ربما نغنى....
فى الموسم القادم
قد تكون الرياح
أكثر تحنانا على العشب
المنفلت من خطوات التراجع
أو ربما
تلاقح أشجارنا العاقرة في غياب المطر
ربما
تزورنا النوارس
وتحط على شواطئ تعج بأقدام طفولة
هربت من خشونة المخيم
ووطئت رملها
لتمسد بأصابعها الطرية
أحلاماً بلا توابيت
ربما
تتهيأ لنا الشوارعُ
بامتداداتها اللامتناهية
وتضاء مصابيحها المعتمة
أثر غياب الراحلين.
وهناك
على بقايا جدران
تجاوزت حدود التلاشي
شظايا أناس يتمطون
يلملمون بقايا حلم
فتات خبز
أو تذكرة سفر
لربما
يجود عليهم الرب بالرحمة والمغفرة.
وأنا
تصاحبني عيني المبللة
أثر سقوط المطر على هامتي المنكسرة
تتنقل بي
بين جداريات لم تجف ألوانها
تنفرط الخربشات حكايا
على أسفلت يشهد التاريخ
منذ النكبة الأولى
تنهمر الألوان دموعاً
تتساقط كشلال متمرد
على احتباسات الغضب
يغسل قلق الشارع
ويمحو أثار أقدام
تسابق ظلها قبل الأفول
و
أ
س
ي
ح
أنا تيها وتوهانا
أخمن المعاني المطموسة
ببقايا صور تلاشت
أتهيأ لقراءات ممكنة.
أستقريء
اللحظة الكامنة في جب القدر
لعلها تتفجر برداً وسلاما
وتطفئ نار الفتن
يسرا الخطيب - فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق