لغةٌ بيضاء - منتصر أبو عمرة .
من شُرْقةِ الدَّمعِ
حتى شَهْقةِ الغَرَقِ
تروي الكَمَنْجَةُ يُتْمَ الحرفِ للوَرَقِ
جفَّ الغَمامُ بحلقِ البوحِ أسئلةً
واصَّبَّبَتْ جبهةُ الأفكارِ بالعرقِ
من أينَ؟ كيفَ؟ مَتَى؟ هل مُمْكِنٌ؟
_أَبَداً
تَبَخَّرَ الدَّرْبُ؟!
_هذيْ سُنَّةُ الطُّرُقِ
حطَّ الضَّبابُ على المرآةِ
وانطفأتْ
نبوءةُ الشَّمْعَةِ العزلاءِ في الحَدَقِ
هذي الزنازينُ
في رَيعانِ ظُلمتِها
ونحن من نفَقٍ
نعدو إلى نفَقِ
نؤوِّلُ الشَّمْسَ في الجدرانِ أخيلةً
مَنْ يُقْنِعُ الشَّمسَ
أنْ تحنو على الغَسَقِ؟!
ونعصرُ الملحَ من زيتونةٍ هرِمتْ
فوقَ الدموعِ؛
لنحسو ضحْكةَ الشفَقِ
يا زقزقاتٍ على الأوراقِ ناعسةً
هاكِ ارتعاشَ جَناحِ الحُلْمِ
فانطلقي
مرّي على وردةٍ شمطاءَ
يحرقُها ألفُ اشتياقٍ
وحُلّي عُقْدةَ العَبَقِ
وقبِّلي جبهةً سمراءَ باردةً
وهدهدي الكفَّ في عكّازِهِ القَلِقِ
ولتقبسي لغةً بيضاءَ
عاريةً
لكيْ تفسّرَ لغزَ السجنِ
والأرَقِ
يا حفنةَ الوقتِ
جودي لو بثانيةٍ
عسى نلملمُ وجهاً تاهَ في الأُفُقِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق