حمزة الحلبي - فلسطين
أذيبُ الليل بالحزن المسائيّ الثقيل
حصاني في فراشِ الموتِ أتعبه الصهيلْ
فمن ذا ينقذُ الألحانَ من بحر الطويلْ
لماذا نسأل الأوهامَ عن طعنات غربتنا ؟
لماذا وحدنا نشكو و لا أحدٌ يقاسمنا بخبزتنا ؟
لماذا ينطفي لون الدماء هنا ؟!
هل اعتادوا على دمنا ؟!
لماذا تُولدُ الأحزانُ من خصرِ المساءِ ؟!
و تثقبُ الأوجاعُ زورقَنا
أنا مَن يختفي شيئا فشيئًا
مثل نوتاتِ الكمانْ
و لا أدري لماذا إن تراهنّا
مع الأحزان نخسرُ في الرهانْ
أنا صوتٌ
يحاولُ أن يمزقَ كل أركان المكانْ
أنا الملقيُّ يا بارو
و لا أحدٌ سيلمسُني
لأخرجَ من حكايةِ ليلتي للّازمانْ
متى ينشقّ هذا الليلُ
حتى يخرجَ القمرُ المريضُ
و تستوي الألحانْ
متى و متى
متى يا شمعتي تنسينَ هذا الحزنَ
حتى تَعْلَقَ السيقانُ بالسيقانْ
سأكتبُ آخر الأشعارِ في لغتي
و أرمي ما تبقى فيّ من وجعٍ
و أكملُ رحلتي فوق الكمنجةِ
أكملُ الأحزانْ
تلاشتْ كلُّ فوضايَ التي عَزفتْ
تلاشتْ كلّ أضواءِ الشوارعِ
متُّ
حتى يُفقدَ الإنسانْ
أنا سأبعثر الأحلام فوق رصيف غدْ
و ألتقطُ الزمانَ
اليابس المرتدْ
ففيه أنا
على قيدِ الحياةِ
حياةِ قيدْ
و وحدي
كنتُ أنتظرُ السفينةَ
وسطَ هذا البحرِ
كنتُ أراقبُ الأضواءْ
يحن الماءُ للرمل الرماديّ
و للحصى للموج
للموالِ حن الماء
قديمًا كان للعشاقِ معنى
و كان يشدني حزني
ليأخذ جولةً معنا
تربّى فوق طاولتي
يضيّعنا بجَمْعتنا
و يجمعنا إذا ضِعنا
ينام معي ،
فأحضنه
أ لمْ يسهرْ و يُرضِعْنا ؟
زماني لوحةٌ نقشوا عليها صوتنا
و كأنّ نايًا ضائعا صلى
فأبدعنا
وجوه الحي قد ذابت
تقول لنفسها "جُعنا"
صغير بال خلف جدار مدرستي
و لم ينظر إلى أحدٍ
تُرى أيهمه هذا ؟
له أهلٌ يلفُّون الهوا وجعا
فماذا لو تغاضينا ؟ ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق