أنا في منتصف الوجع تماماً..
الوردة المختبئة في رسالتك أخرجتها لأعتنق اختناقها، وجدتها تئن كأنها تحتضر، بين صفحتين ملتهبتين بآهاتٍ وحنين، وحكايات عن الشوق والرغبة، وقبلة بقلم شفاهك الوردي في المنتصف تماماً، بمحاذاة التوقيع وقبل كلمة أحبك.
في جلستنا الأخيرة كنت مشغولا تماماً بعينيك، كل انعطافة فيهما، كل انغلاقة لرمشيك الساحرين، كل مرة تزمي فيها شفتيك كنت أعتصر نفسي فيهما، وعندما يبان لسانك لي، أتذوقه بكل معانيه، أظنها بداية العناق، وتعرفين أنها النهاية.
في هاتفي الجوال بقايا صور، وبين كتبي رواية سخيفة لأحلام مستغانمي كنتِ قد أهديتني اياها ولم أتجرأ أن أخبرك أنني لم أعد أقرأ لها، قلت لك بكل الشوق: سأقرأها، ولم أفعل.
فرشاة أسنانك التي تحتل مكانها فوق مغسلتي تماماً، كانت ضحية صراعي والشوق اليكِ.
ملابسك الداخلية تناثرت كيفما اتفق.
الدهشة من افتراقنا كلفت جارتنا وزوجها الودودين ابتسامتهما، وكلفت أمي ضحكتها، وكلفتني نفسي.
دوامة من الأسئلة تحاصرني، غرفة النوم التي كنا ننوي تغييرها قريباً، طاولة السفرة التي شهدت فتوحاتنا، الأريكة التي مزقناها اشتهاءً، كل شيء كان يشي بأن الموت نفسه، غير قادر على أخذك مني.
الطبيب اللعين، ألبوم الصور، التحاليل التي لا تنتهي، رسائلك التي تحاصر قلبي، ولقاء بدأ فيكِ لا ينتهي أبدا..
مدهشةٌ أنت، كيف تحافظين على ابتسامتك وسط هذا الهراء..
أحمد عيسى - فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق