السبت، 14 ديسمبر 2019

إلى صاحب العينين الخضراويين: نورا إسماعيل




كرستينا الى حبيبها ذو العينين الخضراويين الفاتنتين..
 أما بعد..
حبيبي، أعلم أن تجاهلك هذا عن قصد، وأنك منذ اللحظة الأولى كشفت حبي لك.. لكنّك لم تكشف مدى وعمق هذا الحب الذي يتجاوز قلبي، حتى أصبحت أشعر بالحاجة لقلوب أخرى تحمل عني شطراً من كم هذا الحب.. مع أني أرفض أن يشاركني فيك أحدٌ غيري..
أخبرني يا عزيزي.. هل تستطيع أن تحصي عدد نجمات السماء الساطعات الظاهرات أمام الغيم والمتواريات خلفه كل ليلة؟! أو هل تستطيع أن تجمع حبات الرمال من كل الصحاري والشواطئ وترهق العمر في احصاءها؟!
كذلك، أشعر أن حبي تجاهك يعادل كل ذلك.. يعادل المدارك والمدارات.. يعادل الأفق البعيد ويلامس النجوم، أشعر  بك في جوفي تتجاوز قلبي تتدفق مع دمي في كل نبضة يصدرها قلبي، تذهب وتعود، تتنقل في جوفي بكل حرية وانسياب، أشعر بعمق النبض أنك قد تملكت جزءً أو كلاً مني..
هل أخبرك كيف تبدو عيناك حين تبتسم؟ او أخبرك كم خطٍ يرتسم في وجهك وجبهتك العريضة حين تبتسم.. هل لاحظ أحد غيري كم شعرة بيضاء خرجت من رأسك حتى يكون شعرك بهذه الحلة من البهاء والرونق.. هل أخبرك أحدهم أن الأبيض يليق عليك جداً وأن الألوان كلها تختلف إذا ما ارتديت  لوناً عادياً يصير عليك براقاً وفيه روح وكأنه يغني.. هل تعلم أني أغار من الثياب عليك.. إذ تداعبك وتلمسك وأنا لا يحق لي الاقتراب.. هل كل من يسمع صوتك يشعر به أغنية من طربٍ أصيل تجعله يهيم بها ويعود لسماعها.. هل سمعت من قبل أن عيناك الخضراوين أجمل من غابات الأمازون التي لم أزرها يوماً.. كنتَ ذات مرةٍ متعب ولا تقوى على الكلام، شعرت بك كأن قلبك مثقل، ماذا ستفعل لو أخبرتك أن الثقل كله انتقل الى قلبي وشعرت بالضيق وعدم الارتياح يومها.. وقضيت الليل كله أدعو الله بأن يريحك ويكتب لك التوفيق في صباحك التالي..
هل هذا هو الحب! أم أن قلبي يختلق الشعور ويبالغ!! أياً كان هذا الذي يجعل قلبي يتسارع في نبضه ويصاعد الهواء من صدري بقوة وبصعوبة.. أياً كان.. وعلى أي حال.. لا أريده أن ينتهي.!
لطالما كانت أمنيتي أن تبصر كيف تبصرك عيناي... وأنّ يوسّع الله قلبي حتى تراني مثلما أراك!!!!

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

لطيفة القاضي تحاور الدكتور فاروق الباز




الدكتور فاروق الباز "السيسي مصري مخلص متميز يحاول قدر طاقته أن يصلح احوال البلد"
حاورته الإعلامية/لطيفة القاضي

الاستاذ الدكتور فاروق الباز عالم جليل و رائد عربي من الرواد القلائل، فهو عالم مصري مهم عمل في وكالة ناسا في التخطيط للاستكشاف الجيولوجي للقمر، له الفضل في اختيار مواقع الهبوط البعثات ابولو، و درب الرواد الفضاء الامريكان، على إختبار عينات مناسبة من تربة القمر ون جامعة ميزورى للمناجم و حصل على عضوية جمعية سيجما تساى اي العلمية، نال شهادة الدكتوراه في عام ١٩٦٤،و تخصص في جيولوجيا الإقتصادية.
في فترة من عام ١٩٦٧إلى ١٩٧٣ عمل على اختبار ١٦ منطقة على القمر لهبوط رواد الفضاء عليها بغرض الحصول على أكبر مكسب علمي في التكوين الجيولوجي للقمر ومعرفة تاريخ تكوين القمر و علاقته بالأرض.
أطلق اسم الباز بواسطة الاتحاد العالمى للفلك على كويكب بالفضاء نتيجة لدوره مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، بداية لمشروع "أبولو" لاستكشاف سطح القمر.
في عام ١٩٧٨ اختير الباز كمستشار علمي للرئيس المصري الراحل انور السادات.
لقد كلف الدكتور فاروق الباز بانتقاء المناطق ذات الأراضي القابلة الاستصلاح في الصحراء دون التأثير الضار على البيئة.
الدكتور الباز شغل العديد من المناصب الهامة ودرس علم الجيولوجيا في العديد من الجامعات المصرية والعربية والأمريكية.
عاش خارج مصر أكثر من خمسون عاما ولكن وطنه مصر يعيش في داخلة.

*الاستاذ الدكتور فاروق الباز، ماذا تعني الأسرة والعائلة بالنسبة لكم، هل لعبت الأسرة دورا في وصولكم للعالمية؟

الأسرة مهمة جدا، فقد لعب الوالد دورا هاما في الإيمان بأن جمع العلم والمعرفة على الدوام هو اساس النجاح. وكذلك فالأم كان لها دورا أساسيا في تحديد روح التعامل مع الغير في كل الأحوال وعلى جميع الطبقات، وكذلك الأخوة والأخوات لعبوا دورا في حسن التعامل مع الناس.

انتم قلتم "أنني أشعر بأن العالم العربي تأخر كثيرا في النصف الثاني من القرن الماضي خاصة في الدول التي قامت فيها الثورات العسكرية و التي كانت تقصد اصلاح الأوضاع القائمة آنذاك" فما رأيكم بالاوضاع العربية بعد الثورات، وكيف تنظرون لما تشهده المنطقة العربية حاليا من منظور موضوعي؟

انى اعتقد أن الدول العربية ما زالت تئن من مساوئ "الحكم الاشتراكي" فلم تتحسن أحوال المواطنين كما تم في الدول التي تم فيها حكم ديمقراطي تحسن فيها التعليم والاقتصاد وازدادت مشاركة الناس في الحكم مثل اليابان وماليزيا وكوريا الجنوبية والهند.

*كيف ينظر المواطن الأمريكي والغربي للمنطقة العربية، حيث أنه توجد حملات لتشويه صورة الدول العربية، وكيف يمكن التصدي لتلك الحملات الظالمة والمشوهة للحقائق، هل للاعلام دور في الدفاع عن قضايا أمته و اظهار الحقائق بطريقة إيجابية؟

ينظر الناس بالعالم إلي العرب وكأنهم مصدراللاسلام السياسي الغاشم الذي تمثل بالاجرام الجماعي و قتل الناس دون مبرر، علينا أن نحسن من صورتنا بافسنا أولا قبل أن نحاسب الغير لعدم فهمنا على حقيقتنا، لقد صدرنا للعالم ما يكفي من بلاء باسم الدين وعلينا ان نغير من هذا الواقع رويدا رويدا.

*شهدت الأمة العربية ثورات الربيع العربي، متى سوف تتعافى هذه المنطقة العربية من هذه النزاعات؟

ما زالت الدول العربية تئن من الثورات وتقوم في بعضها ثورات جديدة مثل ما يحدث في لبنان والعراق اليوم، اضافة إلى اليمن وليبيا.

الخراب الذي تفشى في العالم العربي لأكثر من ٧٠ عاما لا يختفى أثره في أشهر.

وفي نظري أمامنا عشرات السنوات حتى نتمكن من نحو آثار الخلل بالماضي.

*ما هي الاحتياجات للنهوض بالركب العالمي المعاصر؟

في نظري ما نحتاج للحاق بالركب العالمي المعاصر هو:

١-اصلاح التعليم على كل المراحل من الروضة إلى الجامعه.

٢-إثراء حرية الفرد لكي يقدم كل شخص ما يستطيع لرفعة المجتمع.

٣-ازالة كل احتمالات الفساد والغش الحكومي، والمجتمعي.

٤-العدالة المجتمعية بين الأفراد وبين النساء والرجال في كل شيء.

٥-تثبيت قواعد الاقتصاد الخاص ودعم مشاركة الناس في كل أمورهم.

*ماذا تعني لك هذه الكلمات:
السيسي
 الحرية
التعليم
البحث العلمي
عبد الحليم حافظ

هذا ما تعنيه الكلمات
السيسي/مصري مخلص متميز يحاول قدر طاقته أن يصلح احوال البلد أثناء فترة عصيبة من تاريخها.

الحرية/ صفة في غاية الأهمية لازدهار الإنسان رجلا كان أم امرأة لتحقيق آمال وإثبات المقدرة.

التعليم/ اهم ما تقوم به حكومة أو رئاسة اي مجموعة أو أي دولة.

الفرق بين المتعلم والجاهل تساوى المسافة بين الأرض والسماء لذلك فأهم ما تقوم به حكومة اي دولة هو كيف تعلم أفرادها إذا كان التعليم جيدا نجت الحكومة، واذا حدث عكس ذلك فشلت.

البحث العلمي/ مقياس تقدم الدول. نرى في الدول المتقدمة أن ميزانيتة لا تقل عن ٢% من ميزانية الدولة كما هو الحال في معظم دول اوربا وأمريكا.
 في مصر وباقي الدول العربية يصل ذلك إلى نصف في المئة أو أقل.

عبد الحليم حافظ/ هو أحد نجوم الماضي أي أيام، "الزمن الجميل" عندما كان الغناء والتمثيل و ما الى ذلك شيئا راقيا مع اني شخصيا احب سماع ام كلثوم وعبد الوهاب، وشاكلتهما، ولكنه كان نجما متميزا.

*الاستاذ الدكتور العالم المصري الفذ، ما هي برأيكم معوقات البحث العلمي في الدول العربية، وما هي مقومات إنجاز ودعم البحث العلمي؟

دعم مادي واهتمام حكومي ومجتمعي هذا ما لا يوجد في بلادنا العربية بأكملها علما بأن ميزانية البحث العلمي في اسرائيل تقارب ٤% من ميزانيتها.

*هناك مبادرة تنص على عودة العلماء العرب من الخارج، وأخص بذلك الذين حققوا نجاحات كبيرة في هذه الدول، باعتقادكم لماذا لا توجد مبادرة من أجل إخراج علماء عرب من الوطن العربي على نفس كفاءة وشهرة نظائرهم في الخارج، وأنني أعتقد بأنه توجد في بلادنا العربية فرص عالية لتحقيق هذه المبادرة؟

اسمع هذا الكلام بين آونة وأخرى و لقد حاولت شخصيا عدة مرات بعد سماع هذا الكلام من رؤساء دول عربية، و فعلا اجتمعت مع بعض الزملاء إنشاء مؤسسات تؤهل ذلك. لكن هذه المحاولات لم تنجح لأن القول الحقيقي بأنها كانت محاولات كلامية لا تمثل اهتمام حقيقي ودائم الدعم.

*إن التعليم في مصر خاصة والوطن العربي عامة انحدر الى الاسفل، هل وزير التعليم في أي دولة من حقه وضع استراتيجية جديدة للتعليم, وما هي اهم توصياتكم في هذا الصدد؟

لابد من أن يكون المجتمع بأكمله على استعداد للمشاركة في هذا الأمل المحدد على سبيل المثال فان حكومة دولة صديقة صارحت الناس إن الميزانية لا تكفي الا لإصلاح التعليم.  وعليه فقد طلبت علنا من الناس إن لا تسأل عن طرق أو ملابس أو ملاهي و ما الي ذلك ……. كل قرش سوف يصرف في إصلاح التعليم أولا. فبعد أن اتفق الناس على ذلك بدأت الحكومة في ذلك واستمر هذا الحال عشر سنوات قبل أن تبدأ في صرف مال في مشاريع أخري إضافة إلى التعليم.

*الاستاذ الدكتور والعالم العربي الكبير، لديكم إيمان راسخ بدور الشباب والمرأة على خريطة البحث العلمي، على الفرص موجودة بالفعل للمشاركة؟

بالنسبة للمرأة فإن تاريخ مصر الحافل يدلنا على أن النساء قامت بأدوار تساوي في عظمتها واهميتها الأدوار التي قام بها الرجال. كذلك الكثير من الأديان التي توالت على مصر ساوت الأفراد امام الله فلا تقل المرأة عن الرجل في أي شيء.

إضافة إلى كل ذلك فنحن نحتاج إلى سواعد وفكر كل مصري ومصرية في رفعة الوطن في الحقبة القادمة لخروجه من حقبة الظلام والجهل التي أثرت علينا تأثيرا بالغا.

أما بالنسبة للشباب فاني اتذكر ما كنت احس به من فخر ووطنية اثناء دراستي الجامعية و كيف كنت مع زميلين نطوف بأرض جامعة عين شمس لتنظيفها بعد ظهر كل يوم خميس لانه اليوم الذي لا نأخذ فيه حصة عملي.

اذكر أيضا أنه خلال رحلة ابولو الاستكشافات القمر مركز ناسا بمدينة هيوستن، كان متوسط عمر هؤلاء ٢٦ عاما وهم من كانوا يسيرون رحلة اول وصول انسان على سطح القمر.

*كلمة أخيرة تود أن توجهها إلى الدول العربية، وما هي أمنيتك التي تود أن تراها في مصر والوطن العربي؟

أمنيتي لمصر أن ترتقي إلى ما كانت في الماضي على الاقل الماضي القريب اي منذ ١٠٠ عام فقط وليس آلاف السنوات، شاملا ذلك على:

إصلاح التعليم على جميع درجاته، ودعم الفكر المجتمعي ودعم الناس للغير وتطوير فكر الدولة من "حكم الناس" إلى "خدمة الناس."

أمنيتي للوطن العربي البعد عن المهاترات والشقاق والنفاق ومحاولة الاجتماع على ما يفيد شعوبهم والاتحاد في السياسة لتحقيق العدالة، لأهل فلسطين المغتصبة، والله الموفق.

كل الشكر للاستاذ الدكتور فاروق الباز العالم المصري الجليل على الحوار الصريح والمثمر والموفق.

اشكركم انا الكاتبة والصحفية والإعلامية لطيفة القاضي، على متابعة هذا الحوار الشيق.

الخميس، 14 نوفمبر 2019

إلى امرأة من رماد الأغنيات: هاشم شلولة





إلى امرأة من رماد الأغنيات 

ربما تُحادِثُكَ امرأةٌ غريبة فوق نهرٍ بعيد
لتحمل في جيوبِكَ جوازَ سفرٍ ليمنحك
العبور إلى جهنم صامتًا؛ مُعتزلًا الماء
ربما تعرفُ الآن أنَّ الوقتَ سؤالٌ فقيد
حتى تؤخِّر الأجوبة، وتضعها كبطاقاتٍ
أمام أوجُه الغرباء؛ الذين ضلّوا الطريق

ربما تنامُ الأبديّةُ على كَتِفَيّكَ المُتعَبيّن
وتؤجِّل مخاضَ حُبٍّ سيأكلُ أفلاطونيتك
التي حاولّتَ جاهدًا تبديدَها في وجودك
كأنَّ أناقتك الروحيّة لم تخذُلُكَ مِرارًا
أمام الوديان العتيقةِ التي صارت أسطورةً
في قصيدةٍ ربما ترددها أمام فتاة الموسيقى

لم أستطع خلقَ إجابةٍ ولو عابرة لكل
هذا الجنون المختبِئ بين الأسطُر الباكية
أنا فتى أرجوانيّ؛ هزمني النسيانُ منذ البدء،
وقد حاولتُ مرارًا التلصص على شَعر
المرأةِ الذهبيّة من بين ثقوبِ بابِ الزمن
لكنَّ طارِئًا يُحوِّط ظِلَّها كما يفعل الحنين
استطتُ الإمساكَ بسنونوةٍ مُهاجِرةٍ ذات مرة
وهذا ما يبعث الأمل الملعون في دمي

أنا هكذا؛ طفلٌ يحلم باللعبة المسروقة
من يديّ التاريخ الذي أتعبه الذهول
ويحطُّ في كُلِّ حضنٍ قد يُهديه لوحة للحب
منذ قطرة الدم الأولى؛ كنتُ أعرف الخلاص
الذي يتمثل في انتحاري بسُمِّ أغنيةٍ صاخبة

هل ستتعبُ ملحمتنا الآن، ونبدأ بذرف الكنايات؟
إننا الآن في ليل العالم؛ نستمعُ للأغنياتِ الحزينة
ونعزف الصخبَ سويًّا دون جيتارٍ من مدريد
ودون أن نخبرَ المحطات
أنَّ الأمل قد أصابه الهُزال...
لكنَّ "كافكا" الصغير كان دائمًا مُؤجَّلًا
ويُحادثُ وردات الشارع عن قسوة الفَن
عن جُرحِ الانتظار _الخطيئة الكبرى_

لا أريد لهذا النزيف أن يكُفَّ عن الصدح
لستُ فاشيًّا؛ كُلُّ ما في الأمرِ؛
أنَّ المعنى يسكنُ هذا النزف
لستُ خائفًا؛ فهناك ما هو سوى المعرفة يُربِكُني
يؤرقُ غضاضة قلبي، ويصلبها...

سأحرقُ كل الأوراق الزرقاء،
وأحطِّمُ الجدار الذي خبَّتُ به
الوردة التي لا تذبُل.
لكنّي سأصنع من نجوم الطريق
حُبًّا على هيئة لوحةٍ كلاسيكية
ربما تعرفُ امرأةٌ غريبة ما أصرخُ لأجله
فلا تعبُر فوق النهر البعيد؛
لتظَلَّ أُمًّا لسُنبلات الروح
آه يا "پوناڨنتورا".
دَعّ لقلبي السائحات خفيفات الظل
واخبِر إلهكَ عن احتراقي لأجل
فكرةٍ خالدةٍ في قلبي النائح
انقذني من استئنافِ قواربهِنَّ نحو الشواطئ
أريدُ الغرقَ للأبدِ ومخاصمة الخلاص الذي
تحديتهُ طيلة عمري بالقصائد والأغنيات
أريدُ وردةً تعانق أنفي.
تعبتُ من استنشاق العالم والقلق...

قصة حياة المناضل الراحل بسام جرار، أبو الندى. بقلم: لطيفة القاضي






العاصفة والجبل

قصة حياة المناضل الراحل بسام جرار، أبو الندى.
كتبت/ لطيفة القاضي 

 فيلم وثائقي فلسطيني ،يروي قصة حياة المناضل البطل الراحل بسام سعيد جرار "أبو الندى"  ، و هو يعتبر من مواليد بلدة جبع جنوب جنين ،و هو  أحد أبرز قادة و مؤسسي مجموعات الفهد الاسود في جنين ،وهو أبرز مؤسسي حركة الشبيبة الفتحاوية على مستوى فلسطين .
كان اسير محرر حكم بالسجن المؤبد من قبل الاحتلال الصهيوني و أطلق سراحه بعد قيام السلطة الفلسطينية،و تعرض لأنواع متعددة من التعذيب الشديد من قبل الاحتلال
 .
الفيلم من إخراج الفنان المبدع المخرج سعيد البيطار،و لقد لقي الفيلم رواجاً كبيراً ،و خاصة أنه كان في ذكرى وفاة الشهيد المناضل بسام  سعيد جرار.

لقد تناول المخرج سعيد البيطار الذكريات مع رفاق درب المناضل' أبو الندا' و كل صديق يروي قصة نضال مع الشهيد ،و اختلاف الروايات كان لإيصال رسالة نضالية و قصة نضال من خلال الأحداث بحيث يتمكن المشاهد للفيلم الوثائقي من فهم الرسالة .

لقد شرح المخرج المتميز البيطار الأحداث بسلاسة و إبراز مشاعر الشخصيات،و لا يخفى علينا في أن المخرج سعيد البيطار وظف الجرافيك في الفيلم بطريقة صحيحة بحيث تخدم الفيلم ،و لقد كان  الحوار فيه تناغم مع الجو العام و كل هذا اثر إيجابا على نجاح الفيلم الوثائقي .
وكان الانتقال من مشهد الى مشهد ،و التنوع في المشاهد ساعد على ثقل الفيلم. .
لقد كان المخرج البيطار متقن في عرض و ترتيب  الأحداث و سردها و اهتمامه ملاحظ في أدق التفاصيل وجمال الصورة و دقة الصوت و كل هذه العوامل ساعدة على زيادة قيمة الفيلم.
   نوع المخرج في المشاهد و  فكانت هناك مشاهد  ضريح أبو الندا، و مشاهد طبيعية ،و مشاهد لمدرسة أبو الندا الذي تخرج منها، تتخلل المشاهد امرأة عجوز فلسطينية الحاجة' أم السعد'  التي تشهد قصة نضال ابو الندى.

كان اللقاء مع رفاق دربه أصدقائه وكل صديق يقص لنا بطولات الشهيد البطل و كل صديق يروي عنه بأسلوب مشوق ، و مشاعر جياشة باشتياقها لرفيق دربهم الإنسان ،و تترابط شهادات الشباب بلباقة و انسجام فأكملت المداخلة الواحدة الأخرى و تتكامل في لوحة روائية بشكل وثيقة تاريخية لحياة الشهيد أبو الندى.

فيعتمد الفيلم بمقدمة تبدأ بأغنية فلسطينية من الفلكلور تعبر عن حالة حزن و يظهر مشهد ضريح الشهيد ،و يتخلله مشهد الطبيعة و رفاق الدرب المناضل أبو الندى من حيث الالتفاف حول صريح بسام ،فكانت المقدمة روائية سرعان ما تتحول إلى  فيلم وثائقي فيقدم ذكرى رحيل البطل بسام من خلال الروايات المتعددة و كان السيناريو بمجمله وثائقي.

بدأ الفيلم ليتحدث  رفيق الدرب "محمد صدقي   جوايرة" حيث يذكر كيف تعرف على أبو الندا و مشاركته معه في الانتفاضة الفلسطينية الأولى،و بعد ذلك يأتي مشهد مدرسة جبع الأساسية التي تخرج منها البطل و يتحدث مدرس الرياضة "مصطفى حمامرة" عنه و يقول  و يشهد عن بسام بأنه العبقري و أنهم اهتموا به من الصف الرابع حتى تخرجه من الثانوية العامة،فيختم المشهد بخروج الطلاب من المدرسة بشكل متناسق مع المشهد السابق ،و يأتي صديقه "صقر توفيق علاونه"  وكان التصوير في بستان أخضر و يقول بأنه قاد حملة مجموعة الفهد الاسود  و كتائب شهداء الاقصى مع بسام ابو الندى،و من ثم ينتقل المشهد إلى لوحة تعبر عن بلدة جبع و يأتي رفيق الدرب "مازن سلامة"ليقص لنا كيف تم انتخاب أبو الندا من قبل فتح ،و أنه كان قائم على رئاسة البلدية  لعدة سنوات ،و أنه لا يحب المسميات ،وانه  كان يتعامل مع الشعب بتواضع و يقول  أبو الندى أنا من الشعب  فكان من الشرفاء،و يتخلل ذلك بدخول مشهد لأغنية تراثية شعبية ،و إمرأة عجوز هي  الحاجة 'ام السعد' كانت جارة  أبو الندي و تحكي عن بطولاته و عن إنسانيته ،و صفاته و تتذكر مواقف طريفة معه ،و من ثم يأتي رفيق الدرب "حسام فاخوري"و يقص بأنه كان يجتمع معه في مناطق جبلية بعيدة عن السكان ،و يقول عنه أنه أول من نظم اضراب ١٩٩٢ اضراب عامة السجون فحقق مطالب السجناء ولازالت مطالبهم مجابة حتى الان، يأتي الصديق الآخر و المناضل "محمد ابو غضب "و يروي بأنه كان من المطاردين هو و أبو الندى في الجبل من قبل الاحتلال ،يقول أنه و  ابو الندا من مؤسسين مجموعه الفهد الاسود ،و يروي قصة النضالية بأسلوب مشوق و يقول عن أبو الندى بأنه حالة حالة وطنية نضالية نادرة و هو أخ له ،و من ثم "راوي غنام"أنه يحكي معهم عن فتح وياسر عرفات و أن ابو الندى مساعده للناس في العمل التطوعي الاجتماعي و أن المناضل محبوب من قبل الناس

و أنه كان يمسك العود و يغني (اليك نحيى يا وطني).

"تغريد حمامرة"خالها أبو الندى و تقول هو الانسان المعطاء الحنون،و جاء"حمزة حمامرة"يقول إن بسام كان يساعد المصابين في العلاج.

"صقر توفيق "يقول نحن سوف نستكمل المسيرة
يختتم الفيلم الرائع بجنازة بسام جرار 'ابوالندا' بالفريق "جهاد ملايشة"و يقص ليلة وفاته كيف كانت.
و يقول المناضل 'محمد ابو غضب 'في نهاية الفيلم الوثائقي التاريخي كلمة أخيرة بأننا شعب إنساني و لا نتقدم ابدأ على قتل الأطفال أو النساء كما يفعل الاحتلال الصهيوني.

و ينتهي الفيلم بمشهد رائع من جنازة الشهيد البطل.

بسام جرار ابوالندا' كان حالة إنسانية نضالية فريدة من نوعها ،وحتى اخر حياته كان إنسان بمعنى الكلمة .

نصيحة مني بمشاهدة الفيلم الفلسطيني الوثائقي لأنه يعبر ويصور وينقل صور نضال من التراث الفريد.

الفيلم من إنتاج تلفزيون فلسطين،وفكرة وسيناريو ياسر المصري،و إخراج العبقري سعيد حلمي البيطار،و أتمنى لكم مشاهدة رائعة.

الجمعة، 8 نوفمبر 2019

بائع القهوة الأنيق يقهر البطالة بمشروعه الصغير






 ما بين الأجيال الثقافية و الإعلامية طموح الشباب بين الواقع و الخيال و الجروح ،فإن مشكلة الشباب أصبحت مشكلة منتشرة في العالم العربي عامة وقطاع غزة خاصةً ،و أصبحت من القضايا المهمة والأساسية.إن الشباب يشكلون الطاقة البشرية والحيوية القادرة على القيام بالعمليات النهضوي و التنموية، بالانطلاق من التعليم والتربية و الثقافة والإعلام والقيم الدينية والاجتماعية،فهم الثروة الحقيقية لبلادهم،بل هم جيل تجاوز الصعوبات والمعوقات التي تعترض سبيله .
اليوم نتحدث مع شاب فلسطيني من غزة عن كيفية تجاوزه الصعوبات كي يثبت نفسه بطموحه. 

بائع القهوة الأنيق يقهر البطالة بمشروعه الصغير ، لطيفة القاضي تحاور الشاب الطموح أحمد أبو موسى :

*بداية من هو أحمد أبو موسى؟ 
أحمد محمد أبو موسى من فلسطين وبالتحديد من قطاع غزة ولدت في مدينة خانيونس عمري ٢٦ سنة وحاليا أسكن في مدينة رفح بدأت طريقي التعليمي وتوقفت عند توجيهي فلم يحالفني الحظ ان اكون ناجحا في توجيهي ولكن لم أيأس حاولت مرات عدة ولكن أيضا لم يكن الحظ حليفي فقررت أن أشق طريقي في عمل لأجعل منه قوت يومي وعملت في أكثر من مجال وفي النهاية صنعت لنفسي مجال أفتخر وأعتز فيه وهو مجال المشروبات الساخنة .

*كيف تجد نفسك ،وما هي أهم طموحاتك؟
أجد أني فخور بنفسي وأطمح بأن أجعل عملي كبيرا وأن يكون ذا مكانًا أكبر ومعروفًا للجميع وأن يكون لي كافيتريا ومطعم تحمل اسم ابن السلطان ،وأحاول في إعادة توجيهي ليكون طريقي مكلل بالنجاح العلمي والمهني .


*إن واقع الشباب في العالم العربي و خاصةً في قطاع  غزة يعاني من مجموعة أزمات ، الأمر الذي أدى إلى جملة متغيرات ،كيف بدأت معك فكرة كافيتريا المشروبات الساخنة ، ومن الذي ساندك حتى وصلت لهذه الشهرة و النجاح، حتى أصبحت معروف على مستوى غزة؟

فكرت بما ينقص منطقتي من مشاريع ووجدت أن كافيتريا للمشروبات الساخنة  هو مشروع يجب وجوده في منطقتي وكذلك كان مشجعي زوج أختي وهو يعمل بنفس المجال وجعلت مشروعي يحمل اسم ابن السلطان لسببين ، الأول: من باب التقدير والاحترام لأبي على تعبه وجهوده معنا منذ الصغر وكان لابد من تكريم له بالاطلاق عليه السلطان، والسبب الثاني : اسم منطقتي التي أسكن فيها وهو تل السلطان في مدينة رفح .

أول من ساعدني هو أبي وأمي وجميع من يحبونني فكل الشكر لهم لأن من غير دعمهم ما وصلت إلى هنا والتي أخصها بالشكر هي نفسي لأنها كانت أقوى داعم لي وتحدت كل الصعوبات والعواقب التي كانت في طريقي فالحمد لله استطعت أن أطور مشروعي البسيط الموجود في تل السلطان وأن أفتح فرعا آخر قرب جامعة الأزهر فرع المغراقة والإقبال عليه يرضيني.


*لو لم تكن صاحب كافيتريا معروفة، ماذا كنت تتمنى أن تكون؟

مصور فوتوغرافي وعملت كذلك لفترة زمنية محددة، أو صحفي ،أو صاحب استيديو تصوير بل شركة إعلامية تعمل في كل المجالات الإعلامية.

*هل تعتقد أن طموح وآمال الشباب في غزة بات يرثى له، وما هو مصير الشباب؟

يرثى له بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأثار الانقسام الفلسطيني على الشباب كبيرة جدًا لابد من وحدة القرار والمصير وأن نكون يد وحدة أمام الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه.
في حال بقاء الوضع كذلك سوف تكون وضع الشباب يرثى له بكثير بما نحن فيه وتفشي البطالة بين الشباب .
ولكن شبابنا لو وجدوا بصيص أمل وحيد لتشبثوا فيه من أجل أن يعيشوا ومن الممكن صناعة العمل من العدم.

*إن طموح الشباب بين الواقع المرير في غزة و بين الجروح التي تنتشر في كثير من الأُسر هناك ،ماذا تعتقد في الحلول لهذه المشكلة؟

التوكل ع الله في كل الأمور ،وأن نصنع أنفسنا من داخل معاناتنا
،وكذلك عمل الحكومة والمؤسسات على إيجاد فرص عمل لشباب وأن توفر لهم أبسط حقوقهم .

كلمة أخيرة تود أن تقولها للشباب؟

لا يوجد في الحياة شيء اسمه المستحيل بل نحن من نصنع المستحيل ،حتى نعيش ونكمل طريقنا الذي اخترناه لا تقول لا يوجد عمل بل اصنع لنفسك عمل وطريق أنت تحبه لا تنتظر أحد ولا تجعل مصيرك في يد غيرك ،كن أنت .

جانب من الصور:
















الثلاثاء، 5 نوفمبر 2019

أحمد زكارنة: هل أتاك حديث المجادلة؟!



هل أتاك حديث المجادلة؟...
محاولات التنميط في المجادلات الفكرية أو السياسية، عادة ما تأخذ المشهد برمته إلى الكثير من التصنع التراجيدي، وأقل القليل من صياغة الخطاب المتصالح مع الذات والآخر في آن.
فأن يُعبر المرء عن رأيه الحر والمختلف، فهو ليس بحاجة ماسة لمهارات خارقة سوى أن يعي وهو يدون رأيه، أن ما يطرحه في حقيقة الأمر، صواب يحتمل الخطأ. ما يفرض عليه صياغة تحترم الآخر كي يُسمع الرأي باحترام يفرض عليه في الجهة المقابلة احتراماً موازيا لمن يختلف معه في الطرح أو الرأي. وهذه أبسط البديهيات التي لا يتحلى بها سوى المرء السوي.
نعم من حق المرء أن يلاحق الماء المتدفق من أعلى كما يحلو له، أو يسند ظهره على ماض من بطولات
قد يكون صانعها الوحيد وهو يبحث عن مكان تحت الشمس، وقد يختلف مع الآخر في رأي هنا أو آخر هناك، وربما في مجمل السلوك أو آليات التفكير أو الطرح، ولكنه لا يملك أدنى حق في استصدار صكوك الغفران لهذا الطرف أو ذاك، ببساطة كون الآخر يملك نفس الأداة على نفس القاعدة، قاعدة أن أعطي نفسي حقاً ليس من حقوقي الوطنية أو الأخلاقية.
فإذا كانت الوطنية هي المبرر لاستخدام خطاب الكراهية والعداء، فلا توجد وطنية تسمح بتهديد السلم الأهلي تحت حجج واهية، تسقط بالضرورة في مربع هذا الخطاب المأزوم الذي ما فتئ يوظف كل لغات التخوين والتجهيل والتكفير، وكأن مستخدمها هو الملاك الأوحد على وجه البسيطة.
فالمرء كما يقول الفيلسوف -إميل سيوران-  "لا يتبنّى معتقداً ما لأنه صحيح، فالمعتقدات كلها صحيحة"، ما يعني أن لكل معتقد زاوية رؤية تختلف باختلاف زاوية القراءة أو الفهم، وهذا لا يعني بالضرورة صحة هذا المعتقد على حساب نقيضه، ولكنه يثبت أهمية عدم إلغاء أحدهما للآخر، ذلك لأن هناك خط بياني بين هذا المعتقد وذاك، وإن أصاب الأول، وأخطأ الثاني أو العكس.
ولأن ما يحدد درجات التعبيرات الوطنية والأخلاقية، لا علاقة له بأية شعارات رنانة لا تغني ولا تسمن من جوع، بقدر ما يعود إلى كل فعل ممارس وإن كان صغيراً، تقتضي الحاجة منا بذل المزيد من الجهد في لجم النفس البشرية، لصالح المزيد من الأفكار الخلاّقة لا الهدامة، والنفس كما يقولون أمارة بالسوء.
فأن تكسر قيد الصمت، أو تعترف به، أو أن تجاهر بـ "لا" كبيرة في وجه هذا التوجه السياسي أو ذاك، فأنت لم تأت بجديد، ببساطة لأن نصف الشعب قالها لربما قبل أن تتجرأ أنت على الجهر بها، فحاول أن تستظل بشمس ساطعة أو بمفردات رواية جديدة تحمل أفكارا لربما تصلح أن يراك الآخر ولو عن بعد.
ختاماً: إن كل شكل من أشكال مجانية استنطاق الرواية، وكأننا الناطقين الحصريين باسم الناس هنا وهناك، أو المفاضلة بين الصح والأصح، وإن آتت هذه المجانية في سبيل الخير والحرية، فهي من فرط جهلها بتراكيب النفس البشرية والعقود الاجتماعية، إنما تنم بواضح عن الكثير من الضعف وشيء من الاضطراب العقلي، وسيحكم عليها بوصفها تعبيراً من تعبيرات السقوط الوطني والأخلاقي، وإن وصف صاحبها بالعبقري، أو تسأل الجمع: هل أتاك حديث المجادلة.

الخميس، 31 أكتوبر 2019

صدور ديوان " وحدتي سناء " للشاعر وحيد كياني بطبعة عربية عن خوزان للنشر والتوزيع



إيران ـ بوابة اليمامة الثقافية. 

أصدرت دار خوزان للنشر والتوزيع في إيران ديوان "وحدتي سناء" بطبعة عربية ، حيثُ قام المترجم سعيد الهليجي بانتقاء عدة نصوص شعرية للشاعر الإيراني وحيد كياني وترجمها من الفارسية إلى العربية .

السبت، 26 أكتوبر 2019

نفين درويش صوت شعري أنثوي واعد: دكتور عبد الرحيم حمدان






 د. عبد الرحيم حمدان 
نفين درويش صوت شعري أنثوي واعد، وموهبة شعرية متفتحة.
ومتفردة
هذه هي المجموعة الشعرية الثانية التي تصدرها الشاعرة الفلسطينية نفين درويش من غزة،

أما المجموعة الأولى ،فقد صدرت قبل أكثر من خمس سنوات،
ويلمس المتلقي في المجموعة الثانية، ان الشاعرة نفين  قد ولدت حقا  شاعرة، فهي متشبثة بأهداب الشعر  ونسغه،
يلمس في هذه المجموعة تفوقا إبداعيا متميزا،
عن الديوان الأول، وذلك  من خلال سعي الشاعرة الدائب لتطوير مسيرتها الشعرية، وصقل أدواتها الفنية ووسائلها التعبيرية، كل ذلك منبثق عن
حس شعري مرهف. وعن رغبة جامحة في الارتقاء بموهبتها الشعرية  إلى فضاءات أوسع، ومدارات أرحب.


تجلت في أشعارها موضوعات شعرية تناسب توجه تجاربها، فكان الحب الإنساني الجارف هو دافعها الأول  إلى التحليق في عوالم الحلم والأمل والتفاؤل. بالرغم من أجواء الألم  والظلم التي تحيط بها، فمن رحم الألم والمعاناة يولد الأمل.
إنه عالم الشعر المحبب ...عالم الإبداع والفن الذي تذوب فيه كل الآلام وتتلاشى.
تقول الشاعرة في إحدى قصائدها:

أبدي ارتياحا لصوتٍ أنتَ تسمعــــــــــُهُ
أنين  حرف فكيف القلب يمنعــــــــــــُهُ
.
البعدُ  جرحٌ وهذا القلب موضعُــــــهُ
حتامَ _ياقلب_ يضنيني توجــــــــــُّعُهُ ?!1
.
وأنت  في الظلِّ لا تخفي تساؤلَهُ
عن الغياب الذي تطويك أدمعــــــــــُهُ
.
 أراكَ_ياقلبُ_في صدر النوى ألَماً
ترميه أنَّاتُ أضلاعٍ  وتَجمَعــــــــــــــُهُ
.
فليت قلبي بدرب الصبر يتبعني
لكنني في دروب الشوق أتبعــــــــــُهُ
.
في أَبحُرِ الوجدِ والأحلام يبحر بي
والموج يخفضهُ_طوراً_ ويرفعــــــــُهُ

كالطفلِ يحبو على جمرٍ فتحرقُهُ
لا الجمر تخبو ولا الأصواتُ تنفعُـــــهُ


تتماهى في أشعارها الهموم الوطنية مع الهموم الوجدانية الذاتية، فالوطن وحبه جزء من كيانها الذاتي.

تتكشف كذلك في أشعارها القيم المثلى والخلق الحميد العالى، والمشاعر الصادقة الجياشة .
ثمة ثقافة واسعة أكتسبتها الشاعرة من خلال تجاربها الذاتية الواقعية العميقة، واطلاعها على النماذج الأدبية الراقية، ذوبتها ووظفتها في أشعارها فغدت عناصر أصيلة في نسيج تجربتها الشعرية.

توسلت الشاعرة أدوات تعبيرية جميلة لنقل تجربتها الشعورية من صور شعرية رائعة مبتكرة، ومخيال شعري واسع،
وأسلوب رشيق رائق.
وجنحت  لتوظيف الرموز الشعرية بطريقة شفيفة. فأغنت تجربتها وأثرتها.
تخضع جميع قصائد الديوان إلى نمط الشعر المورورث، فقد وجدت في هذا النمط ميدانا رحبا يستوعب تجربتها الشعورية، ويتسع لتجاربها الذاتية، وهو يجنح للون المقطعة التي تأتي على شكل ومضات شعرية مكثفة في صور ولوحات متكاملة الفكرة والشعور. فكان لها وقع جميل ومؤثر في نفس المتلقي ووجدان القارئ المتذوق للشعر.
ولأن الشاعرة نفين تمتلك موهبة  شعرية متدفقة واعدة؛  ولأنها لا تزال قادرة على الإبداع والعطاء وتطوير أدواتها الفنية ووسائلها التعبيرية والجمالية ،فإنى أتمنى لها مستقبلا باهرا في عالم الشعر وإصدار مجموعات شعرية جديدة فيها من الجمال والفن والإبداع الكثير .

الجمعة، 25 أكتوبر 2019

أحب الشتاء: نورا إسماعيل




أُحبُّ الشتاء وأنتظر قدومه بشغف وأشتاقُ لترنيمات الرّياح خلف النوافذ المغلقة.. وأهربُ بنفسي في تأمل كل قطرة مطر تبكيها سحابة حزينة على باب منزلنا.. وأشعرُ برعشةٍ لذيذة حين تسقط مَطرة صغيرة على غصن أحد أحواضِ الورود في شرفة منزلنا وكأنّها سقطت في قلبي ... ثم إنّي أحبُ الملابس الشتوية والقبعات والقفازات والأكوابِ الساخنة.. وأعشقُ الشمس في محاولاتها الصباحية للظهور من خلف ضبابٍ كثيف يحجبُ رؤيتها.. وأتشوق لملأ صدري بنسائم الهواءِ الصباحية الوادعة الباردة فأشعر بأنَّه لن يضيق بعدُ أبداً.. وأستمتع أفضل استمتاع أثناء تجوالي في شوارع مدينتي المبللة.. أسير فيها وحيداً كهائم، وأتأملُ العمارة القديمة والحديثة وأشعر بأنًّ كلّ زاوية عتيقة فيها تعرفني أكثر من نفسي، إذ تعاقبت عليها الشتائات وبقيت لأعوامٍ تحت مرمى المطر... وأكثر ما يعيدُ اليَّ صفوَ عقلي كأسُ قهوةٍ ساخن من عجوز الشارع المتنقل أحتسيه بنهم وتمهل في آنِ الوقت حتى أشعر أنّي أُحلقُ في فضاءِ الله وأكادُ أُلامس النجوم البعيدة المضيئة الدافئة..
لكنْ أتدري يا صديقي، رغم أنًّ الشتاء أفضل الفصول لدًّي ومن أكثر أشيائي حباً... إلا أنّه غير عادل، يصيبُ أرضنا بالبلل وقُلوبنا بالجفاف!!

الجمعة، 18 أكتوبر 2019

الثامن عشر من أكتوبر: نورا إسماعيل




الثامن عشر من أكتوبر، الساعة الأولى بعد منتصف الليل بدقائق، ولا شيء جديد..
ما زال يجهل كيف يتعامل الإنسان مع قلبه، أو كيف يُعامل قلبه..
كل شيء ساكن، الهدوء يملئ المكان ويقتله، وحدها عقارب ساعة الحائط التي تجري وصوتها الصاخب يزّن في رأسه -تيك تاك، تيك تاك-، السماء منطفئة وكل الكون من حوله تكدس بالسواء، إنه الليل يحلُّ سريعاً ويبقى طويلاً مخلفاً وراءه شيئاً منه يظهر على وجهه..
لاشيء سوى مصباح مكتبه الخافت المضيء بتواضع، والكثير من الأوراق المهملة المتروكة بعشوائية ودون اكتراث، والقليل من الكتب على الرّف مرتبة بطريقة عمودية تتيح للناظر معرفة محتواها دون لمسها، وثلاث أكواب فارغة من القهوة.. وهو!!
يُقلّب صفحات كتابه يحاول أن يقرأ، لا يستطيع أن يقرأ، يمسك قلمه يحاول أن يكتب، لا يستطيع أن يكتب!
منطفئ كالليل خلف نافذة غرفته، منكمش كأنه خرقة بالية تملئه الأفكار!
صغيراً جداً على عبء الحياة، صغيراً جداً على عبء قلبه، كلما أشاح بوجهه، رَّق قلبه، خفق ودفق وأورق، كلّما أحنى جذعه يلتوي قلبه ينكمش، يلتصق بجدار صدره يحاول الهرب يأسره قفص صدره.
 يجول الأرض هائماً على وجهه باحثاً عن وجهه.
ينشغل ويلهو، يجتهد كي يغفو، دون أمل. دون عمل.
كالغريق باحثاً عن جذع يستند اليه، يتشبث به. لا جذع لا أحد...
#نورة_اسماعيل

18 أكتوبر
1:30 am 

الخميس، 17 أكتوبر 2019

لطيفة القاضي: حول فيلم العاصفة والجبل


 



العاصفة والجبل

قصة حياة المناضل الراحل بسام جرار"أبو الندى
كتبت/ لطيفة القاضي


هو فيلم وثائقي فلسطيني ،يروي قصة حياة المناضل البطل الراحل بسام سعيد جرار "أبو الندى"  ، و هو يعتبر من مواليد بلدة جبع جنوب جنين ،و هو  أحد أبرز قادة و مؤسسي مجموعات الفهد الاسود في جنين ،و هو ابرزمؤسسي حركة الشبيبة الفتحاوية على مستوى فلسطين .
كان اسير محرر حكم بالسجن المؤبد من قبل الاحتلال الصهيوني و أطلق صراحه بعد قيام السلطة الفلسطينية،و تعرض لأنواع متعددة من التعذيب الشديد من قبل الاحتلال
 .
الفيلم من إخراج الفنان المبدع المخرج سعيد البيطار،و لقد لقي الفيلم رواجاً كبيراً ،و خاصة أنه كان في ذكرى وفاة الشهيد المناضل بسام  سعيد جرار.

لقد تناول المخرج سعيد البيطار الذكريات مع رفاق درب المناضل' أبو الندا' و كل صديق يروي قصة نضال مع الشهيد ،و اختلاف الروايات كان لإيصال رسالة نضالية و قصة نضال من خلال الأحداث بحيث يتمكن المشاهد للفيلم الوثائقي من فهم الرسالة .

لقد شرح المخرج المتميز البيطار الأحداث بسلاسة و إبراز مشاعر الشخصيات،و لا يخفى علينا في أن المخرج سعيد البيطار وظف الجرافيك في الفيلم بطريقة صحيحه بحيث تخدم الفيلم ،و لقد كان  الحوار فيه تناغم مع الجو العام و كل هذا اثر إيجابا على نجاح الفيلم الوثائقي .
وكان الانتقال من مشهد الي مشهد ،و التنوع في المشاهد ساعد على ثقل الفيلم. .
لقد كان المخرج البيطار متقن في عرض و ترتيب  الأحداث و سردها و اهتمامه ملاحظ في أدق التفاصيل وجمال الصورة و دقة الصوت و كل هذه العوامل ساعدة على زيادة قيمة الفيلم.
   نوع المخرج في المشاهد و  فكانت هناك مشاهد  ضريح أبو الندا، و مشاهد طبيعية ،و مشاهد لمدرسة أبو الندا الذي تخرج منها، تتخلل المشاهد امرأة عجوزفلسطينية الحاجة' أم السعد'  التي تشهد قصة نضال ابو الندى.

كان اللقاء مع رفاق دربه أصدقائه وكل صديق يقص لنا بطولات الشهيد البطل و كل صديق يروي عنه بأسلوب مشوق ، و مشاعر جياشة باشتياقهم لرفيق دربهم الإنسان ،و تترابط شهادات الشباب بلباقة و انسجام فأكملت المداخلة الواحدة الأخرى و تتكامل في لوحه روائية بشكل وثيقة تاريخية لحياة الشهيد أبو الندى.

فيعتمد الفيلم بمقدمة تبدأ بأغنية فلسطينية من الفلكلور تعبر عن حالة حزن و يظهر مشهد ضريح الشهيد ،و يتخلله مشهد الطبيعة و رفاق الدرب المناضل أبو الندى من حيث الالتفاف حول صريح بسام ،فكانت المقدمة روائية سرعان ما تتحول إلى  فيلم وثائقي فيقدم ذكرى رحيل البطل بسام من خلال الروايات المتعددة و كان السيناريو بمجمله وثائقي.

بدأ الفيلم ليتحدث  رفيق الدرب "محمد صدقي   جوايرة" حيث يذكر كيف تعرف على أبو الندا و مشاركته معه في الانتفاضة الفلسطينية الأولى،و بعد ذلك يأتي مشهد مدرسة جبع الأساسية التي تخرج منها البطل و يتحدث مدرس الرياضة "مصطفى حمامرة" عنه و يقول  و يشهد عن بسام بأنه العبقري و أنهم اهتموا به من الصف الرابع حتى تخرجه من الثانوية العامه،فيختم المشهد بخروج الطلاب من المدرسة بشكل متناسق مع المشهد السابق ،و يأتي صديقه "صقر توفيق علاونه"  وكان التصوير في بستان أخضر و يقول بأنه قاد حملة مجموعة الفهد الاسود  و كتائب شهداء الاقصى مع بسام ابو الندى،و من ثم ينتقل المشهد إلى لوحة تعبر عن بلدة جبع و يأتي رفيق الدرب "مازن سلامة"ليقص لنا كيف تم انتخاب ابو الندا من قبل فتح ،و أنه كان قائم على رئاسة البلدية  لعدة سنوات ،و أنه لا يحب المسميات ،وانه  كان يتعامل مع الشعب بتواضع و يقول  أبو الندى أنا من الشعب  فكان من الشرفاء،و يتخلل ذلك بدخول مشهد لأغنية تراثية شعبية ،و إمرأة عجوز هي  الحاجة 'ام السعد' كانت جارة  أبو الندي و تحكي عن بطولاته و عن إنسانيتة ،و صفاته و تتذكر مواقف طريفة معه ،و من ثم يأتي رفيق الدرب "حسام فاخوري"و يقص بأنه كان يجتمع معه في مناطق جبلية بعيدة عن السكان ،و يقول عنه أنه أول من نظم اضراب ١٩٩٢ اضراب عامة السجون فحقق مطالب السجناء ولازالت مطالبهم مجابة حتى الان، يأتي الصديق الآخر و المناضل "محمد ابو غضب "و يروي بأنه كان من المطاردين هو و أبو الندى في الجبل من قبل الاحتلال ،يقول أنه و  ابو الندا من مؤسسين مجموعه الفهد الاسود ،و يروي قصة النضالية بأسلوب مشوق و يقول عن أبو الندى بأنه حالة حالة وطنية نضالية نادرة و هو أخ له ،و من ثم "راوي غنام"أنه يحكي معهم عن فتح وياسر عرفات و أن ابو الندى مساعده للناس في العمل التطوعي الاجتماعي و أن المناضل محبوب من قبل الناس

و أنه كان يمسك العود و يغني (اليك نحيى يا وطني).

"تغريد حمامرة"خالها أبو الندى و تقول هو الانسان المعطاء الحنون،و جاء"حمزة حمامرة"يقول إن بسام كان يساعد المصابين في العلاج.

"صقر توفيق "يقول نحن سوف نستكمل المسيرة
يختتم الفيلم الرائع بجنازة بسام جرار 'ابوالندا' بالفريق "جهاد ملايشة"و يقص ليلة وفاته كيف كانت.
و يقول المناضل 'محمد ابو غضب 'في نهاية الفيلم الوثائقي التاريخي كلمة أخيرة بأننا شعب إنساني و لا نتقدم ابدأ على قتل الأطفال أو النساء كما يفعل الاحتلال الصهيوني.

و ينتهي الفيلم بمشهد رائع من جنازة الشهيد البطل.

بسام جرار'ابوالندا' كان حالة إنسانية نضالية فريدة من نوعها ،وحتى اخر حياته كان إنسان بمعنى الكلمة .

نصيحة مني بمشاهدة الفيلم الفلسطيني الوثائقي لأنه يعبر ويصور وينقل صور نضال من التراث الفريد.

الفيلم من إنتاج تلفزيون فلسطين،و فكرة وسيناريو ياسر المصري،و إخراج العبقري سعيد حلمي البيطار،و أتمنى لكم مشاهدة رائعة.

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...