الجمعة، 29 مارس 2019

ربيع مرتجف: جهاد محمد خليفة



ربيع مرتجف
جهاد محمد خليفة

وتنتشر في أرجائه كأول شرارة برق سرت في هذا الفضاء الوحشي ، الملبد بأرواح الموتى وأمنيات العاشقين ، ولكنها هذه المرة لم تحدث شيئاً من هذا كله ، فلم تزد من كآبتي ولم تزج بالوجع في أحشائي كما تريد ، فقد أصبحت المسألة أسهل من هذا كله ، أيعقل أن يتقافز التعب إلى جسدك بعد أن أستوطن فيه وأنجب المزيد من الخيبات والكدمات على سطحه ، أو ربما أحيا مجتمعاً بأكمله في عروقك الزرقاء الباهته ، لتبكي كل حين وتمضي كما يبدأ الطفل الرضيع بأولى خطواته يتحسس الطريق ويتمايل معها ، تجبره الحياة على ذلك دون أكتراث كم مرة قد أوقعه نفس الطريق ونفس الخطوات البريئة ، هل جربت أن تشعر بنوباتٍ من الصداع المزعجة وعلى فترات متتالية وبطقوسٍ مختلفة ويألمك هذا ؟ على أي حال حينما تشعر بذلك فقد يتراود إلى ذهنك الكثير من الأسئلة اللا منطقية لتجيبها أيضا بلا منطق منك ولا قوة ، ثلاثون يوماً من الألم كانت تفصلك عن حقيقةٍ تائهة في خلايا جسدك المنهك ولا زلت تطلب المزيد من الوقت كي تكتشف هذا ولكن كان عليك تخمين ذلك من البداية فعدةُ خياراتٍ مطروحة أمامك الان ، أولها ربما تصاب بحالةٍ من فقدان البصر وفقدان الحس أيضاً بمكانة الاشياء ، وربما أيضا يكمن السر في ذلك تعب الدراسة التي لم تكن مؤثرة إطلاقاً في ذلك كذلك يمكنك اعتبار تلك المعضلة على أنها مجرد صداع زائف وينتهي ولا اعتقد ذلك مجدي بالنسبة لحالتك التعيسة ، أردت أن أقول أنه حينما تصاب بمرضٍ عُضال دون أكتراث فلا تبكي ولا تجهد نفسك في التفكير ولكن عليك تقبل إحدى الخيارات التي أسلفت الحديث عنها ولكن هنا سأضيف خياراً آخر فلربما هناك أحدٌ هاجمك وأسترسل في دماغك يجثو في خلاياه ويعيث فساداً متعب كما يفعل السرطان !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...