الخميس، 4 يوليو 2019
أنا ابن من اسرجت قنديلها للريح
ناصر عطا الله - فلسطين
أنا ابن من اسرجت قنديلها للريح
وتركت حناء يدها اليمنى على منحدر القرى المدمرة
وفتحت عينيها لنهر يشرب من صرة الجبل العنيد
أنا ابنها يوم اشرقت شمسها لحولين بعد الرضاعة
وتركتني المأساة عنها لدراجة هوائية عجوز
وتجاعيد عميقة لا يراها مستشرق خبيث
عشت قربها بعيداً عنها
أنتظر إله الغد أن يأخذني إليها وللطريق
طريقها التي أكلت من حواف قدميها وشربت
كطائر يصّر على جرح السماء بمنقاره الغليظ
أنا ابنها للأسم والهوية و تاريخ الميلاد
والبكاء المصلوب في جرارها الخشنة
وكل ما أخذته منها حليب لا يروي تيس نحيف
يهرب من علائق المراسم البليدة
أنا ابنها لكل أحلامها والمواريث الجافة
وهي أمي التي ولدتني للمنفى والحصار
محمد حسيب القاضي شاعرة الثورة الذي لم تنصفه المؤسسات الرسمية
حوار صحفي مع عائلة شاعر الثورة :" محمد حسيب القاضي"
رحمه الله.
لطفية القاضي - بوابة اليمامة الثقافية
كان شخصية حسيب تغلب عليه روح، الشعر هو أداة لإعطاء المزيد من الوعي للشعب الفلسطيني ، لقد كان همه الأول والأخير هو فلسطين، والذي لم ينل حقه على الإطلاق؛ كان يعمل بصمت أنه شاعر الثورة الفلسطينية ، محمد حسيب القاضي هو كاتب أناشيد الثورة الفلسطينة.
هو شاعر الثورة الفلسطينية بإمتياز، فهو من المثقفين الذين أثروا الساحة الثقافية الفلسطينية والعربية . إنه الشاعر الفلسطيني الذي يجمع بين جمال التعبير وجمال الصورة .
ولم يبحث عن الشهرة والنفوذ بقدر حبه لوصول شعره وأغانيه للشعب لتحريضهم على النضال والثورة، كان رحله بهدوء ولكن بقيت أعماله الشعرية ومسرحياته وأغانيه أجمل ذكرى تتوارثها الأجيال يعتبر الراحل محمد حسيب القاضي من العظماء الذين لن يتكرروا.
فشهيد الوطن الشاعر لم يبخل على جيل الشباب من الشعراء بوقته وجهده وفتح منزله لهم يعلمهم ويحثهم على المثابرة حتى وإن تنكر لهم الأقرباء قبل الغرباء.
في الستينيات ألف القدر الأكبر من أغاني وأناشيد الثورة الفلسطينية ، وكل تلك الأناشيد التي كانت تصدح بها إذاعة فلسطين فهو من شعراء الثورة الفلسطينية المعاصرة وله العديد من دواوين الشعر التي تحمل بصمة مميزة للشعر الفلسطيني لأنه لم يقف عند قصيدة التفعيلة، والتجأ إلى قصيدة النثر واتجه إلى الحداثة وكتب في الحداثة و بعد الحداثة كتب أغاني الثورة. لا يوجد فلسطيني لم ينشد أناشيد وأغاني محمد حسيب القاضي، وفي البلاد العربية يتم تناول أناشيد الثورة الفلسطينية .
الشاعر الكبير الراحل محمد حسيب القاضي قدم للثورة الفلسطينية الكثير ودوره فيها كبير ومسرحياته وكل أعماله ملتزمة بالوطن وحلم التحرير إنه
شاعر الأحلام الجميلة .
و من هنا سوف نجري لقاء صحفي مهم مع أسرته لكي نتعرف على شخصية شاعرنا الكبير مع الاهل ،وما هي طقوسه في الكتابة، فقابلنا زوجته و ابنه الأكبر المهندس الطيران حسام القاضي وابنته مي القاضي وياسمين القاضي.
*الناقد والشاعر محمد حسيب القاضي (رحمه الله عليه) ماذا يمثل لأسرته؟
زوجة الشاعر :أهلا بكم ونحن سعداء جدًا بكم ،أول شيء كان حسيب بالنسبة لأسرته هو الأب الحنون ،الصديق ،والأخ ،لم يتعامل يوما مع أبناءه على أنه اب بل كان لابناءه الصديق الصدوق ،و تغلب عليه روح الفكاهمة مع أسرته، كان الزوج الناصح المتفهم لأدق الأمور في الحياة ،هو كان دائم السفر والترحال من مصر الى قبرص ثم تونس واليمن والجزائر ومن بلد الى بلد مع الرئيس الخالد فينا ابو عمار رحمة الله عليهما ،كان همه الأول والأخير هو فلسطين ،هو مناضل بدرجة إمتياز..
*الشعر بالنسة لكم ،ماذا يعني؟
الكاتن حسام القاضي: الشعر بالنسبة لي هو أداة لإعطاء مزيد من الوعي للشعب الفلسطيني بأهمية القضية الفلسطينية
و للنضال الحر لإعادة فلسطين،حيث أن والدي الشاعر الراحل محمد حسيب القاضي هو شاعر معروف فهو من المثقفين الذين أثروا الساحة الثقافية الفلسطينية و العربية فوضع البصة الخاصة به في الشعر الفلسطيني، ترجمت أشعاره إلى العديد من اللغات لكي يتسنى لمحبي حسيب القاضي ان يقرأوا له
*أسرة شاعر الثورة الفلسطينية محمد حسيب القاضي ،هل برأيكم بأن الشعر يعالج مشاكل المجتمع؟
مي القاضي :بالتأكيد الشعر يعالج مشاكل المجتمع الإنساني فلا نستطيع أن نحصر الشعر في علاج المشكلات المجتمعية أو أي من المشاكل السياسية بل هو أبعد وأكثر بكثير من ذلك .
الشعر يحدث هزةً في النفس لأن قنوات وصله إلى الداخل تمر عبر الاحساس وتندمج مع الذكريات والخبرات فهو أشبه بثورة فكرية واقعية .. لأنه في الآخر فن المبالغة وأحياناً التأرجح بين الواقع والخيال .. وأكيد في أي إعصار يضرب بيئة الشاعر ، بنفس الوقت هو يمكن أن يستعمل كالسم في الدسم من خلال تزيين وتزييف الحقائق عندما يكون الشاعر مميز.
* حدثوني عن حياة الشاعر الخاصة ،ما هي طقوس محمد حسيب القاضي الكتابية؟
زوجة الشاعر :حياته الخاصه هي عبارة عن قراءة كتب وكتابة الأشعار ،لقد كان حسيب القاضي رحمة الله دائم القراءة في غرفة نومة يمسك الكتب والدواوين الشعرية ليقرأ و بجانبة الراديو ،كان لا يطفيء الراديو ابداً لأنه يتابع أخبار فلسطين أول بأول ،هو كان عندما يجلس معنا تصحبه الفكرة فيبدأ بالكتابة بأصبعه.
على رجلة ونقول له ما هذا يقول لدي أفكار وأشعار و بعد قليل يذهب للغرفة النوم ليمسك بالقلم ويدون ما يفكر به من أشعار كان عظيمًا .
*هل كان له هوايات يمارسها شاعر الثورة الفلسطينية ؟
ياسمين القاضي :كانت أهم هواياته هي المشي حيت إننا في القاهرة مشتركين في نادي الأهلي المصري، فكان من الصباح يذهب لكي يعمل رياضة المشي يوميًا ،كان والدي رحمة الله عليه يهتم بصحته والأكل الصحي.
*حدثني عن محمد حسيب القاضي الأب؟
الكابتن حسام القاضي:بالنسبة لي والدي رحمة الله عليه هو كل شيء في حياتي هو نبع الحب والحنان ،دائمًا أنصتُ لنصائحة التي لا تنسي ،لقد افتقدت والدي الأخ والصديق والأب.
الراحل الشاعر محمد حسيب القاضي هو كاتب أناشيد الثورة الفلسطينية التي تغني على الفضائيات و الاذاعات الى الآن؟
مي القاضي :لقد كتب والدي الكم الأكبر من أناشيد الثورة الفلسطينة التي تذاع في المحطات الفضائية و الإذاعات حتى الأن وهي لم تمت ،حيث أنه كتب أناشيد الثورة منذ تفجرت المقاومه المسلحة الفلسطينية فكانت أناشيد الثورة ولا زالت مفجرة للمقاومة الفلسطينية و الثورة الفلسطينية
، أحب أقول أنه توجد العديد من أغاني الثورة التي لم تنشر بعد
*هل شاعر الثورة الفلسطينية محمد حسيب القاضي " أخذ حقه من التركيز الإعلامي على انتاجه؟
لا ولم ينل حقه على الإطلاق ،فهناك تقصير من وزارة الثقافة والإعلام والمؤسسات الأخرى والسلطة الفلسطينية. لقد اعطي الكثير للثورة في مجال الشعر والنقد والإعلام وهو كاتب أناشيد الثورة و الأغنية الشعبية ولكنه كان من المهمشين،كان في فترة حياته ينتظر من وزارة الثقافة والإعلام أن تعيد له الاعتبار و تعمل له تمجيد لنضالاته واعماله ولكنه صدم بالواقع المرير بأن لم احد يتذكره او يذكره.
-
كلمة اخيرة..
زوجة الشاعر:أشكر الصحفية والاعلامية لطيفة محمد حسيب القاضي على اللقاء، والشكر موصول لموقع بوابة اليمامة الثقافية.
الأربعاء، 3 يوليو 2019
مصلح أبو غالي: من عدو المرأة؟!
مصلح أبو غالي - بوابة اليمامة الثقافية
مما لا شك فيه أن العقلَ الشرقيَّ عقلٌ ذكوريٌّ مُتحجِّرٌ، مريضٌ بحبِّ السيطرةِ ممتلئٌ بالغرور، ومما لا يختلف عليه عاقلان أنَّ "المستذكرَ" عدوٌّ خطيرٌ للمرأةِ حيث يخوضُ حربًا غيرَ متعادلةِ الأطراف بين الشوك والورد، حربًا مسعورةً تكون بين دبابةٍ وزجاجةِ عطر
أما الشيءُ الطبيعيُّ الغريبُ أن الرجلَ وحدهُ الذي يخسر في هذه الحرب فهو إن كسبَ حربَهُ خسرَ رجولتَهُ، وإن خسارتَه لرجولته تعني خسارته لنفسه، حينها فقط سيصبحُ صخرةً ممدَّدةً على رصيفٍ بعيدٍ في شارعٍ قديمٍ لا يعرفهُ أحدٌ ولا يزورهُ إلا الأشباحُ والقطط!
ولكن هل الرجل هو عدوُّ المرأةِ الوحيد؟ وإنَّ كان هناك أعداء آخرون فأيهما أخطر؟.
في الحقيقة أنا لا أرى الرجلَ إلا عدوًّا مُغفَّلًا ووحشًا طيِّبًا -في بعض تقلُّباتهِ- فإن عداءه واضحٌ كوضوحِ الشمس و"الشمس لا تُغطى بغُربال)! وإنَّ أغلب تصرفاته وعدوانيتهِ تكونُ رَدَّةَ فعلٍ على تصرُّفٍ ما
فإنَّ (شهريار) لم يكنْ مُجرمًا كما صوَّرته الحكايات فقد كان يذبح النساء لأنه يرفضُ انسياقهنَّ إليه وتعطُّشهنَّ لسريره
كان يذبح التفاهة الموجودة في أعماق النساء ويبحثُ في دمائهنَّ عن"شهرزاد" التي ذبحتْ قلبَهُ فيما بعد
أما العدوُّ الحقيقيُّ ما يزال مختبئًا منذ بَدء الخليقةِ، ما يزال-حتى اليوم- يلبسُ قناعًا ناعمًا لكنه يتغلغل كالدود داخل المرأة ليهزمَها من الداخل
العدوُّ الحقيقيُّ للمرأة هي المرأة نفسُها!!
إنَّ حربَ المرأةِ مع كينونتِها حربٌ دمويةٌ ليست عادلة لأنها تعطينا احتمالًا واحدًا، ولا تتعامل إلا مع معطياتٍ خطيرةٍ، ولا ينتج عنها إلا القتل!
هذه الحربُ عربيةُ الأطباع جاهليةُ العقل، هذه معركة داحس والغبراء بتكرُّرِ السيناريو واختلافِ الشخصيات
المرأة المغفلة التي تستسلم للجهل والخوف، وتفتح ذراعيها للاستعباد هي عدوَّةُ نفسِها
هي الغولُ الحقيقيُّ الذي يلتهمُ ذاتَها ويُنقصُ قَدْرَها
فإن الصورةَ القبيحةَ تدلُّ على الكاميرا المتعطلة كما تدلُّ كأسُ الخمرِ على وجودِ سِكّير
هذه المرأة هي التي تجعل المرأة سلعةً رخيصةً يمكن المتاجرةَ بجسدها أو بأحلامها أو قطعةَ لحمٍ شهيٍّ تُقدم لأيِّ جائعٍ على مائدةِ غرفة نوم!
فإلى متى أيتها النساء تحاربْنَ أنفُسكنَّ؟
إلى متى تقتلنَ براءتكُنَّ وتسفهنَ أحلامكنَّ؟
أنتنَّ التي تعقنَ تقدمكنَّ وانخراطكنَّ بالمجتمع
الأنوثة تصنع المعجزات المحدودة التي تكون داخل محيط نسبي يسمى الحب لكنها لا تقدم جهازَ تنفُّسٍ صناعي، ولا تصنع للمرأة قصةَ نجاح
لا يمكن للأنوثة أن تزرعَ وردةً في حقلِ ألغام
والحل؟!
إنَّ أفضلَ الحلول تلك التي تخرج من بين النار لتطفئها فهي أعلمُ الناس بدرجةِ احتراقِها وخطورةِ استمرارِها
آن الأوان لتثبتنَ أنفُسُكنَّ وتتغلبنَ عليها
لا تثبتوا للرجال أنكنَّ أهلٌ للثقة فإنَّكنَّ أولى بأنفسكنَّ
لا يجب أن تنتظرنَ أحدًا غيركنَّ ليستعيرَ أساوركنَّ، ويرتدي فساتينَكنَّ، ويسرقَ حناجركنَّ ليصرخ باسمكنَّ...
إنَّكنَّ أولى بأنفسكنَّ
آن الأوان أيتها النساء أن تخضنَّ حربًا واحدةً صادقةً جريئةً ضدَّكُنَّ
أذيب الليل بالحزن: حمزة الحلبي
حمزة الحلبي - فلسطين
أذيبُ الليل بالحزن المسائيّ الثقيل
حصاني في فراشِ الموتِ أتعبه الصهيلْ
فمن ذا ينقذُ الألحانَ من بحر الطويلْ
لماذا نسأل الأوهامَ عن طعنات غربتنا ؟
لماذا وحدنا نشكو و لا أحدٌ يقاسمنا بخبزتنا ؟
لماذا ينطفي لون الدماء هنا ؟!
هل اعتادوا على دمنا ؟!
لماذا تُولدُ الأحزانُ من خصرِ المساءِ ؟!
و تثقبُ الأوجاعُ زورقَنا
أنا مَن يختفي شيئا فشيئًا
مثل نوتاتِ الكمانْ
و لا أدري لماذا إن تراهنّا
مع الأحزان نخسرُ في الرهانْ
أنا صوتٌ
يحاولُ أن يمزقَ كل أركان المكانْ
أنا الملقيُّ يا بارو
و لا أحدٌ سيلمسُني
لأخرجَ من حكايةِ ليلتي للّازمانْ
متى ينشقّ هذا الليلُ
حتى يخرجَ القمرُ المريضُ
و تستوي الألحانْ
متى و متى
متى يا شمعتي تنسينَ هذا الحزنَ
حتى تَعْلَقَ السيقانُ بالسيقانْ
سأكتبُ آخر الأشعارِ في لغتي
و أرمي ما تبقى فيّ من وجعٍ
و أكملُ رحلتي فوق الكمنجةِ
أكملُ الأحزانْ
تلاشتْ كلُّ فوضايَ التي عَزفتْ
تلاشتْ كلّ أضواءِ الشوارعِ
متُّ
حتى يُفقدَ الإنسانْ
أنا سأبعثر الأحلام فوق رصيف غدْ
و ألتقطُ الزمانَ
اليابس المرتدْ
ففيه أنا
على قيدِ الحياةِ
حياةِ قيدْ
و وحدي
كنتُ أنتظرُ السفينةَ
وسطَ هذا البحرِ
كنتُ أراقبُ الأضواءْ
يحن الماءُ للرمل الرماديّ
و للحصى للموج
للموالِ حن الماء
قديمًا كان للعشاقِ معنى
و كان يشدني حزني
ليأخذ جولةً معنا
تربّى فوق طاولتي
يضيّعنا بجَمْعتنا
و يجمعنا إذا ضِعنا
ينام معي ،
فأحضنه
أ لمْ يسهرْ و يُرضِعْنا ؟
زماني لوحةٌ نقشوا عليها صوتنا
و كأنّ نايًا ضائعا صلى
فأبدعنا
وجوه الحي قد ذابت
تقول لنفسها "جُعنا"
صغير بال خلف جدار مدرستي
و لم ينظر إلى أحدٍ
تُرى أيهمه هذا ؟
له أهلٌ يلفُّون الهوا وجعا
فماذا لو تغاضينا ؟ ....
باحثٌ عن الحقيقة في كومة أفكار: براء إبراهيم
باحثٌ عن الحقيقة في كومة أفكار
براء إبراهيم - بوابة اليمامة الثقافية
وجدَ نفسه يبحث عن ملجأ مطمئِن، فبحث و بحث و كانت الصدفة سيدة الحدث، أحيانا الألم يُولد من منتصف الأمل و ينهار هو ، تألّمَ ليجد نفسه على ما هو عليه لم يتغير أيّ شيءٍ إلا أنه أصبح صامتًا أكثر؛ غير مبالٍ لشيء مما يحدث ، دوامة من الفوضى تجول برأسه فيجد نفسه مستلقياً على سريره يحتضن وسادته لعله يتذكّر فتاته البعيدة و حلمه البعيد ، يأسره الشوق في كل ليلة و يقول لنفسه ما لهذا القلب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا و اشتاق لها !
الغائبون يحملون معهم أجزاءًا منا ولربما يأخذون قلوبنا ويتركوننا على المحجّة السّوداء دونما هداية .
من هي لتأخذ هذا الكم من الحب و العشق من رجل صامت لا يتحدث إلا معها ، كسرتْ قوانينه و قواعده و أغرقته في منتصف الجمال و قالت له هيتَ لك خذ قلبي و احمله على عنقك ستجدني دوماً محافظة عليه و لن أخذلك أبداً ، هما صادقان في كل شيء؛ حتّى في حبّهما ، فالصدق يخرج من بين ضلوعِ الفتوى ليرفضا هذا المجتمع و يعاندا الجميع على أمل دحض الفتوى و إعلاء الحب !
الثلاثاء، 2 يوليو 2019
الحب الصامت: نورا إسماعيل
الحب الصامت
نورا اسماعيل - فلسطين
رأيتُ حلماً يشبهك، جميلاً كعينيكَ وصفحة وجهك، لم تكن زيارتك الأولى لأحلامي لكنّها المرة الأجمل، اذ رأيتك بعد اشتياق
كنتَ صامتاً كعادتك، جُل ما تفعله هو التحديق بي، تتأملني طويلاً دون أن تنبس ببنت شفة، وأنا أرد عليك بتأملٍ مماثل، بعينين لامعتين تكاد تنفجر من جمال ما ترى!
حيَّرتْني عيناكَ يا عزيزي، قالت عنك كل شيء وأنتَ تجاهد نفسك بالصمت، تتمنع الكلمات وأنا أراها تتسابق أمامك تُجاهي؛ عينانا من يفضح المستور خلف جدران قلوبنا؛ تلاقت فتصالحت وتأملت ولمعت حتى اتفقت علينا كانت ترتب للقاءَ كل يوم بنفس الموعد والمكان والزمان لكن دون اتفاق منّا، كانت ترتب لنا المواعيد وتطلبنا ونحن دونما وعيٍ نُلبي لها رغبتها حتى علِقنا أو علقتُ أنا في حب عينيك!
استغرب نفسي كيف يقع المرء في حب شخص لمجرد أنه أحب عينيه، كيف يبدأ الحب بشرارة صغيرة كهذه؛ كيف يبدأ من مرآة تعكس العالم !!
في صمتك وجدت جوابي، لاحظت ابتسامك المستترة خلف صمتك الرهيب، وحفظت رسمة ثغرك وملامح وجهك وتسريحة شعرك الأسود الكثيف، ولون عينيك الفاتنتين ، حفظتك عن ظهر قلب؛ حفظتك في مرة واحدة كنتَ قريباً جداً؛ لم يكن بيننا سوى مسافة قدم واحدة أتذكر؟؛ أنا لا أنسى! كنا قريبين جداً، رغم كل الحشود لم أرى أحداً سواك؛ وددتُ لو تقابلني بكلمة أو بإبتسام، وحدها عيناكَ من فعلت،
أُحبُ عينيكَ أكثر منك هل تصدق!
ناعمةٌ هي، تقابلني في كل مرة بعناق حاد، وعتابٍ حين البعد، وتشرح لي ما لا أستطيع تفسيره، وتحكي لي ما لا تستطيع بوحه، تحادثني، تعانقني، تربت على كتفي، تبتسم في وجهي وتداعب ملامحي؛ تفعل ما يعجز قلبك عن فعله .
الأعين نواطق يا عزيزي، هل شعرت بنبضاتِ خافقي الخائف؟ هل وصلك شيءٌ من زفير روحي يطلبك؟ أعتقدُ أنَّ شيئاً منك علِق بي واستقر في ربعٍ صغيرٍ في أيسر قلبي كلما ضُخ دمي انتشرتَ معه في جسدي حتى مرضتُ بك و وصلت أحلامي!
إذا ما كان صمتك أمرضني، ما أثر كلماتك؟ ما أثر صوتك في أُذني؟ اذا ما مررت ارتجف جسدي ما أثر يديك على جسدي!
اُعاني الغرق يا طوق النجاة، أُعاني المرض يا قرص الشفاء، وأُعاني الأرق من بُعدكَ يا دوائي!!
أخبرني في أي البلاد صارت عيناك كي ألقاك سرًا كما اعتدنا !
الاثنين، 1 يوليو 2019
رحيل الفنان المصري عزت أبو عوف
القاهرة - رويترز: نعت نقابة المهن التمثيلية المصرية وفنانون من داخل مصر وخارجها الممثل والموسيقي عزت أبو عوف الذي توفي في ساعة مبكرة من صباح امس، عن عمر ناهز 70 عاما.
وكان أبو عوف خضع لجراحة في القلب العام 2015 وتعافى منها لكنه عانى من مشكلات صحية مؤخرا أدت لتدهور صحته.
وقالت النقابة بصفحتها الرسمية على فيسبوك، إن الفنان الراحل "كان نموذجا للفنان المحترم والخلوق.. كان وسيظل رمزا من رموز الفن المصري".
كما نعاه الملحن أمير طعيمة والممثلة إلهام شاهين والممثل إيهاب فهمي والملحن مودي الإمام.
وكتب الممثل شريف منير بصفحته، "ستبقى دائما في قلوب كل من حظي بشرف صداقتك، وفي قلوب كل من أثريت حياتهم بمواهبك وبذوقك الرفيع، وبجمال شخصيتك".
ولد أبو عوف في بيت موسيقي، إذ كان والده الملحن المعروف أحمد شفيق أبو عوف العميد السابق لمعهد الموسيقى العربية، وحصل على بكالوريوس الطب لكن شغفه بالموسيقى والفن كان أقوى من أن يقاومه.
بدأ مشواره الفني في نهاية الستينيات من خلال بعض الفرق الموسيقية التي انضم لها وأخرى ساهم في تأسيسها قبل أن يشكل مع شقيقاته منى ومها ومنال ومرفت فريقا غنائيا باسم (4 ام) وحقق نجاحا كبيرا استمر نحو 12 عاما.
وضع الموسيقى التصويرية للكثير من الأعمال الفنية من بينها مسلسل (حكاية ميزو) بطولة سمير غانم وفردوس عبد الحميد ومسرحية (الدخول بالملابس الرسمية) بطولة أبو بكر عزت وسهير البابلي.
جاءت بدايته السينمائية من خلال دور صغير في فيلم (أيس كريم في جليم) العام 1992 للمخرج خيري بشارة وبطولة عمرو دياب وسيمون.
قدم على مدى مشواره أدوارا متنوعة في أكثر من 80 فيلما من بينها (إسماعيلية رايح جاي) و(أسرار البنات) و(أرض الخوف) و(اضحك الصورة تطلع حلوة) و(الديكتاتور) و(واحد من الناس) و(عمر وسلمى) و(حسن ومرقص).
كما شارك في عشرات المسلسلات التلفزيونية من أبرزها (العائلة) و(هوانم جاردن سيتي) و(أوراق مصرية) و(أوبرا عايدة) و(الدالي) و(شيخ العرب همام) و(اتهام) و(باب الخلق).
تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعدة سنوات وله ابنة تعمل بمجال الإخراج هي مريم أبو عوف.
جواد العقاد: الخطيب الشاعر الطاعن في الحنين
فلسطين - بوابة اليمامة الثقافية
نظرةٌ في ديوان( المغيّبُ الناجي من التأويل) للشّاعر الطاعن في الحنين أنور الخطيب.
جواد العقاد - رئيس تحرير بوابة اليمامة الثقافية
تمتازُ قصائدُ الديوان بعلو الجرسِ الموسيقي مع الحفاظِ على اللُغةِ المُبتكرة، فالمعاني تبحرُ في الدهشةِ دون تورطٍ في مستنقع التقليديّة. أبدعَ الشّاعرُ في لغته وأجادَ حبكةَ الصورةِ الشّعريّةِ الجديدة.
حيثُ يقول:
" خائفٌ لكنني
سأحتسي كأسَ العلوّ " ص37
ويقول:
" أشتاقُ..
لدمعةِ صوتِك الفضيِّ مرتجفًا " ص154
وأغلبُ جُملِه هكذا..
تبدو ثقافةُ الشّاعر الدينية واسعةً، وقد أحسنَ توظيفَها وعرضَها بصورةٍ شعريّةٍ بحتة ؛ بحيثُ تفتحُ آفاقَ النّص على تأويلاتٍ ودلالاتٍ رحِبة، ومن أمثلةِ توظيف التُراث الدينيّ:
" فأين أنت يا أيها المدثر
قم فأنذر
قم فأنذر " ص51
ويقول مستحضرًا قصّة مريم عليها السلام :
" كأنني ولدتُ فتيا
ولا تهزي جذعَ السماء
تسلّقتُ نخلَ البلاد " ص 15
الشاعرُ مسكونٌ بهاجسِ الوطن والمنفى ؛ فالحنينُ يطفو في قصائدِه مقرونًا بالقلق الوجوديِّ الذي يُثري النّص بطرح تصوراتٍ مغايرة حولَ الوجود والأشياء.
حيثُ يقول :
" لم نرَ البلادَ في أحلامِنا
فهذه البلادُ التي تشبه كعكة الله
لم تعدْ حلمنا
صرنا نحن أحلامنا" ص 43
استدراك: لا أريدُ التورطَ في دهاليزِ اللُغةِ بقدرِ رغبتي في التحريضِ على الجمال.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية
جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص: مل...
-
أول طيار فلسطيني يهبط فوق مطار غزة الدولي وأنا طفل شاهدت قصف الطیران الإسرائیلي للقوات العراقیة الأردنیة وتمنیت أن أكون طیا...
-
جواد العقاد - بوابة اليمامة الثقافية حول الدراما السورية يُعتبرُ الفن النواة الأولى لتقدم المجتمع وبناء الحضارة وتشكيل الوعي الجمعي...