سليم النفار - فلسطين.
لم أكنْ ذاتَ يوم ٍ
نَسْلَ أرضٍ ؛ أرى حَمْلها
في عَرَاءِ الزمانْ
حيثُ لا سِرَّ في جوفها
غيرَ ذاكَ الفتى
حاملا ً لونها في ارتعاشِ الصَّباحْ
وقتما شاءَ جُزءٌ بها
أو تداعى لها
غائصاً
في اشتهاءِ المواسمْ ،
بُعَيْدَ ولادات ٍ ؛ ربَّما
لا تجيء ُ على وقتِها
في سُهاد الفتى
حينما قدْ نوى رغبة ً
في احتدام الفَلاحْ
كانَ يصبو :
إلى ثغرةٍ في فراغِ الحقولْ
كيْ يرى شالَها
يغمزُ الفجرَ في حبوهِ ؛
لو دنى خطوها من فضاءٍ خجولْ
لم أكنْ ذات َ يوم ٍ
أعتنيْ باتجاهِ الريحْ
بانحناءِ الغمام ِ لعصفورة ٍ
تشتهيْ عسلاً
من رضابِ السّماءْ
لم أكنْ ذاتَ يومٍ
أحْلِبُ النّوق َ أو
أرعى في مضاربها ماعز الحُرَّاسْ
غيرَ أنيْ خَبِرْتُ المُناخَ الصحيحْ
من تعاليمِ جَدَّاتنا
من دروسِ الحكايا هناكْ
في كلامٍ فصيحْ
من بعيدٍ رأيتُ الفتى
ساهماً في المدى
يشتهيْ غيماً أو ندىً للسّهولْ
غيرَ أنَّ الأراضيْ ؛
تضيعْ
وأنا قدْ رأيتُ السُّدى
لاهثاً في خُطاهم ْ ؛
هنا أو هناكْ .
ليسَ مرأى اليقينْ
غيرَ أنيْ وثِقْتُ الرّواية ْ ،
على وجهها شاهدٌ
صِدْقَ ما باحت ْ من رؤىً
في نسيجِ الحكاية ْ .
حُزْنُها
شكلُ ثكلى ، بوجدٍ تَصيْحْ
عينُها أخبرتنيْ ؛
تفاصيلَها
رحلة ً ملؤها من أنينْ
جدَّتيْ
لم تَقُلْ غيرَها
غيرُها
كلُّ أشتاتنا في فضاءِ الحنينْ
جدَّتيْ
لم تُساومْ ، ولكنَّ حارسَهم ْ
قالَ نأتيْ بُعيدَ الظّلام ْ
لو أطالَ الليلْ .
أيُّ ليلٍ تُرانا نَعُدُّ
في تداعي الفصولْ ؟
قُلْ لهمْ يا فتى :
كيفَ تأتيْ بموجٍ بحارْ
كيفَ تسعى لشالٍ ،
بهِ عطْرُ ذاكَ النّهارْ ؟
قُلْ لهمْ :
أيَّ حزبٍ هنا ننتميْ
حينما
يَهربُ الطينُ من ساقِ أحلامنا
والأساطيرُ تهويْ بنا
في فراغِ النُّحاسْ ؟
بُرهة ٌ واحدة ْ
تختفيْ راية ُ السّلطان ْ .
لو تتداعى الموات ْ
من جِرابِ المكانْ
ينحني قوسُهمْ في رحابِ التمنيْ للإلهْ :
أنْ يُديمَ الحياةْ
ليسَ ليْ أو لكمْ
بلْ لأفلاذهمْ
كي بنا لا تضيعُ الوراثةْ ؛
فهذي صناديقُ أحلامهمْ
كدُّ جهدٍ لهمْ بالحراثةْ ،
بنا كانتْ
بنا صارتْ
هكذا يعلو شكلّهمْ بالخُرَافةْ
أعطني يا قصيدةْ ،
فضاءاتِ حُبٍّ سعى
أنْ يكونّ الولادةْ
ليسَ لي ْ
في فضاءِ الهزيمةْ
غيرَ ما شاءتْ جدَّتيْ
حُلُماً
لا يُجافيْ الارادةْ
كلَّما ضاقَ صدريْ
على موجهِ
أفتقُ الريحَ ضوءً
لا يؤاخي الرّحيلْ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق