أحمد زكارنة - فلسطين.
أما بعد، أتعلمينَ سيدتي أني محتلٌ سعيدٌ باحتلاله؟! وأن قلبي له سليبٌ، كالأرض في عُمقِها الأعلى؟!
أتدرين لِمَ؟! وكيف باتَ الطائفُ في المدينةِ، كالمقيمِ الذي خلع ثوبَهُ وسأل كيف ألبَسه؟
الأمرُ بسيطٌ ومعقد، حيثُ عيني التي كلما رأتْ عينيكِ بدت الشمسُ كتاباً من كُتبِ الله، والعُشبُ قرآناً كلما قرأنَاهُ تعلمنا ما لم نكن نعلمُ، أن القولَ فيهما يُشبهُ الحياةْ، كلُ حاضرٍ للماضي مرآة، وكلُ فاعلٍ مميزٌ وغنيٌ عن كلِ منصوبٍ ومجرورٍ جربَ الحياةَ بطعمِ الممات. وأنكِ في المسافةِ الفاصلةِ ما بيني وبيني، أرضٌ أخرى كلما صفعها المطرُ أحبت الغموضَ وهي الواضحة.
الآن اعترفُ، الآن أعترف دونما استزادة، أولا تأخرَّ حبي لكِ قليلاً، ولكنهُ فاجأَني بأنهُ لم يُفاجئَني، حينما اكتشفتُ أنه الغائبُ المقيم.
وثانيا: كذبتُ إن لم أقل: إن الحبَ معكِ مغامرةٌ، والمغامرةُ بالقلوبِ فعلٌ مكروهٌ وحرام، ولكنَّ روحي المعلقةُ فيكِ، باتت كلاعبِ النردِ محترفاً يهوى المقامرة.
أما عاشراً: فيقولون إن السببَ الرئيسي في الموت، هو الخوفُ من أمرٍ قد يلي الموت، وأنا في حضرةِ روحكِ سأركبُ الريحَ والتحفُ الخوف.
سأفترشُ عينيكِ سجادةَ صلاةٍ لأبدِ الأبدين، وأُعلنُ أنكِ وأني، ظلانِ يُشبهانِ وجهَ اللهِ في قلبي لو يعلمونَ وتعلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق