وراقِصْني على ايقاعِ قلبكَ ضُمَّني لأطيرَ مثلَ فراشةٍ في الرِّيحِ،
إنَّ الأرضَ ضيِّقةٌ عليَّ وكم تضيقُ على الملائكةِ السَّماءُ
كأنَّ أفروديتَ تشهقُ فيَّ شهوتَهَا
فَخُذني وامتَلكْ جَسَدي وشُدَّ يدَيْكَ حولَ جنونِ خاصِرَتي
وَدَعْ قدميَّ ترتفعانِ للأعلى لأخلعَ كعبيَ العالي
وطُفْ بي حولَ مَعبَدِنا المقدَّسِ
إنَّ البرقَ يُشعلُ غَيْمَتي مَطراً، فعمِّدني بمائِكَ واغتَصِبْ شفتَيَّ أوَّلَ مرَّةٍ،
شفتايَ عَذراوانِ مثلَ أُنوثتي، تَتَأوَّهُ النَّاياتُ فيَّ
فحرِّكِ الإيقاعَ واضبطْهُ على جَسَدي
لتُكملَ سيمفونيَّةُ الآهاتِ شهوتهَا ونشوتهَا ورِعشتَها الأخيرةَ
حين يعلو الموجُ في تيَّارِ خاصرتي ويأخُذُني لهاثُ البحرِ في جَسَدي
لآخرِ آخري في رغوةِ الزَّبدِ الأخيرةِ فوقَ رملِ شواطئي وختامِ عاصِفتي
أُحبُّكَ أنتَ كن مَلكي ومملكتي وعلِّمني مجازَ أُنوثتي
في خفَّةِ الطَّيرانِ والتَّحليقِ مثلَ فراشةٍ فرَدَتْ جناحيها وطارتْ
لحظةَ الإغماءِ بينَ تناغُمِ الجسدينِ والرُّوحينِ في قُدَّاسِ عشقِهما،
كأنَّ الرُّوحَ تخرجُ مِن عُرَى جسدي
وتصعدُ في أنينِ النَّايِ، تصعدُ نحوَ نيرفانا النِّهايةِ
حينَ ينسحبُ اللَّطيفُ من الكثيفِ فلا تدعْ جسدي وحيداً ها هُنا
وأعِدْ إليَّ الرُّوحَ، تكفي قبلةٌ لتعيدها وتعيدَ لي جَسَدي
لِكيْ أحياكَ ثانيةً بملءِ أنوثتي وتوحُّشي شغفاً
وتبدأَ في تفتُّحها على جسدي الزَّنابقُ والورودُ
وردَّني من حالةِ "الكوما" لأصحو منْ نعاسٍ يشبهُ الموتَ البطيءَ
على وسادةِ غيمةٍ بيضاءَ ترفعها الرِّياحُ إلى سماواتٍ فقدْتُ توازني فيها
غَرَزتُ أظافري في الرِّيحِ أبحثُ فيكَ عن جَسَدي
وعن جَسَدَيْنِ مُحتمَليْنِ في جَسَدٍ على جَسَدٍ
وشُدَّ يديكَ حولَ سِوارِ خاصرتي فلا احدٌ سواكَ
يعيدُ نصفَ الرُّوحِ من فوضى مَتاهَتِها لها
ويعيدُ تنسيقَ الزَّنابقَ في إناءِ أُنوثتي
ويحرِّرُ الأرضَ الَّتي كفَّتْ عن الدَّورانِ, ساعةَ عِشْقِنا, منْ أسْرِ دَهشَتِها
فَتَحْمِلُنا مظلَّتُها لنهبطَ سالـمَيْنِ على وسادتها كحبّاتِ النَّدى
سليمان دغش
(مقطع من قصيدة طويلة تبحث عن عنوانها)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق