لا تسخر من عقيدة أحدهم بقلم
لطيفه محمد حسيب القاضي العقيدة:
من العَقْد ،وهو الربط والإبرام، والعقيدة في الدين ما يقصد به الاعتقاد كعقيدة وجود الله وبعث الرسل وغير ذلك، وخلاصة ما عقد الإنسان عليه قلبه جازماً به فهو عقيدة، سواء كان حقاً أم باطلاً. والعقيدة: هي الأمور التي يجب أن يصدق بها القلب، وتطمئن إليها النفس؛ حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب، ولا يخالطها شك، فإن لم يصل العلم إلى درجة اليقين الجازم لا يسمى عقيدة. فإجراء النكاح عقد، وإجراء البيع عقد، وهكذا سائر العقود والعهود تسمى عقداً، مما يدل على أهميتها. فالعقيدة تنبني على اليقين والعقد الذي يستقر في القلب، ويسلم به العقل ويحكم المشاعر والعواطف. فلا تسخر من عقيدة أحدهم فهو يشعر مثلك تماماً بمشاعر مقدسة مهما كانت عقيدته تثير سخريتك فأنت كذلك في اعتقادك ما يثير انتقاده وسخريته. ان الاعتقاد مولد المشاعر المقدسه بصرف النظر عن حقيقته وحكمته ومنطقيته. فالعقيدة تسبق العقل لذلك يشعر معها بمشاعر مقدسة وهذه المشاعر تجعله يؤمن بها ايمان تام . احذروا من السخرية والاستهزاء من عقائد الاخرين فهي انعكاس وعي منخفض وعدم ادراك لقوة العقيدة في توليد المشاعر المقدسة فقد تجد شخص يقتل ويرهب ويدمر لانك تسخر من عقيدته حتى لو كان يعبد الاصنام، فلا تسخر من عقيدة احدهم. والسبب ان ما تم برمجته منذ الطفولة اصبح عقيدة والعقيدة في اللغة تعني (العقدة) اي انها معقدة وصعب حلها لذلك اذا كنت تؤمن انك على حق فكن حكيما وادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فأسرع ما يخرج الشخص (وخاصة اصحاب الوعي المنخفض )عن شعوره ويجعله يتحول لوحش هو التشكيك او السخرية من عقيدته وهذا يؤكد لك ان كل من يعتقد في شيء حتى لو كان حجر اصبح يشعر تجاهه بمشاعر مقدسة بل ويدعو الحجر وعندما يتحقق يعتقد انه استجاب لدعائه ولا يدري ان الله وضع قوانين للكون فعنما تضع بذرة في الارض وترويها تثمر وتزدهر كذلك عندما تضع تنوي وتعتقد في نواياك في ارض القدر تثمر ان كنت مؤمن او كافر . وهذا يفسر لك لماذا اليابان مثلا امة تجني محصول نواياها من ارض القدر وهي امة غير متدينة والسبب انها تستخدم قوانين الله الكونية والقائمة على العدل و المساواة فقانون الارسال والاستقبال ما ترسله حتما ستستقبله لا علاقة له بدين . اي ان الامة التي تستخدم قواتين الله في الارض ستعلوا حتى وان كانت غير مؤمنه بالله ومن لا يستخدم قوانين الله في الارض سيهبط لمستوى متدني حتى ولو كان مؤمن بوجود الله. مثال لو قرر مؤمن ان يقفز من فوق عمارة على الاسفلت وهو مؤمن ولم يستخدم البراشوت كمثال للهبوط سيطبق عليه قانون الجاذبية وسيصاب اصابات بالغة غالبا ما ستؤدي لوفاته اما الكافر لو استخدم البراشوت سينجو والسبب انه استخدم القوانين الالهية في التعامل مع الحدث. فالامة المحبة بعضها لبعض دون عنصرية وطائفية وطبقية ونعرات شعوبية وألقاب عائلية هي امة تطبق قوانين الله في الحياة، فما ترسله ستستقبله اي انهم يرسلون حباً فيعود متجسداً في احداث وظروف ومواقف واشخاص على نقس التردد ليعيشوا حياة بطعم الجنة. اما الامة التي ترسل مشاعر عنصرية وطائفية ونعرات شعوبية وعائلية محملة بالكبر والاحقاد والكراهية يرسلون خبثاً فماذا سيتقبلون اذن؟ ستعود اليهم هذا الطاقة السلبية متجسدة في احداث وظروف ومواقف واشخاص يتبادلون معهم التدمير والفوضى ويتقاسمون معهم الجحيم. لذلك الدول المحبة لبعضها البعض تقول اننا ندعي اننا نمتلك عقيدة عظيمة فيسألون سؤلاً منطقياً اين عظمتها فينا؟ لذلك ما الفائدة ان تمتلك ايفون وانترنت ولا تستخدمه الا في كراهية وشتم وارهاب وسخرية كل من تختلف معهم ثم تقول ان الاسلام دين الرحمة والتسامح قال تعالى (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ). هل هذا يعكس تدينك ام انك افسدت فطرتك وظن المحللين والمتابعين انها عقيدتك. صدقاً من يسخر من من؟ الذي يعتقد ان الله محب رحمن رحيم عفو كريم ثم يكره ويقسوا ويسخر وينتقم ام من ينفذ تعاليم الاسلام رغم انه غير مسلم فيحب ويغفر ويسامح ويحنو..؟! ما الفائدة ان تمتلك قصراً عظيماً كالجنة ( الاسلام واشتق اسمه من السلام ) وتعيش في مستنقع لانه يتماشى مع المستنقع الوضيع الذي تعش فيه فساداً في الداخل ( سخط وحقد وغل وكراهية ونكد وكبر وغيرة وكيد وشماتة وانتقام ). لا تتباهى بعظمة عقيدتك الا اذا كانت عظمتها منعكسة عليك حتى لا يسخر منك من يختلف معك فيها. كن عظيماً بأخلاقك بتعاملاتك برقي فكرك بجنة نفسك المطمئنة ودع من يختلفون معك في العقيدة يتسألون أي عقيدة عظيمة ولدت فيك هذه العظمة. كن خلوقك برقي تعامك مع الناس ،كن معطاء بكرم وبحب حتي تتجسد فيك المحبة،كن عظيما بارتفاع وعيك الشخصي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق