الاثنين، 1 أبريل 2019

محمد جبعيتي :غاسل صحون يقرأ شوبنهاور رحلة ملحمية في أجواء خيالية، تناقش مجموعة من الموضوعات بطريقة فلسفية وميتافيزيقية.






فلسطين - بوابة اليمامة الثقافية.

أصدر مؤخرًا الكاتبُ الشاب محمد جبعيتي روايته الثالثة تحت عنوان" غاسل صحون يقرأ شوبنهاور" بعد روايتي "رجل واحد لأكثر من موت " ، "وجوه رام الله الغريبة". تقع الرواية في 255 صفحة من القطع المتوسط، وتتكون من 24 فصلًا، وصدرت عن دار الآداب في بيروت عام 2019م.
وقد لاقتْ قبولًا واسعًا في الوسط الأدبي، عند النُقاد والقُرّاء على حدٍ سواء ؛ فقد كتبَ الأستاذُ في الجامعة اللبنانية الناقدُ الدكتور: لؤي زيتوني قراءةً نقديةً حول الرواية، وأهم ما جاء فيها: " يبقى أن نشير إلى أنّ الرّواية تعدّ عملاً جديداً من حيث التقنية التي اتّبعتها، وعبر توظيف أسلوب التّداعي الحرّ في النّص الأوّل من الرّواية بشكلٍ ناجح، خصوصاً عبر سرد الحكايات التي التقطها من محيطه على نحو نقديّ. هذا فضلاً عن عامل التّرميز العالي الذي اختلط بالواقعيّة في السّرد ما أعطى إطاراً أكثر تشويقاً، وعمّق من الحضور النّقديّ الرّاديكاليّ داخل العمل دون أن ننسى عامل الجذب المتمثّل في تشويق عالٍ وفي مساراتٍ مفتوحةٍ على تأويلات لا نهائيّة. وانطلاقاً من ذلك، يمكن القول بكلّ صدق، رواية «غاسل الصّحون يقرأ شوبنهاور» رواية ذات مستوى عالٍ، وتعدّ عملاً أدبيّاً متميّزاً وبذلك نستطيع أن نصرّح بأنّ «محمّد جبعيتي» روائي رائد وواعد، يستحقّ كلّ تقدير، كما يستحق كلّ قراءةٍ واعيةٍ وثاقبة. "

وكذلك كتب حول الرواية الشاعر الفلسطيني الشاب يوسف خليفة: " تدور أحداث الرواية في عدة مدن: رام الله وبيرزيت وأريحا وبيت لحم ونابلس. في أجواءٍ ومناخاتٍ متنوّعة، بدءًا بالواقع الغرائبي والغامض و انتهاءً بالسوريالي والمُتخيل.
يتميّز النص بثقل مُكثّف من الترميز، والذي يفتح الآفاق لطرحِ التساؤلات. يبدأ ذلك من العنوان "غاسل صحون يقرأ شوبنهاور" إذ يُشيع اسم الفيلسوف شوبنهاور حالة من السوداويّة العبثية.
وجاء اسم بطل الرواية "نوح" ليعكس ترميزًا دينيًّا، ثمَّ لقبه كافكا رام الله نسبة إلى الكاتب الألماني السّوداوي أيضًا، الذي تدور حكاياته حول الكوابيس والحشرات. "
وقال الناقد والأكاديمي المغربي إدريس أنفراص في قراءة نقدية حول الرواية نشرت في موقع منصة الاستقلال الثقافية : " إنها رواية جيل آخر، فتح عينيه على وطن محتل، يعيش زمنًا آخر غير زمن البندقية والتخندق في خندق واحد لمواجهة العدو، بل صار وطنًا يتجزّأ كل يوم، وتتناحر فيه الفصائل الفلسطينية فيما بينها، و تتبادل التُّهم بالخيانة، لتتفرج على الوطن يضيع، بينما منها من يدّعي العكس، ويصفق لانتصارات يراها هو ولا يراها الشعب الفلسطيني.  هذا الجيل الفلسطيني الجديد هو من يكتب الآن روايته الخاصّة، بنظرته الخاصّة، وكما يعيشها بالقلب و بالوجدان، في واقع صار غامضًا وغريبًا و سورياليًّا. "

وقال جواد العقاد، رئيس تحرير بوابة اليمامة الثقافية:
 " تناولَ الكاتبُ، في هذه الرواية، واقعَه اليومي والهمَ المجتمعي بأسلوبٍ مبتكرٍ ودهاءِ أديبٍ بارع، حيثُ قدم عملًا روائيًا مغايرًا، ولم ينفصل عن الهمِّ اليومي ؛ فقد دمجَ الخيال بالواقع بأسلوبٍ مُتعالٍ يترفعُ عن التقليدي والعادي "

وتحدث الروائي محمد جبعيتي،صاحب رواية غاسل صحون يقرأ شوبنهاور، لبوابة اليمامة الثقافية حول روايته قائلًا :
"يعتمد النص على مفارقة في الرؤية، بالرغم من أنه نص من فلسطين إلَّا أنه يخالف كل توقعات القارئ فيما يتعلق بخطاب يتمحور حول فلسطين. النّص عن المأساة التي تتجسد في البطالة، اليأس، غياب الأمل، الأنانية المجتمعية، غياب العدل بشكل مطلق، ناهيك عن الأعراف القبلية فيما يتعلق بالنساء. إنها مأساة جيل كامل بمختلف مشاربه، وهو ما يظهر في الكم الكبير من الحكايات المتتالية، التي تُظهر عجز الإنسان في مواجهة علاقات قوى أكبر منه.
يحكي الراوي/الكاتب نوح عن حياته، وما يعانيه من مآسي، بصفته مواطناً فلسطينيّاً يعيش في رام الله مشرداً، يمارس أكثر من عمل لتحصيل لقمة عيشه، ولكنه لا يحصد سوى الذلّ والإهانة واستنزاف صحته وحياته. إنه الجانب المظلم والبائس من حياة معظم الشباب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال، وقساوة فئة من التجار والسياسيين الفلسطينيين.
يتميّز النص بثقل مُكثّف من الترميز، والذي يفتح الآفاق لطرحِ التساؤلات. يبدأ ذلك من العنوان "غاسل صحون يقرأ شوبنهاور" إذ يُشيع اسم الفيلسوف شوبنهاور حالة من السوداويّة العبثية.
تسير أحداث الرواية مثل ضربٍ من الجنون والهذيان ما بين الواقعي والمتخيل، حيث يتحدث نوح مع البوم، وتسقط نساء جميلات من السماء، وتسقط غربان ميتة بكميات كبيرة على الارض، وهناك صخرة حديقة الاستقلال التي ندخل من مغارتها لعالمٍ موازٍ لعالمنا، وعملية القتل التي تحدث أثناء الحلم، ولا يعرف نوح كيف نفذها، إذ وجد آثار من الدم على ثيابه ويديه، ما إن استيقظ من النوم. واحتار هل كان يحلم أم أن أحلامه استحالت إلى حقيقة؟
رحلة ملحمية في أجواء خيالية، تناقش مجموعة من الموضوعات بطريقة فلسفية وميتافيزيقية، مثل البحث عن الذات والحب، ماذا يعني الموت والحياة، في مشهدٍ رأسيّ – من الأسفَل - مختَلَط من الكوميديا والتراجيديا، ومن الغرائبيّة والعوالم المتخيَّلة. "

عن حياة الكاتب :
الروائي محمد جبعيتي يبلغ من العمر "26 عامًا"، طالب ماجستير لغة عربية وآدابها في جامعة بيرزيت، وأستاذ في أكاديمية روابي الإنجليزية. ينشر في الصحافة العربية، ولديه ثلاث روايات: "المهزلة ــ وجوه رام الله الغريبة"،  "رجل واحد لأكثر من موت" عن دار الفارابي، وأخيرًا روايته الجديدة "غاسل صحون يقرأ شوبنهاور " صادرة عن دار الآداب للتوزيع والنشر في بيروت.

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب: قراءة تحليلية

جمالية التمرد في قصيدة" أغنية الردة" للشاعر أنور الخطيب قراءة تحليلية بقلم/ جواد العقاد – فلسطين المحتلة أولًا- النص:   مل...