافي والسياسي  عن دولة اليهود من ناحيتين الاول اعتراف العالم بحدود الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967  وانهاء الاحتلال الاسرائيلي الكامل لكل اراضي العام 1967 والشروع بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية والثاني السعي لدي كافة الجهات الدولية والشعبية في كافة مناطق  الداخل الفلسطيني  التاريخي لحصول فلسطيني الداخل على حق تقرير المصير بدأ بالمطالبة بالحكم الذاتي والانفصال التام عن النظام اليهودي العنصري الى حين اجراء استفتاء عام للانضمام اما للدولة الفلسطينية او لدولة اسرائيل . ولتحقيق ذلك بات مهما الشروع في اتصال وتواصل ممثلين عن فلسطيني الداخل مع  اعضاء المجتمع الدولي والكتل المركزية بالعالم والأمم المتحدة ومجلس الامن والهيئات والمنظمات الداعمة لحقوق الأقليات والمناهضة للتميز العنصري والعبودية  لتحقيق ذلك والزام اسرائيل بالاستجابة لتوجهات المجتمع الدولي وقراراته في هذا الشأن  باعتبار ان اسرائيل اصبحت نظام عنصري لا يمكن للقوميات  او الديانات الأخرى من العيش بحرية  دون اضطهاد والتمتع بحقوق متساوية مع غيرهم من سكان الدولة . كما ويتطلب الامر اليوم البدء بانتفاضة عربية فلسطينية بالتوافق مع مواطني فلسطين التاريخية لمناهضة  هذا النظام العنصري الوليد وملاحقته قانونيا ومواجعه شعبيا والحاق العزل والانعزال الدولي تجاهه  الى ان يستفيق من عنجهيته وعنصريته وساميتة ويتراجع عن مخططاته العنصرية .

Dr.hani_analysisi@yahoo.com

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...