الجمعة، 3 أغسطس 2018

يوتوبيا/بلال عرقوب



صباح الخير للشمس  التي تعبر نافذتي .. وصباح الخير لك أنت التي تعبرين قلبي




الآن أكتب لك .. كما أكتب دائما




أكتب أشعاراً ورسائل من يوتوبيا -3





أكتب خمس قصائد لك الآن .. و ثلاثٍ أخريات عندما ترتدين فستانك الأسود




تركضين في المدينة كما يركض الأطفال .. وأنا أركض معك





لن تريني الآن ...  لكنني سأكون الغبار الذي يَهب مع خبطات قدميكِ





وعندما ترين السيارات الصغيرة والأزمة الرأسمالية التي تجتاح مدينتنا





سأكون رامزوناً بأربعة ألوان .. واللون الرابع هو أنا





تجاوزي السيارات .. تجاوزي بؤسهم .. وعندما تعبرين الشارع .. سأنظر إليك  ... وسأقبلك قبلتين




قبلة لأنني أحبك .. وقبلة للغد .. لأنني ربما ميتٌ في الغد





وعندما تصلين الى أحياء القمامة والمساكين





سأكون لك جميع الطيور التي تحلق فوقكك هاربة من الصيف





نغني لك ونعزف بأصواتنا ألحانً تليق فقط ب فتاة جميلة بفستان أصفر





أربعة شوارع وأنا العرق الذي يتصبب من مساماتك




وعندما تعبرين الخامس سأكون أنا الطفل الذي يطلب منك خمس جُنيهاتٍ





جنيهين لأطعم أمي .. والباقي لأطعم الفقراء





ولأنني عشرين كيلو من الأسى والحزن والفقدان





سأنظر اليك ... وأقبلك على عينيك ثلاثة قبلات خفيفات





وعند منعطف شارع " تيغا بياس " سأكون كأس من الماء





سيقدمني لك النادل الجميل الذي يسقي الفتيات الجميلات





وبعد المنعطف سأكون أهل الحي الذين يتحدثون بالضحك والإبتسامات





أقول لك .. أيتها السمراء بالفستان الأصفر هل تريدين وردةً سوداء؟





سأكون الوردة التي تعلقينها في شعرك .. لكي لا أسقط





ألتقطي صورة لنا وأنت تتضحكين .. ولا تشاركينا مع أحد





دعينا نكون لأنفسنا فقط .. لا للأصدقاء .. لا للأهل .. لا لأحد





لا تدعيي أحداً يرانا .. وسأكون لك كل الأشياء ..





أركضي 3 أحياء أخرى .. وشاهديني أكون كل الاشياء





وعندما تصليين للحديقه - الحديقه شجرتين وعجوز يقرأ لبوكوفسكي -



على المقعد في الحديقه سأكون العجوز الذي يقول لك :


 " لا تقرأي، كما يقرأ الأطفال، لأجل المتعة، أو كما يقرأ المتفائلون،  لأغراض التعلم. لا، اقرأي لإنقاذ حياتك "


ستبتسمين .. وبنظراتك الميلانكولية سأحتفظ بك للأبد .. في قلبي



إنهضي من المقعد وأنظري للنهر .. إنظري للسماء



ماذا ترين ؟



هل ترين طفلاً يضحك .. رجلٌ حزين .. نحن ؟




أنظري جيداً وإقرأي لي بعضاً من قصيدة " رغبات " ..



إقرأي لي كل الرغبات ... لأكونها كلها




وعندما تنتهين .. سأنظر اليك - أنا الذي أحبك مئة ألف مليون عامٍ -





وسأقول : يا للنهر .. يا للسماء ..  - سأنظر للسماء سأنظر اليك




سأنظر الى انعكاسك بالنهر، سأنظر الى السماء مجدداً



الشمس عالية عالية في السماء، لذلك سأنظر إليك كطفل يبلغ سنة ونصف ويريد معرفة كل الأشياء



لذلك فلتخبريني عن الله، وعن أولاد الجيران.. أخبريني عن العشاق السابقيين



أخبريني كل التفاصيل التافهة التي لم يهتم لها أحد من قبل



موعد نومك، لون فرشاة أسنانك، جانبك المفضل من السرير، وعن النجوم التي تملكينها


أخبريني عن السيدة لام التي تكرهينها، عن والديك، عن القرآن والإنجيل


أخبريني عن السارقين، والمغتصبيين، والديكتاتوريين


أخبريني عن بشاعة العالم قبل أن تخبريني عن جماله


لكن، ولأنني هش ولطيف جداً، فلتحديثيني عن كرهك لي أولاً ثم عن حبك



وربما، عندما  يحل الليل ... سنتبادل القبلات وننسى الحكاية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...